كنت في مكتبي صباح اليوم التالي , لما سمعت وقع خطوات خلف الباب, ولم يكن باب المكتب مغلقاً , وبعد لحظات ظهر على عتبته رجل يدخن سيكاراً, تقدم حتى جلس على مقعد قريب من مكتبي وسألني:
- هل انت ستيف كوناشر؟
- بلحمه وجسمه.
- البوليس السري؟
- نعم , وتجد بطاقتي معلقة فوق رأسي.
- لقد كنت اتوقع ان اشاهد رجلاً ضخماً امامي.
- هذا من سوء حظك.
- لقد قرأت الصحف هذا الصباح , هل تقرأ الصحف؟
- بعض الاحيان.
- قرأت قصة ماري راي, انها حادثة فظيعة أليس كذلك؟
قلت له : هو ماتقول .- ثم قرأت ايضا مصير هاسكل مور , امر مؤسف حقاً .
قلت : هل تريد ان اسجل تعليقاتك هذه؟
- هيا اخرج من هنا.
صاح ينادي : نون.
وظهر نون هذا رجلاً معتدل القامة , كرهته من النظرة الأولى , خصوصاً لما سمعته يناديني:هالو ايها القذر .
وتقدم حتى وقف الى جانبي .. سألته ان يجلس على مقعد من المقاعد , او يسقط ميتاً فالتفت الى رفيقه يقول :
- انه رجل مضحك .
- الأفضل ان تتركه يضحك الآن , المهم عندنا ان يتكلم قبل ذلك.
قلت: ماعليك إلا ان تجرب لأني رجل وديع خجول .
قال نون: هل تريد ان اجرب يا كينغ؟
فقال الرجل الأول صاحب السيكار:
- انت رجل ذكي , ولكنك لا تريد ان نزعجك أليس كذلك؟
قلت : إن الدم ينزف مني بسهولة.
وقال كينغ لنون : ان ستيف هذا يريد ان يخبرنا ما الذي فعله بالدفتر الصغير الذي اخذه من منزل ماري راي.
قلت : اي دفتر؟
- الدفتر الذي يحتوي على بعض الاسماء .
قلت : يبدو انك لم تقرأ الصحف جيداً ! فقد اختفى هذا الدفتر بعد ان هجم عليّ شخص مجهول من خلفي وضربني على رأسي.
وصاح كنغ عندئذ : اضربه يا نون .
وتقدم نون نحوي يريد ان يرفعني من مقعدي , وكنت قد استعديت له فرفسته برجلي رفسة القته بعيداً.
وضحك كينغ واخذ نون يشتم ويلعن, وهو يحاول الوقوف على قدميه , وعندئذ مددت يدي الى مسدسي وقلت له بهدوء:
- اذا تحركت من مكانك قتلتك .
وجمد كينغ في مكانه عندها شاهد المسدس وكذلك فعل نون.
ثم نصح كينغ رفيقه بمغادرة المكتب وانتظاره في السيارة , فلما خلا المكان لنا, تبدل شخصاً آخر , وبدلاً من استعمال القوة اخذ يحاول استمالتي الى جانبه .
اخبرني انه بحاجة ملحة الى الدفتر, لأن هذا الدفتر يؤذيه ويضره وإن ثلاثة من السياسين قد يستعملونه للقضاء عليهوكان يظن ان الدفتر عندي لأني الوحيد الذي كنت في غرفة ماري كما قالت الصحف.
قلت : ولكني كنت فاقد الوعي كما اعلمتك.
- هو ماتقول ولكني ظننت انك اخفيته قبل ان تفقد وعيك.
- لو كان باستطاعتي إخفاءه لأستفدت منه قبل ان تأتي لزيارتي .
- الواقع اني ظننته عندك , وسبب ذلك اني تلقيت تلفوناً بعد مقتل ماري يقول صاحبه ان الدفتر عنده , وإنه مستعد لرده مقابل مبلغ من المال. فظننت ان المتكلم هو انت . ولهذا ارسلت نون الى شقتك , فلم يعثر على شيء وحضرت الآن لزيارتك لتقول لي انه ليس معك فأين هو الآن ؟
- لست ادري , متى تلقيت المكالمة التليفونية؟
- بعد مقتل ماري بقليل.
- ما المبلغ الذي طلبه المكتلم ؟
- خمسة وعشرون الف دولار لرد الدفتر.
- هل فكرت بأن هاسكل مور قد يكون فعل ذلك ؟
- نعم لقد فكرت, ولقد ارسلت نون للبحث في شقته , ولكنه لم يعثر على شيء , ثم إن انتحاره يقطع بأنه لا علاقة له لالدفتر , فمن غير المعقول ان يطلب منك رجل خمسة وعشرين الف دولار ثمناً لشيء يملكه , ثم يقتل نفسه بعد ذلك, هلا انتظر جوابي على الاقل؟
واخذ كينغ يغريني بالعمل لحسابه , والبحث عن الدفتر مقابل مبلغ كبير من المال . واخبرني انه سأل عني , وعرف من كثيرين اني من الاشخاص الذين يستطيع المرء الاعتماد عليهم , واني نجحت في كثير من القضايا المعقدة التي كلفت بها.
قلت : ما الذي يؤكد لي انك لست القاتل , وانك لم تحاول قتل ماري للحصول على هذا الدفتر الذي كانت تملكه , والذي يهمك امره كما يبدو.
قال : ما هذا الكلام الفارغ ؟ وهل تظنني من البلاهة بحيث اقتل شريكتي .
قلت بدهشة : شريكتك , ومنذ متى؟
- منذ مدة بعيدة , بل منذ خمس سنوات , ولما بدأت في عملي , كانت هي التي قامت بوضع تفاصيله وتنظيمه , وكنت مسروراً جداً من العمل معها لأنها كانت ذكية بارعة ماهرة , وكان ممايسرني طبعاً ان تشركني وتتعاون معي , ثم عرفت انها قتلت, وكان من مصلحتي طبعاً ان احصل على دفترها الخاص, وقد ظننت في اول الأمر انها قتلت بسبب هذا الكتاب , ولكن لما قتل الرسام المجنون نفسه , تبدلت نظريتي , وإن كنت حتى الآن لا ادري من هو الشخص الذي تمكن من الدفتر وحصل عليه.
- وتعتقد اني استطيع العثور عليه؟
- نعم , لأنك إذا لم تظفر به فلن يستطيع غيرك النجاح.
أنت تقرأ
العاشق القاتل - روزانا مارشال -
De Todoحاول انتزاع المسدس من يدي فلم يوفق .. سقطنا على الأرض معاً , الواحد فوق الآخر .. في هذه اللحظة شاهدت تيني تتقدم نحوي وقد حملت شيئاً صلباً بيدها.. لم يكن هناك بد من إطلاق النار عليها , او اكون من الهالكين.