Part 17 :حارق كالصيف الإيطالي

94.6K 5.5K 4.2K
                                    

من الخطأ أن تُعاملَ البشر كلهم بنفس الأسلوب

فالحذاء والتاج كلاهما يُلبسْ

لكن أحدهما تضعه على رأسك والآخر تدوسه بأقدامك

......................................................................................................................................................


كان دومينيكو يمنح نظرات باردة لإبن السياسي قادرة على جعل عظامه تتجمد حتى في صيف إيطالي حار مماثل..

الدون كان صامتا وهو يراقب ماركو يتحدث مع سام عن العمل بينما يجلس أسفل المظلة و يضع نظارات سوداء كأنه يرفض تماما أن تحترق بشرته من الشمس أو تحمل أي سمرة .. يرتدي قميصا أبيض و سروال قصير من الجينز يحتسي شراب كوكتيل..شخص وُلد وسط المال لكن ليس مال الدم مثلهم بل مال الريش..

و روكو كان يعلم أن أعين دومينيكو عليه مما جعله يتحرك مكانه بغير راحة من حين لآخر حين ينقل سام الحديث ناحية سيسيليا..

اليوم يكون قد مر تقريبا أسبوعين منذ عودتهم من المزرعة و السباق..و كانوا جميعا قرب المسبح يحصلون على بضع ساعات راحة قبل أن يغادر دومينيكو للقاء رئيس عائلة باغانيني في سردينيا مع سيسيليا التي كانت على عكس الجميع جالسة قربه بدل السباحة..وحتى سيسي كانت جالسة أسفل الشمس على عكس روكو الذي يخشى من الشمس أن تخرب بشرته...

سيسي كانت ترتدي ثياب سباحة سوداء لكن لأنها لا تريد السباحة و إنما الحصول على بعض السمرة فهي ارتدت شورت من الجينز تغطي أسفلها و تستلقي على مقعد طويل بينما تتحدث مع والدها و دوم حول مشاكل للباغانيني في مجال زراعة العنب بسبب ملاك الأراضي القُدم الذي يرفضون التوقيع الكلي و السماح للعائلة بالإستيلاء على المنطقة..

كارا كانت أسفل المياه تستند بذراعيها على حافة المسبح بينما جاكاري ينحني أمامها يتهامسان ومن حين لآخر يسمع الجميع صوت ضحكة كارا و كيف أن شعرها الأبيض يجعلها مميزة وسط الجميع..ثم هناك ماريانو الذي بالرغم أنه يسبح منذ الصباح إلا أنه الآن مستلقي على بطنه قرب حافة المسبح مبللا كليا من ظفائره الإفريقية وصولا لبشرته السوداء التي تلمع بينما يتحدث مع إليزا بنبرة خافتة وهو ناعس يكاد يغفو لأنه كالأطفال الصغار السباحة تجعله متعبا و يود النوم..هو تقريبا في السابعة عشر لكن تصرفاته ليست كذلك بتاتا و ربما لأنه الأصغر فهو يحصل على إمتياز الأصغر و الذي لم يحصل عليه أحد منهم قبلا..

دومينيكو كان جالسا أسفل الشمس شعره مبلل قليلا و يجمع نصفه للأعلى برباط أسود و لأنه عاري الصدر فالشمس كانت تحرق ظهره أين كان هو منحني للأمام قليلا حتى يسمع ما يقوله سام بملامح هادئة..لحظات حتى أتى فوستر يحمل عدة أوراق بين يديه و مر عليهم بعدما ألقى تحية سريعة على سام و دومينيكو ..دومينيكو الذي كان يركز مع والد إيلي كليا و بينما هو يفعل ذلك وجد أعين ماركو تنجرف لشيء ما خلفه و لأنه رآه كيف أنزل نظاراته كشخص وصل لمشهده المفضل في الفيلم حتى يرى جيدا و كيف فرق شفاهه شعر فورا بإنقباضة في عضلاته و اعتدل في جلسته ثم فعل ما كان يمنع نفسه من فعله طوال الساعة و النصف الماضية..

La Donaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن