Part 1: فرصة القدر

45 0 0
                                    

اليابان
الساعة 12:06  منتصف الليل
المشفى

كل شيء باللون الأبيض الستائر الجدران الأرضية حتى السرير كان المكان يعمه الفوضى بين الأطباء المتنقلين في تلك الغرفة
"أسرعوا نكاد نفقدها"

"لا جدوى لم يبقى وقت"
كان الجميع منهمك في إيجاد حل لإنقاذ تلك الطفلة التي ظلت تصارع الموت وتأبى أن ينتشلها إلاّ أن صدر صوت نذير الشئم كان قلبها قد توقف عن النبض
عم السكون المكان من ضجة الأطباء معلناً فقدان شخص أخر للموت
تنهد أحدهم ليتحدث بأسى
" مسكينة هذه الطفلة لم تبلغ السابعة بعد وقد تعرضت لهذا"

همهم مساعده بقربه
"سيدي هل نعلن وفاتها"

لم يكد يجيبه حتى عاد معدل النبض بشكل بطيئ وخفيف ليقطع السكون بينهم ليتسارعوا في إكمال عملهم علهم لا يفقدوها

كان ذاك الشاب ذو الشعر حالك السواد والعينان الزرقاء التي بهتت من شدة البكاء جالساً بقرب الباب من الخارج ينتظر أحد يخبره بما يجري مع صغيرته
كاد صبره ينفذ حتى خرج أحدهم وهو يتنهد براحة
ليمسك بكتفيه وهو يهزه محدقاً به ينتظره
"هل إبنتي بخير أرجوك أخبرني"

تعاطف ذاك الطبيب على حالته ليتحدث بلطف محاولاً تهدئة الشاب الذي أمامه
"بلى هي بخير الأن لكن عليها البقاء في العناية...."

قاطعه صوت الممرضة التي كانت تلهث الهواء محاولةً جذب أكبر كمية منه
"سيدي هناك طفل قد تعرض لحادث في الغرفة السادسة والخمسون حالته مستعصية"

ركض ذاك الطبيب إلى تلك الغرفة إذ من أولوياته هي الحالات الطارئة

جلس ذاك الشاب على المقعد ليشعر بقطراتٍ مالحة قد غزت عينيه لتبدأ بالتمرد قطرةً بعد الأخرى
"حمداً لله أنها بخير"

رفع رأسه وهو يمسح عبراته الحارة متمتماً
" لقد كدت أفقدها ماري كما فقدتك "


مر يومين على تلك الليلة لتستيقظ تلك الطفلة وتفتح عينيها الخضراء المختلطة مع الأزرق السماوي لتشعر بتلك اليد الضخمة التي تمسك يدها
بينما يستلقي جسده على السرير

لتبدأ الطفلة بالتفكير (أين أنا) كأي مريض إستيقظ في مكان غريب عنه
ضيقت عينيها بألم لتشعر بتدفقٍ قوي لذكريات أحدهم ويبدو أنها لفتاة تبلغ السادسة من العمر ذات شعرٍ بني لامع وعينيها تشبه عينيه لحظة تشبه عينيه
نظر إلى يده ليراها صغيرة بيضاء ورقيقة وجسمه ضئيل بالنسبة للشخص النائم بقربه إمتدت يده إلى شعره ليراه ذات الشعر الذي رأه لدى تلك الطفلة

جلس وهو يستجمع الذكريات لديه ليحيك حاضره الذي هو به الأن
(لقد كنت في معركة مع إكسيليون وقد مت فلمَ أنا هنا الأن وفي جسد فتاة، أفضل الموت على البقاء كفتاة)

قاطع تفكيره عناق ذلك الضخم له بقوة كادت تهشم عظامه
"جيسيكا صغيرتي لقد إستيقظتي"

شعر الشاب بإختناق صغيرته ليبتعد قليلاً وهو يمسك وجهها بكلتا يديه
"جيسيكا أقسم لن أتركك مجدداً فقط لا تذهبي وتدعيني وحيد أرجوك صغيرتي لن أحتمل فقدانك"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 19, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

{فرصة المصير} حيث تعيش القصص. اكتشف الآن