الحلم 1
نائمة على حافة سريرها، استيقظت سارا جراء صراخ شديد و قوي.
نهضت من فوق سريرها و اتجهت نحو الباب تسترق النظر من أسفله.
رأت اقدام اللعين تجر جسدا و هو صاعد للسلالم.
بسرعة توجهت نحو السرير و مثلت دور النائم أو المغشي عليه، حركة المفتاح تلعب بالباب، فيفتح.
يسترق نظرة خاطفة على الفتاة أمامه ثم يجر ما بيده وسط الغرفة.
ترك جثة الشابة الهامدة هناك و رحل يجر ساقيه المرتحلتين.
نظرت الى الباب، فاطمأنت لأنه غادر,، لم تحس بشيء و هي تنظر الى الدماء التي غزت وجه و صدر هذه الجثة...
فقد إعتادت على مثل هذه المناظر بعد ليال من الحوادث المتتابعة.
صراخ و عويل، أنين و ضرب...
كل تلك الأشياء جعلتها لا تحس بأي شعور و كأن الرحمة ذهبت من قلبها فأصبح متحجرا من شدة القسوة.
هل تراها لأنها أصبحت بيد هذا المهرج؟
أم لأنها عانت من أزمة نفسية في صغرها؟قبل ثلاث سنوات
الظلام يسود الغرفة، و العرق يتسرب من جبينها كالماء المنهمر.
عينان خائفتان و جسد يتلوى وسط اللحاف.
شخص ما يوجد تحت السرير، الدولاب ينفتح و الدمى تبتسم.
الساعة تدق و الباب يفتح,، القمر يشع و النافذة تضرب.
تصرخ سارا في عدم محاولة منها لأي كتمان. يدخل الأب توماس و الأم ميري الى الغرفة بهلع، ليجدا إبنتهما ترتعش خوفا.
حضنت الأم طفلتها و حملتها بين ذراعيها.
وضعتها على سرير غرفتها و زوجها.
نام الثلاثة معا بوضع مريح بعد محاولات للتهدأة.لطالما عانت من المضايقات بسبب ذلك الصديق المتوحش ذو القبعة الكبيرة و الإبتسامة المخيفة.
و هذا اليوم، يأتيها على شكل بشري و يجردها من ملامح طفولتها المبكرة.
ظلت الجثة لأيام هناك حتى تعفنت و بانت معها رائحة كريهة و غير مستحبة من جثة بشرية.
بدأت الديدان تنهش لحمها و تأكل ما تبقى من لحمها الطري و لا يزيدها ذلك الا جوعا.
لم تتمكن سارا بعدة محاولات لها للهروب من هذا المنزل، ففي آخر مرة حدث لها و خرجت من باب المنزل، حتى وجدته أمامها و هو يحمل سيجارته التي بدا أنه لم يضعها بتفتيش بعد.
فبعد عدة أيام، جهزت نفسها و خرجت في أقرب فرصة كان الأخيرة لها قبل أن يقتلها و لا يترك لها أثرا.
فتحت باب السيارة المجاورة ذات الطابع الإنجليزي القديم، أغلقت الباب بقوة.
شغلت المحرك و إنطلقت غير آبهة أنها لا تعرف القيادة و مجرد خطأ كافي أن يأخذها الى السقوط من على التل المجاور.
إجتازت هذا الأخير بمعونة من الرب و وصلت الى الشارع الرئيسي الخالي، تحده أشجار الغابة من كل جانب و أصوات الطيور ترتفع.
زادت من سرعتها الى تسعين كيلومترا في الساعة.
بالطبع سرعة هائلة لفتاة صغيرة مثلها.
لكن الحرية تبغي المخاطرة.
وصلت الى اللافتة المكتوب عليها: عشر كيلومترات الى كاليفورنيا سيتي.
فرحت فرحا شديدا و إنطلقت في سيرها.
إجتازت المنعطف بنجاح، لكنها لم تنتبه الى الشاحنة الضخمة التي فاجأتها من يسارها و جعلت رأسها عصارة من الدماء.
تدحرجت السيارة من فوق التل و تركت بالأسفل.
و هناك لم يعرف أحد ما حصل بالفتاة الصغيرة.
حتى وجدها ركب من المخيمين على الجبال.
و فتحت الشرطة قضية عنها بإسم:"الفتاة المخطوفة"
أنت تقرأ
مهرج الألوان
Mystery / Thrillerيقال أن البكاء ليس ضعفا و الصمت ليس إستسلاما، لأنهما إستعداد للإنتقام...