22

159 16 158
                                    


وظللنا نتحدث ونتبادل الرسائل عن الروايات ونحوِها ، كنتُ سعيداً جداً في تلك الليلة لم أنم من شدةِ سعادتي ..

إلى أن أتى ذلكَ اليوم وأعترفتُ لكِ بحبي ..

أتذكرين صديقي المتزوج الذي حدثتُكِ عنه ، قبل يومين من كتابتي لهذه السطور آتاني خبر وفاته ، لقد مات قهراً وظلماً ، لقد كان هو قصتي الثانية التي كتبتُها ..

كان يقولُ لي :

أتعلمْ أن طيبَتي الزائده من جعلني هكذا ، وهي التي سوف تُميتُني ، كرهتُ نفسي وانعزلتُ لوحدي دون أن يشعرَ بي أحدٌ من أهلي وحتى زوجتي التي أغرَّتها الدنيا ..

أصبحتُ خائِناً ، ومتمرداً ، وظالماً ، ومقصراً بِـ حقِها أمام الناس ، والعكس صحيح يا صديقي ..

ضحك طويلاً ودمعت عيناه ثم أجهث بالبكاء قائِلاً :

أليس عجباً أن يموتَ شخصٌ أمامكَ كُلَ يوم ولا تصنعُ له شيئاً ..

في لِقائُنا الثاني عندما سألتيني لماذا تكتِبُ قصصاً ، كُنتُ أقولُ لكِ أن خلف كل نافذة قصة ربما تكونُ قريبه أو بعيده ..

في ذلك اليوم أتفقنا أن تكونَ لِقائَتُنا تحت هذه الشجرة التي تقبعُ في زاويةِ الحديقة بعيدة عن الأعيُنِ والمارة ،

نتبادلُ النظرات وخفقان القلوب المشبعة بالحب ، حيثُ أسمعُ صوتُكِ عن قرب دون حواجز ولا جدران تفصِلُنا ، أستطيع أن أتنفسَ عِطرُكِ وأستنشقُ حروفُكِ من ثَّغْركِ ، أتوهُ بكِ وأكتبُكِ ..

جميلتي ..

كيف أصِفُكِ ..!

من عينيّكِ ..

أم من شفتيّكِ ..

وشَعرُكِ الأسود المنثور على كَتِفيّكِ ..

أنلتقي ..!

وأكتبُ على يَديّكِ حبيبتي ..

وأصفُكِ أكثر ..

وأُقبِلُكِ أكثر ..

وأكثر ..

غضبتي في لِقائِنا الثالث عندما أخبرتُكِ بِـ سفري إلى لندن ، حيثُ قُلتي :

- لماذا لم تُخبِرُني من قبل ..؟

لقد تلقيتُ بالأمس البريد الإلكتروني من الجامعةِ هناك ..

⚫Nevada ||  نيفادا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن