الفصل 3

5.1K 156 2
                                    


شهقت أمينة بفزع من حديث مرافقها فصاحت في وجهها " يالهوي يا حسناء انت عاوزاني أبيت برا البيت، دا مش ممكن يحصل والناس تقول عليا إيه ،داحسام عمره مايوافق على الكلام دا أبداً " .


إبتسمت إحسان مصطنعة البراءة وساعدها في ذلك البراءة الطبيعية بعينيها الرماديتين فقالت محاولةً تهدئتها " وهو انا بقولك إمشي في البطال ، دا انت هاتعملي خير الست معدية التمانين ومحدش فاضي يعد معاها ،هاتفضلي جنبها بالليل والصبح بنتها هاتيجي وهاتخدي على الليلة ٣٠٠ جنية " .

صمتت أمينة وكانها تفكر في المبلغ فثلثمائة جنيه ليس بالقليل فمعاشها وأخوتها لن يتجاوز الستمائة جنيه شهرياً فكيف بمبلغ كهذا ، بإمكانها الحصول في ليلتين على معاش شهر كامل .

شعرت حسناء أنها لمست وتراً حساساً فزادت من الضغط قائلة " واللهي يا أمينة لولا انت حبيبتي ، مكنتش رضيت تقاسميني في أكل عيشي ، بس صعبتي عليا هاتكملي السنة اللي فاضلة ليكي ازاي في الجامعة ، وحسام بتقولي شاطر وقدامه مستقبل ، يعني هاتضيعي فرصة دخوله كلية الطب وتحققي حلم أبوكي وامك الله يرحمهم ، وإخواتك هاتجيبي مصاريفهم ازاي ، دا انت في رقبتك كوم لحم ".

طال صمت أمينة وشرودها فقررت إحسان أن ترمي بأخر أوراقها فقالت بهدوء " على العموم إنت حرة انا بس كنت عاوزة اساعدك لما قلتي عاوزة تشتغلي فكرت يعني مين هايرضى يشغل واحدة مخلصتش جامعة ويعني حتى لو خلصتي أديكي شايفة البلد لافيها شغل ولا فلوس " .

قالت أمينة بحنق " معاكي حق يعني انا حتى لوخلصت هاشتغل اية " نظرت تجاه إحسان بأسف ، فلم يكن هذا من ضمن أحلامها ، لو كانت أمها حية حتى الآن لماتت من صدمتها إذا سمعت مثل هذا الحديث .

فها هي معالي السفيرة كما إعتادا والديها تسميتها ، تقبل بالعمل كجليسة للمسنين فقالت وهي تبتلع غصة " خلاص اديني نمرتك وانا هارد عليكي الليلة " .

إبتسامة خبيثة رسمت على محياها ، فدونت رقم هاتفها على ورقة صغيرة بهدوء ، واضعةً يدها فوق يد أمينة بحنان لتبثها الطمئنينة .

******************

" منى إلغي كل مواعيدي إنهاردا انا عند الباشا لوعوزتي حاجه لاني قافل موبيلي " كلمات مقتضبة كما إعتاد ولكن هذه المرة كان غاضباً حد الموت .

تحرك بشكل فوري منطلقاً خارج مقر شركته الخاصة ، ليندفع تجاه السيارة ولكن هذه المرة مختلفة فهو لم يبتسم لسعد سائقه الخاص ولكنه صرفه بإشارة من يده قائلاً " إمشي انت يا سعد انا هسوق بنفسي انهاردا روح بيتكم ومتستناش انهاردا لاني مش راجع " .

إنطلق بسيارته بأقصى سرعة يمكن أن تمنحها لها حتى أن إطارات السيارة كانت تصدر صوت عالي نتيجة الإحتكاك العنيف بالأرضية ، رياح شديدة وهاله ضخمه من الغبار هي كل ما كان يتركه خلفه من شدة غضبه .

للعرض فقط ... للكاتبه امل صبحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن