عينان تخفيان اسرارآ

5.9K 104 3
                                    

لاحظت أوما نظرات الاستغراب التي لاحقتها وهما يتبعان الخدم إلي مائدتهما الواقعة قرب النافذة ، كما لاحظت إن أنظار النساء الأخريات تحسدها و هن ينظرن إلي مرافقها ..
نظرت إلي وجه ستان ادواردز ، و فكرت في نفسها إن من حقهن هذا .. و مع علمها أنها كانت حمقاء لوقوعها في حبائل مهارته المحترفة ، إلا أنها لم تستطع إلا أن تتأثر به .

وصل إلي بابها في تمام الثامنة ، أخذها إلي مطعم لاحتساء كوكتيل قبل العشاء .. و علي ارتفاع أربعين طابقا فوق الشارع ، كان المطعم يطل علي المدينة من كل الجهات
، مع إن اوما لم تلاحظ المنظر كثيرا ، لأنها كانت متأثرة بمرافقها .. استطاع ستان ادوار يبدي شهامة تشعر المرأة بالعناية و الحماية .. و أمام سحره و ثرائه لم تستغرب أن تجده لا يقاوم .
منتديات ليلاس
ما إن غادرا إلي مطعم فاخر أخر في فندق فانكوفر حتى كانت اوما في حالة دوار و ذهول .. تحفظها المعتاد تجاه الرجال بدا و كأنه تركها , و كانت عازمة النية علي الاستمتاع بموعدها هذا مع ستان بأفضل طريقة ممكنة .
لقد سئمت من الصدقات الفاترة التي لا تلمس مشاعرها أبدا .. كما أن ستان رجل مثير إلي الاهتمام .

حين وصلا إلي المائدة المخصصة لهما . امسك ستان كرسيها ليتأكد من جلوسها براحة ثم جلس .
أرسل لها ابتسامة دافئة عبر الطاولة قبل أن يتناول لائحة المقبلات من الساقي . بعدما قدم طلباته وجه اهتمامه إلي لائحة العشاء مقترحا بين الحين و الأخر علي اوما اختياره .

وصلت المقبلات و المرطبات ، ثم سجلت طلبات العشاء قبل أن يبتعد آخر السقاة . اخذ ستان رشفة من عصيره ..
وحذت حذوه قبل أن تسأله :
- هل سبق أن تناولت العشاء هنا ؟
اطرق برأسه محببا :
- إنهم عادة يقدمون طعاما شهيا ، و الخدمة ممتازة .
نظرت اوما إلي ما حولها فوجدت ساقيا ينظر إليهما نظرة صياد
او تمتمت وهي تضحك برقة :
- إنهم يشعرونك بذنب إن لم تعطيهم ما يفعلونه .

- يسرني انك لا تدخنين .. إنها عادة لا أجدها جيدة .. و لكنك لا تبدين لي شخصا فيه عيوب .
ارتشفت من كوب العصير لتخفي حرجها ... و بدا انه يتوقع منها ردا ..
و قالت اخبرا :
- شكرا للإطراء .. ولكني أؤكد لك إنني من البشر .. لدي هفواتي كأي شخص كان .

مد يده عبر الشمعتين علي الطاولة و اخذ يدها . و بدت خطوط التسلية علي لحاض عينيه و هو يضحك لها .
- و ماذا تخبئين ؟ لك عينان جميلتان . أجمل من ان تخفيا اسرارا قاتمة .
عاد الساقي في تلك اللحظة بمزيد من المقبلات ، فترك يدها و سمح للساقي أن يضع الأطباق أمامهما .. أسرار قاتمة .. ! لماذا استخدم هذا التعبير ؟ ففي ماضيها الكثير من الأسرار القاتمة .. أسرار لن تتمكن أبدا من بوحها لأحد .

أخذت تتذوق طبقا من المقبلات ، مع إن فكرة الطعام كانت في تلك اللحظة بعيدة عنها .. فقد تلاشي سحر الأمسية ، ولم تعد تعرف كيف تستعيده .. و دون أن تنتبه لتحفظها ، قال ستان :
- ارجو ان تكوني قد غفرت لي تصرفي معك في ذلك اليوم .. فلم أكن اقصد أن أكون بليد الذهن حين فشلت في التعرف الى اسم اوما بايروت .

الافق الضائع الكاتبة: ساندراك رودس  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن