كَرزِيّ المَنسِيّ.

964 41 217
                                    


'إهداء لِمنُ ملكت كيَانِي، أوّل داعِمة لأميرة الخُوخ جُوجُو'


-

Flashback.

"إخلَع حِذاءك!"

"هَل حقًا عليَّ ذَلِك؟"

تَسائل الفتَى بلَهجة تملُؤها الدّهشة.

"بِالطّبع، المُسافِرُون يخلعُون أحذِيتَهُم عند رُكوب الطائِرة، ألَم تعلَم قبْلًا؟"

"لا.."

أخفضَ رأسهُ، وانْحنى ليُمسك بِطرف حذاءِه ليَخلعُه غير أنّ تلك اليَد امتدّت لتّوقِفه مع ضِحكة عالِية كادَت تصلُ لِسائق الطائرة.

"ياه هَل كُنت تعبثُ معي؟"

ضَحِك الأطول مٌجدّدًا ثمّ أمسك بمِعصم الآخر مُقربًا إيّاه إليه، أخفَاه بحُضنِه بطريقة أخُرى*

"أحمق.."

مالَ برأسِه قليلًا حتى يصل إلَى مُستوى شفتيِه لِيترُك هُناك قُبلة دافئة ثم يتجهَ كلاهُما للمقعد، قاصدَين وُجهتهُما الأولى، الصّين.

End flashback.

صبَاحُ يومِ الثُلاثَاء، السّاعَةُ السّادِسة وثلَاثة دقائِق، فتحَ عينَاهُ قبل أنْ يرنَّ المُنبّهُ بدَقِيقتين، في الواقع هُو اعتَاد على فِعل هذا مُنذ أربع سنواتٍ وحتّى الآن، لايعُلم ولانَعلَمُ لمَا يضبِطُ المُنبّه كلُ ليلة وهُو بالِفعل يستَيقِظُ قبلهُ في الصبَاح.

أبْعَد الغِطاءَ الرّث من عَلى جسدِه بِضُعف وذهَب ليستَحمّ، أعدّ لِنفسِه كُوب حليب بالشوكولا السّاخِنة وأخذ كتابًا معهُ إلَى وُجهته المُعتادة، مُستشفى الزُهور.

دخَل لِيُلقي التحية على العامِلين والمُمرضات الذِين كانُوا قد إعتَادُوا عليه وعلى حُضورِه في نفسِ الوقت كلّ يوم، لكن اليوم، هذا اليوم فقط كان مُختلفًا، ابتسامات تسلّلت لوجوههم ما إن رأوهُ، همساتُهم لبعض ونظراتُهم المُشرقة لهُ جعلتهُ يرتعب، ماذا هُناك؟.

أسرَع لِغُرفة الفتَى، طرق الباب ثلاث مرّات كما يفعل دائِمًا، كما لو أنّهُ سيتلقى إجابةً من الجُثة المرُكونة في تلك الغُرفة الباهتة مُنذُ أربع سنوات.

بعد الطرقة الثالثة فتح الباب وكذا عينيه على مصرعيهِما، إنّهُ-
إنّهُ مُستيقظ!..
سِقطَ الكتَاب الذِي كانَ ينوِي قِراءتَهُ مُقابِل جسدِ محبُوبه النّائِم.

the forgotten cherryWhere stories live. Discover now