2 | تَروِيض الكِلاَب

8.3K 599 231
                                    

فِي الحُب واحد و واحد يُساوي واحِد.

- جَان بُول سارتَر -

.
.
.

" أرغبُ بِجرعة مُنه " بِنبرة جادّة ذُو الشّعر الغُرابيّ أردَف ، الأسمَر رمقهُ مَع استقامةِ حاجِبه الأيمَن لِيقهقه بِخفّوت وَ يُحوّل نظرهُ لِلشّاب بِجانبه
" خُوسيه ، فالتجلبهُ وَ لتلحقنِي " أمرَ الأشقَر لِيومئ الآخر وَ يُحيك خُطاه نحوَ جونغكوك الذِي تراجَع بِخُطوتين لِلوراء بِحركة سرِيعة جذَبه المدعُوّا بِـ خوسيه مِن ذِراعه بخُشونة جاعلاً منهُ يجارِي هرولتُه .

صعدُوا سيّارة رُباعيّة الدّفع لِيقوموا بِتغطية أعينِ جونغكوك وَ رميِه بِالمقعد الخلفِيّ بِإهمال ، الصّمت طغَى علَى الأرجِاء طولَ مُدّة الطّريق
حيثُ لَا يُسمع سِوى صوتُ احتِكاك العجلاتِ بِالأرضيّة المُعبّدة ، المركبَة توقّفت عنِ السّير لِيستنتج صاحِب الجُفون المُغطّاة بِأنّهم بلغُوا وُجهتهم
المُحدّدة شعَر بِقبضةٍ تلتفّ حولَ مِعصمه تحثّه علَى النّهوض لِيفعل غيرَ راغبٍ بِالمقاومة لئلّا يُقحم نفسهُ بِمتاعب أكبَر خصُوصا أنّه فاشِل
بِالشّجارات وَ الفُنون القِتاليّة فهُو بِالنّهاية قَد أصبحَ عمِيلا بِفضل التّوسُط لَا لِمهاراته

شَعر بِنسمات مْنعشة ترتطِم بِجلد بشرتِه لِيعلم بِأنّهم ليسُوا بِالشّارع فالحرَارة بِالخارج كلهِيب جهنّم بِحقّ ، القُماشة الفحمِيّة المُلتفّة حولَ رأسِه
أُزيلت أخيرًا ليجُول بِقزحيّتاه أنحَاء الحُجرة ذَات الأثاث الكلاسِيكيّ بِجدرانها الكرِيميّة المُحمّلة بِلوحات ذاتَ رسماتٍ غرِيبة بِألوان خافتَة تماشَت
مَع إطلالةِ الغُرفة بِتكامُل ، الثُّرية المُتدلّية مِن السّقف زادَت المكانَ رُقيّا وَ هِيبة هُو ظلّ يتأمّل أناقَة التّفاصِيل مِن حولِه فبيتُه عِبارة عَن مُستودع
لِلخردة بِبلاطه المفرُوش بِملابسه الدّاخلية النتِّنة وَ زُجاجات السّوجو التِي كانَت قَد لقِيت حتفَها لِتصبح شظَايا منثُورة بِإهمال لذَا هُو أرَاد تعقِيم
بصِيرته بِالتّمعن بِالمنظر المُريح لِلأعصاب وَ الرّاقي .

جيون جونغكوك

" أرغبُ بِجرعة مِنه " ثلاثُ كلِمات كافَحت الرّعبَ المتكتّل بِأعماقي توسّطتها الجدّية الكاذِبة التّي التبستُها محاولاً تجلِيد توتّري ، قهقهاتُ علقميّة نِلتها منَ الآسيويّ ذُو الملامِح الصّقيعيّة ، " خُوسيه ، فالتَجلبه و لتلحقنِي " بِلكنته الإسبانيّة ألقَى أمره لِأرى الشّاب المكسيكيّ يخطّ مَساره باتّجاهي ، حاليًا قلبي المسكِين يركلُ حائط صدرِي بعُنف .. ليسَ حبّا و إنّما خشيةً من مصِيري و حظّي العَاتر .

أحسستُ بِقطعة قماشيّة تحجبُ الضّوء عن بصِيرتي مهلاً لحظَث أيُعقل بأنّني اختتفطتُ لتوّي ، اللّعنة ليسَ هُناك من سيدفعُ الفِدية لتحرِيري لازلتُ يافعًا و لَم أستطعِم ملذّات الحياةِ بَعد لِأموت ، اختَرق طبلةُ أذني صوتُ المحرّك لِأجزم بأنّنا شرعنَا بالتّحرك نحوَ وُجهتنا و أنَا أقسِم بأنّ مثانتِي ستنفجِر بأيّة ثانِية جراءَ حاجتِي التّي أحبِسها منذُ سَاعات .

بابلُو إيسكُوبَار || Pablo Escobar حيث تعيش القصص. اكتشف الآن