الثالث.

156 12 0
                                    

اَستِيقظت صباحاً وهيَ تشعر أن روحها بِالكاد سَتخرج منها.

ذَهبت اليَ الحمام و تَناولت فُطورهاَ وخَرجت من المنزل كَكُل يوم.

أخَذتها رِجليهاَ إليَ مَكتبة صَغيرة أشترت دفتر مُذكرات صَغير وقلم.

تَعجبت من نفسها فَهي فيِ العَادة لاَ تَشتريِ دَفتر مُذكرات ولاَ اي شئ من هَذا القَبيل.

ذَهبت إليَ الشاطئ و جَلست علي الرِمال الذَهبية وكان الجو ملئ بِالغيوم مثلها تماماً.

فَتحت الدفتر وأخذت تَكتب وهي تهمس "إن الأحلام تبقي كَما هيَ لاَ تَتحقق الا بِخيالنا فقط هَي التيِ يَنسجها الأِنسان كَما هُو يريد ولاَ يحصل البشر علي ما يريدون لأن هَذا هُو القدر يَبنيِ جُدرانهُ عليَ ارصفتنا .. يجعلنا نَمشيِ ونَمشيِ وبِالنهاية يحصل هُو عليَ ما يُريد ونحصل نحن علي جدار من الأوهام مُحطم كَقلوبنا .. المُشكلة الوَحيدة اننا لاَ نعترض بل نُتابع ما خُطط له هُوَ دون ان نعترض وكانهُ نومنا مغناطيسياً .. لِنترك ابنيتنا التي دفعنا ارواحنا لأَكمالها ونذهب اليَ أخر لِنبدأ من الصفر دون ان تَستيقظ ضَمائرنا يبقي نائم كَالاميره فيِ تلك الروايات الخيالية ونَبقي نحنُ هَكذا مُصلوبون بينَ الحياه والموت حتيَ النهاية."
قَفلت الدَفتر وهيَ تَتنهد تَنهيدة طَويلة تَتدل عليَ ماَ بِداخلها.

"يومان .. يومان فقط وسأعتزل عن الحياه "
اردفت ولم تحس الا وعبرات خانتها ونزلت من مقلتيها.

"هل سأكون سعيدة عندك يا الهي؟!هل سيرجع قلبي كما كان؟! هل سأتوقف عن شعور كأن اسهم تطعن في قلبي؟!"
اردفت وهي تصرخ باعلي صوت لديها بينما عانق السدف السماء.

"هل تبكي علي حالي ام علي حال احد اخر؟!"
اردفت وكانت تحدث السماء.

"اشكرك ايتها الحياه التعيسة علي هذة الالام التي اتحملها ولكن هما يومان ولن يكون هناك ألم مرة اخري انتظري يومان فقط "
قالتها بسخرية وارتسم شبح ابتسامة علي شفتيها.

Reflectionمكتملة "انعكاس"Where stories live. Discover now