جبال وغرود سيناء
1967-5-26
ا
أستمر بنا الطريق زهاء الست ساعات منذ ان تركنا خلفنا أخر قرية عامرة كنا خلف سلاسل من الجبال المهيبة والشامخة تقف فى جلال ورسوخ وصمت أبدي، بدأت خيوط الليل تنسج ظلامه البهيم ليكسوا الكون بغموض الزمان والمكان، زحف ببطء شديد متواريا خلف أشعه الشمس الذابلة والوجلة بعد ان ارخت قبضتها وبدأت تنزوي مفسحة المجال لسيد الظلام. الليل بنجومه وقمره المختفي،الزمكان أصبح جليا من خلف قمم الجبال ولألئ النجوم البعيدة يداعب المجهول، أعتقدت أنه أصبح جليا للعيان ولكنه أوغل فى الغموض حتى أصبحت في حيرة من أمري، حين ألامس نجومه اجدها سرابا وحين أنظر الى قمره أجده وهما؛ كيف ذلك وأنا أبصرهم فى عتمة ظلام ليلك الدامس وقد أفصحوا عن غموضك الماكر،.
وقبل ذلك كانت الشمس تودع الأرض بأخر خيوط رفيعة من ضوءها البرتقالي الدافئ والشجي تسحب خيوطها التى نسجتها عبر آلاف السنون منذ بداية مولدها الكريم
مايربوا على أربعة مليارات عام ونيف وهى تغزل خيوطها وتبعث بها فى رحله عبر الأثير
طاقة مختزنة وفانية تتولد فى جوفها وكانت هي السبيل لحياة الارض.تسلل الظلام بمكر وخيفة بعد أن اطمأن لأنسحاب خيوط شمس الحياة وعودتها إلى جوف الكون ظل يحبوا بسكون وغموض من خلف قمم الجبال وارتاح فى مكمنة بعد أن فرض سيطرتة على عيون تتابع انحناءات الطبيعة فى وجل وتواضع ورهبه وخوف دفين وسعادة لم أحدد كنهتها او مصدرها، يرتد جسدي بشدة ويتخبط نزولا وصعودا مع كل حركة على أثر تموجات الطريق تأرجحت وتمايلت السياره يمينا ويسارا،
أرتجت وأهتزت سيارة الدفع الرباعي (land Rover) بشدة مع كل حركة تأتيها اطارتها وهي تدهس الحصى والأحجار والرمال التى تناثرت على مداد مدقات ودروب الصحراء
الجبلية الملتوية والضيقة والغير منبسطة، كانت قنينا المياة وحاويات الزاد والزواد ترتجف بشدة خوفا من إهدار محتواها الثمين والنفيس، أوا كيف تستمر رحلتنا بدونها!!وبعد عناء الإهتزاز ورهبة السكون ومكر الليل صعد بنا الطريق الضيق او بالأحرى المدق الملتوي كأفعى تخبئ نهاية ذيلها فى جحر خفي وكأنه لاينتهي، تمهلت السيارة حثت الخطي ومشت الهوينة تتهادى ببطئ وحذر شديد صعودا الى المدق الجبلي الزلق لحد ما كانت إطاراتها تصرخ بشدة خوفا من الأنزلاق ينبثق من تحتها سيلا من الأتربة والدخان على أثر احتكاكها الشديد بناصية الجبل تتراجع برهه وتتقدم لحظة وهكذا اصبح حالها لبعض الوقت،
مرت حوالي الساعتين وصلنا خلالها الى قرب قمة الجبل ضاق بنا الطريق وأصبح من الخطورة بمكان أتيان أى حركة بسيطة متهورة وغير محسوبة بدقة وهدوء وبطئ
وقتها فقط نقدم حياتنا هبة الى الجبال التى تقف صامتة تشاهد من يعبث بها ويدهس
مدقاتها وأحجارها،

أنت تقرأ
رِوَاية™المَجّهول© بقلمِ؛ إِسّْلَامْ عَبد القَادِر"التُركِي"®..تَحديث بَطِيء
Adventureالليل يفرض سَطوتهُ والجبال تُحيط بخوفهم، وما الحل إذ حياتهم على المَحك، ربما فعل أحدهم مالم يكن يتخيل فعله أبداً!... • گان أزيزُ الطائرات يصم الآذان وهي تحوم مُحلقه بشراسة وقسوة! ° رهبة، خوف، وحب تقطعت أوصاله في لحظة مصيرية بفعل خارج عن إرادتهم!. °...