أتمـــنـــى لــكم قــراءة ممــتعة
• نظّارة .. كراميل .. و قُبلة
• 1 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجلس القُرفُصاء متوسدة الأرض من الجانب الأيمن من سريرها بينما الكتب و الأوراق و بعض الملاحظات و الخربشات منتشرة هنا و هناك ,
تعقد شعرها بفوضوية على شكل كعكة مبعثرة , بينما بعض الخصلات المتمردة تنساب بإرياحية على جانبي وجهها حيث وجنتاها الممتلئتان اللتان تشوبهما بعضٌ من الحُمرة الطفيفة ,
و لكن ما يجذب لها الانتباه بشكل كبـــير هي النظارة الدائرية الكبيرة التي تشغل حيزا لا بأس به من تقاسيم وجهها الدائري ذي الشفاه المكتنزة الوردية ,
تتوسط بحجمها ضئيل الحجم كل هذا الكمّ الهــائل من المسودات و المراجع بينما تدفن رأسها في مجلد علمي ضخم يبدو من حجمه أن عدد صفحاته يتجاوز الألفي صفحة , غير آبهة بتاتا بالطرق المستمر على باب غرفتها ,
في لحظة ما من انغماسها غير العقلاني بما يعتمر بين أناملها تنتبه لنبرة صوت طفولية بعض الشيء تنادي عليها بحماس غير مبرر يصحبه عدة طرقات على باب الغرفة المغلقة .. " لـــونا , أونـــــــــــي , والدي يريدك , أونـــــــي والدي يقول أنه سيجبرك على مشاهدة البرامج الترفيهية السخيفة لشهر إن لم تأتــ... " ليسكت ذاك الصوت الطفولي عندما فُتح الباب على مصراعيه ظاهرة منه لونا بعينيها الجاحظتين اللتان تكادان تبرزان من خلف نظارتها ذات الزجاج الرقـيق , حينها تزفر بخفوت عندما تلمح ضحكات الصغيرة التي تحاول كتمها عن طريق سد فمها بكفّي يديها الصغيرتان " هـ هـ هـ هـ أونــي هـ هـ أنت مضحكة جدا , هـ هـ دوما ما تنطلي عليك خدعتي هـ هـ " لترد هي على حلوى المارشميلو صغيرتها يونا كما تحب أن تناديها هي " اووه عزيزتي يالك من مشاغبة " لتختم قولها بابتسامة لطيفة و تربيتة خفيفة على رأس صغيرتها و تدفعها بخفة للسير أمامها " هـيا قبل أن أعاقب حقا هـ هـ "
في حجرة مكتب مؤثثة بأثاث يمتزج لونه ما بين البُنيّ القاتم و اللون الأبيض المنكسرة ليُضفي جوّاً من الهدوء على الحجرة ,
في الطرف الشمالي منها بمحاذاة نافذة زجاجية ضخمة تبث لنا زخات المطر المنهطلة بغزارة , يجلس رجل مهيـب خالط الشيب شعر رأسه بصورة محببة بينما يتفقد بين يديه مجموعة من الأوراق على ما يبدو تتضمنها استمارة ما ,
يرفع رأسه بصورة بطيئة ناحية باب الحجرة عندما يسمع بضع خطوات تتجه نحوه و قهقهات خافتة مجلجلة صادرة من خلف الباب و قبل أن ينهض من مقعده يُطرق باب الحجرة ليعاود الجلوس و يسمح للطارق بأن يدلف إليه ,
حينها يتأمل صغيرته ذات السبعة أعوام بابتسامتها الطفولية و جدائلها المتدلية على جانبيها لـيبتسم لها هو الآخر بحنان أبوي بحت , بينما ينطلق نظره لابنته الأكبر منها و يتمعن في ملامحها ليزفر بضيق حينما لمح هيئتها المزرية " ألا يمكنك الاهتمام بنفسك و صحتك قليلا .. لونا , أنت تهملين نفسك كثيرا هذه الأيام " يقول هو بـصرامة أبـوية , لتجيبه صغيرته المدللة بينما تركض نحوه " أبـــي لو لم أهدّدها بمشاهدة البرامج الترفيهية لما أعـتقت نفسها ممّا هي فيه "
أنت تقرأ
|| نَظَّارة .. كَرَامِيل .. ــوَ قُبْلَة || P.Ch
Romanceعَجَلَةُ الحَياةِ لَمٍْ وَ لَنْ تَتوقَّف مِن أجْلِ أيٍّ كَان .. سوَاءً كَان مَن تَهْفُو لـه أفْئِدتُنا ، أوْ مَن نرْجُو عدَم لُقياهُ فِي الدُّنيا أوْ فِي الحَياةِ الٱخرَى .. 💋✨ Vientos Colinas