البارت التاسع

195 6 0
                                    

ابعدها عنه قليلاً واخذ يمسح على رأسها ويقرأ المعوذات حتى هدأت من نوبة البكاء والجنون ، لم تتكلم بل التزمت الصمت وهي تراقبه يخرج وتسمع صرخات جده التي تدعوه لتركها ، اغمضت عيناها بشدة وامسكت بغطاء السرير بين قبضتيها بقوة ، هذا كثير ، حرموها والديها ، وصديقاتها ، وخالتيها ، لكن ليس معتز ، لن تسمح لهم ، لن تستطيع الحياة دونه ، حتى لو كانت بالنسبة له كشقيقة ، او كابنة عم ، او كعدوة حتى ، المهم ان تظل بالقرب منه ، ولتنسف الكرة الارضية بعدها ، بعد دقائق دخل وهو يحمل صينية طعام وجده يتبعه بصراخه ، وعندما هم جده بالدخول صفق الباب في وجهه واغلقه بالمفتاح ، واتجه نحوها ووجهه يحمل كل اللامبالاة التي يمكن ان يحملها الموقف ، وضع صينية الطعام وطلب منها الاعتدال في جلستها ، فعلت ما طلبه منها ، فامسك بالملعقة وقربها من فمها ، نظرت اليه باستغراب ، هل يظنها طفلة ؟؟؟

اشاحت بوجهها دلالة على انها لا تريد

فقال بنبرة حانية :"لماذا يا دلع انظري الى نفسك هل تريدين الموت .؟؟؟"

"بالطبع اريد الموت ، لا احد سيهتم على كل حال لو مت "

وضع الملعقة جانباً وامسك بها من ذقنها ، ورفع وجهها ليجبرها على النظر في عينيه
"انتي مخطئة"

"بل انا على صواب ، فكر بالامر جدك وجدي مصران على تعذيبي للنهاية والنهاية هذه تعني موتي "

"لن اسمح لهما ، نحن فريق اتذكرين؟؟ ، لقد وعدتك ،فهل اخلفت بوعدي ولو مرة حتى الآن؟؟"

"هما السبب في موت والداي ، معتز هما من قتل والدي ، هل تفهم ؟؟ انا يتيمة بسببهما "

"كان على والداك ثمن عليهما دفعه ، كانا يلعبان بالنار ، وكانت والدتك تعلم ان هذه ستكون نهايتها "

"في كل القصص توجد نهاية سعيدة الا قصتهما "

"بل كانت هناك نهاية سعيدة"

ضحكت دلع بسخرية

واجابت بقهر "اجل يمكنني ان اتخيل ، انهما لم يموتا وانهما على قيد الحياة وانهما سيأتيان في يوم ما الى هنا "

"ليس هذا ما عنيته ، دلع الم تلاحظي انك انتي هي النهاية السعيدة؟؟؟ والدتك كانت محظوظة لكونها ام لك انتي ، انتي هو اللغز الوحيد الذي حيرني في حياتي كلها لم اصادف شيئاً يشبهك ، اعتقد ان وجودك الآن هنا امامي الآن افضل من عودة والداك الى الحياة بالنسبة لهما "

سالت دموعها فمسحها

"لا تبكي يا دلع ، ارفعي رأسك وكوني دلع القوية ، دلع ابنة والديها هل تسمعينني؟؟"

وطوال الوقت كان جد معتز يضرب الباب بقوة حتى خشيت دلع ان ينجح في اقتلاعه ، فترك معتز مكانه وتوجه الى الباب ليفتحه ، كان جده واقفاً ووجهه يوحي بأن هذا هو الكاسر وليس الذي رأته دلع يوم ضربها فعينيه محمرتين غضباً ووجهه محتقن ، اتجه نحو معتز ورأته دلع يرفع يده ويهم بصفعه ، اغمضت عينيها بقوة لتمنع نفسها من رؤية المنظر المريع ، لحبيبها معتز يضرب ، وبسببها هي ، و من اكثر شخص تكرهه في الدنيا ، لكنها لم تسمع شيئاً فتجرأت وفتحت عيناها ، ولكن احست بأن شعرها القصير وقف من المنظر ، عندما مد الكاسر يده ليصفع معتز لكن الاخير امسك بيد جده بقوة ، ولوى ذراعه الى الخلف

احببتك على الرغم من كوني اعرف انك لن تحب يوماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن