رُغمَ أنّي أضعُ العِطرَ على ثِيابي بافراط لكنّ رائحةَ شوقي تَفوحُ في سَماء المدينة والكلُّ ينظرُ لعينايَ باستغرابٍ شَديدْ كأنهُ يودُ أن يقولَ ليْ
لهذهِ الدرجةِ أنتَ مُشتاقْ !!
حَبيبَتيْ لا تَغاريْ ولا تَتَمني أن نَعيشَ حُبنا كَغَيرِنا
فالحُبُ كالماءْ يَأخُدُ شَكلَ الوِعاءِ الذي يُوضَعُ فيهِ
فَقدْ يَـأخَدُ شَكلَ كـأسِ زُجـاجٍ أو فِجنانِ شايْ
لذلكَ دَعينا نُقررُ شَكلَ حُبنا بَعيداً عَنْ ما هُوَ مَوجودْ وَنَضعُ تَعريفاً جَديداً للعِشقِ باسلوبـِنا وطَهارَتِنا فَأنتيْ لَديكِ من الأُنوثةِ ما يُغرِقُ كَوكبيْ وأنا رَجلٌ قَنوعٌ لا يُريدُ الا أُنثىْ واحِدة
في داخل سياره عمر و هم في طريقهم الى العشاء كانت بسمة تنضر لعمر ، لكل تفصيل صغير فيه، طريقته في سياقه السياره و عطره اللذي يفوح في المكان و شعره المصفف بطريقه جذابه ، و شخصيته القويه الممزوجه بحنان ، انها الشخصيه التي جذبتها منذ اللحضه الاولى
اما عمر فقد حاول ان لا يتذكر شئ في هذه الليله الا انه مع زوجته التي يعشقها
كان الصمت هو سيد الموقف و كل منهما اخذ يفكر في الاخر و هل ما يحصل لهما هو حلم ام حقيقه ،
عمر احب ان يكسر الصمت فشغل الراديو و كان القدر احب ان يهديهم اغنيه ،
بعيونك كلام وبقلبك غرام حسيت بدفا
خليني بايديك غفيني بعينيك حبيت الغفا
وديني لمكان عدنية أمان ما فيها حدا
علمني هواك من لحظة لقاك عمري ابتدا
يا حبيبي خدني معك انا عمري كلو إلك
انا قلبي عم يقشعك عم يسمعك ويقول
ولا غيرك بدو إلو يا حبيبي لو تسألو
بقلك انك إلو و باقي إلو على طول
كان عمر يدندن مع الاغنيه بكل حماس و مسك ايد بسمة و هو بيغني و كانه بيهديها الاغنيه ،ثم بدأ بالغناء بصوت عالي جدا و بدأت بسمة الغناء معه و الضحك بصوت عالي
لاول مره عيونهم مكانش فيهه اي حزن ، الفرح و الحب و الحماس هو اللي كان مسيطر عليهم لحد ما وصلو للمكان اللي عمر اختاره
بسمة ،، اي ده يا عمر مش احنا فين
عمر،، الليله دي انت الاميره بتاعتي و حعملك احلى ليله فالدنيا
بسمة،، بس انا مش فاهمه حاجه
عمر ،، انا اجرت اليخت ده و حنتعشى هنا و احنا بناخد لفه في البحر عشان نبقى لوحدنا و محدش يزعجنا
بسمة،، انا مش عارفه اقولك ايه ربنا يخليك ليا يا حبيبي
عمر ،، كلمة حبيبي دي هي الدنيا كلهه بالنسبالي
دخلو اليخت اللي كان متزين بالشموع و الموسيقى الهاديه و قعدو يتعشو و هم فوسط البحر
بسمة،، عارف يا عمر انا كانت فكره الجواز بتخوفني اوي ، مكنتش اتخيل اني حتجوز بالطرريقه دي ،
عمر،، ليه بتخافي من الجواز ده حتى ربنا قال ان الجواز نصف الدين
بسمة،، مكنتش متخيله فكره ان حد يدخل حياتي و يصيطر على تصرفاتي و يبقى هو المسؤول عني ، بس بعد ما شفتك حسيت انك مش كده و اني مش عايزه ابقى انا المسؤله عن نفسي ، عايزاك تبقى انت كل حاجه فحياتي
عمر ،،، في بنات كتير بتفتكر ان الراجل عايز البنت اللي شخصيتهه قويه جدا و تتخانق مع اي حد ، بس احلى حاجه في البنت ضعفها ، ربنا خلقنا بنكمل بعض مش بناخد ادوار بعض
بسمة،، انت على طول كده
عمر ، كده ازاي
بسمة ،، يعني احنا من ساعة متجوزنا و انا شايفاك بتهتم بالبيت كله و انا مش عايزاك تشيل المسؤليه دي لوحدك ، نفسي اساعدك
عمر ،، يا حبيبتي انا طول عمري بعمل كده و مش بعتبرها مسؤوليه ، انا بحب اهتم بعيلتي دي حاجه بتسعدني
بسمة،، و انا كمان بحب اتفرج عليك و انت بتهزر مع سماح و كمان لما بتساعد ماما فكل حاجه و ساعات عمي بيخليك تشتغل كتير و برضو مبتزعلوش ، انا يا عمر بحب فيك كل حاجه ، انا مكنتش فاكره اني في ناس بتحس بغيرهه زيك كده
