مضت ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺍﺳﻬﻞ ﻣﻤﺎ ﺗﻮﻗﻌﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻤﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﺟﻴﺮﺩ . ﻓﻘﺪ ﺷﺎﻏﺒﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺗﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﻋﺒﺜﺘﺎ ﺑﺄﺯﺭﺍﺭ ﻣﻘﻌﺪﻳﻬﻤﺎ . ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺠﺒﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﺒﻘﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻋﺪﻫﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻮﺍ ﻥ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻭﺟﺒﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻤﺸﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺒﺘﺎ .
ﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻟﻴﻼﺱ
ﻛﻤﺎ ﺑﺬﻝ ﺟﻴﺮﺩ ﺟﻬﺪﻩ ﻓﻲ ﺗﺴﻠﻴﺘﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺘﺎ، ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻣﺎﻟﺒﺜﺘﺎ ﺍﻥ ﺍﻇﻬﺮﺗﺎ ﺍﺭﺗﻴﺎﺣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻋﻠﻦ ﺍﻟﻤﺬﻳﻊ ﺍﺧﻴﺮﺍ ﻭﺻﻮﻟﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺳﺎﻥ ﻓﺮﺍﻧﺴﻴﺴﻜﻮ . ﻭﺑﺪﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺍﻃﻮﻝ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﻧﻜﻮﻙ .
ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻭﻫﻴﺘﺮﺑﻂ ﺣﺰﺍﻡ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺟﻴﺮﺩ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﺭﺗﺒﺎﻙ ﻣﻊ ﺍﺷﻠﻲ . ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ :
- ﻫﻞ ﺍﻧﺖ ﻣﺴﺮﻭﺭ ﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ؟
- ﻣﺴﺮﻭﺭ؟ ﺍﻧﺎ ﻣﻨﻬﻚ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ !
- ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻮﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ .
ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺎﺳﻤﺔ . ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻧﻬﻤﺎ ﺍﺣﺴﻨﺘﺎ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ . ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻳﻘﻮﻯ .
ﻭﺍﺫﺍ ﺑﻬﺎ ﺗﺠﻔﻞ ﻭﺗﺄﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ . ﻟﻦ ﺗﺪﻉ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﺑﻨﺘﻲ ﺟﻴﺮﺩ . ﻭﺗﺬﻛﺮﺕ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ، ﻭﺗﻀﻄﺮ ﺍﻟﻰ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻻﻭﺩ ﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺍﺣﺒﺘﻬﻢ ، ﻭﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﺘﺄﻟﻢ ﻟﻠﻔﺮﺍﻕ، ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻬﺎ ﻟﺘﻠﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ، ﺍﻓﺘﻘﺪﺕ ﺑﺮﺍﻧﺪﻭﻥ ﻭﺷﻴﺮﻱ ﻭﺗﺎﻟﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ . ﻭﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﻣﺎﺫﺍ ﺣﻞ ﺑﻬﻦ . ﻭﻫﻞ ﻫﻦ ﺳﻌﻴﺪﺍﺕ؟ ﻫﻞ ﺫﻫﺒﻦ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ؟ ﻭﻫﻞ ﻭﺟﺪﻥ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺟﻴﺪﺓ؟ ﻭﺷﻌﻮﺭﺍ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ؟
ﺍﺑﺘﻌﻠﺖ ﺭﻳﻘﻬﺎ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻭﻧﺒﺬﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ، ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﺷﻠﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ . ﻟﺬﺍ ، ﻻﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﺴﺄﻝ ﺟﻴﺮﺩ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻻﺧﺮ .
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺟﻴﺮﺩ، ﻭﻫﻤﺎ ﻳﺠﻤﻌﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﺐ ﻟﻴﻐﺎﺩﺭﺍ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ": ﺍﻗﺪﺭ ﻟﻚ ﻋﻮﻧﻚ ﻫﺬﺍ ﻟﻨﺎ ، ﻳﺎﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ . ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮﺻﻌﺐ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻲ ﺷﺨﺺ ﺧﺒﻴﺮ ! ﻭﻻ ﺍﻇﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﻭﺣﺪﻱ، ﻭﺍﺑﻘﻴﻬﻤﺎ ﺳﻌﻴﺪﺗﻴﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ "!
- ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺍﻧﻚ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓ . ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻃﻔﻠﺘﺎﻥ ﻃﻴﺒﺘﺎﻥ ﻭﻟﻦ ﺗﺰﻋﺠﺎﻙ !
ﺷﻌﺮﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﺎﻟﻜﺂﺑﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﻌﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﻣﺠﺪﺩﺍ .
ﺍﺻﺒﺢ ﻟﺪﻯ ﺟﻴﺮﺩ ﺍﺳﺮﺓ ﺍﻻﻥ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭﺗﻨﺘﻤﻲ ﺍﻟﻴﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺮﻭﻣﺔ ﻣﻨﻪ ، ﻟﺬﺍ ﺳﺘﺴﻌﻰ ﻻﻥ ﺗﻨﺸﺊ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺍﺳﺮﺓ .
- ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻥ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﻫﺬﺍ . ﺳﺘﺼﻠﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺘﻚ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺍﻣﺎ ﺍﻧﺎ ، ﻓﻠﻦ ﺍﻋﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺍﺗﺼﺮﻑ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺼﺒﺢ .
ﻭﺭﻓﻊ ﺍﺷﻠﻲ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ، ﻭﻋﻠﻖ ﻛﻴﺲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻇﺎﺕ ﻓﻲ ﻛﺘﻔﻪ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺍﻣﻀﻰ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ . ﻭﺳﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﻤﺮ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ، ﺛﻢ ﺍﻧﺘﻈﺮ ﺍﻥ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﻪ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻭﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ .
ﻣﻨﺤﺘﻪ ﻛﺎﺳﻲ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻣﺸﺮﻗﺔ ﺣﻴﻦ ﺭﺍﺗﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻃﻔﻠﺘﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﻭﻳﻀﻤﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺟﺜﺘﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ، ﺳﺎﺭﺕ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﻤﺮ ، ﺭﺍﻓﻀﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻌﻬﻤﺎ . ﺣﻴﻦ ﺳﻴﺼﻞ ﺟﻴﺮﺩ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ، ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﺖ .
ﻭﺍﺫﺍ ﺑﻬﺎ ﺗﺮﻯ ﺭﺟﻼ ﻳﺤﻤﻞ ﻟﻮﺣﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ ﺟﻴﺮﺩ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻭﻫﻢ ﻳﻘﺘﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺫﻱ ﺍﻟﺒﺬﻟﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ": ﻫﻞ ﻫﻲ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻟﻴﻤﻮﺯﻳﻦ ﺍﺧﺮﻯ؟ "
- ﺍﻧﻬﺎ ﺗﻜﻠﻒ ﺍﻗﻞ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻫﻨﺎ ، ﻭﻫﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺟﺪﺍ ﻭﺍﻛﺜﺮ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻳﻀﺎ ، ﻛﻤﺎ ﺍﺧﺬﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻗﺎﺋﻖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻧﺤﻮ ﺳﺎﻥ ﻓﺮﺍﻧﺴﻴﺴﻜﻮ . ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﻣﺤﺰﻭﻣﺘﻴﻦ ﺑﺄﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪﻳﻬﻤﺎ، ﺍﻣﺎ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻓﻐﺎﺻﺖ ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻒ .
ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ": ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﺮﻓﺔ "
- ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺯﻋﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻴﺖ .
- ﺍﻳﻦ ﺗﺴﻜﻦ؟
ﻟﻢ ﺗﺴﺄﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ، ﻭﻣﺎﻣﻦ ﺳﺒﺐ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻄﺮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ .
- ﻓﻲ " ﺑﺎﺳﻴﻔﻴﻚ ﻫﺎﻳﺘﺰ " ﻓﻲ ﺷﻘﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻭﺟﻤﻴﻠﺔ، ﺫﺍﺕ ﺳﻘﻒ ﻋﺎﻝ ﻭﺍﺭﺽ ﺧﺸﺒﻴﺔ ﺻﻠﺒﺔ . ﻋﻠﻲ ﺍﻥ ﺍﻏﻄﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﺠﺎﺩ ﻣﻨﻌﺎ ﻟﻠﻀﻴﺠﻴﺞ ﺑﻌﺪ ﻣﺠﺊ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﻻﻥ ﺭﻛﻀﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺤﺎﺀ ﺳﻴﺒﺪﻭ ﻛﺎﺻﻮﺍﺕ ﻫﺮﻭﻟﺔ ﻗﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺷﻴﺔ .
- ﻫﻞ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﻟﻠﻤﺮﺑﻴﺔ؟
- ﻛﻼ . ﻟﺬﺍ ﺳﻮﻑ ﺍﺿﻄﺮ ﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﻣﻜﺘﺒﻲ ﺍﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﻟﻠﻤﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺍﺿﻊ ﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﻭﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻣﻲ .
ﻭﺭﺍﺣﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﻴﺮﺩ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﺣﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻪ ﺍﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﺑﻨﺘﻴﻦ ﺗﻮﺃﻣﻴﻦ؟ ﻭﻫﻞ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﺑﺎ ﻣﺤﺒﺎ؟ ﺍﻡ ﺍﻧﻪ ﺳﻴﺴﻠﻢ ﺭﻋﺎﻳﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﺍﺧﺮ؟ ﻭﻫﻞ ﺳﻴﺘﺰﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻓﻘﻂ ﻟﻴﺤﻀﺮ ﺍﻣﺎ ﻟﻔﺘﺎﺗﻴﻪ؟
ﺗﻤﻠﻚ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ، ﻟﻮﻫﻠﺔ، ﺩﺍﻓﻊ ﻗﻮﻱ ﻟﺘﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﻮﻟﻲ ﻃﻔﻠﺘﻴﻪ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ، ﻭﺍﻥ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺍﻥ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻬﻤﺎ ﻣﺤﺒﻮﺑﺘﺎﻥ ... ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ !
ﺍﺧﺬ ﺟﻴﺮﺩ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ . ﺑﻤﺎﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻜﺮ؟ ﻟﻚ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺟﻴﺪﺍ . ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ ﺟﻌﻼﻩ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺍﻭﺿﺢ . ﺍﻧﻬﺎ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻣﺤﺒﺔ ﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﻏﺮﻳﺒﺘﻴﻦ، ﻭﻣﻊ ﺍﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻈﺔ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ، ﺍﻻ ﺍﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻠﻔﺘﺎﺗﻴﻦ ﺍﻱ ﺫﺭﺓ ﻏﻀﺐ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻞ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، ﺑﺪﺕ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺑﺸﻮﺷﺔ ﺑﺎﺳﻤﺔ .
ﻭﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﺗﺮﻓﻊ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺎﺭﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ، ﻭﺗﺴﺪﻝ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ . ﻧﻈﺮ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻭﻫﻮ ﻳﺄﺧﺬ ﻧﻔﺴﺎ ﺑﻄﻴﺌﺎ .
ﻏﺪﺍ ﺳﻴﻌﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﺭﺑﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺫﺍﻙ ، ﺳﻴﺮﺍﻫﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺤﻠﻠﺔ ﺗﺴﻮﻳﻖ . ﻭﺗﻤﻠﻜﺘﻪ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻏﻀﺒﺘﻪ، ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﺍﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺫﻟﻚ؟
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻰ ﺷﻘﺘﻪ ، ﻛﺎﻥ ﺟﻴﺮﺩ ﻗﺪ ﺍﺻﺒﺢ ﻣﺘﻮﺗﺮ ﺍﻻﻋﺼﺎﺏ ﺗﻤﺎﻣﺎ . ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﻭﺣﺪﻩ؟ ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻬﻴﻠﻴﻦ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺑﻌﺪ ﺣﺎﺿﻨﺔ ﻟﻬﻤﺎ ﺗﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ، ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻬﺎ ﺍﺣﻀﺮﺕ ﺍﺛﺎﺛﺎ ﻻﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ . ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺍﻧﻪ ﺳﺘﻤﻀﻲ ﻋﺪﻩ ﺍﻳﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﻌﺜﺮ ﻫﻴﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺣﺪﺓ .
ﺩﺧﻠﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻣﻪ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺍﻟﻔﺴﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻻﺭﺿﻲ، ﻓﺘﺄﻛﺪﺕ ﻣﻦ ﺍﻥ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺟﻴﺮﺍﻥ ﺗﺤﺘﻬﻢ ﻳﺸﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﺻﻮﺍﺕ ﺭﻛﺾ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ . ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺗﺘﺄﻟﻖ ﺗﺤﺖ ﺍﺷﻌﺔ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻌﺼﺮ . ﻭﻛﻨﺖ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻼﻣﺲ ﺍﻟﺴﻘﻒ، ﻭﺍﻟﺴﺘﺎﺋﺮ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﻬﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ .
ﺍﺧﺬﺕ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﺛﺎﺙ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﺍﻟﻔﺴﻴﺤﺔ ، ﻓﺒﺪﺍ ﻟﻬﺎ ﻣﺮﻳﺤﺎ . ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﺛﺎﺙ ﺷﻘﺔ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻒ ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ . ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺛﺎﺙ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺟﻴﺮﺩ ، ﻭﻳﻼﺋﻢ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮﺍ .
ﻭﺑﺪﺕ ﺍﻻﺭﻳﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﺍﻟﻮﺛﻴﺮﺓ ﻣﻐﺮﻳﺔ ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﻤﺮﻳﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻭﻛﺄﻥ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﺍﺳﺘﻤﺘﻌﻮﺍ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﺘﺐ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ
ﺍﻧﺰﻟﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ ﺑﺒﻂﺀ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺗﻀﻊ ﺍﺑﻬﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻤﻬﺎ . ﻓﺎﺳﺘﻨﺪﺕ ﺍﻟﻰ ﺳﺎﻗﻲ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻭﻛﺎﻧﻬﺎ ﺗﺨﺎﻑ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ
- ﻏﺮﻓﺘﻜﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ .
ﻗﺎﻝ ﺟﻴﺮﺩ ﻫﺬﺍ ﻻﺷﻠﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ، ﻓﺮﻛﻀﺖ ﻫﺬﻩ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻭﻫﻲ ﺗﻤﺪ ﻟﻬﺎ ﻳﺪﻫﺎ ": ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻳﺎﺣﻠﻮﺓ . ﺳﻨﺬﻫﺐ ﻟﺘﺮﻯ ﻏﺮﻓﺘﻜﻤﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ."
ﻭﺍﻣﺴﻜﺖ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ، ﻭﻗﺪ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺖ .
- ﺍﻇﻦ ﺍﻥ ﻫﻴﻠﻴﻦ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻌﻤﻞ ﺟﻴﺪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ .
- ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ
ﺍﺟﻔﻠﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻟﺴﻤﺎﻋﻬﺎ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﺯﻭﺍﺟﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺯﻭﺍﺝ ﻣﺼﻠﺤﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻧﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ . ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﺣﺪﺙ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﺮﺓ، ﻭﺍﻻ ﻟﻤﺎ ﻭﻟﺪ ﻟﺘﻮﺃﻣﺎﻥ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ !
- ﻫﺬﺍ ﺟﻴﺪ . ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺍﻥ ﺗﺨﺒﺮﻫﻤﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﺒﺮﺍﻥ .
- ﻫﺬﺍ ﺍﺫﺍ ﺑﻘﻴﻨﺎ ﻫﻨﺎ ، ﻓﻘﺪ ﻓﻜﺮﺕ ﺑﺸﺮﺍﺀ ﺑﻴﺖ ﺍﻛﺒﺮ . ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﺧﺮ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﻟﻜﻦ ﻻﻳﻮﺟﺪ ﻓﻨﺎﺀ ﺧﻠﻔﻲ ﻟﺘﻠﻌﺒﺎ ﻓﻴﻪ .
- ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺸﺄﺕ ﻓﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻓﻨﺎﺀ ﻭﺍﺳﻊ ، ﻣﺎﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺴﺘﻤﺘﻊ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻠﻌﺐ ﻓﻴﻪ . ﻭﻛﻨﺎ ﺍﺣﻴﺎﻧﺎ ﻧﺨﻴﻢ ﺧﺎﺭﺟﺎ .
ﻭﺍﺑﺘﺴﻤﻤﺖ ﻟﻬﺬﻩ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺣﺴﻨﺔ . ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﺷﻠﻲ ﻭﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺍﺣﻴﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ .
ﻗﺎﻟﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺘﺪﻳﺮ ": ﺣﺴﻨﺎ، ﻣﻦ ﺍﻻﻓﻀﻞ ﺍﻥ ﺍﺫﻫﺐ ﺍﻻﻥ "!
- ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ؟
ﻓﺠﺎﻫﺪﺕ ﻟﺘﻜﺘﻢ ﺿﺤﻜﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ": ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻥ ﻣﻬﻤﺘﻲ ﺍﻧﺘﻬﺖ ".
- ﺍﺑﻘﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﻞ . ﺳﻨﻄﻠﺐ ﺑﻴﺘﺰﺍ، ﺛﻢ ﺍﺭﺳﻠﻚ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺘﻚ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺭﺓ .
- ﻻﺑﺄﺱ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻻﺟﻞ ﺍﻟﺒﻴﺘﺰﺍ ﻓﻘﻂ . ﻏﺪﺍ ﻳﻮﻡ ﻋﻤﻞ ﺍﺧﺮ، ﻫﻞ ﻧﺴﻴﺖ؟
- ﺍﻧﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ، ﺍﺫﺍ ﺷﺌﺖ ﺍﻥ ﺗﺄﺧﺬﻱ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻻﺳﺒﻮﻉ ﺍﺟﺎﺯﺓ ، ﻓﻠﻦ ﻳﻤﺎﻧﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ، ﺍﺷﻜﺮﻙ ﺟﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻚ ﻟﻨﺎ .
- ﺣﺴﻨﺎ ، ﻻﺷﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺟﺐ ، ﺍﺗﺤﺮﻙ ﺷﻮﻗﺎ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
- ﺣﻔﺎ؟
ﻗﺎﻝ ﺟﻴﺮﺩ ﻫﺬﺍ ﺑﺼﻮﺕ ﺑﺎﺭﺩ، ﻭﺭﻓﻌﺖ ﻫﻲ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﻗﺪ ﺩﻫﺸﺖ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ . ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ، ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎﻧﺴﻴﺖ ﺍﻻﻣﺮ ﻛﻠﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺧﺬ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻼﺑﺲ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﺐ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺒﻴﺘﺰﺍ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻛﺘﺸﻔﺘﺎ ﻛﻞ ﺷﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ ﺟﺎﻫﺰﺗﻴﻦ ﻟﻠﺤﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﻮﻡ . ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻧﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ، ﺑﻘﻴﺖ ﻟﻜﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺟﻴﺮﺩ . ﻛﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻻﺳﺘﺤﻤﺎﻡ ﻣﺼﺪﺭﺍ ﻟﻠﺒﻬﺠﺔ ﻋﺎﻣﺮﺍ ﺑﺎﻟﻀﺤﻚ ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ، ﻭﺍﺧﻴﺮﺍ، ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﺍﻟﺘﻮﺃﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻫﻤﺎ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻮﺩﻋﻪ، ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺣﻘﻴﺒﺘﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺟﻴﺮﺩ ": ﺍﺷﻜﺮﻙ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ، ﻳﺎﻛﺴﻨﺪﺭﺍ "
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﻛﺴﻲ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﺴﺮﻉ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﺩﻫﺎ ﺍﻥ ﺗﺮﺣﻞ . ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻭﻫﻲ ﺗﻮﺩﻋﻪ ": ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ، ﺍﻧﺎ ﻣﺴﺮﻭﺭﺓ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻚ ! ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺘﺮﻛﻬﻤﺎ ﻣﻌﻲ ﺳﻮﻯ ﻟﻤﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ "!
ﻗﺎﻟﺖ ﺫﻟﻚ ﻣﺎﺯﺣﺔ ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ . ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻤﺘﻌﺖ ﺣﻘﺎ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﻃﻔﻠﺘﻴﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﻃﻴﺒﺔ ﺟﺪﺍ
- ﺍﺭﺍﻙ ﻏﺪﺍ
- ﺍﺗﺼﻠﻲ ﺑﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺼﻠﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻚ !
- ﻟﻤﺎﺫﺍ؟
ﻓﻬﺰ ﻛﺘﻔﻴﻪ ": ﻻﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺍﻧﻚ ﻭﺻﻠﺖ ﺑﺴﻼﻡ . ﺳﺄﻇﻞ ﻗﻠﻘﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺍﺗﺎﻛﺪ ﻣﻦ ﻭﺻﻮﻟﻚ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ "!
ﺣﺪﻗﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﻪ . ﻟﻘﺪ ﻣﻀﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻨﺬ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻬﺎ . ﻭﺍﻣﺘﻸ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺩﻓﺌﺎ . ﻓﺈﺑﺘﺴﻤﺖ ﺑﺨﺠﻞ ﻭﻗﺎﻟﺖ ": ﺣﺴﻨﺎ، ﺳﺄﺗﺼﻞ ﺑﻚ ﺣﺎﻟﻤﺎ ﺍﺻﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ . ﺷﻜﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ "!
- ﺇﺫﺍ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺿﻨﺔ، ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻮﻋﺪﻧﺎ ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ . ﺍﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟
- ﻭﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ، ﺗﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ !
ﺍﻣﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﺟﻴﺮﺩ ﻭﻋﺎﻧﻘﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ . ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﻨﺒﺲ ﺑﻨﺒﻴﺖ ﺷﻔﺔ، ﻗﺎﻝ ": ﺗﺼﺒﺤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ".
ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺍﻋﺪﺗﻪ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻱ ﻋﻨﺎﻕ ﺍﺧﺮ ﻣﻨﻪ؟ ﺭﺍﺣﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﺎﺧﺮﺓ، ﻭﻫﻲ ﺗﻨﺰﻝ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺑﺒﻂﺀ . ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺎﻗﻪ ﻣﺤﻴﺮﺍ، ﺍﻣﺎ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻣﺤﻴﺮﺓ ﺍﻛﺜﺮ . ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻨﻲ ﺷﻴﺌﺎ . ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻧﻪ ﺷﻜﺮﻫﺎ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﻟﻪ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ، ﻣﺠﺮﺩ ﻋﻨﺎﻕ ﺷﻜﺮ !
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻥ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻘﻼﻧﻲ ، ﻟﻜﻦ ﺟﺰﺍﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺗﻄﻠﻖ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻟﻤﺨﻴﺘﻬﺎ ... ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺳﻴﺼﺒﺢ ﺟﻴﺮﺩ ﻣﺠﻨﻮﻧﺎ ﺑﺤﺒﻬﺎ، ﻭﻳﺮﺍﻫﺎ ﻓﺎﺗﻨﺔ ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻡ، ﺛﻢ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﺘﺰﻭﺟﻪ ﻭﺗﺸﺎﺭﻛﻪ ﺣﻴﺎﺗﻪ . ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺠﻨﻮﻧﺎ ﺑﻬﺎ، ﻓﻴﻘﻮﻡ ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻟﻜﻲ ﻳﺴﻌﺪﻫﺎ . ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺷﺮﻳﻜﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ . ﻣﺜﻞ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ...
ﻭﻓﺠﺄﺓ ، ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﺣﻼﻡ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﻫﺬﻩ . ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ؟ ﺍﺫﺍ ﻫﻮ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺰﻭﺝ ﻣﺎﺭﻟﻴﻦ، ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺯﻭﺍﺝ ﻣﺼﻠﺤﺔ . ﻭﻫﻲ ﻻﺗﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﺍﻻ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ، ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﻣﻬﻨﺘﻬﺎ .
ﺗﻜﻬﻨﺖ ﺑﺄﻥ ﺟﻴﺮﺩ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻗﺮﻳﺒﺎ، ﻓﻬﻮ ﺳﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻃﻔﻠﺘﻴﻪ . ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻬﻤﺎ ﻣﺮﺑﻴﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ، ﻓﺎﻟﻤﺮﺑﻴﺔ ﻻﺗﻜﻔﻲ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺍﺳﺮﺓ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻷﻱ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻥ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺍﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻡ ﻻﺑﻨﺘﻴﻪ؟ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﺴﺘﻜﺮﻩ ﺍﻥ ﻳﺘﺰﻭﺟﻬﺎ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ .
ﻓﻘﺪ ﺧﻄﻄﺖ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻟﺤﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻻﺗﻨﻀﻤﻦ ﺧﻄﻄﻬﺎ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﻭﻻﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ، ﺑﻞ ﺳﺘﺴﻌﻰ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺸﻖ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﺳﺪﺍﺀ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﻭﺣﺎﻟﻴﺎ ﺳﻮﻑ ﺗﺮﻋﻰ ﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻬﺎ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ، ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ ، ﻃﻠﺒﺖ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﻄﺎﻫﺎ ﺍﻳﺎﻩ ﺟﻴﺮﺩ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺟﺎﺏ، ﻗﺎﻟﺖ ": ﻟﻘﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﺑﺄﻣﺎﻥ ."
- ﺣﺴﻨﺎ .
- ﻫﻞ ﺍﻟﺘﻮﺃﻣﺎﻥ ﻧﺎﺋﻤﺘﺎﻥ؟
- ﻧﻌﻢ ، ﻟﻢ ﺍﺳﻤﻊ ﻟﻬﻤﺎ ﺻﻮﺗﺎ . ﺍﺫﺍ ﻭﺟﺪﺕ ﻫﻴﻠﻴﻦ ﺍﺣﺪﺍ ﻳﺠﻠﺲ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﺳﺄﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻏﺪﺍ . ﻭﺍﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﻤﺠﺊ، ﻓﺄﺭﺟﻮ ﺍﻥ ﺗﺘﺼﻠﻲ ﺑﻲ ﻟﻄﺮﺡ ﺍﻱ ﺳﺆﺍﻝ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺸﺮﻭﻋﻚ !
- ﺳﺄﻓﻌﻞ، ﺗﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ !
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻬﻨﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺍﺭﺩﺍﺗﻬﺎ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ .
***
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ، ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻣﻨﻜﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﺎ ، ﻭﺗﺮﺍﻗﺐ ﻣﻜﺘﺐ ﺟﻴﺮﺩ ، ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ . ﺍﺩﺭﻛﺖ ، ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺤﻀﺮ . ﺍﺭﺍﺩﺕ ﺍﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﻫﻴﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺑﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺧﺎﻓﺖ ﺍﻥ ﻳﺒﺪﻭ ﺳﺆﺍﻟﻬﺎ ﻣﺘﻄﻔﻼ . ﻧﻬﻀﺖ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻟﺘﺴﺄﻟﻬﺎ، ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ . ﻟﻮ ﺍﺭﺍﺩﻫﺎ ﺟﻴﺮﺩ ﺍﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ، ﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻫﻴﻠﻴﻦ ﺍﻥ ﺗﺨﺒﺮﻫﺎ . ﻗﺒﻞ ﻇﻬﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺼﺒﺮ، ﻓﺴﺎﺭﺕ ﻧﺤﻮ ﻣﻜﺘﺐ ﻫﻴﻠﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺩﺭﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﻴﺔ ": ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ "!
- ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ، ﻫﻞ ﺟﺎﺀ ﺟﻴﺮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺢ . ؟
- ﻻ، ﺍﻇﻨﻪ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ . ﺍﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺷﻴﺌﺎ؟
- ﺍﺗﺴﺎﺀﻝ ﻓﻘﻂ ﻋﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺃﻣﻴﻦ
ﻓﻀﺤﻜﺖ ﻫﻴﻠﻴﻦ ﻭﻗﺎﻟﺖ ": ﺍﻇﻦ ﺍﻧﻬﻤﺎ ﺍﻧﻬﻜﺘﺎﻩ . ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺒﺪﻭ ﺭﺍﺿﻴﺎ ﺟﺪﺍ . ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻄﻠﺔ ﺍﻻﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﻟﺘﺒﺪﺍ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ، ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻇﻦ ﺍﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺳﻴﻨﺘﻈﻢ "
- ﺁﻩ ، ﻳﺎﻟﻬﻲ !
ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﺪﻯ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ، ﻓﺎﺑﺘﺴﻤﺖ ﻭﺍﺫ ﻫﻤﺖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮ ، ﺭﻥ ﺟﺮﺱ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ .
0 ﻧﻌﻢ ﺍﻧﻬﺎ ﻫﻨﺎ ! ﺍﻧﻪ ﺟﻴﺮﺩ .
ﻧﺎﻭﻟﺘﻬﺎ ﻫﻴﻠﻴﻦ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ .
- ﺍﻟﻮ؟
- ﺍﻟﻮ، ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ؟ ﺍﺳﻤﻌﻲ ، ﺍﻧﺎ ﺍﺳﻒ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﻮﻋﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ، ﻗﻔﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻫﻴﻠﻴﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺗﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺣﺪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﺮﻋﺎﻫﻤﺎ . ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺮﺟﺊ ﻣﻮﻋﺪﻧﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ؟
ﻣﻮﻋﺪ؟ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﻨﻪ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﺸﺎﺀ ﺷﻜﺮ . ﺍﺑﺘﻠﻌﺖ ﺭﻳﻘﻬﺎ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ، ﺛﻢ ﺍﻭﻣﺎﺕ ﺑﺮﺍﺳﻬﺎ ، ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺍﻧﻬﺎ ﺣﻤﻘﺎﺀ، ﻓﻬﻮ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺗﻮﻣﺊ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ . ﻗﺎﻟﺖ ": ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ ، ﻫﺬﺍ ﻋﻈﻴﻢ ! ﺍﺗﺮﻳﺪﻧﻲ ﺍﻥ ﺍﺯﻭﺭﻙ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻻﺳﺎﻋﺪﻙ؟ "
ﻣﻦ ﺍﻳﻦ ﺟﺎﺀﻫﺎ ﻫﺬﺍ؟ ﻟﻘﺪ ﺳﺒﻖ ﺍﻥ ﺍﻗﺴﻤﺖ ﺑﺎﻻﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ . ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ، ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﺘﺎﻗﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﺷﻠﻲ ﻭﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ، ﻓﻔﻜﺮﺕ ﺍﻥ ﻻ ﺿﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻟﻬﻤﺎ .
- ﻻ ، ﺍﻧﻨﺎ ﻧﺘﺪﺑﺮ ﺍﻣﺮﻧﺎ . ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ، ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺗﻌﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ . ﻭﺍﻻﻓﻀﻞ ﺍﻻ ﺍﺷﻮﺓ ﺻﻮﺭﺗﻲ، ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻌﺮﺿﻚ ﻫﺬﺍ، ﻭﺁﺳﻒ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﺧﺮﻭﺟﻨﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ، ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺸﻮﻗﺎ ﻟﺬﻟﻚ !
- ﻭﺍﻧﺎ ﺍﻳﻀﺎ .
ﻭﻟﻢ ﺗﺪﺭﻙ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺫﻟﻚ ، ﺍﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﺭﺟﺄ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ .
- ﻫﻼ ﺍﻋﻄﻴﺘﻨﻲ ﻫﻴﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ !
ﺍﻋﺎﺩﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻰ ﻫﻴﻠﻴﻦ، ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﻬﺎ . ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻬﺎ ﻗﺪﺭ ﻣﺎﺗﺮﻳﺪ ، ﻓﻬﻲ ﻟﺴﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺑﺎﻛﺮﺍ ﻟﺘﺴﺘﻌﺪ ﻟﻤﻮﻋﺪ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ . ﻭﻟﺴﺒﺐ ﻣﺎ ، ﺗﻼﺷﺖ ﺑﻬﺠﺘﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﺱ ﻟﻠﻌﻤﻞ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﺎﺏ ﺷﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻗﺪ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ . ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻨﺪ ﻣﻄﻌﻢ ﺻﻴﻨﻲ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ، ﺛﻢ ﻃﺎﻓﺖ ﻓﻲ ﺍﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﺖ ﻧﻈﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ، ﻭﻗﺪ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ .
ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻏﻴﺮﺕ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﻥ ﺟﺮﺱ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﻣﻦ ﻋﺴﺎﻩ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﺘﺎﺧﺮ .
- ﺍﻟﻮ؟
- ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ، ﺍﻧﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻴﻚ .
ﺟﺎﺀﻫﺎ ﺻﻮﺕ ﺟﻴﺮﺩ ﻫﺎﺩﺋﺎ ﻣﺄﻟﻮﻓﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .
- ﻟﻤﺎﺫ؟
ﻭﺧﻔﻖ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻨﺪﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺑﺎﺳﻤﺔ . ﻣﺎ ﺍﺟﻤﻞ ﺍﻥ ﺗﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﻪ
- ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﻣﺮﻳﻀﺔ، ﻭﻻ ﺍﺭﺩﻱ ﻣﺎ ﺍﻓﻌﻞ ﺑﻬﺎ .
- ﻣﺎﺑﻬﺎ؟
ﻭﻭﻗﻔﺖ ﻭﻗﺪ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ .
- ﻟﻘﺪ ﺗﻘﻴﺄﺕ ﻣﺮﺗﻴﻦ، ﺷﻜﺖ ﻣﻦ ﻭﺟﻊ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻟﻘﺪ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺍﻧﺠﺢ . ﻫﻞ ﻟﺪﻳﻚ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﻣﺎ؟
- ﺳﺄﻛﻮﻥ ﻋﻨﺪﻙ ﺧﻼﻝ ﻋﺸﺮ ﺩﻗﺎﺋﻖ !1
- ﻻ، ﻟﺴﺖ ﻣﻀﻄﺮﺓ ﻟﻠﻤﺠﺊ . ﺍﺧﺒﺮﻳﻨﻲ ﻓﻘﻂ ﻣﺎ ﺍﻓﻌﻠﻪ !
- ﺳﺄﻛﻮﻥ ﻋﻨﺪﻙ ﺧﻼﻝ ﻋﺸﺮ ﺩﻗﺎﺋﻖ .
ﻭﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ، ﺛﻢ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺗﺎﻛﺴﻲ . ﻭﺿﻌﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺘﺮﺗﻬﺎ ﺛﻢ ﺍﺳﺮﻋﺖ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻭﻗﺪ ﻧﻔﺬ ﺻﺒﺮﻫﺎ . ﻣﺎﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﺻﺎﺏ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ؟ ﺍﺗﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﺘﻘﻄﺖ ﻋﺪﻭﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ؟ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﺴﺄﻝ ﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﺍﺭﺗﻬﺎ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻫﻞ ﻟﺪﻯ ﺟﻴﺮﺩ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺣﺮﺍﺭﺓ؟ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﺧﺒﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ . ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺮﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﺮﻕ ﺑﺎﺏ ﺟﻴﺮﺩ ﻭﻗﺪ ﻧﻔﺬ ﺻﺒﺮﻫﺎ . ﻓﺘﺢ ﻟﻬﺎ ﺟﻴﺮﺩ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻭﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﺒﺎﻛﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ . ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﺷﻠﻲ ﺗﺤﻮﻡ ﺣﻮﻟﻬﻤﺎ ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺪﺭ .
- ﻳﺎﻃﻔﻠﺘﻲ . ﻫﻞ ﺍﻧﺖ ﻣﺮﻳﻀﺔ؟
ﻭﻣﺪﺕ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻣﺖ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﺿﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭﺍﺭﺍﺣﺖ ﺧﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻴﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ .
- ﺣﺮﺍﺭﺗﻬﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ
- ﺍﻧﺎ ﻣﻴﺮﻭﺭ ﻟﺮﺅﻳﺘﻚ ! ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ﺍﺷﺄ ﺍﻥ ﺍﻗﻄﻊ ﻋﻠﻴﻚ ﺳﻬﺮﺗﻚ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﺎﺯﺩﺍﺭ ": ﻣﺎﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ، ﻓﻘﺪ ﺍﺭﺟﺊ ﻣﻮﻋﺪﻱ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ . ﻫﻴﺎ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ، ﺍﺧﺒﺮﻱ ﻛﺎﺳﻲ ﻋﻤﺎ ﻳﺆﻟﻤﻚ "!
ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﺘﺼﺎﻗﺎ ﺑﻬﺎ . ﺛﻢ ﺍﺧﺬﺕ ﺗﺒﻜﻲ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﻨﺨﻔﺾ، ﻓﺒﻠﻠﺖ ﺧﺪ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﺪﻣﻮﻋﻬﺎ ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ": ﺑﻄﻨﻲ ﺗﺆﻟﻤﻨﻲ "
ﺍﺧﺬﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺗﺪﻋﻚ ﻇﻬﺮﻫﺎ ، ﺛﻢ ﻣﻨﺤﺖ ﺍﺷﻠﻲ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻣﺸﺮﻗﺔ ": ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ، ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻟﻚ؟ "
- ﺟﻴﺪﺓ " ﺑﺘﻨﻲ " ﺣﺰﻳﻨﺔ
ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻓﺮﺃﺕ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺗﻌﻢ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ . ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﻃﺒﺎﻕ ﻭﺍﻟﻜﺆﻭﺱ ﺗﻤﻼ ﺍﻟﺤﻮﺽ ، ﻭﺍﻟﻄﻨﺎﺟﺮ ﺗﻐﻄﻲ ﺍﻟﻔﺮﻥ، ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺟﻴﺮﺩ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻛﺄﻧﻤﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻻﻭﻟﻰ ": ﻫﺬﺍ ﺳﻲﺀ ﺟﺪﺍ، ﺍﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻒ ﻭﺑﻴﻦ ﻗﺪﻣﻲ ﻃﻔﻠﺘﺎﻥ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ "
- ﻭﺣﻴﻦ ﺗﺄﺧﺬﺍﻥ ﺍﻟﻘﻴﻠﻮﻟﻮ؟
- ﺍﻧﻪ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻗﻮﻡ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﻲ . ﻟﺪﻱ ﺍﻋﻤﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺍﻥ ﺍﺩﻳﺮﻫﺎ . ﻫﻞ ﻧﺴﻴﺖ؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺗﻐﻴﻈﻪ " ﺍﻋﺬﺍﺭ ... ﺍﻋﺬﺍﺭ "
ﻭﺍﺧﺬﺕ ﺗﻔﺘﺢ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﺧﺮﻯ، ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ": ﻋﻢ ﺗﺒﺤﺜﻴﻦ؟ "
- ﻋﻦ ﺣﺴﺎﺀ ﺍﻟﺪﺟﺎﺝ ﻭﺍﻟﻤﻌﻜﺮﻭﻧﺔ ، ﻟﺪﻳﻚ ﻋﻠﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟
- ﻻ ﺍﺩﺭﻱ ! ﺍﻧﺎ ﺍﺿﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﺒﺎﺕ ﻫﻨﺎﻙ .
ﻭﻓﺘﺢ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﻭﺍﺧﺬ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻠﺒﺎﺕ . ﻭﺍﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺮﻓﻊ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﺪﻫﺸﺔ ": ﻟﺪﻱ ﻭﺍﺣﺪﺓ "!
- ﺍﺫﺍ ﺳﺨﻨﻬﺎ، ﻟﺘﺮﻯ ﻣﺎ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺗﺘﺤﺴﻦ !
ﻻﻣﺲ ﺟﻴﺮﺩ ﺧﺪﻱ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻪ ، ﺛﻢ ﺍﺯﺍﺡ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﻫﺞ، ﻭﻗﺎﻝ ": ﺳﺘﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻳﺮﺍﻡ "
- ﺍﻇﻦ ﻫﺬﺍ . ﻣﺎﺫﺍ ﺍﻛﻠﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ؟
ﺍﻓﺮﻍ ﺟﻴﺮﺩ ﺍﻟﺤﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﻗﺪﺭ، ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﺒﺔ، ﺛﻢ ﺍﺷﻌﻞ ﺍﻟﻐﺎﺯ .
- ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺄﻛﻠﻪ ﻣﻨﺬ ﻳﻮﻣﻴﻦ ، ﻣﺎﻋﺪﺍ ﻏﺰﻝ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ
- ﻏﺰﻝ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ؟
- ﺫﻫﺒﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻼﻫﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺭﻛﺒﻨﺎ ﺍﻟﺪﻭﺍﻣﺔ ، ﻭﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﻟﻬﻤﺎ ﻏﺰﻝ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ
ﻧﻈﺮﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﺷﻠﻲ :
- ﻫﻞ ﺑﻄﻨﻚ ﺗﺆﻟﻤﻚ ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﺘﻲ؟
ﻓﻬﺰﺕ ﻫﺬﻩ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻧﻔﻴﺎ ، ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺟﻴﺮﺩ ": ﺍﺗﻈﻨﻴﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﺐ؟ ﺍﺷﻠﻲ ﻟﻢ ﺗﺤﺒﻬﺎ ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻜﺮﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍ "
- ﺣﻠﻮﺓ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻼﻃﻔﺎﻝ . ﺍﻟﺴﻜﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ .
ﻓﺮﻙ ﺟﻴﺮﺩ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ ": ﻻ ﺍﻋﺮﻑ ، ﻛﻴﻒ ﺍﻛﻮﻥ ﺍﺑﺎ ."
- ﻻﺗﻜﻦ ﺳﺨﻴﻔﺎ، ﻓﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﻋﻈﻴﻢ . ﻛﺎﻥ ﺟﻤﻴﻼ ﺍﻥ ﺗﻤﻀﻲ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻼﻫﻲ . ﻭﻻﺑﺪ ﺍﻧﻬﻤﺎ ﺍﺣﺒﺘﺎ ﺍﻟﺪﻭﺍﻣﺔ ﻭﻟﻜﻦ ، ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻦ، ﻻﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻥ ﺗﻄﻌﻤﻬﻤﺎ ﺍﻻ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻮﺩﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ . ﻟﻘﺪ ﻗﻠﻘﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻛﻠﺘﺎ ﺑﻴﺘﺰﺍ . ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺎﻛﻼ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻟﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﺆﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ .
- ﺍﺗﺬﻛﺮ ﺍﻧﻨﻲ ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﺽ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﻛﻠﺖ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺟﻴﺪﺓ ﺟﺪﺍ !
- ﺭﺑﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺍﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎ
ﻗﺎﻟﺖ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻲ ﺗﻬﺰ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺮﻓﻖ، ﻓﺘﻮﻗﻔﺖ ﻫﺬﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ .
- ﺍﻇﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ .
ﺛﻢ ﺍﺑﺘﺴﻢ . ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺟﻴﺮﺩ ﺳﺎﺣﺮﺓ . ﻭﺍﺫﺍ ﺗﻤﻠﻜﺘﻬﺎ ﺍﺣﺎﺳﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺪﻕ ﺑﻪ . ﺣﻮﻟﺖ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ، ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻥ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻭﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻬﺎ .
- ﺑﻤﺎ ﺍﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﺑﺎﻱ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻒ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺗﺮﺗﻴﺒﻪ، ﻗﺪ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﻤﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻧﻈﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺗﻬﺮﺏ ﻧﺎﺟﻴﺔ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﺎ؟
ﻗﺎﻟﺖ ﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ، ﻓﺎﺟﺎﺏ ": ﻟﻘﺪ ﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻒ ، ﻓﺎﻧﺎ ﻻ ﺍﺭﻳﺪﻫﺎ ﺍﻥ ﺗﻬﺮﺏ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺬﻟﺘﻪ ﻫﻴﻠﻴﻦ ﻟﻠﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻈﻦ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﻮﺃﻣﻴﻦ ﺻﻌﺐ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ؟ "
- ﺍﺭﺟﻮ ﺍﻥ ﺗﻨﺠﺢ ﺍﻻﻣﻮﺭ ! ﺍﻟﻢ ﻳﺴﺨﻦ ﺍﻟﺤﺴﺎﺀ ﺑﻌﺪ؟
ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﺧﺬﺕ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﻋﺪﺓ ﺗﺸﺪﻩ ﻣﻦ ﻛﻤﻪ ": ﺍﺭﻳﺪ ﻣﺎﻣﺎ "!
ﻓﺄﺟﻔﻞ ﺟﻴﺮﺩ ﻭﺭﺍﺡ ﻳﺤﺪﻕ ﺑﺎﺑﻨﺘﻪ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﺎﻝ ﺍﻟﺼﻤﺖ ، ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻟﻬﺎ ﺑﺮﻗﺔ ": ﺍﻣﻚ ﻣﺎﺗﺖ، ﻟﻘﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﺑﻌﻴﺪﺍ ، ﺑﻌﻴﺪ، ﻟﺘﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ."
ﻓﻘﺎﻃﻌﻬﺎ ﺟﻴﺮﺩ ﺑﺤﺪﺓ ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﻗﺎﻝ ": ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻥ ﺗﺨﺒﺮﻳﻬﻤﺎ ﺑﺬﻟﻚ ! ﻟﻔﺪ ﺳﺒﻖ ﺍﻥ ﻃﺮﺣﺘﺎ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ، ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﻧﻬﺎ ﺭﺣﻠﺖ ﺑﻌﻴﺪﺍ ."
- ﺍﻧﻬﻤﺎ ﻃﻔﻠﺘﺎﻥ ﻭﺳﺘﻠﺤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻻﺳﺌﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻣﻬﻤﺎ، ﻭﺍﺫﺍ ﻗﻠﺖ ﺍﻧﻬﺎ ﺭﺣﻠﺖ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻧﻬﺎ ﺳﺘﻌﻮﺩ، ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ، ﺳﺘﺸﻜﺎﻥ ﺑﺼﺪﻗﻚ . ﺍﻧﻬﻤﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻌﺒﺔ . ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﺍﻥ ﺍﻣﻬﺎ ﻣﺎﺗﺖ ﻭﻟﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﺑﺪﺍ . ﻭﻟﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﻤﺎ ﺍﺑﻮﻫﻤﺎ ﻭﻫﻮ ﺳﻴﺮﻋﺎﻫﻤﺎ ﻭﻳﺤﺒﻬﻤﺎ ﻣﺜﻠﻬﺎ . ﺍﻧﻬﻤﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻳﺎﺟﻴﺮﺩ ، ﺍﻣﻨﺤﻬﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﻭﻻﺗﻜﺬﺏ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ .
- ﻳﺒﺪﻭ ﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺓ .
- ﻧﻌﻢ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ! ﺍﻋﻠﻢ ﺍﻥ ﺧﺴﺎﺭﺗﻬﻤﺎ ﻻﻣﻬﻤﺎ ، ﻭﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻦ، ﻫﻮ ﺷﻲﺀ ﻓﻈﻴﻊ . ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻣﺤﻈﻮﻇﺘﺎﻥ ﻻﻥ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﺑﺎ ﻳﺤﺒﻬﻤﺎ ﻭﻳﺤﻨﻮ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﻼﻣﺲ ﺭﺍﻱ ﺍﺷﻠﻲ ": ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻟﻦ ﺗﺬﻫﺒﺎ ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻭ ﺗﻌﻴﺸﺎﻥ ﻣﻊ ﺟﺪ ﻣﺸﺎﻛﺲ ﺣﺎﺩ ﺍﻟﻄﺒﻊ ."
- ﻟﻤﺖ ﺣﺪﺙ ﺫﻟﻚ؟
ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻫﺬﺍ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﺧﺬ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺗﻜﺎﻓﺢ ﻟﺘﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ، ﻓﺄﻭﻗﻔﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ ﻭﺍﺧﺬﺕ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻰ ﺍﺧﺘﻬﺎ ﻭﻫﻤﺎ ﺗﺮﻛﻀﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﻤﺎ ﺑﺼﺨﺐ .
ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﺎ ﺟﻴﺮﺩ ": ﺣﺪﺙ ﻟﻲ، ﻓﻘﺪ ﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﺍﻱ ﻭﺍﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ، ﻓﺬﻫﺐ ﻻﻋﻴﺶ ﻣﻊ ﺟﺪﻱ . ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺮﻭﺭﺍ ﺑﺘﺮﺑﻴﺘﻲ، ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻰ ﺍﺭﻣﻼ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺗﺴﻴﺮ ﺣﺴﺐ ﺭﻏﺒﺘﻪ . ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻏﺐ ﺑﺘﻤﻀﻴﺔ ﺑﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻬﺪﻭﺀ . ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﺎﻟﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﺧﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺮ "!
- ﺍﻧﺎ ﻭﺍﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺒﻚ .
ﻓﻬﺰ ﻛﺘﻔﻪ ": ﺭﺑﻤﺎ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻌﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻻﻭﻻﺩ . ﺍﺭﻳﺪ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻻﺑﻨﺘﻲ ﺍﻡ ﻭﺍﺏ "
ﻧﻈﺮﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﻌﻴﺪﺍ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻼﻧﻘﺒﺎﺽ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺄﻱ ﺧﻴﺒﺔ ﺍﻣﻞ ﺍﻭ ﺣﻨﻴﻦ .
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﻐﺴﻞ ﻃﺒﻖ ﺍﻟﺤﺴﺎﺀ |:
- ﺍﺫﻥ ﻛﻼﻥ ﻳﺘﻴﻢ !
- ﻧﻌﻢ ﻫﺬﺍ ﻣﺎﻻ ﺍﺭﻳﺪﻩ ﻻﺑﻨﺘﻲ .
ﻭﺍﺗﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺗﻐﺴﻞ ﺍﻻﻭﺍﻧﻲ .
- ﺍﻻﻓﻀﻞ ﺍﻥ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﺍﺫﻥ . ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻋﺠﻮﺯﺍ، ﻫﻞ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺟﺪﻙ ﺣﻴﺎ؟
- ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻱ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ .
- ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ؟
- ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺄﻣﺮﻫﻤﺎ ﺑﻌﺪ . ﺍﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﺧﺬﻫﻤﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﻋﻄﻠﺔ ﺍﻻﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ . ﺍﺗﺼﻮﺭ ﺍﻥ ﺍﻻﻣﺮ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ ﻛﺒﺮﻯ ﻟﻪ ، ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻌﻲ . ﺍﻧﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ " ﺳﻮﻧﻮﺭﺍ " . ﺍﺗﺤﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺊ ﻣﻌﻨﺎ؟
ﺍﺭﺍﺩﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺍﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻧﻌﻢ ، ﺍﺗﻬﺰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻳﺠﺎﺑﺎ . ﺳﺘﺤﺐ ﺟﺪﺍ ﺍﻥ ﺗﻤﻀﻲ ﻋﻄﻠﺔ ﺍﻻﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻌﻪ ﻭﻣﻊ ﺍﺑﻨﺘﻴﻪ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﺬﺭ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ ": ﻻ ﺍﻇﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻜﺮﺍ ﻟﺪﻋﻮﺗﻚ ﻫﺬﻩ ".
- ﺣﺴﻨﺎ ، ﻻﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﻮﻣﻚ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺍﻻﺗﺮﻏﺐ ﺑﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ " ﺣﺎﺿﻨﺔ " ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﻄﻠﺘﻚ .
- ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺍﺣﺐ ﺟﺪﺍ ﺍﻥ ﻣﻀﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﻌﻚ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ . ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺭﺣﻠﺔ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ﻭﺳﺄﺑﺪﻭ ﺩﺧﻴﻠﺔ !
- ﻻ،ﻻ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺗﻔﻜﺮﻱ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ! ﻻﺳﻨﺴﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺗﺤﺒﺎﻧﻚ ! ﻫﻞ ﺳﺒﻖ ﻟﻚ ﺍﻥ ﻗﺼﺪﺕ ﺳﻮﻧﻮﺭﺍ؟
ﻓﻬﺰﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ
- ﺳﺘﻌﺸﻘﻴﻨﻬﺎ . ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﻥ ﻣﻨﺎﺟﻢ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻭﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﻻﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﺩﻗﺎﺋﻖ . ﻭﻗﺪ ﺍﻋﻴﺪ ﺗﺮﻣﻴﻤﻬﺎ . ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﻄﻮﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻧﺘﻌﺮﻑ ﺍﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﻤﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﻻﺷﻚ ﺍﻥ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ﺳﺘﺮﺍﻥ ﺑﺬﻟﻚ !
ﻓﻀﺤﻜﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ": ﺻﺤﻴﺢ ﻭﺳﺄﺗﻌﻠﻢ ،ﻣﺜﻠﻬﺎ، ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮﺭﻧﻴﺎ ."
- ﻻ ﺍﺣﺪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﺘﻌﻠﻤﺎﻩ، ﺳﻨﺘﺎﻭﻝ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻊ ﺟﺪﻱ، ﻭﺳﺄﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﻳﺮﻋﺎﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻣﻌﺎ، ﻧﺤﻦ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﻓﻘﻂ !
- ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻧﻨﺎ ﺳﻨﻘﻀﻲ ﺍﻟﻌﻄﻠﺔ ﺍﻻﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﻫﻨﺎﻙ؟
ﻗﺎﻟﺖ ﻫﺬﺍ ﺑﺒﻂﺀ، ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﻏﺮﺍﺀ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﺟﻴﺮﺩ . ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺸﻖ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﺍﻻﺛﺮﻳﺔ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺍﻋﺠﺒﻬﺎ ﺍﻛﺜﺮ ﻫﻮ ... ﻗﻀﺎﺀ ﻭﻗﺖ ﻣﻊ ﺟﻴﺮﺩ .
ﺗﻨﺎﻫﺖ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﻤﻌﻬﺎ ﻓﺠﺄﺓ ﺍﺻﻮﺍﺕ ﺿﺤﻜﺎﺕ ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﺴﻤﺮﺓ، ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺟﻴﺮﺩ . ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻧﺠﺬﺍﺏ ﻋﻨﻴﻒ ﻧﺤﻮﻩ، ﻭﺑﺎﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻱ ﻭﻗﺖ .
- ﻫﻞ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ؟ ﻫﻞ ﺧﻄﻄﺖ ﻟﺸﻲﺀ ﺍﺧﺮ؟
ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺗﻪ ﻣﻨﺨﻔﻀﺎ ﻋﻤﻴﻘﺎ، ﺟﺬﺑﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺟﺬﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ .
ﺍﺑﺘﻠﻌﺖ ﺭﻳﻘﻬﺎ ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻥ ﺗﺠﺪ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻼﻋﺘﺬﺍﺭ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻠﺢ . ﻣﺎﻣﻦ ﺿﺮﺭ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻣﻊ ﺍﺳﺮﺓ ﻫﻨﺘﺮ . ﺛﻢ ﺍﻧﻬﺎ ﺳﺘﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﺰﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ . ﻣﻦ ﺍﻻﻓﻀﻞ ﺍﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺩﻭﻣﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ .
- ﻻ، ﻻ ﺍﻇﻦ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺸﻜﻠﺔ، ﻣﺘﻰ ﺳﻨﻨﻄﻠﻖ؟
ﻫﺎﺩ ﻳﺒﺘﺴﻢ . ﺭﺑﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﻨﺒﻬﻪ ﺍﻻﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ، ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﺎﻃﺔ ﺟﺄﺷﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺗﻮﺍﺯﻧﻬﺎ .
- ﺳﻨﺮﺣﻞ ﺑﺎﻛﺮﺍ، ﺳﺘﺴﺘﻐﺮﻕ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺍﺭﺑﻊ ﺳﺎﻋﺎﺕ .
- ﺍﺿﻒ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﻞ ﺣﺴﺎﺑﺎ ﻻﻱ ﺗﻮﻗﻒ
- ﺗﻮﻗﻒ؟
- ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺴﺎﻓﺮ ﻗﻂ ﻣﻊ ﺍﻃﻔﺎﻝ . ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻥ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ، ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺭﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻛﻬﺬﻩ .
- ﺍﻧﺖ ﺧﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ، ﺳﻨﻨﻄﻠﻖ ﺍﺫﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﺯﺍﻟﻨﺼﻒ .
ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ": ﺍﺗﺮﻳﺪ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺍﺫﻫﺐ؟ "
ﻓﺪﻧﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ ": ﻻ، ﺳﺒﻖ ﻭﺍﺧﺒﺮﺗﻚ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻨﻈﻔﻴﻦ ﺳﻴﺄﺗﻮﻥ ﺻﺒﺎﺣﺎ . ﻭﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ، ﻫﻞ ﺳﺘﺬﻫﺒﻴﻦ؟ ﺍﺑﻘﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺎﻡ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ . ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻋﺸﺎﺀ، ﻭﻟﻜﻦ ﺭﺑﻤﺎ ﻧﻤﻀﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻌﺎ، ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﺧﻄﻂ ﺍﺧﺮﻯ "...
- ﻻ ، ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻱ ﺧﻄﻂ ﺍﺧﺮﻯ، ﺛﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﻓﺮﺍﺷﻬﻤﺎ .
ﻓﻜﺮﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺄﺟﺞ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ، ﻭﺗﻨﺒﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﺿﻊ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮﻏﺐ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ . ﺃﺣﺒﺖ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺑﻘﺮﺏ ﺟﻴﺮﺩ ، ﻓﺒﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻥ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻬﻤﺎ ﺍﻥ ﻳﺘﺒﺎﺩﻻ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ، ﻓﺘﺪﺭﺑﻪ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺺ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﻳﺪﺭﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﻤﻞ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﻧﻮﻡ ﺍﻟﻔﺘﺎﺗﻴﻦ ، ﻓﺘﺮﺓ ﻣﺮﺣﺔ ، ﻓﻘﺪ ﺟﻠﺴﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻟﻼﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻮﻡ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻗﺪ ﻗﺮﺃﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻣﺮﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ، ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻼﻭﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ .
ﺍﺳﺘﻤﺘﻌﺖ ﺃﺷﻠﻲ ﻭﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺴﺮﺩﻫﺎ ﻟﻠﺤﻜﺎﻳﺔ ، ﻭﺍﺷﺘﺒﻬﺖ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﻴﺮﺩ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎً .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺿﻌﺖ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ ، ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ : " ﻫﻞ ﺗﺸﻌﺮﻳﻦ ﺑﺘﺤﺴﻦ ، ﻳﺎﻃﻔﻠﺘﻲ ؟ "
- ﺃﻳﻦ ﻣﺎﻣﺎ ؟
- ﻣﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﻭﻫﻲ ﻣﺸﺘﺎﻗﺔ ﺇﻟﻴﻜﻤﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺃﻧﺘﻤﺎ ﻣﺸﺘﺎﻗﺘﺎﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ . ﻟﻜﻦ ﺑﺎﺑﺎ ﻫﻨﺎ ، ﻭﺳﻴﺒﻘﻰ ﻣﻌﻜﻤﺎ ﻭﻳﺤﺒﻜﻤﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎً .
ﻭﻗﺒّﻠﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻫﺎ ، ﻭﺷﻤﺖ ﺭﺍﺋﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺬﻛﻴﺔ ﻭﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺣﻠﻮﺓ ﺩﻭﻣﺎً .
ﺫﻫﺒﺖ ﻟﺘﻘﺒﻴﻞ ﺃﺷﻠﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺟﻴﺮﺩ ﻳﻤﻨﺢ ﺑﺮﻳﺘﺎﻧﻲ ﻗﺒﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻮﻡ ، ﺛﻢ ﺗﺴﻠﻠﺖ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ .
- ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻣﺎ ﺧﻼﻝ ﺧﻤﺲ ﺩﻗﺎﺋﻖ ، ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ .
ﺗﻤﻄﻰ ﺟﻴﺮﺩ ، ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ": ﺷﻜﺮﺍً ﻳﺎ ﺍﻛﺎﺳﻲ ، ﻟﺒﻘﺎﺋﻚ ﻣﻌﻨﺎ ".
ﺭﻓﻌﺖ ﺣﺎﺟﺒﻴﻬﺎ ﻟﻤﻨﺎﺩﺍﺗﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ، ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ": ﻫﻞ ﻟﺪﻳﻚ ﻣﺎﻧﻊ؟ "
- ﺑﺘﺴﻤﻴﺘﻲ ( ﻛﺎﺳﻲ ) ؟
- ﻛﻤﺎ ﺗﺴﻤﻴﻚ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﺎﻥ . ﺇﻧﻬﻤﺎ ﺗﺘﺤﺪﺛﺎﻥ ﻋﻨﻚ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ . ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻓﻜﺮ ﻓﻴﻚ ﺑﺼﻔﺘﻚ ( ﻛﺎﺳﻲ ) ، ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ .
- ﺣﺴﻨﺎً !
ﺣﻮﻟﺖ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ، ﻭﻗﺪ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ . ﺑﺪﺍ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺟﻤﻴﻶ ﺑﺎﻷﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ .
- ﺇﺫﺍ ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻳﻤﻴﻨﻚ ، ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺍﻥ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ .
ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻭﻳﻘﻒ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﺟﺴﻤﻪ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭﻋﺘﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ . ﻗﺎﻭﻣﺖ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺮﺗﻬﺎ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﻔﺘﺢ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ، ﺛﻢ ﺃﻃﻠﺖ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻓﺮﺃﺕ ﺍﺿﻮﺍﺀ ﺟﺴﺮ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻤﺘﺄﻟﻘﺔ ، ﻭﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺮﺍﻗﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ .
- ﺇﺫﻥ ﻫﺬﻩ ﺷﻘﺔ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ !
- ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﺄﺟﺮﻧﺎ ﺍﻟﺒﻴﺖ . ﻫﻞ ﻟﺪﻳﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺷﻘﺘﻚ ؟
ﻛﺎﻥ ﻳﺒﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﺪﺓ ﺳﻨﺘﻤﺘﺮﺍﺕ . ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﺤﺮﺍﺭﺗﻪ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺫﺭﺍﻋﺎﻩ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺣﻨﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺒﻂﺀ ، ﺟﻤﺪﺕ ﻣﺘﺴﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ، ﺛﻢ ﺃﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻟﺘﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺒﻬﺠﺔ ﻋﻨﺎﻗﻪ .
ﺃﺗﺮﺍﻫﺎ ﺍﻧﺘﻈﺮﺕ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻋﻨﺎﻗﺎً ﻛﻬﺬﺍ ؟ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﻤﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺸﺪﺓ ، ﻓﺎﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻐﺎﻣﺮ ﺑﺎﻟﺒﻬﺠﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﺎﺭﻩ ﻓﻴﻬﺎ . ﻓﺄﺣﺎﻃﺖ ﻛﺘﻔﻴﻪ ﺑﺬﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ﻭﺭﺍﺣﺖ ﺗﻼﻣﺲ ﺑﺄﻧﺎﻣﻠﻬﺎ ﺷﻌﺮﻩ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ .
ﺃﺻﺒﺢ ﺗﻨﻔﺴﻬﺎ ﺻﻌﺒﺎً ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻬﺘﻢ . ﺗﺴﺎﺭﻋﺖ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺸﺄ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺮﻙ . ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ .
- ﺑﺎﺑﺎ ...
ﺗﻨﺎﻫﻰ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﻤﻌﻬﻤﺎ ﻓﺠﺄﺓ ﺻﻮﺕ ﻃﻔﻠﺔ ﺗﻨﺎﺩﻱ ، ﻓﻘﻄﻊ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﺔ . ﺍﺳﺘﺪﺍﺭ ﺟﻴﺮﺩ ﻭﺃﺳﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﻔﻠﺘﻴﻦ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻧﻔﺴﺎً ﻋﻤﻴﻘﺎً ﻭﺍﺗﻜﺄﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﺭﺑﺎﻃﺔ ﺟﺄﺷﻬﺎ ﺍﺧﻴﺮﺍً ، ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭﺃﺣﻜﻤﺖ ﻭﺿﻊ ﻧﻈﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﺛﻢ ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ .
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻗﺔ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ، ﻷﻥ ﺟﻴﺮﺩ ﺳﻴﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻴﻪ . ﻓﻘﺪ ﺻﺮﺡ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻣﺎً ﻻﺑﻨﺘﻴﻪ . ﺃﺗﺮﺍﻩ ﻳﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺸﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﻟﻜﻲ ﻳﻐﺮﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﻋﺮﺿﻪ .
ﺇﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺼﻤﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻬﻨﻲ ، ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻧﻬﺎ ﺃﻭﺿﺤﺖ ﺫﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ، ﻓﻬﻮ ﺳﻴﻔﻬﻢ . ﻭﺗﻜﻬﻨﺖ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺮﻳﺒﺎً ، ﺳﻴﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺣﺎﺳﻢ ﻟﻠﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺔ . ﻭﻟﻜﻦ ، ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ، ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﻤﻀﻴﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻌﺎً .
- ﺍﻧﺎ ﺁﺳﻒ . ﻟﻘﺪ ﻃﻠﺒﺖ ﺃﺷﻠﻲ ﺃﻥ ﺗﺸﺮﺏ .
ﻗﺎﻝ ﺟﻴﺮﺩ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ . ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻘﻲ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ . ﻓﻘﺎﻟﺖ ": ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ، ﺳﺘﻨﻬﺾ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺎ ، ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ، ﻭﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ".
ﻓﺄﻭﻣﺄ ﺑﺎﺳﻤﺎً ﻭﻗﺎﻝ ": ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻟﺪﻱ ".
ﺃﺧﺬﺕ ﻛﺎﺳﻨﺪﺭﺍ ﻧﻔﺴﺎً ﻋﻤﻴﻘﺎً ، ﻭﺍﺑﺘﻌﺪﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻟﺘﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﻳﻜﺔ ، ﺭﺍﻓﻀﺔ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﺧﻴﺒﺔ ﺃﻣﻠﻬﺎ . ﻻ ﺳﺒﺐ ﻟﺪﻳﻪ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻧﻘﺘﻬﺎ ﻣﺠﺪﺩﺍً . ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ، ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺍﺡ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ .
------يتبع------