Part 2

67 7 3
                                    

أبي"
قالت بصوت متحشرج قد خرج من حلقها بصعوبة.
عادت لغفوتها السابقة و الآن نائمة عادت الى حياتها الخيالية...

"هل أنا أحلم؟"
أمسكت برأسها بين يديها و وقفت متكئة على الجدار.
خرجت من غرفتها و راحت تتفقد الغرف الأخرى.
نظرت الى الساعة أعلاه:6:57PM
بتوقيت أمريكا.
المطبخ لا يعج بالفوضى كما كان سابقا.
غرفة الضيوف لا تملأها أكياس الشيبس و علب الكولا.
"ما الذي يحدث هنا؟"
لا صوت سوى صرير الريح.
تنادي أباها و أمها، لا صوت.
بحركة مفاجئة، إستدارت نحو التلفاز و قالت: من الذي شغلك يا ترى؟"
أطفأته و عادت تتفقد الغرف من جديد.
(صوت صرير باب المنزل ينفتح)
رعشة سرت بجسدها و هي تحاول كتمان خوفها الذي يكاد يفجرها.
خرجت من الغرفة محاولة تهدئة نفسها.
ألقت بنظرة من على السلالم و وسعت عيناها رؤية الباب مفتوحا.
لمحت ظل بشري يجري وراءها، إستدارت بخوف، لا شيء.
لم تتحمل سارا هول المنظر حتى وجدت نفسها تجري هربا من هذا الكيان المخيف.
خرجت من البيت و بدأت تركض في الجوار.
"أين أنا؟"
قالت و هي تنظر الى الأرض الواسعة التي تخطو عليها.
تمالكت نفسها قبل أن يغمى عليها.
لا شيء، لا أصوات سيارات، لا أناس، لا حيوانات سوى أصوات غربان النذيرة بالشؤم، الشمس على وشك الغروب و سارا تبحث عن الملجأ الذي ستفر اليه.

سكين في اليد و حركة تلو أخرى، لا إنتباه.
.إنها الفرصة المناسبة.
دم حول الجسد، سكين مغروز في البطن، ألم حاد و سكرات موت قاتلة.
عطش و لا غير.
نظرت الى ذلك الجسد، لا آخر غيره
إنه هو، لقد عاد.
لقد عاد ذلك المهرج البغيض يحاول الفتك بما تبقى من حياتها
ضحكته الشريرة لا يكتمها و هو يدور حولها كأنه يؤدي طقوسا شيطانية.
***
"أين أنا"
لا شيء غير الظلمة، لا شيء"هل من أحد هنا" لا تسمع شيئا غير تردد صوتها وسط هذا العالم الخفي الذي يبدو و كأنها في الفضاء الخارجي و روحها تطفو هناك غير آملة العودة الى كوكب الأرض...
إختناق مفاجء
"هواء"...(سعال شديد) و كأنها على وشك الموت.

***

إستيقظت من هذا الحلم المفزع، و رأت نفسها في نفس الغرفة التي قد دخلتها سابقا و شاهدت عذريتها تأخذ أمامها.
دماء جافة حول فمها، كدمات تملأ جسدها.
دماء حول سرير المضاجعة(لا تدري كم من واحدة مرت قبلها هنا)

كمية الأحلام تنتابها و لا تدري أيها الحقيقي.
قرصت نفسها مرارا لتتأكد حتى ألمتها يدها.
توجهت نحو الباب
كان الباب مفتوحا لذلك خرجت على أصابع قدمها
غدرتها خطواتها، ليلمح ذلك المهرج اللعين ظلها و إبتسم تابعا إياها.
إبتسمت ظنا منها أنها كادت تفلت من سجنها.
(الباب مقفول) تراجعت للوراء. إصطدمت بذلك الجسد الصلب، نظرت إليه في رجاء أن يتركها دون عذاب.
جارا إياها من شعرها، أدخلها الغرفة التي كانت بها مسبقا.
"تريدين ممارسة أخرى؟"
قالها و هو يمزق سترتها التي قد إرتدتها للتو.
دون رأفة، تركها وسط دموعها كما حدث سابقا.

لماذا؟
ظلت تكرر وسط خلوتها بينما ذكرياتها الجميلة تمر أمامها.
الأب توماس و الأم ميري، المدرسة و الحفلات...الكثير من الأشياء.

***

إستيقظت بعد غفوة طويلة، و رأت الطبيب يربت على شعرها الناعم مبتسما.
نظرت إليه بعيون متعبة من طول الغيبوبة...
دكتور!
دخل الأب توماس بلهف ليرى إبنته الصغيرة تنظر اليه بعيون دامعة.
بعينين زائغتين، أرادت أن تضمه، أن يتوقف الزمن و تقول له كلمة(بابا، أحبك)...
لم تستطع و كأنها مشلولة، كفت نفسها بوجنتين متوردتين و عيوم ملأتهما الدموع.
قبل الأب توماس جبينها حامدا الله على حفظه لإبنته الوحيدة.
لم ينطق الإثنان بكلمة حتى قال الطبيب: سيد توماس، تفضل معي لبعض الوقت...

***

"جانيت"
فتاة في 28 عاما، تعمل بأحد مطاعم المدينة كنادلة.
الطول:145cm
الوزن:49kg
الراتب الشهري:240dollars
الجنسية:american
العمر:28years old
مساعد رئيس الشرطة:سيدي، لقد وردنا خبر وفاة السيدة جانيت بيت، وجدناها بعد أسبوع و ثلاثة أيام من مقتلها في المنزل. و كذلك نفس العلامات من شخص الى آخر"

رئيس الشرطة:لقد كثرت جرائم هذا المهرج في الآونة الأخيرة...

مساعد رئيس الشرطة:سيدي، لقد بلغنا أيضا خبر إختطاف فتاة بالثانية عشر أيضا.

التقرير

الإسم الكامل:سارا جوهان
العمر:12years old
الوزن:37kg
الطول:134cm
الجنسية:بريطانية

***

3 أحلام، لا أحد منها حقيقي.
الحقيقة مجهولة الآن.
"عليك أن تختاري واحدا منها يا سارا"
قالها ذلك الصوت البعيد ثم إختفى و كأنه لم يكن.

مهرج الألوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن