كما نعلَم جميعا، أن العبادة المِحوَرِيَّة في رمضان، هي الصيام. وكي لا نضيع على أنفسنا هذا الفضل، وهذه العبادة التي هي تَربِيَّة لنا ولأنفسنا، فإن على المرء أن يتفرغ في رمضان لكل ما هو عبادَة ويترُكَ الدنيا وأهواءها ومفاتنا على جَنَب، فقد خاض الإنسان فيها طوال السنة، أما اليوم فنحن في فترَة تعويض واغتنام الرَّحمات.
فمِنَّا من يُضيع صيامَه بكثرَة النوم، فلا يشعر لا بجوعٍ ولا عَطَشٍ، والنهار الطويل الذي، حبذا لو أنه استَغَلَّه في قراءة القرآن، صلوات الرواتب بخشوع وتأنٍّ، ذكر الله، طلب العلم، زيارة المرضى ومساعدة الفقراء والمساكين، إخراج الصدقات، أن يشعُر بشَيءٍ مما عاشَه الرسول والصحابة حين كانوا في الغزوات وهُم صِيَام، يتَحَسَّس امتِناعَه عن الطعام المتوفر على يمينه وشماله، أن يشعُرَ بمعنى جهاده مع نفسه؛ يقضيه في فراشِه نائماً، لا هو نَفَعَ ولا انتَفَع.
فباختصار، النوم لن يجعلَكَ تبلُغ مقاصِدَ رمضان، والغاية من الصيام؛ لن يسمح لك بتذوق الحكمة الإلهية من الصيام، واستشعار حلاوته. فلا تضيع يومك في نومٍ تتحسَّر عليه غدا. فالشهرُ يمر بسرعة، ولا يبقى سوى فضله وأثره.
لا تكن كالذي، حين عَلِمَ بتوزيع الأرزاق خلد إلى النوم بكل قلبٍ مرتاح.
#رمضان_حبيب_القلوب
#مها_الدرقاوي
أنت تقرأ
رمضان حبيب القلوب
Spiritualستكون هناك سلسلة باذن الله تعالى، عبارة عن نصائح بسيطة موجهة للأخوات في رمضان، تشمل أخطاء وتصرفات تجعلنا نُضيِّع علينا فرصة رمضان، مع أننا لا نرى فيها بأسا، بل إنها ربما في الأيام العادية لا بأس فيها، لكن رمضان شهرٌ قصير لا يحتمل التقصير. سأحاول الا...