ﻗﺎﻝ ﺟﻴﺮﺩ ﻟﻜﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﺨﻠﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻤﻮﺯﻳﻦ :
" ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺑﺪﻱ ﺇﻋﺠﺎﺑﻲ ﺑﻠﺒﺎﻗﺘﻚ ! "
ﻓﺘﻌﺠﺒﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻭ ﺳﺄﻟﺘﻪ :
" ﻟﻢ ﺗﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ؟ "
ﺍﺑﺘﻌﺪﺕ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻗﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ , ﻓﺮﺍﺡ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ . ﺍﺗﺮﺍﻫﺎ ﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ﺑﻘﺮﺑﻪ؟ ﻭﻓﻜﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﻲ ﺍﻥ ﻳﺨﺘﺒﺮ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻫﺬﻩ , ﻟﻜﻨﻪ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻏﻴﺮ ﺭﺃﻳﻪ .
" ﺃﻱ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺰﻋﺠﻨﻲ ﺑﺎﻷﺳﺌﻠﺔ ﻋﻦ ﺯﻭﺍﺟﻲ , ﻭﺯﻭﺟﺘﻲ , ﻭﻟﻢ ﻟﺪﻱ ﺍﺑﻨﺘﺎﻥ ﻋﻤﺮﻫﻤﺎ ﺳﻨﺘﺎﻥ , ﻭﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺷﻴﺌﺎ "
ﻟﻮﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺭﺃﺳﻬﺎ , ﺛﻢ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺑﺨﺒﺚ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
" ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺭﻏﺐ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ , ﻟﻜﻨﻲ ﺃﺣﺘﺮﻡ ﺭﻏﺒﺘﻚ ﺑﺎﻟﺘﺤﻔﻆ . ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻋﻨﻚ ﺃﻣﻮﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ . ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﺇﻧﻜﻤﺎ ﺗﺰﻭﺟﺘﻤﺎ ﻟﺘﻀﻤﺎ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﻭﺗﺆﺳﺴﺎ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ . ﺛﻢ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﻰ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ , ﻟﺘﻔﺘﺘﺢ ﻓﺮﻋﺎ ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ ﻭﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻐﺰﻭ ﺃﺳﻮﺍﻕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ . ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺠﺒﺖ ﻟﻚ ﻃﻔﻠﺘﻴﻦ ﻟﻢ ﺗﺨﺒﺮﻙ ﺑﺸﺄﻧﻬﻤﺎ . ﺍﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﻮﺩ ﺇﺧﺒﺎﺭﻱ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻦ ﺃﻗﺎﻃﻌﻚ "
ﺃﺟﻔﻞ ﺟﻴﺮﺩ ﻭﻛﺎﺩ ﻳﻀﺤﻚ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﻣﻨﻬﺎ . ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﺮﺍ , ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺃﻣﻴﻦ . ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﻓﻀﻮﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻨﻪ ... ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﺒﺐ ﺧﺎﺹ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﻟﺬﻟﻚ؟
" ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺯﻭﺍﺟﻨﺎ ﻋﺎﺩﻳﺎ , ﻛﺎﻥ ﺯﻭﺍﺝ ﻣﺼﻠﺤﻪ . ﻟﻘﺪ ﺗﻄﻠﺐ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻣﻨﺎ ﺟﻬﺪﺍ ﺑﺎﻟﻐﺎ , ﻭﻭﻗﺘﺎ ﻃﻮﻳﻼ ﻭﻣﺎﻻ ﻛﺜﻴﺮﺍ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻭﺍﺣﺪ ﺳﻴﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ , ﻭﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ "
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺗﺒﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺑﻄﺘﻪ ﺑﻤﺎﺭﻟﻴﻦ , ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺮﺡ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﻣﺮ , ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻌﻪ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﺬﻟﻚ .
" ﻳﺒﺪﻭ ﻭﻛﺄﻧﻜﻤﺎ ﻗﻤﺘﻤﺎ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ "
" ﻧﻌﻢ , ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺒﺪﺃﻧﺎ "
ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻭﺗﻮﻗﻒ ﻓﺠﺄﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ , ﺍﺫ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺬﻛﺮ ﻛﻴﻒ ﺑﺪﺃ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ . ﻓﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﺗﻘﺎﺑﻼ , ﻫﻮ ﻭﻣﺎﺭﻟﻴﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ , ﻟﻐﺪﺍﺀ ﻋﻤﻞ . ﻭﺗﺎﺑﻊ ﻳﻘﻮﻝ :
" ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﻤﺢ ﻟﻪ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ , ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﺟﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺤﺪﻳﺎ ﻭﺍﺛﺎﺭﻩ , ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﻲ "
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺍﻗﺒﻪ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ :
" ﺍﻧﻪ ﻓﻌﻼ ﻋﺎﻡ ﺗﺤﺪ ﻭﺇﺛﺎﺭﻩ ! "
" ﺃﻋﻠﻢ ﻫﺬﺍ . ﺃﻓﻬﻢ ﺍﻻﻥ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺌﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﻻﻓﺘﺘﺎﺡ ﻓﺮﻉ ﻫﻨﺎﻙ . ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻗﻂ ﺍﻟﻰ ﺳﺎﻥ ﻓﺮﺍﻧﺴﻴﺴﻜﻮ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻥ ﺗﻠﺘﺼﻖ ﺑﺎﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ , ﻛﻤﺎ ﺃﻇﻦ "
" ﻻ ﺗﺤﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻓﻲ ﺗﺎﺑﻴﺖ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ "
" ﺃﻇﻦ ﺫﻟﻚ ! "
ﺑﺪﺍ ﻭﺍﺛﻘﺎ ﻣﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ , ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺍﺭ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻣﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ . ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ :
" ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪﻩ ﺍﻻﻥ ﻫﻮ ﻓﺮﺻﺔ ﺃﺑﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻲ , ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺳﺄﺗﺰﻭﺝ ﻭﺍﻧﺠﺐ ﺃﻭﻻﺩﺍ . ﻓﺎﻷﻭﻻﺩ ﺭﺍﺋﻌﻮﻥ ﺣﻴﻦ ﻳﺮﻏﺐ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻲ ﺍﻧﺠﺎﺑﻬﻢ . ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺟﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ "
" ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺑﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ؟ "
ﻓﺄﻭﻣﺄﺕ ﺍﻳﺠﺎﺑﺎ , ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﻰ ﻧﺎﻃﺤﺔ ﺳﺤﺎﺏ ﻣﺎﻧﻬﺎﺗﻦ . ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺗﺰﻳﻦ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ , ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻣﺰﺩﺣﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﻪ . ﺗﺴﺎﺀﻝ ﺟﻴﺮﺩ ﻋﻤﺎ ﺍﺫﺍ ﺍﺷﺎﺣﺖ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﻋﻨﻪ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﻘﺎ . ﺃﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺒﻌﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﻟﺘﺴﺘﻌﻴﺪ ﺭﺑﺎﻃﺔ ﺟﺄﺷﻬﺎ .
" ﻻ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻳﺎ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ , ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ! ﻛﻞ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻣﻨﻚ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻓﻘﻴﻨﻲ ﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ , ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺃﺣﻀﺮ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ . ﻫﻴﻠﻴﻦ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺮﺑﻴﺔ ﻟﻬﻤﺎ , ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻤﻠﻜﻴﻦ ﺧﺒﺮﺓ ﺗﻨﻘﺼﻨﻲ . ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻟﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺍﻧﺘﻬﺰﺕ ﻓﺮﺻﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﺨﺺ ﺿﻠﻴﻊ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺑﻘﺮﺑﻚ؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺃﻛﺘﺮﺍﺙ :
" ﺭﺑﻤﺎ "
" ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﺴﺒﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺒﺮﻩ؟ ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﻮﻩ؟ "
ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺗﻄﺮﻕ ﺍﻟﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﻟﻢ ﺗﺸﺄ ﺃﻥ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﺍﻟﻴﻬﺎ , ﻟﻜﻨﻪ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻔﻀﻮﻝ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺫﻟﻚ . ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﺎﻭﻟﺰ ﺑﺠﺪﻳﺘﻬﺎ ﻭﺭﺯﺍﻧﺘﻬﺎ , ﺗﺘﺮﻙ ﻟﺪﻯ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﺍﻧﻄﺒﺎﻋﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﻮﻇﻔﺔ ﺟﻴﺪﻩ , ﻟﻜﻦ ﻻﺑﺪ ﺍﻥ ﻟﻬﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﻮﻇﻔﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻤﻀﻮﺍ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ .
ﺍﺟﺎﺑﺖ :
" ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﺃﻱ ﺃﺧﻮﺓ ! "
" ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﻪ ﻟﻨﺼﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻀﺎﻱ , ﻟﻢ ﻻ ﺗﺨﺒﺮﻳﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﻛﺘﺴﺒﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﺒﺮﻩ ﺑﺸﺆﻭﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ؟ "
ﻭﻣﻀﺖ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻓﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺍﺻﺮﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ . ﺃﻫﻮ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﻓﺤﺴﺐ , ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﻳﺼﺮﻑ ﺫﻫﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻴﻨﻚ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﺗﻨﺘﻈﺮﺍﻧﻪ؟ ﺳﺒﻖ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺗﻔﺎﻭﺽ ﺑﺸﺄﻥ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺑﻤﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭﺍﺕ , ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻻﻥ ﺍﺫﺍً ﺑﺎﻟﺘﻮﺗﺮ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻃﻔﻠﺘﻴﻦ ﺻﻐﻴﺮﺗﻴﻦ؟
ﻃﺎﻝ ﺍﻟﺼﻤﺖ , ﻓﺎﻟﺘﻔﺘﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﺒﻂﺀ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ . ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺤﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ . ﻭﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺗﻤﻨﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﺳﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻴﻪ ... ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺣﻠﻤﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ . ﻭﺭﺃﺕ ﺃﻥ ﻻ ﺿﺮﺭ ﻓﻲ ﺍﻥ ﺗﺸﺮﺡ ﻟﻪ ﺳﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ .
" ﻣﺎﺗﺖ ﺃﻣﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ . ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻱ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﺃﺧﺮﻭﻥ , ﻓﺄﻧﺘﻬﻰ ﺑﻲ ﺍﻻﻣﺮ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔ . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻳﻌﺞ ﺑﺎﻻﻭﻻﺩ , ﻭﻟﻌﺒﺖ ﺩﻭﺭ ﺣﺎﺿﻨﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻟﻤﺪﺓ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮﺓ , ﺗﺨﻠﻴﺖ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻗﺴﻤﺖ ﺍﻻ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺠﺪﺩﺍ "
" ﺍﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻴﻦ ! "
" ﻻ , ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ , ﺍﺣﺘﺠﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ﻫﻮ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ , ﻓﻜﻨﺖ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﺍﻟﺤﺎﺿﻨﺔ ﻷﻭﻻﺩ ﺃﺳﺎﺗﺬﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻬﺔ , ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻣﻀﺖ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺤﺎﺿﻨﺔ ﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ !
" ﻭﺍﻻﻥ ﺍﻃﻔﺎﻟﻲ "
ﻓﻘﻄﺒﺖ ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
" ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ , ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻮﻗﻌﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ﺣﻴﻦ ﻭﻇﻔﺘﻤﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻛﻪ . ﻓﺄﻧﺎ ﺍﺣﻤﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ , ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ . ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺷﻬﺎﺩﺗﻲ , ﻻ ﺃﻥ ﺍﻛﻮﻥ ﺣﺎﺿﻨﺔ ﺃﻃﻔﺎﻝ "
" ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻓﻜﺮ ﺃﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﺃﺣﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﺣﺎﺿﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ , ﺍﺫ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ ﻭﻟﺪﺕ ﺗﻮﺍﻣﻴﻦ "
ﻭﻻﺫ ﺟﻴﺮﺩ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ , ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﺨﻔﻲ ﻋﻨﻪ ﺃﻣﺮﺍ ﻛﻬﺬﺍ . ﻓﻤﻊ ﺍﻧﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺳﺎﻥ ﻓﺮﺍﻧﺴﻴﺴﻜﻮ , ﺍﻻ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﺍﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺨﺒﺮ ﺍﺑﻨﺘﻴﻪ .
* * * * *
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟـ ( ﺳﺘﻠﺮ ) ﻭ ( ﺭﺍﻧﺪﺍﻝ ) ﻭ ( ﺑﻴﺒﻮﺩﻱ ) ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ , ﻣﻦ ﻧﺎﻃﺤﺔ ﺳﺤﺎﺏ . ﺍﺳﺘﻘﻞ ﺟﻴﺮﺩ ﻭﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻣﺼﻌﺪﺍ ﺳﺮﻳﻌﺎ , ﻭﺳﺎﺭ ﺟﻴﺮﺩ ﻧﺤﻮ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻓﻔﺘﺤﻪ , ﻭﻭﻗﻒ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻟﺘﻤﺮ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ , ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻞ , ﺗﺴﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺭﺃﻯ ﻃﻔﻠﺘﻴﻦ ﺗﻠﻌﺒﺎﻥ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺃﺭﻳﻜﺔ ﻣﺨﻤﻠﻴﺔ ﻗﺮﻣﺰﻳﺔ ﺍﻟﻠﻮﻥ . ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺗﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻭﺍﻟﺘﻔﺘﺘﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﻰ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺗﺤﺪﻗﺎﻥ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﺯﺭﻗﺎﺀ ﻻﻣﻌﺔ .
ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺻﻐﻴﺮﺗﻴﻦ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ . ﺃﺧﺬ ﺟﻴﺮﺩ ﻳﺤﺪﻕ ﺑﻬﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺘﻔﻮﻩ ﺑﻜﻠﻤﺔ , ﻭﺭﺍﺡ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻜﺮﺍﻥ ﻓﻴﻪ .
" ﻣﺮﺣﺒﺎ "
ﺣﻴﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺍﻟﻜﻔﻠﺘﻴﻦ ﻭﺩﻧﺖ ﻣﻨﻬﻤﺎ . ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻣﺪﻯ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﻣﺎﺗﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻫﻲ ﻟﺘﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﻏﺮﺑﺎﺀ . ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﺄﻟﻮﻓﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ , ﻭﻻ ﻣﻌﺰﻳﺎ . ﻭﻛﻢ ﺍﻓﺘﻘﺪﺕ ﺃﻣﻬﺎ ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ !
ﺭﻛﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻬﺎ ﺑﺎﺳﻤﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ , ﺛﻢ ﻟﻤﺴﺖ ﻳﺪ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
" ﻣﺮﺣﺒﺎ , ﺍﻧﺎ ﻛﺎﺳﻲ , ﻣﺎ ﺍﺳﻤﻜﻤﺎ؟ "
ﺍﻧﺘﺒﻪ ﺟﻴﺮﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﺪﻑﺀ ﻓﻲ ﺻﻮﺗﻬﺎ . ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﻭﻧﻈﺮﺗﺎ ﺍﻟﻰ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺛﻢ ﺃﺧﺬﺗﺎ ﺗﻘﻮﻻﻥ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ . ﻫﻞ ﺳﺘﻔﻬﻢ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﻤﺎ ﺗﻘﻮﻻﻧﻪ؟ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻧﺴﻲ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺻﻐﻴﺮﺗﺎﻥ ﻭﻻ ﺗﺘﻜﻠﻤﺎﻥ ﺟﻴﺪﺍ .
" ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻫﻨﺘﺮ؟ "
ﺣﻴﺘﻪ ﻣﻮﻇﻔﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﻜﺘﺒﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﺑﻤﻮﺩﺓ
" ﻧﻌﻢ ﺃﻧﺎ ﻫﻮ "
" ﻟﺪﻳﻚ ﻃﻔﻠﺘﺎﻥ ﺭﺍﺋﻌﺘﺎﻥ , ﻟﻘﺪ ﺭﻋﻴﺘﻬﻤﺎ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻻﺳﺒﻮﻋﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ . ﺃﻧﺎ ﺍﺳﻔﺔ ﻟﻮﻓﺎﺓ ﺯﻭﺟﺘﻚ ! "
ﺍﻭﻣﺄ ﺟﻴﺮﺩ ﻭﻗﺪ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻐﺮﺍﺑﺔ . ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ , ﻭﻻ ﻋﻦ ﺍﺑﻨﺘﻴﻪ . ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺤﻆ ﺃﻥ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺗﻌﺮﻑ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ , ﻭﻗﺪ ﺍﻟﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﻟﻒ ﺍﻟﺒﻂ ﺍﻟﻤﺎﺀ . ﻫﺎ ﻫﻦ ﻳﺘﺤﺪﺛﻦ ﻭﻳﻀﺤﻜﻦ . ﻭﺷﻌﺮ ﺟﻴﺮﺩ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮﻩ ﺗﻨﺘﺎﺑﻪ , ﻭﺍﺧﺬ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﻦ , ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﻇﻔﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻟﺘﺨﺒﺮﻩ ﺑﻮﺻﻮﻝ ﺟﻴﺮﺩ .
" ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺭﺍﻧﺪﺍﻝ ﻣﻌﻚ ﺑﻌﺾ ﻟﺤﻈﻪ "
ﻗﺎﻟﺖ ﻣﻮﻇﻔﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻠﺤﻆ ﺗﺮﺩﺩﻩ .
ﻣﺎ ﺍﻥ ﺩﻧﺎ ﺟﻴﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺯﺍﻟﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻭﺭﺗﻪ . ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺗﺸﺒﻬﺎﻧﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻃﻔﻼ , ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺘﺮﺟﻤﺔ ﺍﻧﺜﻮﻳﺔ . ﻟﻢ ﻳﺮﻯ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﻭﻳﻴﻦ , ﺍﺗﺮﺍﻫﻤﺎ ﻭﺭﺛﺘﺎ ﻃﻮﺣﻬﺎ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﻬﺎ؟
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻤﺎ : " ﻣﺮﺣﺒﺎ ! "
ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺑﺤﺬﺭ , ﻭﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﺍﻻﺻﻔﺮ ﺍﺑﻬﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻤﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ . ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻭﻫﻲ ﺗﺰﻳﺢ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺺ ﺍﺑﻬﺎﻣﻬﺎ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻬﺎ :
" ﺃﻧﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﺟﺪﺍ , ﺇﻣﺎ ﺍﻥ ﺗﺤﻤﻠﻬﻤﺎ , ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﻛﻊ "
ﺣﺪﻕ ﺟﻴﺮﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺍﻗﺒﻪ , ﺛﻢ ﺟﻠﺲ ﺑﺒﻂﺀ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻻﺭﻳﻜﺔ , ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻀﻴﺎﻉ , ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺠﺒﻪ ﺫﻟﻚ . ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺑﺘﻮﺳﻴﻊ ﺷﺮﻛﺔ ﻫﻨﺘﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱﺀ , ﻭﻫﺎﻫﻮ ﺫﺍ ﺍﻻﻥ ﺗﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻃﻔﻠﺘﻴﻦ .
ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻟﻠﻄﻔﻠﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﺍﻟﻮﺭﺩﻱ :
" ﺍﺑﺘﺴﻤﻲ , ﻫﺬﺍ ( ﺑﺎﺑﺎ ) . ﺍﺧﺒﺮﻳﻪ ﺑﺄﺳﻤﻚ "
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻣﻘﻪ ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﺛﺎﺑﺘﻪ :
" ﺍﺷﻠﻲ "
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻭﻫﻲ ﺗﺨﺮﺝ ﺇﺑﻬﺎﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻤﻬﺎ :
" ﺍﻧﺎ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ "
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ :
" ﺃﺷﻠﻲ ﻭﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ , ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺑﺎﺑﺎ . ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻜﻤﺎ ﺍﻥ ﺗﻘﻮﻻ ﺑﺎﺑﺎ؟ "
ﻣﻀﺖ ﻟﺤﻈﺔ ﺻﻌﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻴﺮﺩ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬ ﺑﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ . ﻭﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻟﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ . ﻭﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﺩﺭﻙ ﻛﻢ ﻫﻮ ﻣﺤﻈﻮﻅ ﻷﻧﻬﺎ ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﻫﻴﻠﻴﻦ ﺍﻣﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ . ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﻭﺣﺪﻩ . ﻭﻗﻔﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺗﻬﺰﺍﻥ ﺭﺃﺳﻴﻬﻤﺎ . ﺛﻢ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﺷﻠﻲ ﺗﺜﺮﺛﺮ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻭﺭﺍﺣﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺗﺴﺘﻤﻊ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ , ﻭﻫﻲ ﺗﺒﺘﺴﻢ . ﻭﻟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻬﻤﺖ .... ﺃﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻼ .
ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺑﺎﻻﺏ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ . ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ؟ ﺑﺪﺕ ﻟﻪ ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺃﺳﻬﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ .
ﺑﻘﻴﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ , ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻞ ﺟﻴﺮﺩ ﻟﻼﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﻊ ﻣﺤﺎﻣﻲ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ , ﺗﻮﻣﺎﺱ ﺭﺍﻧﺪﺍﻝ . ﻭﺑﺪﺍ ﺍﻥ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﺃﻟﻔﺘﺎﻫﺎ ﺟﻴﺪﺍ .
ﺷﻌﺮﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﺎﻟﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ . ﻻﺑﺪ ﺍﻧﻬﻤﺎ ﻋﺎﻧﺘﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﻤﺎ . ﻭﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﻝ ﻋﺪﻫﺎ ﻟﺘﺠﻌﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺃﺳﻬﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ .
ﺟﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﻳﻜﻪ ﻭﺍﺟﻠﺴﺖ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ :
" ﺳﺄﺧﺒﺮﻛﻤﺎ ﺑﻘﺼﺔ ﺍﺑﻨﺘﻴﻦ ﻛﺒﻴﺮﺗﻴﻦ ﻗﺎﺑﻠﺘﺎ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﻟﻠﺘﻮ "......
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺸﺮﺡ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮﻫﻤﺎ ﺑﺠﻤﻞ ﺑﺴﻴﻄﻪ . ﺻﻮﺭﺕ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﺮﻩ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﻐﺎﻣﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﻩ , ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﺳﺎﻥ ﻓﺮﺍﻧﺴﻴﺴﻜﻮ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻏﺴﻞ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺮﺽ ﺗﻮﻡ ﺭﺍﻧﺪﺍﻝ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺍ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝِِ , ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺟﻴﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻔﺤﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ . ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﻫﺬﺍ ﺳﻮﻯ ﻋﺪﺓ ﺩﻗﺎﺋﻖ . ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺑﺴﻴﻄﺔ . ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ ﺗﻮﺻﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻨﺼﻒ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﻻﺑﻨﺘﻴﻬﺎ , ﺑﺈﺩﺍﺭﺓ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ . ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺟﻴﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ , ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻭﻗﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﻛﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﻴﺮ ﻋﻦ ﺯﻭﺍﺟﻬﻤﺎ :
" ﻟﻘﺪ ﻣﺎﺗﺖ ﺷﺎﺑﻪ , ﻭﻗﺪ ﻓﺎﺟﺄﻧﻲ ﻣﻮﺗﻬﺎ ! "
ﻓﺄﻭﻣﺄ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻗﺎﺋﻼ :
" ﻟﻘﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ , ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﻪ . ﺃﻇﻨﻬﺎ ﺃﺭﻫﻘﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺃﻱ ﻃﺎﻗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﻧﺖ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ "
ﻓﻘﺎﻝ ﺟﻴﺮﺩ :
" ﺳﺘﻔﺘﻘﺪﻫﺎ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ "
" ﻻ ﺃﻇﻦ ﺫﻟﻚ . ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻬﻤﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﺿﻨﺎﺕ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻭﺩﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ , ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺘﻴﻦ ﺍﻷﺧﻴﺮﺗﻴﻦ . ﻭﻻ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﻷﻥ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﻣﺘﻌﻠﻘﺘﺎﻥ ﺑﻘﻮﺓ ﺑﺄﻱ ﺷﺨﺺ , ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺑﺄﻣﻬﻤﺎ . ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻣﻮﻇﻔﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺍﻧﺴﺠﻤﺘﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﻪ .
" ﺳﺄﺟﻌﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ﻣﺎ ﺍﻥ ﺍﻋﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺳﺎﻥ ﻓﺮﺍﻧﺴﻴﺴﻜﻮ "
" ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻮﻗﻨﻌﺎﻩ . ﻟﺪﻱ ﻫﻨﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﻪ . ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ "
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﻬﻰ ﺟﻴﺮﺩ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ , ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺗﻘﺮﺃ ﻟﻠﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﻗﺼﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ . ﻟﻢ ﻳﺮﻳﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﻪ , ﻓﺮﺍﺡ ﻳﺘﺎﻣﻠﻬﺎ ﻭﺗﻤﻠﻜﻪ ﺣﻨﻴﻦ ﻏﺮﻳﺐ . ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻷﺳﺮﺓ . ﺍﻷﻡ ﺗﻜﺮﺱ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻷﻃﻔﺎﻟﻬﺎ , ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻻﺏ .
ﻟﻢ ﻳﺪﺭﻙ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺃﺩﻧﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺳﺮﻩ . ﻓﻘﺪ ﺭﺑﺎﻩ ﺟﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻋﺠﻮﺯﺍ ﻓﻈﺎ . ﻭﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻗﺘﺼﺮ ﺳﻜﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ , ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻭﺟﺪ ﺟﺪﻩ ﻟﻴﻌﻴﺶ ﻣﻌﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﺍﻩ , ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ , ﻭﻟﻦ ﻳﺪﻉ ﺍﺑﻨﺘﻴﻪ ﺗﻠﻘﻴﺎﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ .
ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻓﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺍﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ , ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﻗﻂ ﻓﻲ ﺍﻧﺸﺎﺀ ﺃﺳﺮﺓ , ﻭﻫﺎ ﻗﺪ ﻗﺪﻣﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻻﻥ ﺃﺳﺮﺓ ﺟﺎﻫﺰﻩ . ﻫﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺧﻄﻮﺗﻪ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﻪ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻪ؟
ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ :
" ﻛﻴﻒ ﺗﺠﺮﻱ ﺍﻷﻣﻮﺭ؟ "
" ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻡ . ﻟﻘﺪ ﺍﻧﺘﻬﻴﺖ ﻫﻨﺎ , ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺬﻫﺐ ﺍﻻﻥ ﺍﻟﻰ ﺷﻘﺔ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ , ﻟﻨﺤﺰﻡ ﺃﻣﺘﻌﺔ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﻭﺃﻟﻌﺎﺑﻬﻤﺎ . ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﻹﻏﻼﻕ ﺍﻟﺸﻘﻪ . ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺳﻮﻑ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻜﺘﺐ , ﻷﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺍﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻫﻨﺎﻙ . ﺳﻴﻜﻮﻥ ( ﺑﻮﻝ ) ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ . ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﺟﻊ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻪ "
ﺷﻌﺮ ﺟﻴﺮﺩ ﺑﺘﻮﺗﺮ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ , ﻭﺗﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻮﻛﻠﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺣﻀﺎﻧﺔ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ , ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺒﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺬﻟﻚ . ﻟﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﺎ ﺗﺤﺒﻪ ﺃﻭ ﻻ ﺗﺤﺒﻪ , ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺕ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺘﻮﺃﻣﻴﻦ , ﺛﻢ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻐﺮﻗﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ . ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ , ﺳﺘﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻭﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﺫﺍ ﺷﺎﺀﺕ .
ﻭﻗﻔﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ :
" ﻫﻴﺎ ﺑﻨﺎ , ﻓﻘﺪ ﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ . ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻣﻌﻲ , ﻭﺃﺷﻠﻲ , ﺃﺫﻫﺒﻲ ﻣﻊ ﺑﺎﺑﺎ "
ﻟﻢ ﻳﻜﺪ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺑﺎﺑﺎ .... ﺍﻧﻪ ﺍﺫﻥ ﻭﺍﻟﺪ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ .
ﺣﻤﻠﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺟﻴﺮﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﻈﺎﺭﺗﻬﺎ . ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ؟
ﺣﻤﻞ ﺟﻴﺮﺩ ﺃﺷﻠﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻛﺎﻟﺮﻳﺸﻪ , ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ , ﻓﺮﺑﺘﺖ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻩ ﻭﺍﺑﺘﺴﻤﺖ , ﻓﺸﻌﺮ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﻳﻨﻔﻄﺮ . ﺑﺪﺕ ﻟﻪ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﺣﻴﺪﻩ , ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺍﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ . ﻭﺗﻤﻠﻜﻪ ﺍﻟﺬﻋﺮ . ﻫﻞ ﺳﻴﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ؟
ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺑﻮﺓ . ﻭﻟﻮ ﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺣﺎﻣﻞ، ﻟﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻛﺄﻥ ﻳﻘﺮﺃﻥ ﻭﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ، ﻻ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺠﺄﺓ ﺃﺑﺎ، ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﻣﺴﺒﻖ .
- ﺩﻋﻨﺎ ﻧﺬﻫﺐ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ !
ﺑﺪﺍ ﺍﻟﻬﺰﻝ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺒﺤﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ . ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺟﻴﺮﺩ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺗﺮﺩﺩﻩ ﻭﻋﺪﻡ ﺛﻘﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ، ﻗﺪ ﺃﺛﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ . ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻵﻥ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻤﺮﺍﻫﻖ ﻣﺮﺗﺒﻚ ﻗﺒﻞ ﺃﻭﻝ ﻣﻮﻋﺪ ﻏﺮﺍﻣﻲ ﻟﻪ . ﻃﺮﻗﺖ ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭﺳﺎﺭﺕ ﺃﻣﺎﻣﻪ . ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻋﻴﺪ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﻴﺔ؟ ﺇﻧﻬﺎ ﺣﺎﺿﻨﺔ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﻻ ﻏﻴﺮ . ﺣﺎﺿﻨﺔ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﻌﺐﺀ ﻃﻔﻠﺘﻴﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺘﺐ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﻣﺘﺨﻠﻴﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ . ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻔﻞ ﻓﻤﻪ .
ﺗﺒﻌﻬﺎ ﺣﺎﻣﻼ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻮﺃﻣﻴﻦ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﻭﺍﻧﺘﻈﺮﺗﻪ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ، ﻭﺳﻤﺤﺖ ﻟﺒﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﺗﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺯﺭﻱ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ، ﻓﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﻳﺤﺒﻮﻥ ﺩﻭﻣﺎ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ . ﺭﺑﻤﺎ ﻏﻀﺒﺖ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻬﻤﺎ ﻹﺻﺮﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻓﻘﻪ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻔﺮﻍ ﻏﻀﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ .
* * * * *
ﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻟﻴﻼﺱ
ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻘﺔ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ ﻭﺍﺳﻌﺔ، ﺃﻧﻴﻘﺔ ﺍﻷﺛﺎﺙ، ﻭﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺭﺍﻕٍ . ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﺃﻧﺰﻝ ﺟﻴﺮﺩ ﺃﺷﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻭﺿﻌﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ . ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﻤﺎ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ": ﺃﻳﻦ ﻏﺮﻓﺘﻜﻤﺎ؟ ."
ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺃﺷﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺮﺩﻫﺔ .
ﺣﻴﻦ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ، ﻭﺿﻊ ﺟﻴﺮﺩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﻛﺘﺐ ﻣﺰﺧﺮﻓﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﻞ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ . ﻭﺃﻟﻘﻰ ﻧﻈﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﻋﺠﺐ ﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻷﻧﻴﻘﺔ . ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺰﻟﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﻣﺮﻳﺤﺎ ﺫﺍﺕ ﺃﺛﺎﺙ ﻣﺘﻴﻦ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺤﻒ ﺍﻟﺮﺧﻴﺼﺔ . ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﺍﺯ ﻫﻨﺎ ﻓﻜﺮﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ . ﻟﻢ ﺗﻌﺠﺒﻪ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﻛﺜﻴﺮﺍ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﺛﺮ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﺎﻗﺔ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﻤّﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﺎﻟﻠﺤﺎﻕ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ، ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ : " ﻻ، ﻻ ."
- ﻣﺎﺫﺍ؟
ﻫﺰﺕ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﺤﺬﺭ، ﻭﺗﺎﺑﻌﺖ ﺗﻘﻮﻝ : " ﻻ، ﻻ ."
ﻭﺭﻥ ﺟﺮﺱ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ .
ﺳﺎﺭ ﺟﻴﺮﺩ ﻟﻴﺠﻴﺐ، ﻭﻗﺪ ﺗﻤﻠﻜﺘﻪ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻟﺘﺼﺮﻑ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ .
- ﺃﻟﻮ، ﺟﻴﺮﺩ ﻫﻨﺘﺮ ﻳﺘﻜﻠﻢ .
- ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻫﻨﺘﺮ؟ ﻣﻌﻚ " ﺁﻧﻲ ﺳﻴﻤﻮﻧﺰ ." ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺭﺍﻧﺪﺍﻝ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﻠﻤﻚ . ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺣﺎﺿﻨﺔ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ، ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﻤﺎ . ﻓﻬﻤﺖ ﺃﻧﻚ ﺳﺘﺄﺧﺬﻫﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻥ ﻓﺮﺍﻧﺴﻴﺴﻜﻮ . ﻟﺬﺍ، ﻓﻜﺮﺕ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻲ، ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻦ ﺃﺑﺪﺃ ﻋﻤﻼ ﺁﺧﺮ ﻗﺒﻞ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ .
ﻧﻈﺮ ﺟﻴﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ : " ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻟﻘﺪ ﻗﺮﺭﻧﺎ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻏﺪﺍ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺭﺍﺋﻌﺎ . ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺰﻡ ﺃﻣﺘﻌﺘﻬﻤﺎ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﻘﺘﺮﺣﻴﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻳﻦ ﻧﻠﻘﻲ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﻧﺄﺧﺬﻫﺎ ﻣﻌﻨﺎ .
- ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ، ﺳﺄﻛﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ .
ﻧﻈﺮ ﺟﻴﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺒﻠﻎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺑﻌﺪ، ﻓﻘﺎﻝ ": ﺣﺴﻨﺎ، ﺳﻨﻜﻮﻥ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭﻙ ."
ﺣﻴﻦ ﻋﺎﺩ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻭﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻔﺘﺎ . ﺗﺒﻊ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻦ ﻓﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﻏﺮﻓﺘﻬﻤﺎ . ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺴﻴﺤﺔ ﻳﺤﺘﻠﻬﺎ ﺳﺮﻳﺮﺍﻥ ﺻﻐﻴﺮﺍﻥ، ﻭﺧﺰﺍﻧﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﺩﺭﺍﺝ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﻭﺩﻣﻰ ﻭﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻣﺤﺸﻮﺓ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﺘﺠﺮ ﺃﻟﻌﺎﺏ . ﺑﺪﺍ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺃﻥ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺒﺨﻞ ﺑﺎﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻔﻠﺘﻴﻬﺎ .
ﻭﻗﻔﺖ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﺗﻀﻊ ﺇﺑﻬﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻤﻬﺎ . ﻋﺠﺐ ﺟﻴﺮﺩ ﻟﺮﺅﻳﺘﻬﺎ ﺗﻀﻊ ﺩﻭﻣﺎ ﺇﺻﺒﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻤﻬﺎ، ﻭﻻﺣﻆ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺘﻴﻦ . ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺷﻠﻲ ﻭﺩﻭﺩﺍ ﻓﻀﻮﻟﻴﺔ ﻭﻻ ﺗﺨﺎﻑ . ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﺪﺕ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﺤﺬﺭ، ﻭﺧﺠﻮﻻ ﻫﺎﺩﺋﺔ . ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﺭﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﺗﻮﺃﻣﺎﻥ، ﺃﻡ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﺑﻨﺘﻴﻪ ﺍﻟﺘﻮﺃﻣﻴﻦ؟ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ !
- ﻗﺎﻟﺖ ﺣﺎﺿﻨﺔ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺇﻧﻬﺎ ﺳﺘﺄﺗﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻟﺘﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺰﻡ ﺃﻣﺘﻌﺘﻬﻤﺎ .
ﺃﻭﻣﺄﺕ ﻟﻪ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ، ﺛﻢ ﺧﻠﻌﺖ ﺳﺘﺮﺗﻬﺎ ﻭﺃﻟﻘﺖ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻴﺮﻳﻦ . ﻓﺮﺍﺡ ﺟﻴﺮﺩ ﻳﻨﻘﻞ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺑﺨﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺍﻟﺮﺷﻴﻖ .
ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﺎﻭﻟﺰ ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ . ﺇﻧﻪ ﺍﻓﺘﺘﺎﻥ ﻋﺎﺑﺮ، ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﻳﻨﺴﺎﻫﺎ ... ﺃﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺟﻮﻩ .
- ﺇﺫﺍ ﻋﺜﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﺐ، ﺳﺄﺑﺪﺃ ﺑﺤﺰﻡ ﺍﻷﻣﺘﻌﺔ .
ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻲ ﺗﻔﺘﺢ ﺩﺭﺝ ﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺔ . ﻓﻘﺪ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺤﺰﻡ ﺍﻷﻣﺘﻌﺔ ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺤﻀﺮ ﺣﺎﺿﻨﺔ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ، ﻓﺘﻘﻮﻣﺎﻥ ﻣﻌﺎ ﺑﻔﺮﺯ ﻣﺎ ﺗﻔﻀﻠﻪ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻟﻌﺎﺏ ﻭﻛﺘﺐ .
ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺘﺄﻛﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻮﺃﻣﻴﻦ، ﻭﻣﺎ ﺗﺤﺒﺎﻧﻪ ﻭﻣﺎ ﺗﻜﺮﻫﺎﻧﻪ، ﻓﺎﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺘﺎﻥ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻮﻥ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﻫﻤﺎ ﺗﻨﺘﻘﻼﻥ ﺇﻟﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻛﻠﻴﺎ . ﻧﻈﺮﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺇﻟﻰ ﺟﻴﺮﺩ ﻓﺄﺟﻔﻠﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻯ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺷﺎﺧﺼﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﺍﺑﺘﻠﻌﺖ ﺭﻳﻘﻬﺎ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ، ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﻘﺸﻌﺮﻳﺮﺓ ﺗﺴﺮﻱ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ، ﺛﻢ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻭﺃﺩﺍﺭﺕ ﻟﻪ ﻇﻬﺮﻫﺎ . ﻛﺎﻥ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻪ ﻏﺮﻳﺐ ﻟﻢ ﺗﺨﺘﺒﺮﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ . ﺃﺗﺮﺍﻩ ﺍﻟﻐﺜﻴﺎﻥ؟ ﻻ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺟﻴﺮﺩ ﻣﻌﻬﺎ .
ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻜﻴﺲ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺑﻨﻄﻠﻮﻥ ﺟﻴﻨﺰ ﻭﻗﻤﻴﺼﺎً، ﺭﺑﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺄﻱ ﻋﻤﻞ ﺁﺧﺮ .
- ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ .
ﻗﺎﻝ ﺟﻴﺮﺩ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻮ ﻳﺨﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺩﻫﺔ، ﻟﻴﺪﺧﻞ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ . ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪﻩ؟ ﺁﻩ، ﺣﻘﺎﺋﺐ ﻟﻠﻄﻔﻠﺘﻴﻦ . ﻭﺿﻐﻄﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻛﻔﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻳﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﺭﺓ . ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺼﺮﻑ ﻛﻤﻌﺘﻮﻫﺔ، ﺇﻧﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻄﻔﻠﺘﻴﻪ ﻭﻻ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ . ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﻛﻞ ﺩﻗﻴﻘﺔ !
ﺗﺒﻌﺖ ﺟﻴﺮﺩ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ، ﻻ ﺑﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺮﻓﺔ ﺯﻭﺟﺘﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ ﻣﺒﻌﺜﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺗﺐ، ﻭﻛﺄﻥ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻟﺘﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ . ﺷﻌﺮﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﻮﺧﺰﺓ ﺃﻟﻢ . ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﻤﻮﺕ . ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺭﺣﻠﺔ ﺟﻴﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻧﻜﻮﻙ ﺃﻟﻐﻴﺖ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻹﻋﺼﺎﺭ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﻫﻨﺎﻙ، ﻟﻜﺎﻥ ﺟﻴﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺑﺮﻗﺔ ": ﺁﺳﻔﺔ ﻷﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺘﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ."
- ﻟﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﻳﻀﺔ . ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺨﺒﺮﻧﻲ !
- ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺪﺭﻙ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻣﺮﺿﻬﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ !
- ﻛﻨﺖ ﺳﺄﻟﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺑﺄﻥ ﻳﺒﺬﻟﻮﺍ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻌﻬﻢ، ﻟﺘﺒﻘﻰ ﺣﻴﺔ !
- ﺃﻧﺎ ﻭﺍﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﺬﻟﻮﺍ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻌﻬﻢ ﻟﻴﺒﻘﻮﻫﺎ ﺣﻴﺔ !
ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﺰﻳﻪ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ . ﻫﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ؟ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻧﺤﻮﻩ ﻭﺿﻐﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﺗﺆﺍﺳﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : " ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ."
- ﺳﺘﺘﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ !
ﻭﺗﻨﺎﻫﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻣﻌﻬﺎ ﺿﺤﻜﺎﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻮﺃﻣﻴﻦ ﻓﻘﺎﻟﺖ : " ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﺃﺫﻫﺐ ﻷﺭﻯ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻼﻧﻪ ."
ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻫﺬﺍ ﻭﺿﻐﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻵﺧﺮ ﻣﺮﺓ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻛﻬﺎ ﺑﺒﻂﺀ . ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻘﻲ ﻣﻤﺴﻜﺎ ﺑﻬﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ، ﻭﻗﺎﻝ : " ﺳﺄﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﺐ ."
ﻓﺘﺢ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻟﻴﺠﺪ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺗﻤﻸ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ . ﻭﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ، ﺣﻘﺎﺋﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﺍﻟﺜﻤﻴﻦ . ﻭﺣﻴﻦ ﺳﺤﺒﻬﺎ، ﺍﺣﺘﻚ ﺑﺎﻟﻤﻼﺑﺲ، ﻓﻔﺎﺡ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﺬﺍ ﻋﻄﺮ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ . ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻕ ﺍﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻣﺠﺪﺩﺍ، ﻭﻟﻦ ﻳﻨﺎﻗﺶ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ . ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻕ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﻤﻊ ﺃﺣﻼﻣﻬﺎ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻨﻔﺬﺍﻧﻬﺎ . ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻕ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻟﻦ ﻳﺘﺠﺎﺩﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺩﻭﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ
ﻫﺰ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻧﺒﺬ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺫﻫﻨﻪ، ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ، ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺗﺜﺮﺛﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﻭﺗﻀﻊ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ . ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺟﻴﺮﺩ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﻀﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﺐ ": ﻋﻤﺎﺫﺍ ﺗﺤﺪﺛﻴﻨﻬﻤﺎ؟ ."
- ﻋﻦ ﺑﻴﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﺃﻇﻨﻬﻤﺎ ﺳﺘﺸﻌﺮﺍﻥ ﺑﺮﺍﺣﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺒﺮﺗﻬﻤﺎ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ . ﺿﻊ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ . ﺧﺬﻱ ﻳﺎ ﺃﺷﻠﻲ، ﺿﻌﻲ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ .
ﻭﻧﺎﻭﻟﺘﻬﺎ ﻣﻼﺀﺗﻴﻦ ﻣﻄﻮﻳﺘﻴﻦ . ﻓﺴﺎﺭﺕ ﺃﺷﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ﻭﺃﻟﻘﺘﻬﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﺘﻤﺘﻢ ﺟﻴﺮﺩ ": ﺃﺣﺴﻨﺖ ﻳﺎ ﺃﺷﻠﻲ ."!
ﻓﻀﺤﻜﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻭﻗﺎﻟﺖ ": ﻻ ﺑﺄﺱ، ﻓﻬﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪﺍﻥ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪﺍﻧﻲ ."
ﻗﺎﻟﺖ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻧﻔﺴﻪ . ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻣﺔ ﺍﻟﻘﻤﺼﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻌﻠﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ : " ﻭﻟﻢ ﻻ ﺗﻔﺮﻏﻴﻦ ﺍﻟﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻷﻣﺮ، ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎﺕ؟ ."
- ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺎﻣﺎﻥ، ﺃﺭﺗﺐ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ . ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﺸﻐﻠﻬﻤﺎ ﻭﻳﺸﻌﺮﻫﻤﺎ ﺑﺄﻧﻬﻤﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪﺍﻥ ﻭﺗﺴﺎﻫﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ .
- ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻳﻀﺎ؟
ﻭﺭﻓﻊ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻳﺘﺄﻣﻠﻬﺎ .
- ﺇﻧﻬﺎ، ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ . ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ .
- ﻟﺪﻳﻚ ﻣﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪﻙ . ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ، ﻓﺴﺄﺫﻫﺐ ﻟﺘﻔﺤﺺ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ ﻷﺭﻯ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺁﺧﺬﻫﺎ ﻣﻌﻲ . ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺟﺪ ﺷﺨﺼﺎ ﻟﻴﻘﻔﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ ": ﺇﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﻪ ﻟﻠﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻣﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﺒﺮﺍﻥ . ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺘﺬﻛﺮﺍﻫﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻴﺴﻌﺪﻫﻤﺎ ﺍﻗﺘﻨﺎﺀ ﺷﻲﺀ ﻛﺎﻥ ﻟﻮﺍﻟﺪﺗﻬﻤﺎ ."
ﻣﻴﺰ ﺟﻴﺮﺩ ﻓﻲ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻧﺒﺮﺓ ﻛﺌﻴﺒﺔ، ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺑﻠﻄﻒ ": ﻭﻫﻞ ﻟﺪﻳﻚ ﺃﻧﺖ ﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮﻙ ﺑﻮﺍﻟﺪﺗﻚ؟ ." ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺷﺨﺼﻲ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ .
ﻫﺰﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ": ﻻ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺳﺘﺤﺒﺎﻥ ﺫﻟﻚ . ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﻟﻬﺎ . ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻌﻲ ﺩﻣﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻫﺬﺍ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ."!
- ﻛﻢ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﺱ !
ﺗﺬﻛﺮ ﺷﻜﻮﻯ ﺟﺪﻩ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺎﺕ ﺃﺑﻮﺍﻩ، ﻣﻦ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺧﺘﺰﺍﻥ ﺍﻷﺛﺎﺙ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺒﻴﺖ . ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﺎﺳﻤﺔ، ﻭﻫﻲ ﺗﻤﻴﻞ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻗﻠﻴﻼ ": ﺣﺪﺙ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ."!
- ﺳﺄﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻟﻠﻔﺘﺎﺗﻴﻦ، ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺷﺤﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻥ ﻓﺮﺍﻧﺴﻴﺴﻜﻮ .
ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺪ ﺧﻔﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ .
- ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻫﻨﺎ، ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺮﻏﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺛﺎﺙ، ﺍﻟﺘﺬﻛﺎﺭﺍﺕ ﺗﻜﻔﻲ .
ﺧﻠﻊ ﺟﻴﺮﺩ ﺳﺘﺮﺗﻪ، ﻭﻋﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ، ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﺣﻴﺚ ﺃﻟﻘﻰ ﺑﺎﻟﺴﺘﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻷﺭﻳﻜﺔ ﻭﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ . ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﺗﻐﻄﻲ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﻭﺍﻵﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺰﺧﺮﻓﺔ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ، ﺃﺗﺮﺍﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺫﺍﺕ ﻗﻴﻤﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ، ﺃﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺧﺘﺎﺭﺗﻬﺎ ﻟﺘﻜﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻜﻮﺭ؟ ﺗﻌﺠﺐ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ . ﺍﺟﺘﺎﺯ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ، ﺛﻢ ﺗﻮﻗﻒ ﻗﺮﺏ ﻣﻜﺘﺐ ﺃﺛﺮﻱ . ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺩﺭﺍﺝ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺍﻕ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ، ﻭﻗﻮﺍﺋﻢ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﺣﺪﻳﺜﺔ، ﻭﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﻣﺼﺮﻓﻴﺔ ﻭﺩﻓﺘﺮ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﻭﺃﺷﻴﺎﺀ ﺃﺧﺮﻯ .
ﺟﻠﺲ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺘﺼﻔﺢ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺤﺎﺿﻨﺔ " ﺁﻧﻲ ﺳﻴﻤﻮﻧﺰ " ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ، ﻛﺎﻥ ﺟﻴﺮﺩ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻠﻬﻔﺔ ﻟﻠﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺕ ﻟﻪ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﺠﺎﻧﻴﻦ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﺗﺬﺭﻋﺎﻥ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﺫﻫﺎﺑﺎ ﻭﺇﻳﺎﺑﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ، ﺗﺮﺩﺩﺗﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻓﻲ ﺩﺧﻮﻝ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ . ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺧﺒﺮﻫﻤﺎ ﺃﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺘﻰ ﺷﺎﺀﺗﺎ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﺧﺬﺗﺎ ﺗﻀﺤﻜﺎﻥ ﻭﺗﺼﺮﺧﺎﻥ ﻭﺗﺮﻛﻀﺎﻥ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺁﻧﻲ ﺳﻴﻤﻮﻧﺰ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺎﺕ . ﺣﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻭﻋﺎﻧﻘﺘﺎﻫﺎ، ﺛﻢ ﺭﺍﺣﺘﺎ ﺗﺘﻜﻠﻤﺎﻥ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﺟﻴﺮﺩ ﺷﻴﺌﺎ . ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ، ﺑﺪﺍ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺁﻧﻲ ﻭﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺗﻔﻬﻤﺎﻥ . ﺃﺗﺮﻯ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﻘﺪﺭﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ؟
ﻗﺎﻟﺖ ﺁﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻤﺘﻌﺖ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ : " ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻧﻨﻲ ﺳﺄﻓﺘﻘﺪ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ . ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻃﻴﺒﺘﺎﻥ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ! ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻔﺔ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﻫﻨﺘﺮ ﻟﺨﺴﺎﺭﺗﻚ ﺯﻭﺟﺘﻚ ."
ﺃﻣﺎ ﺟﻴﺮﺩ ﺑﺮﺃﺳﻪ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺷﻌﺮ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺎﻻﺭﺗﺒﺎﻙ . ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻤﺮ ﺑﺎﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻟﻴﺮﻯ ﻣﻜﺎﻥ ﺿﺮﻳﺤﻬﺎ، ﻭﻳﺮﻯ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻤﺎﺭﻟﻴﻦ .
ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻣﻖ ﺟﻴﺮﺩ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ : " ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺒﻲ ﻟﻨﺎ ﻻﺋﺤﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺃﻣﻴﻦ ﻭﻋﻤﺎ ﻳﺤﺒﺎﻧﻪ، ﻷﻧﻨﺎ ﺳﻨﺮﺣﻞ ﻏﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻥ ﻓﺎﻧﺴﻴﺴﻜﻮ ."
- ﻳﺴﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺧﺒﺮﻛﻤﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻋﺮﻓﻪ . ﻟﻘﺪ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺷﻬﺮ . ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻳﻨﻤﻮﻥ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻦ، ﺗﻔﺎﺟﺄﺕ ﻟﺮﺅﻳﺘﻬﺎ ﺃﻃﻮﻝ ﻗﺎﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ، ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﺧﺮ ﻣﺮﺓ ﺭﺃﻳﺘﻬﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻗﺎﻝ ﺟﻴﺮﺩ ﻣﺘﻠﻬﻔﺎ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ": ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ، ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ، ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻬﺘﻤﻲ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻫﻨﺎ، ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺃﻋﻮﺩ؟ ."
- ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ !
ﻭﺃﻏﻠﻖ ﺟﻴﺮﺩ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺧﻠﻔﻪ .
ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﺁﻧﻲ : " ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺣﺎﺿﻨﺔ ﺍﻟﺘﻮﺃﻣﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ؟ ."
- ﻻ، ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺔ ﻫﻨﺘﺮ ﻓﻲ ﺳﺎﻥ ﻓﺮﺍﻧﺴﻴﺴﻜﻮ . ﺟﺌﺖ ﻷﺳﺎﻋﺪ ﺟﻴﺮﺩ، ﻓﺤﺴﺐ، ﻓﻲ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﻤﺎ .
ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻫﺬﺍ ﺑﺴﺮﻋﺔ، ﻭﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻈﻦ ﺃﺣﺪ، ﺣﺘﻰ ﺁﻧﻲ، ﺃﻥ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺮﺑﻴﺔ ﻟﻬﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ . ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻴﻮﻣﻴﻦ ﻓﻘﻂ ! ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .
ﺃﺧﺬﺕ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﻠﻲ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻛﺾ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻟﺘﺮﻯ ﺃﺑﺎﻫﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﺭﺍﺣﺖ ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺘﻤﻜﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺖ ﺟﻴﺮﺩ، ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻵﺧﺮ، ﻟﺘﺮﺍﻫﻤﺎ . ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ ﺃﻥ ﺳﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻣﻘﻄﺒﺔ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ . ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺻﻠﺔ، ﻟﻘﺪ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺧﻄﻄﺖ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ .
* * * * *
ﻋﺎﺩ ﺟﻴﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ، ﻓﻮﺟﺪ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ ﺍﻷﻧﻴﻘﺔ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻤﺪﻓﺄﺓ، ﺗﺤﻤﻞ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ، ﻭﻗﺪ ﺍﺭﺗﺪﺕ ﺟﻴﻨﺰ ﻭﺑﻠﻮﺯﺓ ﻗﻄﻨﻴﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺭﻓﻌﺖ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﺴﺄﻟﻪ : " ﻫﻞ ﺳﺎﺭ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ؟ ." ﻓﺄﻭﻣﺄ ﺑﺮﺃﺳﻪ، ﺛﻢ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﻧﻈﺮ ﺣﻮﻟﻪ .
- ﺳﺘﺴﺘﻘﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺣﺎﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ، " ﺑﻮﻝ ﻭﻳﻨﺴﺘﻮﻥ " ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺪﻳﺮﺍ ﻋﺎﻣﺎ ﺟﻴﺪﺍ .
ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﻳﻜﺔ : " ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺘﻮﺃﻣﺎﻥ؟ ."
- ﻟﻘﺪ ﺧﻠﺪﺗﺎ ﻟﻠﻨﻮﻡ، ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ . ﻗﺎﻟﺖ ﺁﻧﻲ ﺇﻧﻬﻤﺎ ﺗﻨﺎﻣﺎﻥ ﻗﻠﻴﻼ، ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ . ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺐ، ﺃﻇﻨﻬﻤﺎ ﺳﺘﻨﺎﻣﺎﻥ ﻓﺘﺮﺓ ﺃﻃﻮﻝ، ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻮﻗﻈﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ، ﻟﺘﺘﻤﻜﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ .
ﻓﻚ ﺟﻴﺮﺩ ﺭﺑﻄﺔ ﻋﻨﻘﻪ، ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻷﺭﻳﻜﺔ . ﻧﻈﺮﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ . ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺭﺣﻠﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﺎﻡ ﺟﻴﺪﺍ .
ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺑﻌﻄﻒ " ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﺘﻌﺐ؟ ."
- ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﻨﻮﻡ ﻷﺳﺒﻮﻉ ﻛﺎﻣﻞ !
- ﺁﺳﻔﺔ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺳﻨﺮﺣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ !
- ﻫﻞ ﺃﺧﺒﺮﺗﻚ ﺁﻧﻲ ﺳﻴﻤﻮﻧﺰ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ؟
- ﺗﻌﻠﻤﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ، ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎ . ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻧﺴﻴﺖ ﺃﻥ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﺑﺸﻲﺀ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻧﺴﻴﺖ ﺃﻥ ﺃﻟﻘﻴﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ؟ ﻟﻘﺪ ﺃﺧﺬﺕ ﺭﻗﻢ ﻫﺎﺗﻔﻬﺎ، ﻟﺬﺍ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﻬﺎ، ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ، ﻓﻘﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺃﺷﻠﻲ ﺗﺼﺎﺏ ﺑﻨﻮﺑﺔ ﻏﻀﺐ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ، ﻭﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺗﺮﻛﺾ ﻭﺗﺨﺘﺒﺊ . ﻻ ﺗﺤﺐ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﺒﻴﺾ، ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﺗﺤﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﻮﻝ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻘﺔ، ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻠﻔﺎ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ . ﻭﺫﻟﻚ ﻳﻮﺿﺢ ﺗﺮﺩﺩﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺩﺧﻮﻝ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ .
ﻻﺣﻆ ﺟﻴﺮﺩ ﻧﺒﺮﺓ ﺍﻟﺴﺨﻂ ﻓﻲ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﺴﻢ . ﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﺑﺄﻭﻻﺩﻫﻢ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﺻﻒ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺗﻨﺎﺻﺮﻫﻢ . ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻔﻀﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﻛﺾ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﻢ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺭﺃﻳﻪ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ .
- ﺃﺭﻳﺪﻙ ﺃﻥ ﺗﺨﺒﺮﻳﻨﻲ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ . ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺄﻓﻌﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺂﺧﺬﻫﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ؟
ﻭﺍﺗﻜﺄ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﻳﻜﺔ ﻣﺼﻐﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﻮﺗﻬﺎ :
- ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻴﻠﻴﻦ ﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻟﻚ ﻣﺮﺑﻴﺔ .
ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ": ﺃﺗﻈﻨﻴﻨﻨﻲ ﻟﻦ ﺃﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻛﻮﻥ ﺃﺑﺎ ﻋﺎﺯﺑﺎ؟ ." ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﻳﺘﻤﻠﻜﻪ ﻟﻴﺴﻤﻊ ﺟﻮﺍﺑﻬﺎ .
- ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺴﻠﻮﻛﻚ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻚ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺃﺑﺎ ﻣﻤﺘﺎﺯﺍ، ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺻﺒﻮﺭﺍ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻌﻬﻤﺎ، ﺳﺘﺤﺘﺎﺟﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ .
- ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﺳﻬﻞ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﺯﻭﺟﺔ .
--------يتبع----------لا تبخلو عليا برأيكم.