فترةٌ خاطفة ..

79 5 14
                                    

إنه الخريف لذلك تمتلؤ شرفته بأوراق الشجر المحيطة بمنزله .. من كثرة الاشجار يعتقد الناظر ان الشجر يحتضن منزله .. فور عودته من عمله وتبديل ملابسه قرر ككل يوم منذ بداية الخريف الدخول للشرفة وكنسها من ورق الشجر .. فتح باب الشرفة ليتصنم في صدمة
-ما هذا !! من تلك !
خاطب نفسه في صدمة حين وجد فتاة ذات شعر طويل اسود يغطي صدرها العاري .. مغطاة باوراق الشجر التي ترأفت بحالها وغطتها اذ هي عارية تماما ..
-كيف جائت هنا .. أيعقل انها كانت تنحتر من الاعلى فسقطت في شرفتي !!
اقترب منها ببطئ ليضع يده على رقبتها يتحسس نبضها فوجده لكنه مضطرب
-انها حية !
لم يتاخر اكثر في الدخول  لغرفته حتى يحضر غطائا يلفها به حتى يستطيع حملها ووضعها على السرير .. عاد الدخول للشرفة
-لكن كيف ساغطيها ! سيكون علي ازالة اوراق الشجر لكن حينها ستكون .. لا يجب ان افكر في شيء
قرر اخيرا وضع الغطاء على الاوراق التي تغطي جسدها فحملها ثم اوقفها مسندا اياها الى صدره حتى تسقط الاوراق من اسفل الغطاء وقد حدث .. ادخلها الغرفة وقد لاحظ ارتفاع حرارتها فامضى وقتا بجانبها يقوم بعمل الكمادات الباردة لها ..
حلَّ غروب الشمس وهو مازال بجانبها يعتني بها جيدا على الرغم من انه لا يعرفها وليس متأكدا مما اسقطها في شرفته .. لكنه يريد جعلها تشعر بتحسن ولا يعرف لما
فتحت عينيها اخيرا لتجد اشكالا غريبة حولها .. تظهر بوضوح كأن عينيها توسعتا للغاية .. تشعر بثقل في جسدها كانه ليس خاصتها ..
اخذت تنظر يمينا ويسارا لتستقيم في جلستها .. تتحدث في عقلها
"ما هذا !! اهذه انا !.. اين جناحاي .. لماذا جسدي كبير هكذا .. هذه .. هذه يد بشرية .. لماذا ! لماذا ابدو ك.. كبشرية "
-استيقظتي !
سمعت صوتا بجانبها لتنظر سريعا لمصدره فتثبت من حراكها .. تكمل محادثتها داخل عقلها
"انه هو .. هو يتحدث معي لكن كيف افهمه ! انا كيف فهمت ما قاله لي الان !!"
-لا تقلقي انا لم انظر لشيء لقد استطعت وضعكي في الغطاء دون استراق النظر انا اقسم
"عن ماذا يتحدث !"
-بجانبكي هناك ملابس انها تعود لي ارتديها وقد حضرت الغداء في الخارج تعالي لتأكلي
ظلت تنظر له وهي لا تجاوب .. الادهى انها لا تستطيع .. هي لا تعرف كيف تتحدث رغم انها تفهم ما يُقال .. لكن يبدو انها لم تشرب الكمية الكافية من ذاك السائل فهناك اشياء في جسمها لم تكتمل لتتحول لإنسانة بالكامل .. فهي لا تستطيع الحديث او السير حتى ..
خرج تاركا لها مساحة شخصية حتى تستطيع تغيير ملابسها لكنها لم تتحرك
"ماذا يعني بملابس تعود لي ارتديها" نظرت بجانبها لتفهم عما يتحدث .. "اهذه هي الاشياء التي تكون على جسد البشر اتسمى ملابس !" حركت رأسها لتضعها علي الملابس فتشتمها "رائحتها طيبة حقا هي تعود اليه"
ابتسمت حين ادركت الامر وقد نسيت تماما مصيبتها
"أكان يعني ان علي وضعها عليَّ مثله ؟ لكن كيف افعل !"
طرق الباب ليستأذن بالدخول ثم فعل .. استغرب حين راها لم تبدل ملابسها
-لماذا لم تبدلي ملابسكي ؟ اهناك مشكلة !
لم تجب وظلت تنظر له وفي داخلها تقول "الامر هو انني لا اعرف كيف افعل"
نظر بجانبه قليلا وكانه يستنتج امرا "هل ربما عندما سقطت فقدت ذاكرتها فأصبحت لا تفهم شيئا ولا تدري ما يحدث حولها ! بالطبع هو كذلك كيف لم افكر في الامر !!"
نظر لها ليخرج من الغرفه ثم من المنزل تماما فطرق الباب على جارته المسنة واخذ يتحدث معها عما حدث وانه يريد مساعدتها في الباس الفتاة بالداخل الى ان يجلب طبيبا .. لم تابى المرأة فدخلا شقته ثم غرفته
-مرحبا ايتها الجميلة
نظرت سِيارا للمتحدثة بدون رد وفي داخلها "اتناديني بالجميلة ! انا ؟"
عذرا كيونجسوو اخرج قليلا حتى اقوم بالباسها
-اجل بالطبع توجه بابتسامة للعجوز ثم لذات الشعر الاسود الطويل

فِردوسٌ ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن