الفصل الثالث

20K 674 28
                                    

أشـواك العشق

الفصل الثالث :

كان يدلف بها إلى منزلـه يجذبهـا من خصلاتهـا بقـوة وصوت صراخهـا يضفي نوعًا من موسيقى إنشقاق الروح !!!!
وكان هو الاخر منفعـل.. غاضب.. لا بل كاد يجن من فرط ذهوله...
خط محدد توقعـه ينحني يمينًا ولكنه إنحدر نحو الهاوية فانقسم بانكسار !!!!
كان يصرخ بعصبية جلية تحاوط خليط ملامحه :
-أنا يا سيلا.. بقا انا مراتي تخوني على اخر الزمن !
ثم امسكها من كتفيهـا لتنهض، ثم بدأ يزمجر بحدة قاسية :
-لية !؟ لية عملتي كدة ليييييية
وببرود هائل كاد يُميته صريعًا ردت :
-وأنت مالك ! أنا حره
لم يشعر بنفسه الا وهو يسحبها نحو غرفته في الاعلى متجاهلاً نداء خالته التي جاءت تركض خلفه بفزع :
-في أية يا سليم حصل اية بس فهموني !؟؟؟؟
دلف إلى الغرفة ثم رماها ارضًا ليغلق الباب خلفـه.. كانت هي محدقة فيه بسكون غريب !!
وكأن شللاً ما اصاب أطرافها المشعثة..
دلفت جميلة وحاولت جميلة ازاحتها من امام سليم ولكنه امسك بها ليصرخ بخالته :
-اطلعي بررره يا خالة
حاولت الاعتراض بقلق :
-اسمعني بس يا سليم... آآ
ولكنه قاطعها مستطردًا بحدة عالية :
-لو سمحتي ماتخلنيش اعمل حاجة اندم عليها يا خالة.. اطلعي بررررره
ابتلعت ريقها بقلق وقد أيقنـت أن سيلا تعدت كل الخطوط الحمراء التي رسمها هو مسبقًا..
وبأقدام شبه مرتعشة خرجت بالفعل ليغلق سليم الباب بالمفتاح..
ثم خرجت خلع -حزام بنطاله- وهو يردد بشراسة :
-خونتيني وشوفتك بعيني، وبكل بجاحه بتقولي اه انا حره !!!
كانت تنظر له بخوف هذه المرة.. سلسـلة الجمود التي كانت متففنة في إظهارها على ملامح وجهها إنكسرت..
ليظهر هلع غزير تشبع تلك الجفون التي حفرت أسمه مسبقًا... !!
هبط حزامه على جسدها بعنف فظلت تصرخ بألم :
-حرام عليك سبني!!!
ولكنه لم يكن ليتركها بل ظل يضربها بكل قوتـه.. بانفعال كل آآهٍ صرخت بها كرامته ورجولته كرجل شرقي...
وكل ذرة جنون اجتاحته امام برودها !
لم يتركها إلا جثة هامـدة مسطحة ارضًا.. هبط يميل رأسها ولكن وجدها فقدت الوعي.. ابتعد عنها ببطئ يعدل هندامه بسكون ثم استدار ليخرج من الغرفة مغلقًا الباب خلفه وكأن شيئً لم يكن !!!!

                          *******

كانت "جميلة" تجلس مع سيلا بعد رحيل الطبيب الذي داوى جروحها قدر الإمكـان.. وكتب لها على علاج وبالطبع لم يكن سليم في المنزل...
جميلة.. مندهشة بحق من تصرف سليم الذي أنعش بذور الخوف من تصرفاته مرة اخرى !!!
واخيرًا بدأت سيلا تتململ في نومتها وهي تتأوه بصوت عالي باكية من الألم الذي خدر حواسها :
-اااه يارب مش قادرة
اقتربت جميلة تتحسس وجنتها بحنان هامسة :
-سلامتك يا حبيبتي، أية اللي حصل يا سيلا فهميني !!
ازداد بكاؤوهـا الذي أصبح رحلة عميقة اختطفت اتزانها.. ثم بدأت تغمغم :
-مش لما اعرف انا، والله ما فاكرة حاجة كويس، أنا في حد اتصل بيا وقالي سليم في الشقة دي وعمل حادثة.. وانا مافكرتش كويس وغيرت طريقي من بيت اهلي للشقة دي، واول ما وصلت لاقيت ناس غريبة شربوني حاجة غصب عني وبعدها ماحستش بأي حاجة !!!!
اخذتها جميلة في احضانهـا تربت على خصلاتها التي كانت تقريبًا مُقطعـة، ثم همست لها:
-طب اهدي يا سيلا، اهدي كدة في حاجة غلط لازم نفهم
أصبحت تهز رأسها بشكل هيستيري وهي تحاول النهوض :
-انا مش عايزة افهم حاجة ولا عايزة اشوف خلقته، انا عايزة امشي من هنا لو بتحبيني بجد ارجوووكِ
وقبل أن تجيب "جميلة" كان سليم يدلف ممسكًا بيد "مرسين" التي كانت تبتسم بخبث لم يلوح سوى لسيلا التي امتعضت رغم ألمهـا...
ثم قال بقسوة :
-تمشي فين !! أنتِ مفكرة إن في حد ممكن يخلصك من تحت إيدي ؟!
وبلحظة كان أمامها يصفعهـا بقوة مصيحًا بنبرة سقطت على أذنيها كـرعد زلزل كمائن عشق دفين :
-أنتِ مش هتمشي من هنا الا على قبرك، يا تموتي في ايدي من العذاب يا انا اموت واخلص من العار دا !!
ظلت تبكي وهي تحاول إخبـاره بصوت متقطـع الأشلاء :
-حرام عليك يا سليم، أنا والله ما عملت حاجة ولا فاكرة أي عار بتتكلم عنه
أشـار لــمرسين أن تقتـرب، ثم شابك أصابعه بأصابعه وهو يكمـل بجمود حاد :
-احسن برضه، مرسين هتعيش معانا.. ومن الليلة دي أنتِ الخدامة بتاعتها، ويا ويلك يا سواد ليلك لو اشتكت منك ! هيكون يوم أسود على دماغك
لم تعلق وإنما ازداد بكاءها العالي، ليجذبها من خصلاتها محذرًا :
-ساااامعة ؟!
اومأت مسرعة بخوف مرتعد :
-سامعة.. سامعةة!
أولاها ظهره ليخبر جميلة قائلاً بنبرة ذات مغزى :
-اسمعي.. لو عرفت إنك ساعدتيها هيبقي ليا تصرف تاني معاكِ واظن أنتِ عرفاني كويس !!
لم تعلق جميلة وإنما اكتفت بالتحديق به.. إلى أن انتهى ثم غادر متجهًا لغرفته، فاقتربت مرسين من "سيلا" تنغزها بقوة آمرة :
-قومي اعمليلي حاجة اكلها يابت انتِ
نهضت سيلا ببطئ بعدما نظرت لها بحـدة.. تحاول لملمة ما تبقى من كرامة تحولت لشظايا داخلها !!!!

نوفيلا ( أشواك العشق ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن