Part 1

217 8 3
                                    


-سارا:"هيا يا أبي سوف نتأخر"

-الأب توماس:(مطلقا قهقهة خفيفة) حسنا يا صغيرتي، المهرجان لن يهرب قبل أن نزوره"

***

وسط المهرجان، أصوات الباعة و النزلاء تتهاتف مصدرة ضجة مزعجة...أطفال من جميع الأعمار يتخافتون على بائع الدمى واحدا واحدا في حين يجلس ذلك المهرج المسكين يتأمل قبعته الحمراء المزركشة بخيط أصفر اللون حتى علت وجهه إبتسامة...إبتسامة لا يعرفها إلا من خاضها و عرف أمرها...

***

دخلت سارا و الأب توماس المهرجان بعدما قدما تذكرتيهما اللتان تؤكدان حضورهما، إزداد الفرح في قلب سارا مخلفا ابتسامة قوية كادت تشق وجهها...ابتسم توماس لفرحتها حين تركت يده و ذهبت تنتظر في طابور المركبة الذي بدا و كأنه قد ملء للتو...لم تنتظر كثيرا حتى بدأت باللهو في تلك المركبة رافعة يديها الى السماء مطلقة صرخات فرح و حماس...في جهة أخرى من المهرجان، وقف هذا المهرج ذو الحذاء الطويل يبيع بالوناته الحمراء التي رسم عليها وجها ضاحكا بينما في وجهها الٱخر رسم وجها حزينا...تقدم إليه طفل صغير يبدو من ملامحه أنه تجاوز السادسة من عمره...
-الطفل:"من فضلك، أريد هذه البالونة"
(انحنى المهرج حتى وصل الى طوله و قال:
"ما رأيك أن أعطيك إياها مجانا"
ابتسم الطفل و قال: أحقا؟
أردف المهرج:"طبعا، لكن لدي شرط(.....)
-الطفل:"موافق"

(قبل شهر واحد)

أرجوك أتركني؛ أنا لم افعل شيئا لكي أستحق هذا)

أطلق صرخة مكتومة بعدما تلقى ضربة على الرأس أفقدته توازنه و جعلته مغشيا عليه...
(هذا الرجل البالغ 32 سنة المسجون داخل هذا البيت الشيطاني الذي أسماه جحيما لعذابه. قد كان سبب عذابه، ابتسامة من وجه قد ندم لأنه استجاب لطعمها الرائع...)

هذه بعض الحالات التي تعرض لها الأشخاص في كاليفوريا بالولايات المتحدة الأمريكية...فقد توالت الهجمات من طرف مهرج يخفي وجهه وراء القناع الملون و الكرة الحمراء الكبيرة التي تغطي أنفه و تسعه...
و قد كثرت إختطاف الأطفال خاصة مع تزامن هذه المدة من دون غيرها...

        (تقرير مجلس الشرطة الأمريكية)

بالعودة إلى المهرجان الليلي، تعبت سارا من كثرة اللعب و جلست مع الأب توماس فوق ذلك الكرسي القريب من عربة بائع غزل البنات...نظرت سارا الى أبيها بعينين راغبتين فلم يستغرق منه الأمر سوى دقيقة لكي ينهض و يتجه صوب بائع غزل البنات اللذيذة...
جالسة فوق ذاك الكرسي، أتى شخص و جلس بقربها مردفا:مرحبا يا صغيرتي..

مهرج الألوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن