الفصل الثاني

19.7K 627 22
                                    

أشواك العشق

الفصل الثاني :

بدأت سيلا تستعيد وعيها تدريجيًا.. وما إن ارتكزت عيناها على سليم و جميلة يجلسون من حولها حتى هبت منتصبة تتأوه من ألم رأسها..
أقتربت منها جميلة تسألها مستفسرة بخفوت :
-أنتِ كويسة يا حبيبتي ؟!
اومأت سيلا مؤكـدة.. وبصوت مبحوح ردت :
-ايوة كويسة يا طنط
نهضت ببطئ حتى وصلت أمام الدولاب فبدأت تجمـع ملابسها.. إنتفض قلب "جميلة" فزعًا وهي تسألها :
-أنتِ بتعملي أية يا سيلا أنتِ رايحة فين !!
ماج داخلهـا شعـور مختلف...
شعور كزجاج تحطم لأشلاء متناثـرة.. أشلاء تُدمـر أطرافهـا جدران الروح المنهزمة... !!
نظرت لها وهي تخبرها بهمس غطته الكسرة :
-هاروح بيت أهلي، أنا مليش مكان هنا يا طنط
عضت جميلة على شفتاها بأسف مستنكرة :
-كدة يا سيلا.. أنا طنط بعد ما كنت خالتو !؟
تقوست شفتاها على هيئة ابتسامة قُتلت الاف المـرات.. ثم أردفت باختناق :
-كنتي خالتو، كنتي خالتو اللي بتخاف عليا قبل ما تفكر بأنانية في مصلحة ابنها بس ومافكرتش فيا ولا في مشاعري !!!
أخفضت جميلة رأسها بخزي.. بينما زمجر سليم غاضبًا :
-سييييييلا!! إلزمي حدك واعرفي لكلامك
أيغضب !!
يغضب ايضًا بعد كل ذلك ؟!!!
ترى هل رأيت يومًا من يشعل النيران بجسدك كفتيل للموت ثم يحترق هو !!
نظرت له بحرقة وهي تستطرد :
-أنا عارفة حدي كويس اووي يا سليم بيه مش محتاجة واحد زيك يعرفهولي
بينما إلتفتت له جميلة تتشدق بــ :
-اوعى تسيبها تمشي يا سليم.. ماتفرطش في مراتك يا حبيبي
توجه سليم نحوها.. ثم أمسك بيدها التي تجمـع الملابس بعشوائية.. ليقول بخشونة :
-سيلا سيبي الشنطة واعقلي
نفضت يده عنها كبلاء يردم روحها وتحاول هي الطفو منه حتى الان !!!!
ثم صرخت فيه بحدة :
-أنت أعقل ولو عندك دم سبني أمشي وملكش دعوة بيا وورقة طلاقي توصلني يا سليم
ضغط على ذراعها بقوة.. ثم أغمض عينيه للحظات قبل أن يستطرد بصوت قاتم :
-طلاق مش هطلق وخروج من هنا مش هتخرجي يا سيلا
كانت تحـدق به باستهانـة رهيبـة..
أي حق ذاك يحاول التمسك به !!
يستنـد متمسكا بسراب من الحقوق التي منحته اياها...
اقترب من خالته قائلاً بصوت أجش :
-يلا يا خالة نسيبها تفكر عشان مترجعش تندم
حاولت خالته المعارضة ؛
-يا سليم بس آآ...
ولكنه قاطعهـا وهو يقول بنبرة سقطت على جلد سيلا وكأنها تقطعها بلا رحمة.. وبلا شفقة !!! :
-قولت يلا يا خالة.. سبيها تغور هي ادرى بمصلحتها انا اصلاً مش طايق خلقتها
كانت هي صامتة كـ روح إنتهت صلاحيتها.. وقلب اٌهلكت اوتـاره الشغوفـة.. وعين تفاقمت كراهيتها !!!!
غادروا ببطئ وأغلق سليم الباب بمفتاحه الخاص.. فبدأت هي تصرخ بنحيب عالي :
-افتح الباب يا سليم.. افتح الباب حرام علييييك بقااا
ولكنه لم يكن يسمع لها.. عُمي القلب بلفافه مجهولة المصدر!!!
سقطت "سيلا" على الأرض شاهقة بعنف.. ومع شهقاتها المتتالية كانت تشعر أن روحها تلتف لتضمد تلك الشهقات.... !

                           ********

بعد مرور يومـان....

نوفيلا ( أشواك العشق ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن