Part 7 : كيف تعرف القاتل حقا؟

92K 5.1K 4.3K
                                    


لا نليق بالحب نحن سيدتي
فأنتِ مكابرة و أنا لا أنحني...

...............................................................................................................

لم ترتد الأسود ذلك اليوم في الكنيسة ..

حين  نزلت الدونة من السيارة يتضح كعبها ملتفا حول ساقها كان فستانها الأبيض الضيق الطويل  يتعارض مع مفهوم زي الكنيسة..لكن رؤية المتعبدين هناك لامرأة مثلها حولها رجال مسلحين يمنعهم من التعبير عن رأي كهذا فيكفيهم لحظتها الإيمان بأن لا شيء سيحدث دامت ترتدي ذلك العقد الثقيل حول عنقها ...سلسال لن ينصدموا لو أنها ترصعه بالألماس بسبب لمعان الصليب فيه..

حين كان الرجال يقومون بتحيتها و يشيرون لها بالدخول بعد أن أمنوا الكنيسة حينها كان جاكاري يسير بجانبها بهدوء يكاد يكون صادقا لو لم تكن هناك ابتسامة لامعة تتراقص دخل أعينه ..لدا حين صعدت إليزا الدرج نحو الكنيسة تلقي نظرات سريعة على تموضع الرجال تمتمت له بنبرة باردة كملامحها الجميلة :

" هو هنا أليس كذلك؟.."

لم تحتج جوابه فعلا لأنها تدرك أنها الحقيقة..حقيقة جاكاري يجدها ممتعة جدا لسبب غريب..

لهدا سبقته في خطواتها تتركه خلفها تنزع نظاراتها السوداء و بخطوة واحدة دخلت حدود باب أرض الرب و لم تحترق..الشيطانة لم تحترق حين خطت الكنيسة و لعله السؤال الذي يطرحه كل شخص هنا التفت لرؤيتها يحدقون بها...كيف لقاتلة مثلها أن تكون ملتزمة بصلاة الأحد لسنوات و تأتي هنا تنظر لهم بأعينها الباردة وهي تُدخل أناملها في إناء الماء المبارك تبللها ثم تقوم  بإشارة الصليب عند تقدمها كما لو تتحدى أحد منهم أن يعترض على هذا ...

رأت  عند المذبح القس فالينس قد باشر في القُداس بالفعل صوته الهادئ يصدح في كل زاوية من الأسقف المرتفعة و خلفه تمثال العذراء مريم... كل المقاعد ممتلئة عدا تلك التي في المقدمة أين كان والدها يجلس و بجانبه دومينيكو يدفع تدفق الدم داخلها يصبح أسرع و هو شعور باتت تمقته لأنه لم تمر أربعة و عشرون ساعة من قدومه وكان يسبب اختلال في حياتها بالفعل..لذا قبضت على فكها بقوة تخفي كل شيء في قناع تعلمت ارتداؤه لسنوات ..

و لعل تباطئ خطواتها لثوان جعل جاكاري يلحق بها فسارت هي و هو بهدوء نحو الأماكن الشاغرة..و لم ترغب إليزا يوما بقتل الوغد كما أرادت فعلها الآن حين جلس قرب والدها ليجبرها على الجلوس جانب الدون...هو لم يزعجها فقط في السيارة بتفادي كل أسئلتها ببراعة و إنما كان يعبث معها الآن..لكنها طبعا احتفظت بتلك الأفكار مدفونة عميقا خلف قناع الخواء الذي ترتديه..و حين رفع دومينيكو أعينه السوداء صوبها و شعره الأسود الناعم يلامس ياقة بدلته من الخلف ..آنذاك رغما عنها توقفت لثانية تنظر له و شيء داخلها بدأ يزعجها ليس إلا بسبب عجزها عن التحكم به ...

La Donaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن