ﺣﺪﻗﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺬﻋﺮ، ﺛﻢ ﺍﺑﺘﻌﺪﺕ ﻋﻨﻪ ﻋﺎﺋﺪﻩ ﺑﺨﻔﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻠﻜﺎﻩ ﻟﺘﻮﻫﻤﺎ . ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻥ ﺗﺮﻛﺾ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﺒﺘﺚ ﺍﻥ ﻭﻗﻔﺖ ﻭﺍﻧﺘﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﻌﺬﺭﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ .
- ﻛﺎﺳﻲ، ﺍﻧﺘﻈﺮﻱ ﻟﺤﻈﺔ ...
ﻭﺍﻣﺴﻚ ﺑﺬﺭﺍﻋﻬﺎ . ﺛﻢ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ": ﻧﺎﻗﺸﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ "!
- ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺃﻧﺎﻗﺶ ؟ ﻻ ﺍﺭﻳﺪ ﺍﻡ ﺍﻛﻮﻥ ﺣﺎﺿﻨﺔ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺑﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻲ . ﻟﻘﺞ ﺑﺬﻟﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻟﻜﻲ ﺃﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺗﻨﻘﺬﻧﻲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ
- ﻟﻢ ﺍﻗﻞ ﻗﻂ ﺇﻥ ﻟﻴﺲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻐﻠﻲ ﺷﻬﺎﺩﺗﻚ، ﺍﻭ ﺇﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻥ ﺗﻌﻤﻠﻲ . ﻟﻜﻨﻚ ﺗﺠﻴﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﻭﻫﻤﺎ ﺗﺤﺒﺎﻧﻚ ﻭﺍﻧﺖ ﺗﺤﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ، ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺣﻞ ﻣﻤﺘﺎﺯ !
- ﻣﻤﺘﺎﺯ ﻷﺟﻠﻚ ﻓﻘﻂ ، ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺍﺭﺍﻩ ﻣﻤﺘﺎﺯﺍ ﻣﻦ ﺍﻱ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﺧﺮﻯ .
- ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﺳﺘﺮﻳﺪﻳﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ، ﺍﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .
ﺍﻧﻨﺎﻣﻨﺴﺠﻤﺎﻥ ، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﻀﻴﻨﺎ ﻭﻗﺘﺎ ﺭﺍﺋﻌﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ...
ﺃﺳﻜﺖ ﻳﺎﺟﻴﺮﺍﺩ، ﻓﻜﻮﻧﻨﺎ ﺃﻣﻀﻴﻨﺎ ﻭﻗﺘﺎ ﻣﺮﺣﺎ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮ ، ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻧﻨﺎ ﺛﻨﺎﺋﻲ ﻣﻼﺋﻢ، ﺍﺳﺘﻤﻊ ﺍﻟﻰ ﻧﻔﺴﻚ , ﻻﻳﻤﻜﻨﻚ ﺣﺘﻰ ﺍﻥ ﺗﺪﻋﻲ ﺍﻧﻚ ﺗﺮﻳﺪﻧﻲ ﻟﻨﻔﺴﻲ . ﻛﻞ ﻣﺎﺗﺮﻳﺪﻩ ﻫﻢ ﺍﻡ ﻻﺑﻨﺘﻴﻚ . ﺍﻟﻤﺮﺃﻩ ﻻ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺒﻮﺑﺔ ، ﺍﻭ ، ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﻞ ، ﻷﺟﻠﻬﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎ . ﺍﻧﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻻﻧﻌﺮﻑ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻌﻀﺎ
- ﺍﻧﺖ ﺗﻌﻤﻠﻴﻦ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺘﻴﻦ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻛﺎﻑ ﻷﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻚ .
ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ، ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺑﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﻄﺎﻓﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻷﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ . ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﺘﻴﻦ، ﺛﻢ ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻛﺬﺏ ﻋﻠﻴﻚ ﻗﻂ .
ﺃﺗﺮﻳﺪﻳﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺭﻛﻊ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻲ ﻭﺃﻋﻠﻦ ﻋﻦ ﺣﺐ ﻻﻳﻤﻮﺕ ﻭﻛﺸﻔﺖ ﻟﻬﺠﺘﻪ ﺍﻟﻼﺫﻋﺔ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ . ﻓﻘﺎﻟﺖ ": ﻻ، ﻷﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎ "!
- ﺍﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺍﺏ ، ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺍﺅﻣﻦ ﺑﺎﻟﺤﺐ . ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﻞ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻴﺔ . ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﺸﺊ ﻣﻌﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﻴﺪﺓ . ﻻ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﻻ ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ، ﻳﺎ ﻛﺎﺳﻲ . ﻓﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺮ !
- ﻟﺴﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺎﻻﻣﺮ ﻭ ...
ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﻨﻬﻲ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﺿﻤﻬﺎ ﺟﻴﺮﺍﺩ ﺍﻟﻴﻪ . ﻧﺴﻲ ﺍﻧﻪ ﺍﺻﺒﺢ ﺃﺑﺎ ﻓﺠﺄﺓ، ﻭﻧﺴﻲ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ . ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻷﻥ ﻫﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻭﻗﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻴﺎﻧﻪ .
ﺃﺑﻌﺪ ﺭﺃﺳﻪ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺤﺪﻕ ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﺍﻟﺬﺍﻫﻠﺔ . ﻛﺎﻥ ﺟﻴﺮﺍﺩ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ﻭﻳﻨﻮﻱ ﺍﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻻﻟﺤﺎﺡ ﻗﺪ ﻳﻘﺘﻞ ﺍﻟﺼﻔﻘﻪ ﺍﺣﻴﺎﻧﺎ، ﻟﺬﺍ ﻗﺮﺭ ﺍﻥ ﻳﻌﺎﻟﺞ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺑﺎﻟﺤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ، ﻭﻳﺮﺷﻮﻫﺎ ﺍﺫﺍ ﻗﻀﻰ ﺍﻻﻣﺮ . ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ﺍﻣﺎ ﻻﺑﻨﺘﻴﻪ، ﻭﺳﻴﺠﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺫﻟﻚ
ﻗﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ": ﻓﻠﻨﻌﺪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ . ﻻﻇﻨﻚ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺍﻥ ﻧﺘﻤﺸﻰ ﻭﺳﻨﺘﺤﺪﺙ ﺍﻛﺜﺮ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ".
ﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻠﻤﺴﻬﺎ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﻋﻮﺩﺗﻬﻤﺎ، ﻭﻻﺡ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﻌﺪﺕ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻗﺎﻟﺖ ": ﻻ ﺍﺭﻳﺪ ﺍﻥ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ "!
ﺑﻘﻴﺖ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺳﻴﺮﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﻣﻨﻌﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ، ﻟﻤﺎ ﺣﺪﺙ ، ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺭﺍﺩﺕ ﺍﻥ ﺗﻮﺿﺢ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻠﻨﻮﻡ .
- ﻭﺍﻧﺎ ﻟﻦ ﺍﻗﺒﻞ ﺑﺄﻱ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ . ﺍﺩﺧﻠﻲ ، ﻻﻧﻨﻲ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺍﺭﻳﺪ ﺍﻥ ﺍﺗﻤﺸﻰ .
ﻭﺍﻧﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻓﺎﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ .
ﻭﺍﺧﺬﺕ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﺒﺘﻌﺪﺍ ﻭﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﺨﻔﻖ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﺑﻌﻨﻒ . ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺎﻗﻪ ﻣﺪﻣﺮﺍ، ﻟﻮﻻ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺴﻜﻬﺎ ﻟﺘﻬﺎﻭﺕ، ﻓﻘﺪ ﺷﻌﺮﺕ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﻮﻫﻦ ﻓﻲ ﺭﻛﺒﺘﻴﻬﺎ .
ﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻟﻴﻼﺱ
ﺍﻣﻀﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﺪ . ﺣﺪﺛﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﻮﻧﻮﺭﺍ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺁﻩ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺋﻤﺔ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻧﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ . ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﺧﺬ ﻳﺘﺜﺎﺀﺏ، ﻓﺄﺩﺭﻛﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺍﻧﻪ ﻣﺘﻌﺐ ،ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻒ ": ﺍﻇﻦ ﺍﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﺧﻠﺪ ﻟﻠﻨﻮﻡ ." ﺛﻢ ﺍﻧﺼﺮﻓﺖ ﺍﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ .
ﺃﻃﻔﺎﺀﺕ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ، ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ . ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻥ ﺗﺘﺠﺎﻫﻞ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﺣﻮﺍﺳﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻋﺮﺿﻪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ . ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻭ ﺍﻻﺧﻼﺹ، ﺑﻞ ﺫﻛﺮ ﻓﻘﻂ ، ﻭﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ، ﺍﻥ ﺍﺑﻨﺘﻴﻪ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻡ ﻭﺍﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ﻟﻬﺬﺍﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺰﻭﺣﺔ؟ ﻛﺄﻱ ﻣﻮﻇﻒ ﻋﻨﺪﻩ؟
ﺍﺭﺍﺩﺕ ﺍﻥ ﺗﺜﻮﺭ ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺎﻍ ﺑﻬﺎ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻻﻣﻨﺘﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﻥ ﺗﺘﺼﻮﺭ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺯﻭﺟﺔ ﻟﻪ ، ﺯﻭﺟﺔ ﺗﺮﺍﻩ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ، ﺗﺬﻫﺐ ﺑﺮﻓﻘﺘﻪ ﻭﺑﺮﻓﻘﺔ ﺍﻟﺘﻮﺃﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﻧﺰﻫﺔ . ﺗﺮﺍﻫﺎ ﺣﻤﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺭﻓﻀﻬﺎ ﻋﺮﺿﻪ؟ ﻟﻘﺪ ﺍﻋﺠﺒﺖ ﺑﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﺘﻪ . ﻫﺬﺍ ﻻﻳﻌﻨﻲ ﺍﻥ ﺍﻻﻋﺠﺎﺏ
ﻫﻮ ﺍﺳﺎﺱ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ . ﻣﻨﺬ ﻣﺎﺗﺖ ﺍﻣﻬﺎ، ﺍﺧﺬﺕ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐ . ﻓﻬﻞ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟
ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﺫﺍ ﺭﻓﻀﺖ؟ ﺳﻴﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﺧﺮﻯ، ﻃﺒﻌﺎ ، ﻓﺎﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﻬﺎ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﻮﺃﻣﻴﻦ .
ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ؟ ﻭﻟﻜﻦ ، ﻣﻦ ﺍﻻﻗﺎﺻﻴﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ، ﻣﺎﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺟﻴﺮﺍﺩ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺮﺓ؟ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺍﻥ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺘﺸﺎﺟﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﺟﻬﻤﺎ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻓﻴﺎ، ﺫﻫﺐ ﻟﻴﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﺟﺪﻩ ﺍﻟﻔﻆ، ﻟﻘﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺳﻴﻼﺱ ﺑﺄﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻧﺸﺄﺕ ﺍﺑﻨﻬﻤﺎ ﻭﺣﺪﻫﺎ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺿﻄﺮ ﻟﺘﺮﺑﻴﻪ ﺟﻴﺮﺩ، ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺒﺮﺗﻪ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ .
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﺠﺪ ﺭﺟﻼ ﻳﺤﺒﻬﺎ ... ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﺮﻓﺾ ﺟﻴﺮﺩ . ﺍﻥ ﻣﻬﻨﺘﻬﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﺟﺪﺍ ﻟﻬﺎ ... ﻭﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ، ﺳﺘﺠﺪ ﺭﺟﻼ ﻳﺤﺒﻬﺎ ... ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﺮﻓﺾ ﺟﻴﺮﺩ . ﺍﻥ ﻣﻬﻨﺘﻬﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﺟﺪﺍ ﻟﻬﺎ ... ﻭﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ، ﺳﺘﺠﺪ ﺭﺟﻼ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﺣﻘﺎ .
ﺳﻤﻌﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻭﻗﻊ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩﻫﺔ ، ﻓﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺍﻧﻬﺎ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺟﻴﺮﺩ . ﻟﻘﺪ ﻭﺻﻞ ﺟﻴﺮﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ . ﻭﺍﺫﺍ ﺍﻃﻤﺎﻧﺖ ﻟﻮﺻﻮﻟﻪ ، ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﺑﺎﻟﻨﻮﻡ
ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﻔﺘﺢ ﺑﺎﺑﻬﺎ، ﻭﺍﺭﺗﻤﻰ ﺟﺴﺪﺍﻥ ﺻﻐﻴﺮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ . ﻓﺘﺤﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﺒﻂﺀ ﻭﺍﺧﺬﺕ ﺗﺤﺪﻕ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻴﻦ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﻴﻦ ﻣﺸﺮﻗﻴﻦ . ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﺎﺳﻤﻪ ": ﻣﺮﺣﺒﺎ ."
ﺭﻓﻌﺖ ﺃﺷﻠﻲ ﺫﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ": ﺍﺣﻤﻠﻴﻨﻲ ﻳﺎ ﻛﺎﺳﻲ "!
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ": ﻭﺍﻧﺎ ﺍﻳﻀﺎ "!
ﺭﻓﻌﺖ ﻛﺎﺳﻲ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ ، ﻭﺍﺣﺘﻀﻨﺖ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﻤﺎ .
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺃﺷﻠﻲ ": ﺍﺭﻭﻱ ﻟﻨﺎ ﻗﺼﺔ "!
ﻛﺘﻤﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ . ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺕ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﻣﺘﺴﻠﻄﺔ ﻛﺄﺑﻴﻬﺎ . ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺤﺐ ﺗﻴﻨﻚ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺘﻴﻦ . ﺍﻧﻬﻤﺎ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺘﺎﻥ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻭﻣﺨﺘﻠﻔﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ .
ﺍﺧﺬﺕ ﺗﺮﻭﻱ ﻟﻬﻤﺎ ﻗﺼﺔ ﻭﺗﺴﻬﺐ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ، ﻭﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﺻﻮﺗﺎ ﺧﺸﻨﺎ ﻓﻈﺎ ﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻼﻕ .
ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺟﻴﺮﺩ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ :/ ﺍﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﺨﻴﻔﺎ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ ﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﻤﺎ؟ "
ﺭﻓﻌﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﻣﺠﻔﻠﺔ . ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﻐﺮﻗﻪ ﻓﻲ ﺗﺴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻌﻪ . ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﺪﻱ ﺑﻨﻄﻠﻮﻥ ﺟﻴﻨﺰ ﻭﻗﻤﻴﺼﺎ ﻗﻄﻨﻴﺎ ﺃﺯﺭﻕ، ﻭﻗﺪ ﺍﺗﻜﺄ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻜﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺍﺧﺬ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﻦ .
- ﺍﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻗﺼﺔ ﺧﺮﺍﻓﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻣﺨﻴﻔﺔ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻢ ﺗﺴﻤﻌﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺻﻐﻴﺮﺍ؟
ﻓﺄﻭﻣﺎ ﻗﺎﺋﻼ ": ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺻﺒﻴﺎ "!
- ﻭﻫﻞ ﻳﺸﻜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺮﻗﺎ؟
ﻭﻟﻮﺣﺖ ﻟﻪ ﺍﺷﻠﻲ ﺑﻴﺪﻫﺎ ": ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﺎﺑﺎ ﺍﻧﻨﺎ ﻧﺘﺪﻓﺄ ﻣﻊ ﻛﺎﺳﻲ "
- ﻫﻞ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻲ؟
ﺍﺣﺮ ﻭﺟﻪ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ": ﻻ ، ﻣﺎﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻚ "!
- ﺍﻧﻪ ﺳﺮﻳﺮ ﺻﻐﻴﺮ، ﺳﺮﻳﺮﻱ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺍﻟﻤﺰﺩﻭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ .
ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺘﻞ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ، ﻭﺗﺬﻛﺮﺕ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﺗﻨﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻴﻪ ﻟﺘﻨﺪﺳﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻻﻏﻄﻴﺔ ﻭﺗﺴﻤﻌﺎ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ . ﺑﺎﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ " ﻧﻌﻢ " ﻓﺤﺴﺐ .
ﻗﺎﻝ ﺟﻴﺮﺩ ﻫﺎﺯﻻ ": ﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ، ﻓﺠﺪﻱ ﻳﺤﻀﺮ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ ."
ﺗﻤﻨﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻟﻮ ﻳﺬﻫﺐ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺩ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ . ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﺫﻟﻚ ﺻﻌﺒﺎ ﻟﻮﻗﻮﻓﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺔ !
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻭﺑﻘﻲ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻣﻜﺎﻧﻪ .
ﺳﺄﻟﺘﻪ ": ﺃﺗﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﻣﻼﺑﺴﻬﻤﺎ ﺍﻭﻻ؟ "
- ﻻ، ﺍﻓﻀﻞ ﺍﻥ ﺗﺒﻘﻴﺎ ﺑﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﻨﻮﻡ .
- ﺍﻣﺎ ﺍﻧﺎ ﻓﺎﻓﻀﻞ ﺍﻥ ﺍﺭﺗﺪﻱ ﻣﻼﺑﺴﻲ ﻗﺒﻞ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ .
- ﺍﺳﺮﻋﻲ ﺍﺫﻥ ، ﻓﻘﺪ ﻭﺿﻊ ﺟﺪﻱ ﺍﻭﻝ ﺩﻓﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻌﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻼﺓ
ﻓﻘﺰﺕ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺭﺣﻴﻠﻪ ﻛﻲ ﺗﻨﻬﺾ .
- ﺍﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ؟
ﺣﻤﻠﻘﺖ ﻓﻴﻪ، ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺤﻴﺮﺗﻬﺎ ... ﺗﺒﺎ ﻟﻪ !
- ﺍﺫﻫﺐ ﻭﺳﺎﻋﺪ ﺍﺑﻨﺘﻴﻚ !
ﺿﺤﻚ ﺑﺮﻗﺔ، ﺛﻢ ﺍﺑﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻭﺍﻧﻤﺎ
ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ . ﻭﺍﺧﺬﺕ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ، ﻣﺘﺴﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ، ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻰ ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ . ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﺨﻔﻖ ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻥ ﺗﺘﻨﻔﺲ . ﻭﺍﺣﻜﻤﺖ ﻗﺒﻀﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻄﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺍﻗﺐ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻨﻪ . ﻟﻢ ﺗﺜﻖ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻠﻤﻌﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ، ﻟﻢ ﺗﺜﻖ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻃﻼﻕ !
ﻗﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﻤﻴﻞ ﻧﺤﻮﻫﺎ : " ﺻﺒﺢ ﺍﻟﺨﻴﺮ "
ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﻫﻲ ﻛﻴﻒ ﻣﺎﻝ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺭﺃﺳﻪ، ﻭﻛﻴﻒ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺫﺭﺍﻋﺎﻫﺎ ﻟﺘﻄﻮﻗﺎ ﻋﻨﻘﻪ؟ ﻭﻣﺎﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺘﺸﺒﺚ ﺑﻪ ﻫﻜﺬﺍ؟ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﺗﺸﺠﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ! ﻓﻠﺪﻳﻪ ﻣﺎﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺨﻄﺮﺓ !
ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺕ ﺳﻴﻼﺱ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ": ﺟﻴﺮﺩ ! ﺑﺎﺕ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ ﺟﺎﻫﺰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ "!
ﺍﺑﺘﻌﺪ ﺟﻴﺮﺩ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻗﺎﺋﻼ ": ﺁﻩ، ﺻﻮﺗﻪ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ( ﺗﻌﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﺣﺎﻻ ) ، ﻓﺄﻧﺎ ﺍﺗﺬﻛﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺒﺮﺓ ﻣﻨﺬ ﻛﻨﺖ ﺻﺒﻴﺎ "
- ﺍﻻ ﺗﻈﻦ ﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻓﻀﻞ ﺍﻥ ﺗﺬﻫﺐ ؟
ﺍﺭﺍﺩﺕ ﺍﻥ ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ، ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﺄﻥ ﺩﻣﺎ ﺳﺎﺧﻨﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻗﻬﺎ .
- ﻫﻞ ﺳﺘﻨﻬﻀﻴﻦ؟
- ﻧﻌﻢ، ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﺬﻫﺐ .
ﻭﺷﺪﺕ ﺍﻻﻏﻄﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻭﺭﺍﺣﺖ ﺗﺤﺪﻕ ﺑﻪ ": ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎ "!
ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ ﺑﺠﺮﺃﺓ ": ﺍﻧﺎ ﺍﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﺍﺣﺐ ﺍﻥ ﺍﻛﻮﻥ ﺑﻘﺮﺑﻚ "!
- ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ( ﻻ )
ﻗﺎﻟﺖ ﺫﻟﻚ ، ﺗﺬﻛﺮﻩ ﺑﻌﺮﺿﻪ ﺍﻟﻤﺸﻴﻦ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﺑﻬﺎ .
- ﻻ ﺍﺗﺬﻛﺮ ﺃﻧﻨﻲ ﺍﻟﻘﻴﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻱ ﺳﺆﺍﻝ .
- ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ .
- ﺁﻩ، ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ، ﻻ ﺍﺭﻳﺪ ﺍﻥ ﺍﻧﺎﻗﺸﻪ ﺍﻻﻥ . ﺭﺑﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ .
- ﻻ، ﻟﻘﺪ ﺳﺒﻖ ﻭﺍﻋﻠﻤﺘﻚ ﺑﺠﻮﺍﺑﻲ .
- ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ، ﺍﻧﺖ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ! ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻌﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺑﻌﺪ . ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ . ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻋﺮﻑ ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺗﺮﻳﺪﻳﻨﻪ ﺍﻻﻥ ﻟﻘﺎﺀ ﻗﺒﻮﻟﻚ ﻋﺮﺿﻲ؟
ﻭﺍﻣﺴﻚ ﻳﺒﺪﻫﺎ ﻳﺘﺄﻣﻠﻬﺎ ، ﻭﻳﻤﺮﺭ ﺃﻧﺎﻣﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺸﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ .
- ﺍﻧﺖ ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ ﺍﺷﻌﺮ ﺍﻻﻥ ﻭﻛﺄﻧﻨﻲ ﻗﻄﻌﺔ ﺃﺛﺎﺙ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﺗﺸﺘﺮﻳﻬﺎ .
- ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺃﺭﺷﻮﻙ؟
ﻭﻓﻜﺮﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻥ ﻳﻌﺎﻧﻘﻬﺎ ﺳﺖ ﻣﺮﺍﺕ ﻳﻮﻣﻴﺎ .
ﺍﺳﺘﺠﻤﻌﺖ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ ﻭﺳﺤﺒﺖ ﻳﺪﻫﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ ": ﺍﺭﺟﻮ ﺍﻥ ﺗﺘﺮﻛﻨﻲ ﻭﺣﺪﻱ ﻻﺭﺗﺪﻱ ﺛﻴﺎﺑﻲ ."
- ﻻﺗﺮﺗﺪﻱ ﺛﻴﺎﺑﻚ ﻻﺟﻠﻲ !
- ﻟﻜﻨﻚ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺛﻴﺎﺑﻚ !
- ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍﻥ ﺍﻏﻴﺮﻫﺎ
ﻭﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺰﺭ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﻓﺄﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ": ﻻ، ﺍﺫﻫﺐ ﻭﺗﻨﺎﻭﻝ ﻓﻄﻮﺭﻙ ."
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻬﺾ ﻭﺍﻗﻔﺎ، ﺳﻤﻌﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺿﺤﻜﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﻓﺘﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﺘﻌﺪ . ﻭﻓﻜﺮﺕ ﻛﻢ ﻫﻮ ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻼﻋﺼﺎﺏ .
( ﻟﻦ ﺍﺗﺰﻭﺝ ﻻﻛﻮﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﺣﺎﺿﻨﺔ ) . ﻗﺎﻟﺖ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻲ ﺗﻤﺸﻂ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮﺷﺎﺓ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺿﻴﺖ ﻋﻦ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ ﻏﺐ ﺍﻟﺒﻨﻄﻠﻮﻥ ﺍﻟﺠﻴﻨﺰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺢ ﻭﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﺍﻻﺻﻔﺮ ، ﺍﻟﻘﺖ ﺑﻘﻤﻴﺺ ﻧﻮﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺍﺳﺮﻋﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ . ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺋﻖ ﺍﻥ ﺗﺴﺊ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺳﻴﻼﺱ ": ﻫﻞ ﻧﻤﺖ ﺟﻴﺪﺍ؟ "
- ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻤﺘﺎﺯ !
ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺎﺭ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﺠﺪ، ﻣﺘﺠﺎﻫﻠﺔ ﺟﻴﺮﺩ، ﺛﻢ ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻯﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻜﻌﻚ ﻓﻲ ﻃﺒﻘﻬﺎ . ﻓﻘﺎﻟﺖ ": ﻟﻦ ﺍﺳﺘﻄﻊ ﺍﻥ ﺁﻛﻞ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ !
ﻓﻘﺎﻝ ﺟﻴﺮﺩ ": ﻛﻠﻲ ﻗﺪﺭ ﻣﺎﺗﺸﺎﺋﻴﻦ، ﻭﺳﻨﻠﻘﻲ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺧﺎﺭﺟﺎ ﻟﻠﻌﺼﺎﻓﻴﺮ "
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻘﻄﺮ ﻳﺘﻸﻻ ﻋﻠﻰ ﺫﻗﻨﻬﺎ ": ﺍﻧﻪ ﻛﻌﻚ ﺣﻠﻮ "
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﺷﻠﻲ ﺑﻔﻢ ﻣﺤﺸﻮ ": ﻭﻟﺬﻳﺬ ﺟﺪﺍ ."
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ": ﺍﺑﻠﻌﻲ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﺘﻜﻠﻤﻲ "!
ﻟﻘﺪ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ، ﻓﺒﺪﺕ ﻛﺎﻻﻡ ﺗﻤﺎﻣﺎ . ﺛﻢ ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺟﻴﺮﺩ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺠﺒﻬﺎ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﻭﺟﻬﻪ . ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ( ﻻ ) ﻋﺸﺮﺍﺕ ﻣﺮﺍﺕ . ﺍﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ؟
ﺃﻛﻠﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﺴﺮﻋﺔ، ﺭﺍﺟﻴﺔ ﺍﻥ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﺳﺮﻉ ﻣﺎﻳﻤﻜﻦ .
ﻛﺎﻥ ﻗﺪﻭﻣﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻫﻨﺎ، ﻏﻠﻄﺔ . ﺍﻧﻬﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺟﻴﺮﺩ، ﻓﻬﻮ ﻟﻦ ﻳﺼﻐﻲ ﺍﻟﻴﻬﺎ . ﻓﻠﻴﺬﻫﺐ ﻭﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻡ ﺍﺧﺮﻯ ﻻﺑﻨﺘﻴﻪ .
ﻧﻘﺒﺾ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ . ﺍﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﺧﺮﻯ، ﻟﻦ ﻳﺪﻋﻮﻫﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﺷﻠﻲ . ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﺗﻔﺘﻨﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﻭﺗﻀﺤﻚ ﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺗﻬﻤﺎ، ﻭﻳﺬﻭﺏ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺍﻫﻤﺎ ﻓﺮﺣﺘﻴﻦ ﻭﺗﺒﺘﺴﻢ ﺭﺍﺿﻴﺔ . ﻗﺮﺭﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺍﻥ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﻌﻤﻠﻬﺎ، ﻭﻓﻜﺮﺕ ﺍﻧﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ، ﻟﺘﻔﻜﺮ ﺑﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺑﻬﺪﻭﺀ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺟﻴﺮﺩ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺘﻌﺠﻼ . ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻏﺘﺴﻠﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﻭﺍﺭﺗﺪﺗﺎ ﻣﻼﺑﺴﻬﻤﺎ، ﺧﺮﺟﻮﺍ، ﻭﺭﺍﻓﻘﻬﻢ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﻴﺮﺩ ﺫﻟﻚ، ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺧﺒﻴﺮﺓ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻻﻭﻻﺩ .
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺭﺍﺋﻌﺎ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺘﺄﻟﻖ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺀ ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﻢ ﻳﺤﻤﻞ ﺷﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻮﺑﺮ ﻭﺍﻻﺭﺯ .
ﺍﻗﺘﺮﺣﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻌﺒﺔ ﻓﺮﺍﺣﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﺗﺮﻛﻀﺎﻥ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺗﻘﻬﻘﻬﺎﻥ ﺿﺎﺣﻜﺘﻴﻦ . ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺟﻮﻻﺕ، ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻟﻠﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ": ﻟﻢ ﺍﺗﻮﻗﻊ ﺍﻥ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻭﺍﻟﺪﻛﻤﺎ ﻣﻌﻨﺎ ."
ﻧﺎﻡ ﺟﻴﺮﺩ ﻭﻭﺿﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﺗﺤﺖ ﺭﺃﺳﻊ ﻗﺎﺋﻼ ": ﻟﻢ ﺍﻟﻌﺐ ﻫﻜﺬﺍ ﻣﻨﺬ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻋﺎﻣﺎ ."
ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻭﻗﺪ ﺍﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ . ﻭﺗﻤﻨﺖ ﻟﻮ ﺗﻠﻤﺲ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﻭﺗﺸﻌﺮ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﺟﻠﺪﻩ .
ﺟﻠﺴﺖ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺟﻴﺮﺩ ﻭﺍﺧﺬﺕ ﺗﻀﺮﺑﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ ": ﻻﺗﻨﻢ "
ﻓﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﺎ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﺑﺘﺴﻢ ﻗﺎﺋﻼ ": ﻟﺴﺖ ﻧﺎﺋﻤﺎ، ﺍﻧﺎ ﺍﺭﺗﺎﺡ ﻓﻘﻂ "!
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ": ﺑﺎﺑﺎ ﺭﺟﻞ ﻋﺠﻮﺯ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻠﻌﺐ ."
ﻓﻘﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺣﺮﺍﺭﺓ ": ﺧﺪﺍﻋﻪ، ﺳﺘﺠﻌﻠﻴﻨﻬﻤﺎ ﺗﺼﺪﻗﺎﻥ ﺫﻟﻚ "!
ﻭﺻﺮﺧﺖ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﻻﺷﻠﻲ ": ﺑﺎﺑﺎ ﻋﺠﻮﺯ "
- ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻭﺛﻼﺛﻮﻥ ﻻﺗﻌﻨﻲ ﺍﻧﻨﻲ ﻋﺠﻮﺯ !
- ﺍﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻙ ﺳﺘﻌﺘﺒﺮ ﻋﺠﻮﺯﺍ ﻛﺬﻟﻚ !
- ﻛﻢ ﻋﻤﺮﻙ ﺍﻧﺖ؟
- ﺧﻤﺴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ ": ﻫﺬﺍ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺯﻭﺍﺟﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻳﺎﻛﺎﺳﻲ . ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺍﻥ ﺗﻨﺠﺒﻲ ﻟﻲ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﺒﺮﻭﻥ ﻭﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ، ﺗﻌﻮﺩﻳﻦ ﺍﻧﺖ ﺍﻟﻰ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻋﻤﻠﻚ "!
ﺍﺧﺬﺕ ﻛﺎﺳﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﺮﺕ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻟﻜﻠﻤﺎﺗﻪ . ﺍﻃﻔﺎﻝ ﻣﻦ ﺟﻴﺮﺩ؟ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻨﺠﺐ ﺻﺒﻴﺎ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ...
ﺻﺒﻴﺎ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻗﺪ ﻳﺮﻏﺐ ﺑﺄﻥ ﻳﻤﻀﻲ ﻓﺼﻮﻝ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻣﻊ ﺳﻴﻼﺱ، ﻭﻳﻠﻌﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭﻳﻨﺸﺄ ﻣﺜﻞ ﺍﺑﻴﻪ . ﺍﺧﺬﺕ ﻧﻔﺴﺎ ﻣﺮﺗﺠﻔﺎ ﺛﻢ ﻭﻗﻔﺖ ﻭﻗﺎﻟﺖ ": ﻟﻘﺪ ﺗﺄﺧﺮﻧﺎ، ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺤﺰﻡ ﺍﻣﺘﻌﺘﻨﺎ ﻟﻨﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺑﻠﺪﻧﺎ . ﺍﻇﻨﻨﺎ ﺍﻧﻬﻜﻨﺎﻫﻤﺎ ﺑﺎﻟﺮﻛﺾ، ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺎﻣﺎﻥ ﻭﺍﻝ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ "!
ﺍﺧﺬﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﺟﻴﺮﺩ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺟﻬﺪ . ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻥ ﺗﻤﻨﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻥ ﺗﻼﺣﻆ ﻗﻮﺓ ﺟﺴﻤﻪ ﻭﻋﺮﺽ ﻛﺘﻔﻴﻪ . ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺪﻭ ﻓﻲ ﺑﺬﻟﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺟﺎﺩﺍ ﺭﺯﻳﻨﺎ، ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺒﺮﺯ ﺭﺟﻮﻟﺘﻪ ﻭﻣﻈﻬﺮﻩ ﺍﻟﺠﺬﺍﺏ . ﺍﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭﺍﺷﺎﺣﺖ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ، ﻓﺎﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ .
- ﻛﺎﺳﻲ؟
- ﻣﺎﺫﺍ؟
- ﺣﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﺘﻨﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻣﺮ ﻣﻌﻴﻦ، ﺍﻣﺮ ﺍﻇﻦ ﺍﻧﻪ ﺳﻴﻌﺠﺒﻚ .
ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﺣﺎﺑﺴﺔ ﺍﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ، ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺍﺩﺭﻛﺖ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺤﺒﻪ ! ﻟﻘﺪ ﺑﻘﻴﺖ ﺷﻬﺮﺍ ﻣﻌﺠﺒﻪ ﺑﻪ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺮ ﻻﻱ ﺇﻃﺮﺍﺀ ﻳﻮﺟﻬﻪ ﻟﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﻋﻤﻠﻬﺎ . ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻨﺒﻬﺖ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻻﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﻛﻢ ﻫﻮ ﻋﺰﻳﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
ﺧﻔﻖ ﻗﻠﺒﻬﺎ، ﻻﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ .. ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ، ﻻﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺄ، ﻳﺘﻮﺯﺝ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻏﻴﺮﻫﺎ؟
ﻣﺎﻝ ﺟﻴﺮﺩ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻭﺭﺍﺡ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻭﺟﻬﻬﺎ، ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﺑﺒﻂﺀ ﻧﻈﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻴﺐ ﻗﻤﻴﺼﻪ .
- ﺍﺫﺍ ﺗﺰﻭﺟﺘﻨﻲ ﺳﺄﻗﺪﻡ ﻟﻚ ﻣﺠﺎﻧﺎ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺔ ﻫﻨﺘﺮ ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﻀﻤﻨﻴﻦ ﻣﻬﻨﺘﻚ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺑﺪ !
ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﺬﻫﻮﻟﺔ، ﻭﻛﺎﺩﺍ ﺍﻥ ﻳﻐﻤﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻥ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻤﺘﻴﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﺻﺪﻯ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻳﺘﺮﺟﻊ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻬﺎ .
- ﻣﺎﺫﺍ ﻗﻠﺖ؟
- ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌﺘﻨﻲ ، ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﺟﻴﺪﺓ ! ﻓﺄﻧﺎ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻣﻠﻚ ﻓﻘﻂ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ، ﻭﺍﻟﺘﺴﻌﻪ ﻭﺍﻻﺭﺑﻌﻮﻥ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻫﻲ ﺍﺭﺙ ﺍﺷﻠﻲ ﻭﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻣﻬﻤﺎ، ﻟﻜﻨﻪ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﺿﻤﻦ ﺍﻻﺳﺮﺓ .
ﺍﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ . ﻟﻘﺪ ﺍﺩﺭﻛﺖ ﻟﺘﻮﻫﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺤﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﺮﺷﻮﻫﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﺘﺰﻭﺟﻪ، ﻭﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﺍﻻﻟﻢ . ﺍﺯﺍﺡ ﺟﻴﺮﺩ ﺧﺼﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﺧﻠﻒ ﺍﺫﻧﻬﺎ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺍﺻﺎﺑﻌﻪ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻃﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺑﻨﻌﻮﻣﺔ ﺑﺸﺮﺗﻬﺎ . ﺛﻢ ﺍﺧﺘﺮﻕ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﻗﺎﺋﻼ ": ﺍﻧﺖ ﺗﺤﻠﻠﻴﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ،ﻛﻤﺎ ﺗﺤﻠﻠﻴﻦ ﺍﻟﺘﺴﻮﻕ ﺗﻤﺎﻣﺎ . ﻗﻮﻟﻲ ﻧﻌﻢ ، ﻳﺎﻛﺎﺳﻲ ".
- ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻦ ﻳﻨﺠﺢ ﺍﺑﺪﺍ !
- ﺑﻞ ﺳﻴﻨﺠﺢ ﻃﺒﻌﺎ، ﺳﻨﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ! ﻗﻮﻟﻲ ﻧﻌﻢ .
ﺣﺒﺴﺖ ﺍﻧﻔﺎﺳﻬﺎ، ﻭﺍﻻﻓﻜﺎﺭ ﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻬﺎ . ﺗﻨﻔﺴﺖ ﺑﻌﻤﻖ ﻭﺍﻟﻘﺖ ﺑﺎﻟﺤﺬﺭ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ، ﺛﻢ ﺃﻭﻣﺄﺕ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ .
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺟﻴﺮﺩ ﻭﻣﺎﻝ ﻧﺤﻮﻫﺎ . ﻭﺍﺫ ﻟﻔﺤﺖ ﺍﻧﻔﺎﺳﻪ ﻭﺟﻨﺘﻴﻬﺎ، ﺍﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭﺍﻧﺘﻈﺮﺕ ﺍﻥ ﻳﻌﺎﻧﻘﻬﺎ، ﻭﺍﺫﺍ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﻳﻬﺬﺭ ﻓﻲ ﺍﺫﻧﻬﺎ ": ﺍﺷﻠﻲ ، ﻻ ."
ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﻭﺍﻧﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮ ﻟﻄﻔﻠﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﻭﺿﻊ ﺍﺯﻫﺎﺭ ﺑﺮﻳﻪ ﻓﻲ ﻓﻤﻬﺎ . ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻭﻗﺪ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ، ﺍﻧﻬﻤﺎ ﺧﻄﻴﺒﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺛﻮﺍﻥ ﻓﻘﻂ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺗﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ﻻﺟﻞ ﻃﻔﻠﺘﻴﻪ، ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻉ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ؟ ﺳﺘﺤﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﺗﻤﻨﻊ ﺫﻟﻚ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻻ ﺗﺪﻋﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺤﺒﻪ، ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻬﺰ ﺫﻟﻚ ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﻪ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻫﺎﺩﺋﺔ، ﻓﻘﺪ ﻧﺎﻣﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪﻳﻬﻤﺎ ﺣﺎﻟﻤﺎ ﺍﺑﺘﻌﺪ ﺟﻴﺮﺩ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺑﻴﺖ ﺟﺪﻩ , ﺍﻣﺎ ﻫﻲ ﻓﺮﺍﺣﺖ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻌﻤﻠﻬﺎ، ﻭﺑﺎﻟﻤﺴﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪﻳﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻥ ﻳﻀﻌﻮﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻄﻄﺖ ﻟﻪ . ﺍﺗﺮﻯ " ﻣﻴﻼﻧﻲ " ﺍﻧﻬﺖ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ؟ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺍﻥ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ . ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﺳﻮﻑ ﺗﻨﺼﺮﻑ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻏﺮﺍﺽ . ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻥ ﺗﺒﻌﺪ ﺫﻫﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﺍﻻﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻠﺐ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻃﻮﻳﻼ .
ﺍﺫﺍ ﺗﺰﻭﺟﺎ ﻓﻠﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺷﻘﺘﻬﺎ . ﻟﻘﺪ ﻭﺍﻓﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺟﻴﺮﺩ ﻫﻨﺘﺮ . ﺍﺗﺮﺍﻫﺎ ﺍﻗﺘﺮﻓﺖ ﺧﻄﺄ ﺑﺬﻟﻚ؟ ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﺘﺴﺎﺋﻠﺔ ﻣﺘﻰ ﺗﺮﺍﻩ ﻳﻨﻮﻱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﻬﺎ؟ ﻭﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺣﻘﺎ ﺍﺗﻤﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ . ﺍﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺘﺰﻭﺟﻪ، ﺳﻴﺘﺰﻭﺝ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﺧﺮﻯ . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺗﺼﻤﻴﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﻪ .
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺟﻴﺮﺩ ﻭﻫﻲ ﻏﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺑﻬﺪﻭﺀ ": ﻫﻞ ﺗﺮﺍﺟﻌﻴﻦ ﺍﻓﻜﺎﺭﻙ؟ "
- ﺭﺑﻤﺎ .
ﻓﻘﻄﺐ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ ": ﺍﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ . ﺳﺄﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻫﻴﻠﻴﻦ ﺍﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﻟﺘﺘﺰﻭﺝ ﻓﻲ ﺍﻱ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺒﻮﻉ "!
ﻓﺘﻤﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﺬﻋﺮ ": ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ؟ "
- ﻫﻞ ﻣﻦ ﺳﺒﺐ ﻟﻼﻧﺘﻈﺎﺭ؟
ﻫﺰﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻧﻔﻴﺎ ... ﺁﻣﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﺗﻌﺘﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ .
ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺟﻴﺮﺩ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﺗﺎﺑﻊ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﺒﺎﺭﺷﺔ، ﺣﻴﺚ ﺳﺎﻋﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ . ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻼ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﺭﺗﺒﺎﻙ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻘﺔ . ﺍﻣﺎ ﺍﻻﻥ ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺃ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﺄﻟﻮﻓﺎ .
ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﺳﺘﻌﺪﺕ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﻟﻠﻨﻮﻡ، ﺭﻛﻀﺘﺎ ﺍﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ، ﺟﺎﻫﺰﺗﻴﻦ ﻟﻼﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ .
ﻗﺎﻝ ﺟﻴﺮﺩ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﺷﻠﻲ ﻭﻳﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ": ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﺳﺘﺤﻜﻲ ﻟﻨﺎ ﻛﺎﺳﻲ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ."
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﻠﺴﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ، ﻣﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻳﻄﺒﻊ ﻗﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﺑﺮﺯ ﺗﺤﺪ ﻏﺮﻳﺐ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ . ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺍﻥ ﺗﺘﻨﻔﺲ ﺍﻭ ﺍﻥ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﺩ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ . ﻭﻣﺎ ﺍﻥ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﻏﺎﺭﻗﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﻴﻠﻮﻟﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ . ﻓﺤﻤﻠﺘﻬﻤﺎ ﻣﻊ ﺟﻴﺮﺩ ، ﺍﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﻤﺎ ﻭﻭﺿﻌﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻳﻬﻤﺎ . ﻭﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻻﻭﻟﻰ، ﺍﺧﺬﺕ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻭﺍﻓﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ . ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭ ﻓﻌﺎﻝ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺘﻴﻦ . ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺬﻛﺮﺍﻧﻬﺎ . ﻭﺳﺘﺄﺧﺬﻫﻤﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ، ﻭﺗﺤﻀﺮ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ، ﻭﺗﺴﻤﻊ ﻟﻬﺎ ﺩﺭﻭﺳﻬﻤﺎ، ﻭﺗﻤﺴﺢ ﺩﻣﻮﻋﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺗﺼﺒﺤﺎﻥ ﻣﺮﺍﻫﻘﺘﻴﻦ، ﻭﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﺭﺑﺎﻙ ﻭﺧﻴﺒﺔ ﺍﻣﻞ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻧﻬﺎ ﺳﺘﺤﺒﻬﻤﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺗﻤﻮﺕ ، ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺐ ﺍﺑﺎﻫﻤﺎ ﻭﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻟﺠﻴﺮﺩ ﺑﺨﺠﻞ .
ﻭﺳﺎﺭ ﺍﻣﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ ": ﻫﻞ ﺍﻧﺖ ﻣﺘﻠﻬﻔﺔ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﺍﻡ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻟﻨﺘﺤﺪﺙ ﻋﺪﺓ ﺩﻗﺎﺋﻖ؟ "
ﺍﺟﺎﺑﺖ ": ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺍﺫﺍ ﺍﺭﺩﺗﻨﻲ ﺍﻥ ﺍﺑﻘﻰ "
ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻣﺘﺄﻣﻼ ": ﺗﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﻛﻤﻮﻇﻔﺔ ﻣﻤﺘﺎﺯﺓ . ﺍﻧﺖ ﺷﺮﻳﻜﺔ ﺍﻻﻥ، ﻳﺎﻛﺎﺳﻲ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﺳﺒﻮﻉ ﺳﺘﻜﻮﻧﻴﻦ ﺯﻭﺟﺘﻲ ."
- ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﺎﺟﻴﺮﺩ؟ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ؟ ﺍﻥ ﺍﻧﺤﻨﻲ ﻻﺭﺍﺩﺗﻚ ﺑﺨﻨﻮﻉ؟
ﻓﻀﺤﻚ ﻗﺎﺋﻼ ": ﻻ ﺍﻧﺘﻈﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻚ، ﺑﻞ ﺍﺗﻮﻗﻊ ﻣﻨﻚ ﺍﻥ ﺗﻔﻌﻠﻲ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﻪ ﺻﻮﺍﺑﺎ ، ﻭﺗﻌﻠﻤﻴﻨﻲ ﺑﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ".
ﻭﺑﺪﺍ ﺍﻟﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﺠﺄﺓ، ﻭﺟﺬﺑﻬﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﺍﺭﺍﺡ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻬﺘﻬﺎ ": ﺍﺭﻳﺪ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﺯﻭﺓ ﻣﺤﺒﺔ، ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻣﻊ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﻻ ﺍﺗﻮﻗﻊ ﻣﻨﻚ ﺍﻥ ﺗﺒﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺗﻜﻮﺳﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻻﺷﻠﻲ ﻭﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ . ﻭﻟﻜﻨﻚ ﺳﺘﻜﻮﻧﻴﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻛﻞ ﺍﺟﺎﺯﺓ ﺍﺳﺒﻮﻋﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺳﺄﻛﻮﻥ ﺍﻧﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ ."
ﺗﻤﻨﺖ ﻟﻮ ﻳﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻳﻌﺎﻧﻘﻬﺎ ﻟﻴﺒﺪﺩ ﻛﻞ ﺷﻚ ﺍﺧﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ
- ﺍﺭﻳﺪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﺸﺎﺭﻛﻨﻲ ﺍﻣﻮﺭﻱ . ﺍﻳﺎﻙ ﺍﻥ ﺗﻬﺮﺑﻲ ﺍﻟﻰ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ .
ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻥ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ ، ﻓﻮﻋﺪﺗﻪ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻪ .
ﺍﺣﺘﻀﻨﻬﺎ ﺑﺸﺪﻩ ﻭﻛﺄﻥ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻛﺐ ﺍﻻﺭﺽ ﺳﻮﺍﻫﻤﺎ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻫﻲ ﺍﻳﻀﺎ، ﺗﻨﺴﻰ ﺍﻧﻬﻤﺎ ﻟﻴﺴﺎ ﻭﺣﻴﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍﺍﻟﻜﻮﻛﺐ !
-----يتبع------