كل شيء للبيع

4.1K 78 0
                                    

أقفلت أوما باب غرفة النوم بصمت تحاول ألا تنصت للحديث الهاتفي ..لماذا أصغت؟ ما من فضيحة ؟! الفضيحة موجودة .. تنتظر وكأنها شبح في صندوق محكم الأقفال ..
لقد وتود حقيقة موت باول ،وجعلاه يبدو حادث سيارة ..لكن لا شك أن هناك أشخاصاً غيرهما كانا يعرفان بأمر إدمانه علي مخدرات،فهو لم يكن يعيش في فراغ ،ماذا لو قرر أحدهم أن يفتح الباب لذلك الوحش ليخرج؟

أحست بالالم .. لماذا لم تخبر ستان بالحقيقة كلها ليلة أمس؟ لم ترغب أن تبحث الأمر لأنه كان جرحاً غير مندمل في داخلها ،وأرادت تجنب الألم الذي قد ينتج عن نبش الماضي ،ولم يخطر ببالها أن سر تلك الفضيحة لم يكن حكراً عليها.

اللعنة علي تود ! ماذا تفعل الآن ؟ لقد أقفل الباب الوحيد الذي بقي مفتوحاً أمامها .. كان بالإمكان حدوث الزواج دون إزعاج ، الأمر كله .. لكن فات الأوان الآن ،الجميع يعلم بزوجها ..
رفعت يدين مرتجفتين إلي وجهها إذ أنها لا تملك الشجاعة لإخبار ستان بأمر باول ،السر كان آمناً لسنوات ،وما عليها سوي الدعاء بأن يبقي آمناً.

نظرت إلي القلادة و أدركت أنها كانت تقف بالباب لفترة طويلة ،وقد يتساءل ستان ما الذي حدث لها ،ولا تريده أن يعرف أنها لم تبدأ بعد بتغيير ثيابها ،هكذا أمسكت القلادة وجذبتها بقوة .. انقطعت السلسلة الرقيقة فأزالتها من حول عنقها .. خلعت ملابسها بسرعة وارتدت فستان سهرة أخضر زمردي من "الكريب" .. لن تحتاج سوي لحظات لوضع ماكياجها ،ثم مشطت شعرها بسرعة ،ووضعت عقداً ألماسياً وقرطاً مماثلاً وخرجت إلي غرفة الجلوس .

كان ستان لا يزال واقفاً قرب الهاتف عندما دخلت ، كان ينظر إلي الهاتف وتعبير كئيب بارد علي محياه ،أحس بدخولها فالتفت إليها .. خطوط وجهه مريرة، شعر ذقنه كان بارزاً أمام شحوب وجهه.

تأرجح الصمت بينهما وكأنه الضباب شديد .. وأحست أوما بقلبها يخفق في صدرها ،فأخذت تتلاعب بالخاتم الذهبي الذي يحتضن أصبعها بتوتر .. أخيراً لم تعد تتحمل الصمت
فبللت شفتيها وسألته:
-أكان والدك .. متكدراً جداً؟
-لن يستقدم فرقة الموسيقية لاستقبالنا .
منتديات ليلاس
أجفلت أوما .. دعك مؤخرة عنقه بأصابع يده ،ثم نظر إليها
وعيناه أكثر ليناً :
-آسف .. ليس من حقي أن أصيح في وجهه .. لقد جن جنونه ، وكنت أتوقع منه هذا ،لكنني لم أكن أعرف .. ظننت أته متي تم كل شيء ،سيتقبله ،أعرف ما يقوله الناس عنه، وأنه قوي الإرادة ،ودون شفقة أحياناً ..لكن هكذا يجب أن يكون في عمله .. كان أباً صارماً، وربما متباعداً أكثر من بقية الآباء ،لكنني طالما احترمته .. ولقد بدأت اعتقد أنني أعرفه أبداً.

قرأت أوما الألم وخيبة الأمل في عينيه قبل أن يدير ظهره لها .. كل هذه الورطة غلطتها .. كان عليها ألا تتركه يقنعها بالزواج منه .. وارتجفت يداها ..
أرادت أن تتقدم إليه لتواسيه ،لكن إحساسها بأن الأمر غير مناسب جعلها مسمرة في مكانها .. ما كان عليها أبداً أن تدخل حياته.

الافق الضائع الكاتبة: ساندراك رودس  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن