تراصت أنابيب الغاز _واحدة تلو أخرى_ في رصيف محطة الغاز حتى وصلت إلى نهاية الشارع، وحولها مجاميع الناس قد تزاحمت في انتظار دورها ، حرقت الشمس أدمغتهم وتصببت جلودهم عرقًا ، جلست بعض النسوة تتشاكين: فالأولى انتهت أنبوبة الغاز عليها وهي تطبخ الغداء لزوجها الغضوب الذي هددها بالطلاق لتأخرها وهي تشعل نارًا من حطب بين حجرتين كموقد لتطبخ عليه، والثانية شهقت شهق حرقة وجعًا فأنبوبتها منتهية منذ أيام وقد استبدلتها بموقد الحطب تسد جوع ابناءها اليتامى....وهكذا تزاحمت الشكاوى.
ومقابل تلك التجمعات النسوية جلس أنفار يناقشون مبتلاهم لوكنت مستمعًا لديهم لظننت أنك في برنامج سياسي يستضيف المحللين السياسيين.
وحول كل هذا تعالت أصوات الأطفال في لعب يعكس مايجري من حولهم من معمعات وغمغمات.
........
هذه إحدى المشاهد التي استوقفتني طول هذه السنوات التي مرت حتى الآن على بلدي ، واقع مرير يتجرعه ابناء بلدي:
من أشلاء ممزقة تتناثر كلما مرت طائرة وطرحت حمولتها ...تشرد للنازحين في أصقاع البلاد.... ضياع براءة الطفولة وأرواحها بين الركام.... إنكسارات لاتجبر في قلوب الثكالى.... فاجعة تلو فاجعة.... وصولًا لصُناع الأزمات .....وكل هذا لاضحية فيه سوى شعب يعاني حتى في البحث عن لقمة عيشه.... وفوق كل هذا تزهق أرواح الآلاف من ابناءه بدون أي ذنب حتى لايكاد بيت من بيوته يخلو من شهيد...
لنا الله ياابناء بلدي
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ورحم الله شهداءنا وكل الشهداء في الوطن العربي
أنت تقرأ
لوحة حرة
Randomساكتب وألعب وادردش معكم عن أفكار ومواضيع اختارها أو تقترحوها. بالفصيح مساحة مفتوحة لنخربش معًا، لنستمتع معًا ونستفيد من بعضنا البعض....