عمر ،، انت عارفه يا بسمة انا حبيتك ليه ؟
بسمة،، ليه ياعمر
عمر ،، عشان انت كمان احن وحده فالدنيا ، انا كنت بشوفك لما كنتي بتيجي المعمل علشان تتاكدي ان بباكي اخد الدوا و حبيتك لما شفتك و انت فالجامعه بترفضي انك تقعدي مع الشباب و كنتي بتقعدي مع صحباتك البنات بس
بسمة ،، انت عرفت ازاي ؟؟
عمر ،، ههههه بلاش فضايح
بسمة،، لا بجد قولي
عمر ،، انا ساعات كنت باجي الجامعه عشان اطمن عليكي
بسمة ،،،، هههههههههههههههههه ده انت واقع فغرامي من زمان و انا معرفش
عمر،، انا حبيت رقتك و اخلاقك و هدوئك و خجلك ، حبيتك علشان انت اجمل واحده فنضري
بسمة،، بخجل، انت كل حاجه فحياتي يا عمر
عمر ،، و انت بسمة حياتي يا بسمة
انهو طعامهم و هم يتبادلون اطراف الحديث بكل حب و رومانسيه ثم طلب عمر من بسمة ان يرقصو سلو على انغام الموسيقى
و هم يرقصون قالت بسمة،، عمر انا عايزه اسالك سؤال بس رد عليه بصراحه
هو انت كان فيه فحياتك حد من قبلي ؟
عمر بخجل ،، لازم يعني السؤال ده
بسمة بعصبيه، اه لازم
عمر ، كان فيه واحده ايام الجامعه اسمهه ندى ، و كنا بنحب بعض بس خلاص ده موضوع و انتهى
بسمة اتغاضت لمجرد ذكر عمر اسم بنت غيرها و حاولت انها متبينش غيرتها
بسمة،، و ليه سبتها
عمر، عشان انا مكنتش بحبها ، كان مجرد اعجاب و هي اتغيرت بعد فتره و حسيت انها تافهه جدا و سطحيه
بسمة، يعني مبتفكرش فيهه خالص
عمر،، انا معرفتش الحب الا معاكي يا بسمة انت كل حاجه حلوه بالنسبالي
حست بسمة بالراحه بعد كلام عمر و استغربت من نفسهه جدا،، ازاي الحب بيخلينا نغير اوي كده من شخص احنا عمرنا مشفناه ، ازاي بيخلينا نعمل الف حساب لكل كلمة بنقولها علشان بنخاف نجرح اللي
بنحبهم ، فعلا الحب شعور خفي يتسلل الى قلوبنا ليهز كل معاني العاطفة في العقل و القلب
بعد ما تعشو ورقصو و اتكلمو كانو واقفين قدام البحر مستنين اليخت يوصل الى الشاطئ
عمر ،، انا بحب البحر اوي يا بسمة
بسمة،، و انا كمان بحس انه عالم تاني غير العالم اللي احنا عايشين فيه
عمر،وهو شارد،،وساعات البحر هو الوحيد اللي بيخبي اسرارنا
بسمة ،، اسرار ،، ايه ده لالالا انا حشريه و بحب اعرف كل حاجه
عمر ،، انا ،، مش ،، مكنتش اقصد اسراري انا
بسمة،، يهون عليك تخبي عليه
عمر ،، و حاول ان يحول الموضوع الى مزحة،،انا لو اتكلمت معاكي خمس دقايق كمان حدخل سراية المجانين
ممكن تخليني اعترف بحجات معملتهاش اصلا
بسمة ، اخص عليك قصدك ان انا بحقق معاك
عمر ،، لا يا سوسو بهزر معاكي انت تحققي معايا زي ما انتي عايزه
بسمة ، ايوا كده ههههههههه
رجعو البيت متاخر جدا و هم في غايه السعاده
في الغرفه اقترحت بسمة انهم يتفرجو على فلم رومانسي
ولكن عمر رفض
بسمة،، ليه يا عمر انا نفسي اتفرج معاك على الفلم ده
عمر،، مينفعش الوقت اتاخر و انا لازم اصحى بدري و انت كمان
بسمة ،، انا معنديش حاجه اصحى بدري ليه؟
عمر،، عشان انا عاملك مفاجأه،، اتفضلي يا ستي
بسمه ،، ايه الورق ده
عمر ،، دي يا حبيبتي اوراق تعيينك الجديد في مدرسه خاصه
بسمة ، بفرحه عارمة،، انا حشتغل
عمر ،، ايوا انت كنتي عايزه تشتغلي فانا كلمت ناضر المدرسه اصله صاحب بابا من زمان و هو عايز يعمل معاكي مقابله بكرا
بسمة،، و الدموع في عينيها ،انت احلى حاجه حصلتلي يا عمر ، انا بحبك اوي اوي و ارتمت في احضانه و،،،،،،،،،،،،
