وفي النهاية بكت

4.4K 95 1
                                    

تقدمت امرأة نحو اوما و غمرتها بعطر ناعم مفعم برائحة الازهار :
- لا تتصورين مدى سعادتي عندما سمعت انك ستكونين هنا الليلة .
بشكل آلي ابتعدت اوما فوجدت انها مستندة الي المدفئة السوداء .. لطالما تمنت بان يكون للمرمرء خلوته الخاصة و لم يزعحها شيء اكثر من ان يتطفل احح علي خلوتها بنفسها ، خاصة ان كان غريبا .

تفرست عيناها بغرفة الجلوس ، تبحث عن ستان .. عندما وصلا قبل قليل اندهشت اوما بشقة مضيفتهما .. شقة في الطابق العلوي مفروشة بأسلوب فريد من نوعه .
لمحت ستان يقف علي بعد اقدام . مستغرقا في الحديث مع رجل آخر . مع انها التقت بعينيه . الا انه ابتسم لها فقط قبل ان يركز اهتمامه علي الرجل .. لا امل في انقاذها .. لا شك انه مسرور لأنها علقت في فخ هذه المراة
التي كانت تقف الي جانبها تقول وكانها تسر لها :
- هذه الحفلات عادة مملة .. الرجال دائما يتجمعون في زواية يتحدثون في الرياضة او الساسية ، و يتركونا لوحدنا نحن الزوجات .

كانت امراة مسنة تجازوت الخمسين .. وضعت يدا لطيفة علي ذراع اوما ..
التي حالت ان تجفل منها مبتعدة :
_انا مسرورة جدا لأن هناك احد مثير للاهتمام مدعو الي هذه الحفلة . لطالما كنت معجبة بك و بأخيك . كنتما طفلين رائعين ، انها مأساة كبرى انتهى اليها اليها عملها الفني .. لكنني افهم ما هي مشاعركى حول الاستمرار بعد مقتله .. وكنت اتساءل ..
قاطعتها اوما بحده :
- انا اسفة .. لأنني لن اناقش موضوع عملي القديم الان ، لو سمحت لي .. ارجوك ؟
منتديات ليلاس
بدت المراة مجفلة و اوما ان تتجاوزا مسرعة الي الغرفة لتقف الي جانب ستان . دس ذراعه حول خصرها ، ينظر اليها ثم تحركت عيناه نحو المرأة التي كانت تتحدث اليها ، و قطب قليلا عندما لاحظ ان المراة محمرة الوجه ساخطة ..
استدار الى الرجل الذي كان يتحدث اليه و قال :
- لماذا لا نكمل حديثنا فيما بعد ؟ ساجول باوما بين الحضور لأتأكد من انها تعرفت الي الجميع .

ابتعد يأخذها معه لكن عوضا عن الانضمام الي جماعة اخرى ، اصطحبها الي زواية هادئة خلف شجرة تين مزوعة في اص ضخم همس بصوت منخفض :
- ماذا قلت للسيدة غوليان ؟ تبدو و كأنك اهنتها .
- حسنا .. ربما فعلت .. انا فقط .. لم استطع ان اكلمها اكثر من هذا .
ارتجفت يدها وهي ترفعها لتبعد خصلة شعر عم وجهها ، كانت تشعر بارهاق و بانها غير مؤهلة للجدال معه .
- اسمعي اوما .. اعرف انها امراة مزعجة احيانا .. لكن الا يمكن مسايرتها ؟ زوجها رجل مهم جدا .

نظرت اليه بعجز ، كانت تعلم انه بحاول جاهدا السيطرة علي نفاذ صبره .. لكنها لم تعرف كيف تتمكن من الشرح له انها لن تستطيع تحمل اسئلة المراة المتطفلة ثم ضحك رجل من خلفهما :
- جئتما الي هنا اذن
التفتت اوما حولها بارتياح فوجدت مضيفهما يتقدم نحوهما :
- آسف ، لكن عليكما ان تتوقفا عن الحديث الآن . فالعشاء اوشك ان يجهز . و سأطالب بأفضليتي كمضيف ان ارافق السيدة الجميلة الي المائدة .
رد ستان بطلاقه :
_ للعشاء فقط .
  و تركها لمايكل . عيناه تلمعان سخرية الي يمين المضيف و سلاها ان ستان كان يجلس في ابعد مكان عنها قرب السيدة غوليان .
احست برضى عارم لمعرفتها انه مضطرالآن لتحمل اخلاق المراة الخرقاء و ملاحظاتها الشخصية طوال الوجبة .. بعد دقائق استرقت نظرة خفية باتجاه ستان و اصيبت بخيبة امل لرؤيته يتمتع بصحبتها .. مع انها ادركت ان الامر له علاقة اكثر . بالشقراء الجالسة علي الجانب الاخر .

الافق الضائع الكاتبة: ساندراك رودس  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن