الان الساعة الحادية عشر، أنا بالعادة أفضل الكتابة بعد منتصف الليل. اذ ان هذا الوقت يداعب حواسي، يثيرها ، و يستفز رغبتي الكتابية. الهدوء، النجوم، المشاعر الغير متزنة و التقلبات العقلية و القلبية كلها تجتمع في ساعات متاخرة من الليل تنفجر بعد ان حاولنا ان نسيطر عليها طيلة الْيَوْمَ لتسقط عندما نسقط على أسرتنا بعد يوم طويل. البعض يبكي طويلا على وسادته حتى تخر قواه و يغرق في النوم على وسادة نصفها ماء. البعض الاخر يعاقب نفسه بعد خراف لاوجود لها. و البعض الاخر يستمع للقران ليهرب من صوت الواقع الى تراتيل السماء. و هناك فئة تكتب. وهذة الفئة هي الأسوأ بالفعل. كل السابقين يهربون من الواقع في حين ان المتَاب يواجهونه. يفرغون مشاعرهم ، بفرحها ، لحزنها، بألمها، بجمالها و حتى بقبحها على ورقة للزمان لا تختفي لا تهذب لا تغادر. هي وفية، هي حساسة و مرهفة تنخدش لخدوش قلوبنا تمتص دموعنا المتساقطة عليها اثناء الكتابة دون ان تترك نظرة شفقة أو حزن على اعيننا الباكية. لكن مواجهة الورقة صعبة، و مواجهة أنفسنا على سطور اصعب.
أنت تقرأ
مذكرات مسائية
Acakعند حلول المساء ، يخيم الظلام على الارجاء و ينفث سواده على القلوب ليخيم الحزن عليها . فتفيض المشاعر من كل مكان اثر انقباض الروح .