في الصباح استيقضو الجميع ، كان هذا اليوم مهما جدا لبسمة لانها ستتعرف على عملها الجديد الذي لطالما حلمت به، و لكن هذا اليوم هو مختلف بالنسبه لعمر لانه سيجرب العلاج الكيميائي لاول مره في حياته
جلسو الجميع حول مائده الافطار
عمر ،، بابا انا مش حروح الشغل انهارده
محمود،، خلاص بقه مش كل يوم عايز اجازه ، ايه لعب العيال ده
عمر ،، معلش يا بابا اصل صاحبي عنده عزه و لازم اكون معاه
فاطمة،، روح يا حبيبي ده واجب برضو
مراد ،، عمي متقلقش انا مضبط كل حاجه و حقابل الناس النهارده
محمود ،، ده انتو متفقين على كل حاجه
سماح،، علشان خطري يا بابا متزعلش نفسك
محمود،، خلاص مش زعلان بس انت خلي بالك من نفسك مش عايز ابنك يطلع دلوع كده زيك
سماح ،، و هو يطول يبقى زيي ده انا سكره
ضحك الكل الا عمر اللي كان متوتر من اللي حيحصل
الساعه عشره دخل عمر اول جلسه علاج الدكتور حطله المحلول في ايدو و طلب منه الاسترخاء
مرت الدقائق و كانها ساعات على عمر كان حاسس بتعب شديد، الدكتور قله قبل الجلسه ان التعب ده شئ عادي و عرض جانبي للعلاج الكيميائي ولكن عمر كان حاسس فعلا بتعب و ارهاق شديد
بعد ان انتهى عمر من جلسه العلاج قرر انه يرجع البيت لانه كان حاسس بدوخه و تعب و نفسه ينام جدااا
وصل الى المنزل و هو في غايه الارهاق
دخل الفيلا و هو شايل جاكت البدله في ايده و بيمشي بخطوات بطيئه و اول ما دخل شاف والدته و سماح
فاطمة،، اهلا يا حبيبي
سماح ،، انت كنت فعزه و لا كنت فالجم شكلك تعبان و بتنهج ، هو فيه ايه
عمر ،، اصلي تعبت من الحر و الشمس، هي بسمه رجعت
فاطمه،،لا دي لسه فشغلها الجديد زمانها جايه اطلع انت غيرهدومك و انا ححضرلكو الغدا
استدار عمر ليذهب لغرفته وفجأه سمع صوت والده
محمود، استنى يا عمر عايزك
عمر،، ايوا يا بابا
محمود ،، مراد كلمني و قال ان البضاعه جاهزه و لازم نوصلهه اسكندرية الليله ، جهز نفسك بسرعه عشان تطلع مع العمال
عمر اتصدم من كلام والده ، هو كان حاسس انه تعبان جدا و مش حيستحمل السفر و العلاج الكيميائي فنفس اليوم
محمود ،، ايييه رحت فين يا عمر انا بكلمك
عمر ،، بابا ممكن تخلي مشوار اسكندرية ده لبكرا
محمود،، بكرا ليه ، الناس مستعجله ، و بعدين انت وراك ايه النهارده ، تقدر تلحق تروح وترجع قبل نص الليل
عمر ،، انا تعبان اوي يا بابا ارجوك خلي مراد يروح بدالي
محمود،، مش انت اللي تقرر مين اللي حيسافر ، و لما اقول كلمة متناقشنيش فيهه
عمر عرف ان مفيش فايده من المناقشه بس لاول مره يحس انه تعبان اوي كده و افتكر كلام دكتور منير انه لازم يرتاح و انه مش حيستحمل بس مكانش قدامه حل غير انه يسافر
فاطمة،، حرام عليك يا محمود عمر شكله تعبان انت ناسي كلام الدكتور انه لازم يرتاح
محمود،،ابنك مش تعبان ده بيتدلع و مش عاوز يشتغل وبعدين كلام الدكتور عن الراحه ده كان من فتره
فاطمة ،، انت بتعامله كده ليه ،، ده حتى بييجي على نفسه عشانك
محمود،، خلاص مش عايز كلام في الموضوع ده ، حضريلنا الغده
طلع عمر اوضته عشان يغير هدومو و يستعد للسفر ، لكنه احس بالضيق و الوحده فعلا ، لاول مره في حياته انهار عمر بالبكاء ، لاول مره يحس انه ضعيف و مش قادر يعمل اللي والده بيطلبه منه ، لاول مره يسيطر التعب على جسد عمر و حس انه بيتمنى الموت فالحضه دي ، و بعد انهياره بلحضات افتكر بسمة و افتكر الليله الماضيه لترتسم ابتسامه على وجهه المتعب و قرر انه لازم يكمل مهما حصل .......
و لكن هل حيقدر عمر انه يكمل فعلا و ايه اللي حيحصل فالسفر و هل حتقدر بسمة تفهم اللي بيمر بيه عمر ................