Part 9 : رحلة عائلية غبية

99.3K 5.4K 4.9K
                                    

قالت لي أنها تحب الخريف

و من يومها و أنا أتساقط

.....................................................................................................................................................

كانت إليزا تتكأ على سيارتها في مرأب المنتجع أين الشمس تلامس بشرتها تضيف لسمارها و رجالها حول المكان يراقبون..على عكسها هي تحدق بالأرض بشرود تضم يديها لصدرها و ملامحها خاوية تماما...

ظلت هكذا لفترة شعرها رطب من المياه و الرمل لا يزال ملتصقا بأقدامها الحافية و بعض الإحمرار على وجنتيها من الحرارة والذي يمنح الغير عادة لمحة من البراءة لكن معها هي لم يخفف من نظرتها التي لا تمت للطف بشيء...رائحة البحر مع رائحة بشرتها و القميص الرجالي الذي ترتديه...رغم جمال كل هذا لكن لا أحد نظر لها ممن يدخلون للمنتجع و لا أحد عاقل يحدق بجسد إمرأة أقرب حارس لها يحمل رشاشا روسيا..

كانت فترة وجيزة حتى عاد فوستر من غيابه السريع و اقترب منها يقدم لها فستانها الذي ذهب ليبحث عنه بينما يترك الرجال خلفه ينظفون الجثة لحظتها فقط رمشت هي بعيدا عن أفكارها و التفتت له تأخذ أولا المسدس منه و ترتدي رباط الفخذ الذي يحمل الأسلحة ثم دست المسدس داخله و الذي بات ملتصقا الآن في أعلى فخذها ثم بعدها و دون أي تردد نزعت قميص دومينيكو أمام رجالها تبقى بثياب السباحة الرمادية تدفع جميعهم ليسارعوا بالإلتفات بعيدا عنها ما عدا فوستر الذي كان ملزما بإبقاء ناظريه عليها لحراستها...

للوهلة الأولى كانت إليزا سترمي القميص أرضا دون إهتمام لكنها في اللحظة الأخيرة بدت كما لو استوعبت حركتها فتوقفت تحدق به بين يديها لثوان ..شدت عليه بقبضتها كما لو تود حرقه لكنها لم تفعل..بل بانزعاج مررته لفوستر دون أي حديث و أخذت منه فستانها تسارع بإرتدائه...

حافية تحركت نحو الممر الجانبي عبر الحديقة مما جعل الثالث في القيادة يسرع بفتح باب السيارة يرمي القميص و الصندل داخلا ثم بخطوات سريعة ركض ليلحق بها بينما يضع يده على السماعة ليتفقد الأوضاع..

لم يستغرقهم الأمر طويلا ليصلوا للمدخل الرئيسي للمسبح و على عكسه هو سابقا..رجال العراب الذي يحملون رمز الصليب في بذلاتهم لم يومئوا لها دون حراك..بل ما أن لمحوها مقتربة حافية بمسدس في فخذها يظهر من قصر الفستان مع كل خطوة لها حتى ابتعدوا عن الطريق كليا و دخلت هي دون أن تنظر لهم بتاتا...

أعين إليزا فورا وقعت على المكان الذي يتواجد فيه العراب أين ستذهب لكن لثانية تباطئت خطواتها حين لمحت ظهر دومينيكو العاري و هو ينحني للمقعد يحمل قميصا آخر بينما يقول شيئا ما لآرمان...

كان هناك الكثير من الأشخاص في المسبح..الكثير من الأصوات للضحك و الموسيقى و الإرتطام بالمياه..الكثير من الألوان و الكثير من الأشياء لينتبه لها المرء..لكنها لم تنظر سوى له..و مع كل خطوة تقتربها ببطء كانت تتغير دقات قلبها لكن لم تتغير نظرتها و جهة تحديقها..صوبه...كيف كانت حركاته متمهلة و هو يرتدي القميص الأبيض الجديد المشابه للسابق كأنه يملك كل الوقت في العالم و لا يدرك النظرات المصوبة نحوه من كل زاوية.. كيف كانت كل وشوم جسده كتابات و رموز بحروف مختلفة تزين بشرته السمراء ..كيف أن جزءا غبيا داخلها انزعج من حقيقة أنها بعيدة و لا تستطيع رؤيتها ..كيف كان سرواله لا يزال منخفضا على حوضه كما لو يصر على أن يُري العالم التقاسيم المثالية لجسد الدون و كيف نزع رباط شعر أسود صغيرمن رسغه و جمع شعره الأسود لخلف لكن خصلات قصيرة من الأمام أصرت أن تتمرد عللى الربطة و تسقط على وجنته فأعاده هو للخلف بينما يجلس و هو يمسح على وشم النسر بينما يتحدث...

La Donaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن