صلاة التراويح، صحيح أن لها حلاوة خاصَّة وغالِبا بها، وبزحمة الناس في المساجِد نشعُر بحلاوة رمضان وبِجَوِّ رمضان.
خطابي هذا موجَّه للنساء، وهو ليس بفتوى أو تحريم لما أحلَّه الله، هو مجرد رأي أو تستطيعون اعتبارها نصيحة لكم العَمَل بها أو تركها.
- صلاة التراويح إن أخَّرتيها قليلا ستنالين بذلك أجر قيام الليل في الثلث الأخير من الليل.
فقد ثبت في "صحيح مسلم" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل)، وقال أيضاً: (أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر, فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن) رواه الترمذي. و روى أبوداود عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله، أي الليل أسمع؟ قال: (جوف الليل الآخر، فصلِّ ما شئت, فإن الصلاة مشهودة مكتوبة)، وقال كما في "صحيح مسلم": (إن من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيراً إلا أعطاه إياه).- ستنالين بذلك أجر قرارك في بيتك :
عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها " . رواه أبو داود ( 570 ) والترمذي ( 1173) .
عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي : " أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال : قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي ، قال : فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل " . رواه أحمد ( 26550 ) .
هذا ونحن نعلم ما كانت عليه الصحابيات من عفة وحجاب كامل وعدم اختلاط بالرجال، فما بالنا بزماننا الحالي حيت تتبرج النساء وتتعطر ذهابا للمسجد، دون الحديث عن كارثة الاختلاط التي تحدث بعد الفراغ من الصلاة حيث يود الجميع أن يخرجوا من المسجد في آن واحد، فيختلط الرجال بالنساء ويتزاحمون ويلتسقون بعضهم ببعض، فبالله عليكم أي أجر في هذا ؟ والله إنك لو جلست في بيتك ونويت بذلك أن تقي إخوانك المسلمين من الفتنة لكان ذلك خير لك ولهم وللأمة جمعاء. ثم دعينا لا ننسى أن جمع النساء غالبا ما يكثر فيه اللهط والحديث الفارغ، ولا ننكر الخصامات التي تقيمها النساء بسبب الزحام وقلة الأماكن، فإن أنت سلمت من خصاماتهن، نادرا ما تسلمين من الغيبة فيهن (تحكين لأمك ما حصل).
بعد الفطور تكونين متعبة، لأنك بقيت في المطبخ لأكثر من ساعة تجهزين مائدة الفطور، ثم بعد أن تكلي ينتابك النعاس، شخصيا عندما أذهب للتراويح يكون كل عقلي مسلوب بالنوم، هذا إن لم أنم وسط الصلاة من فرط التعب.
فنصيحتي، أن ترتاحي في الوقت الذي يذهب فيه زوجك وأو أهلك للمسجد، تجهزين العشاء والسحور ثم تنامين قليلا، بعد استيقاظك ادخلي لغرفة واغلقي عليك الباب ثم ابدئي في القيام، هكذا تختلين بالرحمن، وتكونين في نشاط كامل لأنك أذهَبتِ التعب بتلك الساعة التي نِمتِ فيها، فلا تشعرين لا بتعبٍ ولا بإعياء، وتستطيعين التركيز في تلاوتك مما يفتح عليك باب التَّدبر، خصوصا وأنت وحدك في الغرفة ليس هناك من سيزعجك بكثرة حركته. وهو أسلَم للإخلاص أيضا، إن مَنِّ الله عليك بخشوع في صلاتك، فإنك تبكين في أريحية، وتحدِّثين الله بكل ما تفيض به نفسك، لا تبقين في خوف من سماع المصلِّية التي تجلس أمامك لدعاء، ولا في خوف من الرياء (هل أبكي خشوعاً فعلا أم ليرى الناس أني متدينة) وكل هذا يُشتِّتُ تركيزك في الصلاة. كما أنك تأخدين الوقت الكافي للدعاء في السجود، تستطيعين إطالة سجدتك ما استطعت لا تبقين مرتبطة بطول سجدة الإمام.
والفضائل كثيرة وعديدة يا أختي، لا تُعَد ولا تُحصى، فصَلِّي في بيتك فذلك خيرٌ لكِ.وكلامي هذا لا ينفي أبداً فضل صلاة التراويح حيث قال صلى الله عليه وسلم: (من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة) رواه الترمذي.
#رمضان_حبيب_القلوب
#مها_الدرقاوي
أنت تقرأ
رمضان حبيب القلوب
Spiritualستكون هناك سلسلة باذن الله تعالى، عبارة عن نصائح بسيطة موجهة للأخوات في رمضان، تشمل أخطاء وتصرفات تجعلنا نُضيِّع علينا فرصة رمضان، مع أننا لا نرى فيها بأسا، بل إنها ربما في الأيام العادية لا بأس فيها، لكن رمضان شهرٌ قصير لا يحتمل التقصير. سأحاول الا...