• افكاري •

174 6 4
                                    

انه المساء..
اجلس في مكاني المعتاد، اضم رجليا الاثنتان، اتنفس بهدوء، امسك هاتفي و اكتب.

انني افكر في كثير من الامور
الجميلة منها و السيئة..
استرجع احزاني و ازمتي التي عشتها
او بالاحرى نصف حي و نصف ميت!
و استرجع معها لحظات جميلة و ممتعة التي ترسخ في مخيلتك و لا تنسى، تبتسم كلما تتذكرها، تمر امام عينيك مثل فلم قصير سعيد يجعلك تبتسم مع مشاهدته..

انها اللحظات التي تقضيها مع اعز الناس!♡

انهم اصدقائي و اغلى الناس في حياتي
لا اتخيل حياتي دونهم و دون رؤيتهم او سماع اصواتهم و ضحكاتهم او دون التأثر بكلماتهم او الاحساس بوجودهم معك و الاحتكاك بهم...

غيابهم ( لا سمح الله) يمثل الجحيم الأسود!!
اجل انا اعني ما اقوله!!!

طبعا ان لم تجد من يساندك، يخفف عنك، يسأل عن احوالك، يضحكك، يمسك يدك و يكون معك و تشعر بوجوده...
حتما لن تكون في حالة جيدة؛
بل ستكون كأنك جثة، او مدفونا في ثنايا الحياة!

مؤلم جداً ان تجول بنظرك و لا تجد احدا حولك.
تجد فقط الفراغ و الفراغ و الفراغ..
لا تجد من يفهمك او من تحدثه او حتى من تتخاصم معه!
لا يهم ان كان ثلاثة اشخاص او شخصين او حتى شخص واحد، المهم هو القيمة و ليس العدد.

كثير يكونون محاطين بعدد مهول من الناس و لكن لا فائدة و لا يمثلون اي دور في حياتهم و لا يعينونهم بأدنى شيء
بالعكس يزيدون ألمهم و كرههم للحياة.

الكثير من الناس! انا اراهم! انهم حولي! اذا لما انا وحيد!؟ مادورهم اذا ان لم يخرجوني من ما انا فيه؟

هذا ما يتداول في اذهانهم و يدفعهم للانطواء اكثر و الابتعاد و الزحف نحو الدوامة التي ليس لها نهاية ~
و يجعلهم يقولون دائما؛ ليست لنا غاية بكم! فقط ابتعدو عنا!..

هذا هو ما يسمى قبر الحياة و الصمت المفروض
حيث يكون صاحبه مجبورا على الصمت في الوقت الذي يكون فيه في أمس الحاجة لإستخدام صوته للتعبير و الارتياح، لا فقط للتنهد و التأوه اثناء البكاء.. -_-

احمدو الله مرارا و تكرارا على الذي نعم به عليكم و تملكونه بين ايديكم، و انتظرو الآتي الذي سترونه في وقته و سيصبح من ممتلكاتكم و تضيفونه لما لديكم و حينها ستدركون الراحة و الرضا و تستمتع كثيرا بما حصلت عليه بعد صبر و تحمل..

لا فائدة من الحزن و الانغلاق و دفن النفوس في الظلام لانه لن يزيد الذي ينقص و لن يقدم الموعد و خاصة لا تتمنى الموت لانها الذنب الكبير الذي قد يُقترف!
ولكن اسأل نفسك كيف سأموت قبل ان ارى الذي انتظره؟ لعله يأتي و لا يجدني!؟ هل ستستقبله بقاياي!!!؟

انا لا اعني بكلامي ان لا تبكي حين تشعر انك تستحق ذلك او ان تتكلف في ابتسامة او اظهار ملامح ليست لك ولا تريحك حينها..
لا!
افرغ زادك و رفه عن نفسك و فضفض لمن تثق بهم لكي تشعر بتحسن.
وما ان احسست براحة و مر الأمر، تجاوز و لا تعد للوراء و استقبل ايامك التي بعدها بصدر رحب و استمتع خصوصا استمتع بكل دقيقة و كل نفس تأخذه بجانب من تتبادل معهم المشاعر الراقية و ابتسم و ثق بالله و اجعلك صاحب ايمان قوي!!

~ وتفائلو خيرا تجدوه ~

~عن نفسي~Où les histoires vivent. Découvrez maintenant