#ليوثي المياحي
في مثل هذه الليلة الباردة قبل 160 سنة خرجت الى الغابة المجاورة لأحتطب، كانت الغابة بعيدة عن الكوخ الذي اسكنه أنا وزوجتي الشابة بلقيس وأبني الصغير سعدان الذي يبلغ من العمر ٩٠ سنة، ركبت حصاني العجوز وتقلتد فأسي القوي الذي ورثته من ابي وانطلقت نحو الغابة حيث الظلام الموحش والاصوات العالية التي تمليء النفس خوفاً مشينا ومشينا حتى وصلنا الى نهر كبير جداً عرضه كعرض مقبرة وادي السلام وطوله بطول حرب إيران،
خاف الحصان العجوز من عبور النهر وبدأ بالصهيل، حاولت سحبه معي لكنني لم أستطيع، كان في جيبي جزر اخرجت واحدة ولوحت بيدي للحصان ونزلت على الضفاف سال لعابه وتبعني بسرعة في هذه اللحظة تذكرت وصية زوجتي بلقيس (حافظ على الجزر لتعبر النهر)
كان الماء باردا والظلام حالك ومعي حصان عجوز وفأس ثقيل،
تعاونا على عبور النهر واتفقنا على ان يحملني ويسبح الى منتصف النهر وانا بدوري سوف احمله الى الضفة الاخرى انطلق بي حصاني العجوز وسط التيار السريع كان يرتجف ويرتعش من البرد والخوف، الى ان وصلنا الى المنتصف جاء دوري لأحمله كانت نظراته الي مريبة خفت في نفسي لكن قررت ان التزم بالاتفاق ونمضي معاً فهو صاحب مواقف بطولية معي حملته على ظهري وبدأت أسبح وأسبح في الماء البارد حتى بدأت نبضات قلبي تتسارع وطقطقت أسناني تسمع من مسافة مسير ميل،
ولم استطيع حمل الحصان لأن وزنه زاد عن الضعف وتذكرت مقولة ولدي سعدان (الثورة تأكل ابناءها، والماطور چتال صاحبة)
يتبع ....