خطت بقدميها قاصدةً الباب لكن منظر شخصٍ ما يشبهها جداً منعكسٌ في المرآة ،شدَّت عينيها للنظر ، اقتربت و لم تتذكَّر آخر مرةً تمعّنت بها وجهها في مرآةٍ ماأخذت بادرة لمس وجهها قبل أن تتحدث في نفسها كعادتها و تفكَّر في أولئك التسعةِ الذين عاونوها و الأشخاص الذين انضموا بكامل رغبتهم إليها ،
أهذه الملامح أدت دوراً مهماً في ذلك أم لا ؟تلمَّست شعرها المُجعّد الذي كانَ ناعمًا و سحبت بسبابتها الرباط الذي صنعتهُ له من قماشٍ متسخٍ في القمامة
نظرت إلى انعكاس طول شعرها و شحوبة ملامحها الحنطيّة و لم تكن تملك رغبةً في رؤية المزيد منها منعكساً إليها ، ابتعدت و رفعت شعرها الساقط على كتفيها و ربطتهُ جيداً بالرباط متحاشيَةً اللاصق الطبي الذي سقط بجانب قدميها
لا تحتاج أبداً إلى الجلوس أكثر فلربما يصيبها المرض المصاب به الأغنياء و خرجت بخطواتٍ سريعة ، فتَّشت عن السيد أنسيل و خاطفها الطويل و اتجهت إلى المطبخ لتُنفِّذ خطتها ،
فقدت حقيبة اللحم و لن تعود إليهم بيدين خالية ..من المؤكد لسيلينا قَلَقَهم و خوفهم من تأخرها الغير مبرر و ستُفاجئهم بطعامٍ لذيذٍ جداً و حلوى ، ابتسمت قبل أن تفتح البرَّاد و تصلَّبت عينيها حين رأتها فارغة من اللحم و السمك و الدجاج و ممتلئةٌ بخضارٍ و عبوات مياه و أخرى
لم تكن فقيهةً بما تحتويه ، عضَّت شفتها السفلية بغضب و ركلت البرَّاد بقدمِها ، ليس لديها متسعٌ من الوقت للبحث عن حقيبة اللحم فالهرب من الباب الوسيلة الصحيحة للخروج بينما الآخرين ينتظرونها خائفين ،
لكن . . ثمَّة شيءٌ غريب أكثر من أيِّ شيءٍ أخر ، منذ البداية حيث اصطدمت بالسدّ الطويلِ أنسيل ، لماذا أمرَ ذلك الغني السارق باختطافها ؟
و قبل أن تستمر في تساؤلاتها ظَهر خاطفها بلباسٍ آخرضيَّقت سيلينا جوانب عينيها و ابتعدت عن البرَّاد قبل
أن يصل إليها ذا الشعرِ المصفوفِ بعناية،
ارتطمت فخذيه بحدود الطاولة و بحذرٍ حرَّك عينيه إلى أنسيل الطويلِ جداً أمام باب المطبخ و بالقصيرةِ مقارنةً بطول البرَّادكان شعوراً غريباً استرسل في صدر سيلينا لكنها تبعثرت
حين نطق الغني الخاطِف
" اتبعيني .. سيلينا"
وهل أنا في خطرٍ يستدعي إلى تخبئةِ سكّين؟لم تلمس و لو بقعةٍ صغيرة من البهاء الثري من غير تقصير أثار بداخلها هوساً غير مطلوب ،
كما لو كانت قطع الأثاث دموية و أجهزة الرياضة مليئة بقطع اللحم البشريو رائحة الياسمين التي لم تعترف على مسماها رائحة أجسادٍ تحترق في عينيها، حدَّقت كثيراً في أصابع قدميه التي تطئ أرضاً مسروقة
حتى صارت أشد شحوباً و أكثر تخبطاً
أنت تقرأ
عالمٌ معكوس
Fanfiction"ما بكِ؟ ألا ترينَ بأنني أنتشلك من مستنقعٍ قذر إلى مياهٍ نقية ، وافقي هيا فلكِ كلّ ما تريدينه! " قبضة يده الضاربة كتف أنسيل وحدها التي تعرف مدى الضرر الذي لم يعد يحَّتمله ما زال متعقِّلاً . . ما زال يسعى للتحكُّم برغباته . . ما زال بارعاً في العود...