اخذت افكر في جوي مارش الفتاة التي زارتني في الحانة تدعوني لزيارة ماري راي , وفي الرجل الذي تعرض لها وكان يشبه السائقين في ملابسه , ترى ماعلاقتها بها وما تعرفه عن مشاكلها وهمومها لأنها لم تكن لتدعوني لولا ان هناك هماً شغلها ومشكلة طرأت عليها.
كانت جوي جميلة جداً, واذا كانت تيني خادمة راي معروفة عند روبوس وخدمه , فلابد ان تكون جوي معروفة عندهم, فلما احتواني البار توددت الى الخادم ونفحته بعشرة دولارات, وطلبت قدحاً, والقيت عليه بعض الاسئلة فعلمت منه انه يعرف جوي مارش وانها كانت غالية جداً يكلف الاجتماع اليها خمسة وعشرين دولاراً, وانها كانت تعمل عند ماري راي , ثم غادرتها منذ شهرين , وانها الآن مع صديق كما هي العادة يصرف عليها وتعيش معه.رن جرس التلفون في هذه اللحظة , واسرع خادم البار الى التفون , ثم عاد الى! باسماً يقول:
- اتعرف من كان المتكلم؟
- تيني ؟
- لابد انك من السحرة, هل كنت تنتظرها؟"
- اريد منك المزيد من المعلومات عن جوي مارش .
ورفع يديه الى السماء وهو يقول:
- ولكني لا اعرف عنها شيئاً , لقد اختفت كما اخبرتك منذ شهرين , ولم يعد احد يراها ولا يعرف مكانها , ولابد انها كما اخبرتك قد تعرفت على صديق استأجر لها بيتاً خاصاً فهي لا تظهر إلا معه , اذا كانت تظهر حقا.
قالت "حسنا ما الذي تريده مني؟"
- لقد نسيت ان اخبرك برسالتها , انها تريد منك ان تزورها في شقتها بدلاً من الاجتماع بها هنا.
وكتب عنوانها على ورقة قدمها لي وهو يقول :
- الى الملتقى يا صديقي.
***
كانت تيني تسكن في الشارع السادس و الاربعين في بناية قديمة بإيجار زهيد قديم, وفي شقة تتألف من غرفتين صغيرتين ومطبخ اصغر, فلما وصلت الى شقتها وجدتها تشرب القهوة , حول مائدة في إحدى الغرفتين.
قالت لما شاهدتني مقبلاً :
- إن صاحبك دوتي لم يدعني انتظر طويلاً , فما لبث بعد ذهابك ان اطلق سراحي , ولكني لا اثق به!
- من يثق به؟
- لقد وضع رجلاً خلفي لمراقبتي وهو الآن يقف على الرصيف المقابل للشقة .
وتقدمت نحو النافذة , ونظرت الى الرجل الذي دلتني عليه فعرفته وقلت لها :
- لا عليك منه , فهو من اهون رجال البوليس خطرا, وانه يدعى فيدر.
وعدت اطرح عليها الاسئلة فأكدت لي انها وهي في مكانها امام الباب الرسمي لم يكن باستطاعتها ان تشاهد من يدخل او يخرج من الباب الخلفي واذا كان هناك غريب دخل الى الباب فهي لم تشاهده .
وعرفت منها ان جوي مارش لم تعد تعمل عند ماري وانها غادرت المنزل منذ شهرين .
قلت :
-ولكنها زارت المنزل الليلة .
- اذا كان الأمر كما تقول فإني لم ارها فيه, ولابد انها دخلت من الباب الخلفي وخرجت منه.
وتابعت تقول " انها سمعت جوي حصلت على وظيفة حسنة عند شاب يدعى بلومر يعمل في حقل الاعلانات."ولما سألتها "لماذا لم تذهب الى بار روبوس ؟"
- لأني كنت خائفة من هاسكل مور الذي زار ماري هذا المساء قبل مقتلها , وكانت ماري بانتظاره , وقد دخل من الباب الرسمي كماهي عادته وكان مخموراً بعض الشيء , ثم سمعت صوته يعلو عند اجتماعه اليها , وهي ترد عليه بمثل صوته , ثم غادر المنزل مسرعاً وهو بادي الغضب.
ولما ذهبت لدعوة البوليس وجدته خلفي , وقد انذرني بالموت اذا ذكرت لأحد بأنه زار ماري الليلة . ومن كلامه المتقطع فهمت منه ان ماري كانت تنوي أفلاسه بسبب المعرض الذي اقامه , ولكن لم افهم شيئاً مما كان يقول .
- ما الذي حصل بعد ان هددك؟
- غادر المنزل من الباب الخلفي , وصعدت اليك فوجدتك ملقى على الأرض , ثم اقبل رجال البوليس بعد دقائق. ولماعدت الى منزلي وجدت مور بانتظاري يردد تهديده , فكان ان دعوتك لزيارتي حتى لا اذهب الى الحانة .
وختمت تيني حديثها بأنه لا يستبعد ان يكون مور هو القاتل. ولكني لم اهضم هذه التهمة فقد كان مور اجبن من ان يفعل ذلك, وان كان من المحتمل ان يكون هو الذي ضربني على رأسي من الخلف.
وكان مور هذا فناناً يعرض على كثير من اصحاب المخازن لوحاته , وبعد قليل من البحث عرفت عنوانه وكان في نيويورك وفي الشارع الخامس منها , وكان مور يسكن الطابق الخامس من بناية مؤلفة من خمسة طوابق , فأخذت ارقى السلم اليه.
وفجأة سمعت وقع خطوات رجل ينزل الدرج . كانت خطوات رجل يسرع في نزوله, ولكنها لم تكن خطوات رجل يحاول الهرب, او الفرار من المنزل مثلاً, كانت خطى هادئة ولكنها قوية, وكان يصعب على الرجل رؤيتي , فقد كنت اصعد السلم ثم اقف عند كل طابق بعيداً عنه , حتى اتبين من يكون عند وصوله اليّ , معتمداً على النور المعلق امام باب كل طابق , وكان ضعيفاً جداً .
واخيراً اصطدم الرجل بي من حيث لم اكن اتوقع واحسست من شدة الصدمة انه رجل ضخم الجثة وقوي.
امسكت بدرابزين السلم ورفسته برجلي , ومد يده على الأثر يريد الإمساك بعنقي وكان ان سقطنا معاً على الارض الواحد فوق الآخر.
وخطر لي في هذه اللحظة , وهو يحاول الوصول الى عنقي انه قد عرفني و إلا فما السبب الذي يدعوه لمثل هذه المحاولة.
وحسبت انه لابد ان يكون هاسكل مور وانه قد عرف بمطاردتي له وبحثي عنه, فأراد مغادرة منزله حتى لا اجتمع به, ثم فاجأني على السلم في طريقي اليه , فأراد القضاء عليّ.
اخذت استعمل كل قوتي للخلاص منه , حتى تمكنت من رفسه في معدته رفسة القته بعيداً عني.
صرخ من الألم , ثم اسرع نحو الباب , صحته به :
أنت تقرأ
العاشق القاتل - روزانا مارشال -
Aléatoireحاول انتزاع المسدس من يدي فلم يوفق .. سقطنا على الأرض معاً , الواحد فوق الآخر .. في هذه اللحظة شاهدت تيني تتقدم نحوي وقد حملت شيئاً صلباً بيدها.. لم يكن هناك بد من إطلاق النار عليها , او اكون من الهالكين.