تكملة
(٤)
بعد ان أبتلعتنا الأفعى تدحرجنا داخل بطنها المظلمة والكبيرة التي تشبه مغارة رطبة ولزجة، بقينا نتقلب وننزلق بسهولة في الداخل الى ان استقر بي الحال في بركة من حامض النارنج،
عدلت وضعي وبدأت ألمس الاشياء من حولي مرة أتحسس شيء خشن مثل الأحراش وعندما انقل يدي الى مكان اخر اجد نعومة تشبه ملمس أفخاذ النساء عندما تدعكهم بزيت الزيتون بدأت المس هنا وهناك فلم اجد شيء يشبه ملمس زحلاوي أصابني الحزن وعرفت ان صديقي العزيز ليس بقربي اه من هذه اللحظات المؤلمة كم كانت قاسية عليَّ حينها،
بدأت بالصياح (زحلاوي ولك خوية زحلاوي وينك أكرم كرومي عزيز كَلبي وينك شكول البلقيس بلعته الحية) فلم يجيب احد على صراخي وصياحي تيقنت ان زحلاوي قد مات وبقيت انا انتظر قدري، بدأتُ اتهزهز واتدحرج يميناً ويسارا وانقلب رأساً على عقب اتحدرج واتجقلب داخل بطنها لا ارادياً الى ان استقر وضعي في كومة من القاذورات وداخل فمي شيء كبير وصلب جداً طعمه ليس غريب عليّ مسكت به وأخرجته من فمي نظرت الى هذا الشيء الغريب فوجدته انها قدم زحلاوي الخلفية طار قلبي فرحاً وبدأت اسحب به الى ان وصل عندي ولما رآني لم يصدق عانقني وقال عزيزي ابو سعدان لقد دعوت كدعوة ذَا النون الذي نادى في الظلمات (ان لا اله الا انت سبحانك اني كنتُ من الظالمين) لكي لا نفترق،
وأكمل قائلا ليس لدينا وقت هل بقي عندك جزر ؟ قلت اثنان فقط؛
أخرج من جيبه بطل عرق زحلاوي كامل سرمهر وبدأ يرش داخل معدة الأفعى وقال قطع الجزر قطع صغيرة وأرميها في المكان الذي ارش به العرق ودعه ينقّع جيدا لكي تسكر هاي (البربوك) وفي هذا الأثناء بدأت الأفعى تتحرك باتجاه اليمين والشمال وتغني لسعد الحلي (ما ظنيت ما ظنيت عشكك عشك ليلة ويوم) قال زحلاوي من تنتقل الى أغنية داخل حسن (يمه يا يمه) (ابرشلها فلفل حار والبهارات الهندية في معدتها وأقره الحجاب مال مديحة الحفافة) في هذا الأثناء انتقلت الى أغنية داخل حسن وبدأت تغني سويحلي وتخبط عتابي،
فبدأت انا برش الفلفل الحار والبهارات داخل الاثنا عشري وبسرعة فائقة قفز عليَّ زحلاوي ومسكني بقوة وقال سوف ننطلق تمسك انت بي ايضاً ....
يتبع ...