-دلّلنِي ولا تذُلّني
قابِلني وتقبّلني،
أقبِل عليّ ثمّ قبّلنِي-
.
.
.يومٌ آخر مُزّق من صفحاتِ التّقويم، ليلُ الغُرباء انقضَى ليحين صباحُ الأحبّاء.
جونغكُوك لم يتوقّع أن يكون أوّل ما تلتقطتهُ بصيرته ببدايةِ نهاره هو هيئةُ بابلُو الباسِمة أثناء تأمّله، بالفترةِ الأخِيرة حدث الكثِير بينهم ممّا خفّف من حدّة توتّر وخوف ذُو الأسنان السّنجابية من تاجر المخدّرات، السّخريات المتبادلة بينهُم والمشاجرات الطّفيفة والأهمّ من كلّ ما سبق القبلَة التِي تبادلاها..
القُبلة التِي لم تكُن سوى جسرٌ نصبَه العمِيل ليبلغَ جانبَ مهمّته العاطفيّ، وكذَا دربَ تايهيونغ الذِي عبر من خلالِه إلى محطّة جديدة من حياته.
"هل رأيتنِي بأحلامك أو ما شابه؟" صاحِب الخصلات الدّاكنة أفرجَ بنبرته السّاخرة عن أوّل أحرفٍ زارت عقله فمن الواضح أنّ الأكبَر ماكث بالغُرفة منذُ مدّة وجيزة ينتظر استيقاظه "سأكذب إذَا نفيت" بصوته العمِيق ردّ يقلّص المسافة بين جسديهما ليرتدّ جونغكوك إلى الخلف كردّة فعل.
"بمَا حلمت بالضّبط؟" يرمِي ببصره بعيدًا الأصغر استرسل لينالَ قهقهةً من الأسمر "كنّا أنا وأنت بغرفةٍ مظلمَة-" قوطِعت عبارته بقفز جونغكوك من بقتعه ملوّحا بكلتا يداه وصارخا "لا داعي لتكمل، لم أكن مهتمّا بحلمك أصلا" أعنِي من سيكون مهتمّا بسماع حلمٍ عن نفسه بغرفةٍ مظلمة مع أحدهم؟ ليس جونغكوك الذَي يحاول جاهدا التّهرب من المحادثاث المُحرجة بالطّبع.
"كان حُلما رائعًا، أتمنّى لو بمقدوري رُؤيته يوميّا" بابلو أردفَ يهزّ حاجباه تزامنا معَ كلّ كلمة تغادرُ فاهه، "ما بال رقصةُ الحواجب هذه؟، كذلك من الأفضلِ أن تغيّر الموضوع" ذُو البشرةِ السّكرية أعربَ متكتّفا يلقِي ببدنهِ بإهمال ليقوم بخبطِ رأسه بالخشب وراءه، تأوّه صغير هربَ من بين شفتاه بينما كفّاه حاوطَت مكان إصابته يفركهُ مرارا.
الأدمّ دفعَ بجسمه للأمام مبعدًا يدَا جونغكوك عن مؤخّرة رأسه ليتولّى هو التّربيت عليه "عليك توخّي الحذر من الآن وصاعدا، فجسدك لم يعد لك وحسب" بصوتٍ منخفِض قالَ مسبّبا توسّع حدقتيّ المعنيّ إلى أن أوشكت مقلتاه على السّقوط، "م-ما الذِي تقصده، أعنِي جسدِي يخصّني أنا ولا غير وأنا من سيقرّر إذا كنت سأحميه أو لا" بنوتةٍ شبهِ مرتفعة العميل صرّح مبعدًا يدا الآخر عن رأسه.
بابلُو قرّر وضع نقطة نهايةٍ لفقرة خصامهم الطّفولي والعَودة إلى سطرٍ خالٍ يخطّ به ما فكّر به طوال اللّيلة الفارطة، فهو لم يُغلق جفنيه إلاّ وأعاد فتحهما يخطّط لنشاطٍ آخر يقوم به رفقةَ سنجابه المتوحّش بغيَة الحظَاء بلحظاتٍ حلوة رفقته كحبيبين للفترة الصّباحية، وكوبُ قهوةٍ يتشاركانه كانَ الفكرة الأفضلِ بالنّسبة له.
أنت تقرأ
بابلُو إيسكُوبَار || Pablo Escobar
Fanfic▪️" الثّرَاءْ، السُّلْطَة وَالقُوَّة هَذَا كُلّه لَم يَكُن كَافِي لِسدِّ الفَجْوَة التِي تَملّكتنِي وَسحبتنِي لِأقَع بِقَاعِها المُعَتَّم، فِي السَّابِق لُفافةٌ مِن التّبْغ كَان بِمقْدُورِها صُنعُ العَجائِب بِنفسِي الطّافِحَة .. لَكِن الآنْ أنْت...