في منزلٍ صغير في أحد أحياء صنعاء كانت تعيش طفلة صغيرة لم تبلغ بعد السادسة من عمرها، كانت تحلم بالذهاب إلى المدرسة، منذ أن عرفت ماهي المدرسة ولمَ يوجد مكان اسمه مدرسة، ولماذا يذهب أخوتها إليها كل صباح ولا يأخذوها معهم -رغم أنهم لا يتركوها أبدًا-؟
ومنذ أن عرفت من هو المعلم ومن هو الطالب وعرفت ماهي الدراسة وهي تحلم بدخول المدرسة، لم تكن يومًا المدرسة بعيدة عنها فسورها يلاصق سور منزلها، لكن حلمها بدخول المدرسة كان أعظم حلم في عمرها ذاك.
وهذا العام بلغت السادسة وآن وقت إدخالها إلى المدرسة للدراسة، فمنذ يومين وهي تعد العدة مع والدتها؛ اشترت الزي الأخضر الزيتوني والحقيبة المليئة بالرسوم الجميلة الملونة، وملئتها بالأقلام والدفاتر لتخط بيديها الصغيرتين أحلامها الكبيرة، جهزت أدواتها ووضعتهن بجوار فراشها ونامت على حلم أول صباح لها للذهاب إلى المدرسة.
فجأةً... والجميع في نومٍ العميق، تزأر السماء بصوت مخيفًا ومرعبًا أيقظ الجميع حتى الصغيرة، كان الصوت شبيهًا بالرعد لكن لم يتبعه نزول قطرات ماء كأي رعد سمعته في عمرها القصير، لم تتبع الصوت فرحة الخروج تحت قطرات الماء للعب بينها، ولم تتبعه رائحة الأرض المبتلة، لم يتبع ذلك الصوت أي نوع من السرور، لم يتبعه سوى ضغط الهواء من حولها، وإهتزاز نوافذ منزلها، لم يتبعه غير إنسحاق قلبها تحت الركام لتدفن مع حلم الذهاب إلى المدرسة، ذلك الصوت لم يكن رعدًا أبدًا.
...........
قصة قصيرة تحكي واقع أطفال اليمن
أنت تقرأ
لوحة حرة
Losoweساكتب وألعب وادردش معكم عن أفكار ومواضيع اختارها أو تقترحوها. بالفصيح مساحة مفتوحة لنخربش معًا، لنستمتع معًا ونستفيد من بعضنا البعض....