مع ظهور أول خيوط الشمس التي تنشرها بحماس واحد تلو الآخر مودعةً إياهم في نشاط لبدأ يوم جديد حيوي للبعض ! كانت هنالك تجلس بملل على مكتبها تَعبث بالحَاجيات .
تفرك مقدمة أنفها بِتعب بينما تزيل نظاراتها الطبيه تليها عينيها الناعستين و هى تتثاءب بفتور ، تَحك مؤخرة رأسها فاركةً لشعرها بإهمال .
أطفأت المصباح بالقرب من رأسها فلم تعد بحاجة إليه أمهلت نفسها خمس دقائق لإراحه عيناها من الضوء
هكذا انتهت من ما كانت موكله بفعله بعد خمس ساعات من العمل المتواصل الجحيمي ، على كل شيء ان يسير كما يجب !
بعد تذمرها نفضت جسدها من كرسيّ مكتبها تاركةً إياه وَحْدَهُ بارد الملمس ثقيل الحركه
شكلها كان طفوليّ و هي تتعثر في طرف السجادة مجددًا !
غرفه مربعيةُ الشكل تقريبًا تدخل من بابها بعد عدة خطوات بخط مستقيم تجد نافذة دائرية صغيرة و باقي أجزاء الأثاث متناثره يمنةً ويسرةً ، خالية من أيّ ستائر ، يوجد سجادة تتوسط الغرفة دائرية كبيرة ذات نسيجٍ أصيل تَحَمل الزمن .
يصعب تحديد إذا ما كانت غرفة فتاه أو فتى ..... ذات جدران رمادية هادئه تغلفها طبقه رقيقه من الغبار.
يملئ فراغها في أقصى شمالها الشرقيّ مكتب صغير على سطحه يتواجد مصباح أصفر الضوء ، ذو لون أسود هادئ طبع الزمن علاماته عليه .... يقابله الحائط ما إن تجلس على كرسيه حتي تشعر أنك فى حبس انفرادىّ مُهذب للنفس أو مُجَنِنها ، ما يقابلهُ هو سريرها القديم في الغرب الشمالى ، أما ما يشغل جنوبها الشرقيّ هو خزانة تسع لملابسها المحدودة ، خزانة ذات بابٍ واحد ولون مماثل للون المكتب ، متوسطة الحجم ، أما عن ما يقابلها في الجنوب الغربيّ هو لا شيء
خرجت من غرفتها لتصل إلى الحمام المقابل لها ليس ببعيد و هى مازالت تتثاءب في حين ازدان النهار بإشراقة المُبهج ، و طيوره المُغرِده مع جوه البهيج ، ففي العاده تغادر الطيور أعشاشها باكرًا لجلب أرزاقِها .
~
لملمت حاجياتها سريعًا في حقيبتها الانيقة
توجهت بعد مرورها بغرفة المعيشة إلى المطبخ الغير واسع البته يحتوي علي ثلاجة صغيرة بدأ يأكلها الصدأ بدل أن يتواجد بها ما يُؤكل ، كانت بيضاء اللون ، تشغل ما يقابل المدخل الوحيد للمطبخ ... ملاصق ليمينها موقد بأربعة مشاعل مغطى برقائق الألمونيوم لحِمايته !
هكذا توهم نفسها ، على اليمين رخام متين فوقه معلق على الحائط رفوف تَشغلها بعض البُهارات اللازمه للطهي الذي تركته منذ زمن ، أما عن يسار هذا المطبخ فترى مُنظفه ملابس متوسة الحجم جيدةُ الصنع .
