الفصل الثالث

64 3 3
                                    

*قبل عامين اي ونور تبلغ من العمر 18 سنة*
"نور: ماذا إن طلبت منك ان تموت من اجلي...هل ستفعل؟!
سيف: بالطبع هل تريدين أن ترين؟
نور: وكيف ذلك؟!ستقفز أمام سيارة؟!
سيف بتهور وهو يرجع للوراء دون أن يرى السيارات من حوله: وهل سيبين لكي كم احبك؟!....سأفعل
ظل يرجع للوراء اكثر
نور: ايها المجنون لقد صدقت انك ستفعل اي شيء من اجلي...سيف هيا ارجع
ظل يحدق بها دون نطق اي كلمة، لا يسمع اي شيء حوله..تتحدث ولا يسمع ما تقول...وكأن الزمن قد توقف ولا يشعر بشيء حوله..ينظر لعينيها اللامعتين كمياه البحر وقت الغروب، تلك العينان اللتان تجعلانه ينسى الكون..ظل يحدق بهما طويلا ثم أردف قائلا: عديني يا نور
نور: وبما اعدك؟
سيف: عديني الا تلمع عيناك لشخص آخر غيري...الا يرى اي شخص الحب في عينيك غيري..الا ينال أحد هذا الشرف لينظر لعيناك تلمعان...انا فقط أول وآخر شخص يراهما هكذا
احمرت وجنتا نور خجلا ليرفرف قلبه سعادة...ظلت تنظر في الارض محرجة أن ترفع رأسها، ليستفيق كل منهما على صوت اصطدام سيارة...أحدهما يشعر بالاصطدام والآخر يسمعه...ذرفت نور دمعة...ليس منبعها مقلتيها وانما قلبها الذي اعتصر لما تراه أمامها...ظلت تحدق طويلا قبل أن تستوعب الأمر...أنه هو...أمامها غارق في بحر من الدماء وعيناه ظلت مثبتة نحوها...أسرعت نحوه لتضع رأسه فوق قدمها ولم تنطق بكلمة...فقط عيناها تتحدثان....
سيف بصوت مبحوح يكاد لا يسمع وفم تملأه الدماء: لم تعديني يا نور...
نور: اعدك..اعدك اني لن انظر لغيرك ولن يرى غيرك عيناي تلمعان...اعدك اني لن احب غيرك...اعدك انك ستكون أول وآخر من يدخل قلبي...لن احب غيرك...سابقى انتظر أن يجمعني الله بك...
سيف: لا...بل عديني انك ستكملين حياتك بصورة طبيعية...وتتزوجين وتحبي زوجك...وترعين اولادك...عديني انك ستفعلين...فقط تذكري أنني كنت اول حب صادق لكي...وعندما تفعلين ادعي ربك أن يغفر لي...ولكن عديني أن عيناك لن تلمع هكذا لغير من تتزوجين...افعلي يا نور....
لم ينطق بكلمة بعدها وبعدها توقفت دقات قلبه، أنفاسه المضطربة قد توقفت ايضا...وزالت البسمة من على شفتي نور...
" سيف...لا تتركني...انا لا شيء بدونك..سيف اعلم انك تسمعني...رد علي...سيف
...عزيزي انها انا نور...لم لا ترد؟...سييييييف....يا اللهي ارجوك ابقه معي...سييييييف...آآآآآه....يا الله....آآآآه...ارجوك ابقى معي..... سيف..لا تذهب..."
قالت آخر كلماتها لتقع مغشيا عليها...كمن سلبت روحه منه بالقوة..."
يذهب بعض الناس احيانا ليتركوا خلفهم جرحا لا يلتئم حتى مع مرور الوقت، ولكن يزداد عمقا اكثر فأكثر... أولئك الذين يعطوك القوة لإكمال حياتك عندما يذهبون..يتركون وهنًا وضعفًا يكفي شعوبا وقبائل، يذهبون ومعهم كل شيء حلو، يأخذون البسمة التي لطالما كانت تزين محياك، يأخذون الضحكة الصافية البريئة...ولكن في المقابل يتركون دموعا لا تجف والما يشتد ولا يهدأ حتى بالأدوية، واعتصار القلب كل مرة نتذكر فيها، والتفكير الطويل ليلا، غير الأرق والشعور بالوحدة والعزلة، وسيد الموقف يكون الشوق......

تنهيدة تحت ضوء القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن