الفصل الرابع

65 2 7
                                    

بسمة: بما انك بكيت امامي مرتين حتى الآن فستحكين لي ما حدث بالتفصيل..ستحكين عن كل جرح آلمك دون أن يشعر بك أحد...عن كل دمعة سقطت وكل صرخة كتمتيها بداخلك
نور: بما اني بكيت فقط مرتين...انتظري المرة الثالثة ثم سأحكي لك
بسمة: وان لم تفعلي...وان مت قبل المرة الثالثة..أو رجعت للبيت هل ستبقين هكذا؟!
نور: لا تخافي لن تموتي ايتها العجوز تبقى لك بعض الوقت😌
بسمة: حسنا ايتها الطفلة..
_________________________________________  
استيقظت نور على ذلك الصوت المزعج الذي أحدثته بسمة داخل المطبخ، قامت لترى ماذا تفعل فوجدتها تحضر الإفطار والفوضى تعم المكان حولها..
نور: بسوم عزيزتي اقسم أنني ان رأيت تلك الفوضى مجددا ساطردك خارج المنزل ولن تدخليه ثانية..ان كنت لا تجيدين الطهو فلا تحاولي هنا وفي منزلي أيتها البلهاء
بسمة: من تنعتين البلهاء أيتها الوقحة..هيا اذهبي وتجهزي للذهاب للجامعة حتى انتهي
نور: الن تذهبي انت ايضا؟
بسمة: لا شئ مهم لدي اليوم سأذهب معك انت واحمد لإيصالك ثم ارجع للمنزل احضر بعض الاغراض وبعدها سارجع هنا
ابتسمت نور لها ثم ذهبت لترتدي ملابسها كي لا تتأخر
_________________________________________
......: عفوا آنستي هل تعرفين اين هو مكتب الدكتور عبدالمجيد؟
نور: اجل انهُ......سييييف؟
....:من هو هذا؟ .. انا اسأل عن مكتب الدكتور عبدالمجيد هل تعرفين اين هو ام ماذا؟
نور: سيف هل..هل مازلت حيا؟ .. الهذا لم يسمح لي الطبيب بالدخول لاراك؟ .. هل انت من طلب ذلك منه؟ انه انت مازلت حيا .. كنت متأكدة من ذلك .. انا كنت أشعر بك حولي .. هههه .. انه انت مازلت حيا .. ههه .. انه حي لم أكن مجنونة وكنت حقا أشعر انك حي .. ما..ماذا حدث لقدميك؟ .. هل ..
.....: ماذا بك سيدتي هل جننت ام ماذا؟ .. ان كنت لا تعرفين مكان مكتبه فاخبريني بذلك دون هذا المسلسل التركي الذي رويته .. والان ابتعدي عن طريقي فليس لدي النهار كله
نظرت نور له في دهشة بفم مفتوح تستمع لكلامه فتركها على حالها هذه دون أن يقول اي شئ آخر .. بعد عدة لحظات أدركت نور انه قد رحل فذهبت مسرعة خلفه: يا هذا .. انتظر انا لم أكن اؤلف انا اعرفك حقا انت سيف .. الا تتذكرني؟ .. انها انا نور .. لا يمكنني أن اخطئ التعرف عليك .. حتى صوتك لم يتغير
....: ايمكنك الابتعاد عن طريقي فقد تأخرت على موعدي .. ثم من اين اتيتي باسمي .. لا يهم فقط ابتعدي
اغرورقت مقلتاها بالدموع ولم تتفوه بكلمة أخرى وهي تراه يبتعد عنها بكرسيه المتحرك ظلت تفرك عينيها لفترة من الزمن قائلة في نفسها ان هذا لا يمكن أن يكون صحيحًا يمكن أن تكون قد أخطأت في الشبه ولكن صوته المميز الذي لا يمكن الا تتعرف عليه من خلاله .. وتلك القشعريرة التي سرت في جسدها بمجرد سماع صوته دون حتى ان ترى وجهه .. هل يمكن أن تكون تلك التهيؤات قد رجعت من جديد .. هل تذهب للطبيب النفسي مرة اخرى؟ .. كل تلك الأفكار دارت في رأسها ولكن سرعان ما نفضت فكرة التهيؤات عن رأسها فهي لم تشعر بذلك الشعور عندما كانت تتخيله يكلمها بعد مماته.
استيقظت من افكارها على صوت قمر التي يبدو أنها كانت موجوده منذ فترة تراقبها.
قمر: استيقظي أيتها النائمة .. هل تنامين وانت واقفة مفتوحة العينين ام ماذا؟ ثم ما هذه الدموع على وجنتيك هل كنت تبكين؟
نور: كفي عن الحديث وهيا لأنني تأخرت على محاضرتي
قمر: رجعت لمزاجك المتعكر ثانية .. حسنا انا ذاهبة لان لدي محاضرة انا ايضا
ذهبت نور نحو مدرجها ومازالت تفكر في سيف حتى قادتها قدماها نحو الكافيتيريا.. نظرت حولها تستوعب الأمر ثم نظرت في ساعتها فوجدت أنها تأخرت عشر دقائق عن المحاضرة .. فكرت للحظات ثم ذهبت لتطلب القهوة قائلة في نفسها ذلك المثل الشعبي " ضربوا الأعور على عينه قال خسرانه خسرانه "
انتظرت قليلا حتى وصل طلبها المعتاد ارتشفت عدة رشفات وهي في طريقها للمدرج .. دخلت فلم تجد الدكتور بالداخل فجلست ووضعت رأسها على الطاولة تفكر هل تذهب للطبيب مرة أخرى ام ماذا؟ أخذت بعض الرشفات من كوب القهوة الموضوع أمامها ثم امسكت برأسها الذي احست انه سينفجر من كثرة التفكير ففتحت حقيبتها تبحث عن مسكن للآلام ومن حسن حظها الذي اعتادت عليه وجدت العلبة فارغة فظلت على حالتها هذه حتى وصل الدكتور وبدأ بإلقاء المحاضرة وهي ظلت تجاهد هذا الصداع ولم تفلح فوضعت رأسها على الطاولة أمامها ممسكة اياها بقوة فلاحظ الدكتور عبدالله ما فعلته
عبدالله: انت أيتها الفتاه الجالسه في الصف الاخير هل انت بخير؟
لم ترفع نور رأسها فأعاد سؤاله مرة أخرى بعد ان أخبره أحد الطلاب باسمها فرفعت رأسها ونظرت إليه بعينيها الحمراوتين كالدماء
نور: انا بخير اجل .. آسفة على ما حدث أرجوك اكمل سانتبه لما تقول
احست نور بأن رؤيتها تشوشت قليلا ففركت عينيها بقوة ثم جلست
عبد الله: ان كنت متعبة وتريدين الذهاب للبيت فأفعلي رجاءً
قامت نور مسرعة بأخذ أغراضها وكأنها كانت تنتظر ما قاله وتوجهت نحو الباب فأحست بأن الم رأسها يشتد وتشوشت رؤيتها أكثر ووقعت مغشيا عليها...
_________________________________________
قبل أن تذهب نور للجامعة...
بسمة: ألن تتناولي الفطور؟
نور: لا فأنا على عجلة من أمري هيا انت ايضا البسي حذائك كي نذهب وبعدها ارجعي لتفطري ان اردت
بسمة: الى اين انت ذاهبة؟
نور: ساجلب كوب قهوة في حين تلبسين حذائك
بسمة: دون فطور ستشربين القهوة؟
نور: اجل اعتدت على هذا فلا بأس
_________________________________________
استيقظت نور لتجد نفسها بالمشفى نائمة على السرير وفي يدها ما يسمى (كانيولا) وبجانبها بسمة ممسكة بيدها الأخرى واحمد واقف مع الطبيب بعيدا عنها قليلا..
بسمة: أرأيت ما يحدث جراء تناول القهوة دون إفطار؟
نور: رأسي تؤلمني اطلبي من أحدهم احضار بعض الحبوب المسكنة
بسمة: حسنا ولكن خذي هذه الشطيرة تناوليها اولا
نور: بسمة لا أريد فقط احضري المسكن
بسمة: ليس..
قاطعتها نور وهي تقول بصوت مرتفع: بسمة احضري لي المسكن رأسي سينفجر من الألم الا تفهمين..لا أريد تناول الطعام
اندهشت بسمة من فعلة نور التي صرخت بها لأول مرة في حياتها فوجدتها تمسك رأسها بقوة فتجاهلت ما فعلته وذهبت لإحضار بعض الحبوب المسكنة وكوبًا من الماء وهي تقول في نفسها: لا بد ان هذا من الألم وهي لا تعي ما تفعل حاليًا..
اقترب احمد منها مبتسمًا بطريقته العفوية قائلا: هل انت بخير؟..
ردت نور في غضب: لا لست بخير سأموت من الصداع وانت تبتسم كالابله الا ترى أنني امسك برأسي من شدة الألم ام انك تراني ارقص فرحًا..ام انك اصبت بالجنون وأصبحت ترى اشيائًا غير الحقيقة مثلي
تغيرت تعابير وجه احمد للدهشة فابعدته بسمة قليلا ثم ساعدت نور على تناول الدواء وجذبت يد أحمد متجهة للخارج..
بسمة: يبدو الإرهاق واضحا عليها .. اعذرها فهي لم تتناول شيئا من الصباح وايضا رأسها يؤلمها
احمد: لا بأس.. ولكن ما أمر صداع رأسها هذا إنها تصاب بالصداع منذ فترة ليست بالقليلة هل نجري لها بعض الاشعة؟
بسمة: لا أدري ولكن على الأرجح هذا لأنها سهرت بالأمس تشاهد التلفاز
اومأ احمد متفهمًا ثم دخل لإكمال إجراءات خروجها فقد قال الطبيب أنها بخير وما أصابها كان بسبب قلة تناول الطعام وشرب الكثير من المنبهات
_________________________________________
دخلت نور المنزل متكئةً علي يد بسمة فقد احست بعدم الاتزان وأنها لا تستطيع المشي بمفردها ثم تركت بسمة ودخلت لترقد في سريرها قليلا فأغلقت بسمة غرفتها كي ترتاح...
ظلت تفكر نور بما رأته صباحًا وتتذكر كيف كان حالها في العامين الماضيين..كيف كانت تراه أمامها مبتسما وفي رأسه جرح كبير ينزف فتجري لإحضار حقيبة الاسعافات الأولية ثم تقترب منه وتنظر للجرح من بعيد فتجد انه عميق وعليه الذهاب للمشفى فتحاول إمساك يده وأخذه معها للخارج وهي تبكي على حاله وعندما تخرج من المنزل وتنظر إلى يدها تجد انه اختفى فتظل تبحث عنه في جميع أرجاء المنزل وتنادي عليه بصوت مبحوح حتى تعي ما تفعل فتتكوم على نفسها وتظل تبكي طوال الليل حتى تنام وبقي الأمر على حاله لمدة خمسة اشهر .. كل ليلة تراه أمامها مبتسما مجروح الرأس ثم يختفي وتبحث عنه ثم تبكي حتى تنام فقررت الذهاب لطبيب نفسي لتتعالج ولم يعلم احد بالأمر حتى الآن فقد انشغل عنها احمد وبسمة تلك الفترة ولم يسألا عنها...

تنهيدة تحت ضوء القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن