إعترافـاتٌ خجـولةٌ.

1.6K 127 320
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم.

تلك القِصّةُ تُناقِش قضيّة إجتماعيّة لا يمكننا الإستخفاف بها، وأظن أنه قد عانت منها الكثيرات فَتَحتَّم عليّ أن أكتب عنها♥

إدعموني رجاءًبـ فوت قبل القراءة!

 قِراءة مُمتِعَة♥

.

.

- في مكانٍ ما في الشرق الأوسَط. السابعة مساءً.

"وداعاً حبيبة!"

لوّحتُ لصديقتي مُبتسِمة لِتُبادلني كذلك ويذهبُ كُلّاً مِنّا في طريقِه.. لقد كُنا في إحدي الدروس الخصوصيّة ولتوّنا إنتهينا من الدرس ، لِسوءِ الحظّ منزلها يَبعُدُ عن منزلي بكثير فلا تُتاح لنا فُرصَة السير سويّاً أثناء العَودة ..

جديّاً أنا أكره تلك الدروس الخصوصيّة التي تجعلني أُغادِر منزلي كل دقيقة .. فما فائدة المدرسة بأي حال؟ أعني فليجلِس كُلٌ مِنّا في منزله ويَقصِد الدروس الخصوصيّة ليتعلّم.. فليلغوا المدارس!

أكرَهُ كَون التعليم مُهمَل لهذه الدرجة .. أتمني لو أستطيع السفر في يومٍ ما لِأُحقِّق أحلامي التي تعجزُ سياسة بلادي عن تحقيقها لي ..

زفرتُ الهواء بإنزعاج حين تذكّرت أنهُ لديّ واجِب كثير لأنجزه حين أعود للمنزل ، ولديّ إمتحان غداً .. لما لا يمر هذا الوقت سريعاً وتأتي العُطلة؟

يا إلهي! الجو باردٌ للغاية.. أغلقتُ سحاب معطفي ووضعتُ يداي في جيوبِه لِأُدفِئها بينما أُزيدُ مِن سُرعتي في المَشي ، إن الحقيبة ثقيلة فوق ظهري مما جعل الأمر أسهل للهواء أن يدفعني إلي الوراء ، فأنا أسيرُ عكس التيّار الهوائيّ! تباً، إرتطم التُراب المُتطاير بوجهي ليدخُل البعض منه في عَيني فأغلقتها سريعاً!

جمّعت قواي لِأُتابِع طريقي وفَرَكتُ عيناي اللتان دَمِعَتان قليلاً.. حتي هدأ الهواء قليلاً لأتنفّس بِراحة، كُل ما يُشغِلُ بالي الآن أن أعود للمنزل سريعاً قَبل أن تُمطِر، وقبل أن أحتضِرُ هُنا لِشدّة جوعي! فلقد كُنتُ في ثلاثة دروس متتاليين وأُقسِمُ بأنني أحتاج للنوم بشدّة..

إنعطفتُ لأدخُل في شارعٍ آخر وأُكمِلُ سَيري بينما أرتجف قليلاً لِنسمة البرد المُنتشِرة في الأرجاء..

ما جعلني أتعرقَل في طريقي هو صياحٌ قويّ رجاليّ جاء مِن اللا مكان ليجعلني أنتفِض وأعجز عن رؤية الحجر أمامي، أدركت الأمر ونهضت لأنظّف ملابسي وأُدحرِجُ عيناي بتملمُل ناظرةً لِلقَهوة الصغيرة علي يَميني، لقد نسيت تماماً أن بلدي اليوم تلعبُ مُباراةً هامة لِكُرَة القدم ستجعلها تدخُلُ كأس العالم وأخيراً، لما لا يمكن للرجال كبح حماستهم قليلاً؟ فَهُناك فتاة قد توقّف ضَخّ الدم في جسدها توّاً..! ألا يكفي أن الشارع لا يتواجد به بصيصٌ مِن النور؟

إعترافات خجولة. {One Shot}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن