لدقيقتين التقت عينيّ سيلينا المستيقظة منذ خمس دقائق بعينيِّ شخصٍ ما يجلس بجانبها على السرير ، غابت عن الحقيقة التي اكتشفتها حالما استيقظت و هي عدم وجود حقيبة اللحم و الرائحة جميلةٌ جداً!لم تكن تُفكر أو تتحدث في نفسها أو تُحضِّر كلاماً ، غارقةً في التحامٍ غريبٍ و ساكن لا يشبه شيئاً ما من جميع ما عاشته، ربما عشر رمشاتٍ كل ما فعلته عينيها طيلة الدقيقتين؟
عينيِّ الشخص الناظر إلى عينيها ، هدوئها يجْمع الدفء و البرودة ، لم تستطع المتشرِّدة قطع التواصل البصري أو تحريك جسدها كأنها في مجالٍ مغناطسيٍ متضارب و حين تحركت شفتيِّ الشخص عاد إليها عقلها الشارد
" أسفٌ للضربة ..
فلا يُحسن التصرف مع أمثالك ، مرحباً سيلينا سعدتُ بلقائك!"
قالَ بابتسامةٍ مُنفرِشة" أين أنا ؟ هات حقيبة اللحم و دعني أذهب و إلا .... "
قاطَعها صاحبُ الإبتسامة بهدوءٍ تام
" أنتِ في منزلي سيلينا"" و ماذا ؟ أنت اختطفتني و عليك إطلاق سراحي!"
أصابت ملامح سيلينا تعبيرًا حين ابتعد عنها هذا الشخص المريب الذي اختطفها علانيةًتنهدت متذكرةً كامرون و ما سيفعله بعربة الطعام ، نفخت الهواء من فتحتيِّ أنفها و أغمضت عينيها مقرِّرةً إعادة تسلسل الأحداث منذ البداية و امتعض وجهها حين رأَت السدّ الذي منعها من الهرب
رفعت مؤخرة رأسها عن الوسادة لتتحسَّس الضربة المؤلمة في الأسفل ، تجاهلت ما لمسته يدُها من لاصقٍ طبي و أسقطت قدميها من السرير و لكنها حين وقفت عليهما عاد بوهنٍ إليهِ مُجدّدًا
دوارٌ شديد و عينيها لا تميز الألوان أو محيطها الذي تجلس به ، الجوع الشديد أرهق قوة جسدها و تذكَّرت ليالي الشتاء شديدة البرودة قليلة الدفء و كيف كانت يتيمةً متجولةً في الأحياء علَّ قمامةً تنقذها من التجمد
انطواء معدتها في جوعٍ أقل ما يقال عنه مؤذي للنفس أكثر من الجسد ، منذ واحدٍ وعشرينَ سنة لم يتغير الواقع المر بل إزداد مرارةً غير مستساغة و منذ سنتين تُكافح لئلا يتعرض طفلٌ لِما تعرضت إليه و ما زال عديدٌ منهم يتعرض للأشد
تساءلت و هيَ في غُمرة اليأس و المرض ،
إلى متى سأكون صغيرةً عاجزة أمام الجحيم الذي يأتي إلينا من سرقاتهم العلنية ؟و قبل أن تسقط في نومٍ محتوم عليها بسبب نقصان عناصر جسدها الأساسية شعرت بمياهٍ على وجنتيها و تبسَّمت لشعورها الغير حقيقي
المطرُ منذ مدةٍ طويلة لم يسقط في لندن، معظم الغيوم تأتي غاضبة و تذهب غاضبة و بالرغم من عادة هطولها المستمر في الصيف لم تهطل و تغدق على سيلينا بالخير في هذا الصيف و الخريف
أنت تقرأ
عالمٌ معكوس
Fanfiction"ما بكِ؟ ألا ترينَ بأنني أنتشلك من مستنقعٍ قذر إلى مياهٍ نقية ، وافقي هيا فلكِ كلّ ما تريدينه! " قبضة يده الضاربة كتف أنسيل وحدها التي تعرف مدى الضرر الذي لم يعد يحَّتمله ما زال متعقِّلاً . . ما زال يسعى للتحكُّم برغباته . . ما زال بارعاً في العود...