تَقَهْقُرٌ.

٢ | ١٤

كُل صَبَاح، شَمس تُغرق الأرضَ بِنورِهَا.

أستَيقظ وأقف أمَام المرآة.

يَا حَسْرَة!
كَم شَوَّهت الحَياة جَسَدِي الهَزِيل؟
عَينَان ذَابِلَتَان مُحمَرتان لِشَدَة البكَاء لِيلة البَارِحَة.
اسوِدَادٌ دثّر أسفَلها، وَبَقَايَا وَجهِي ما هي إلا وردة ذابلةٌ ويابِسة.

أنا جُثَة تَستَغِلُ الأُكسِجِين دون فَائِدة.

أتَجه إلى المطبخ بَعد استحمامي، كما هي عادتي.
هَأنا َذا قَد صَنَعتُ الشَاي کكُل يَوم، فأنا أدمَنتهُ بَدل الكُحول مِثلما يَفعل بعض من في حالتي.
إنهُ روتيّن مُمِل، لَكن مُتعِب!

عَقلي لا يَتَوَقَف عَن بناء الأفكار وهدمها،
ولا عن حشد الدموع ليختنق بها.

يا للسخرية!
عُرفتُ بِابتِسَامَتِي وحِسِّي الفُكَاهِي.
أبتَسم عند مَواجعي، وأضحك بَدل بُكائي.

ظَنّوا أني مُرتَاح البَال،
لعلي بِخَير وسَعِيد،
مُكتفٍ بِالنَاس وإبهاجهم.

لم يَعلموا أن الوِسادة المَملوءة بِالدُموع هي حِكَايَتِي.

عِندَما يَرونني دون اِبتِسامة يَستعجبون:

- ما هذا؟ لِمَ أنت متجهمٌ هكذا؟ هيا ابتَسم كمَا اعتدناك.

هل تطلبون هذا حَقًا؟

لا أنكُر أني بتُّ لا أُريد أن أكون سَببًا لسعادةِ أي شخص،
لا أريد أن أكون سببًا لأي شيءٍ كان،
تَعبتُ من المُجَاملات والاهتِمام والآدَاب.

أنَا لا أثُق بِأحدٍ...أُريدُ البَقاء وحِيدًا.

_______