كنت أستعد للنوم في تمام الساعة الحادية عشر ، بدأت قبل قليل بكتابة قائمة مهامي للغد ، اخترت ملابسي أيضا ، و رتبت أوراقي ثم أندسست أسفل سريري. و اذ بهاتفي يرن.
- أين أنت ؟
-أستعد للنوم.
-أنا انتظرك بالأسفل.
مرت عشر دقائق و أنا افكر بحماقته بانه سيعتقد اني سأخرج في هذه الليلة و الوقت المتأخر.
اتصل مرة أخرى و أعلنت انهزامي. ارتديت معطفي و أخفيت رأسي بداخل قبعة شتوية، ببساطة حاولت ارتداء كل ما تقع عليه عيني فأنا اخشى البرودة. نزلت مسرعة قبل أن يعاود الصراخ مرة اخرى. سألته بتعجب عن سبب تلك الرحلة المفاجئة. فأخبرني باني لا بد اني أودّ تجربة الرقص تحت المطر و احتساء القهوة تحت أنغام السماء. رفضت ان نقف على قارعة الطريق و أجبرته على ان نجلس في أحد المقاهي. و رحنا نتامل، بدا العالم كلوحة مرسومة خلف نافذة المقهى. نظرت اليه و قلت :
-أتدري اني اخاف الشتاء؟
-لم؟
- أنا اخاف البرودة ، اخاف من ان تنتقل برودة الأجواء الى الجمادات و من ثم الى ما حولها.
- كيف ذلك ؟
- عندما تتحول قطرة المطر الى ثلج مثلا، كيف لكل تلك الانسيابية و السهولة أن تنقلب حجراً بكل تلك البساطة انه لأمر مخيف بالفعل.
-لكن الشمس ستشرق!
- عندها لا يساوي الحصاد التالف شيئا.
أنت تقرأ
مذكرات مسائية
Randomعند حلول المساء ، يخيم الظلام على الارجاء و ينفث سواده على القلوب ليخيم الحزن عليها . فتفيض المشاعر من كل مكان اثر انقباض الروح .