نزيف قلم

~ركضٌ وراء سعادة~

يجري الإنسان وراء السعادة و راحة البال، و يحاول معرفة الطريق إليهما.
بينما أنا في مكاني ساكنةٌ في وقفةٍ مهيبةٍ و هدوء مريب
أتأمل ذاك الحالم العائم في بحر من الطموحات
و أحاول عدم البكاء و الضحك على حالنا اليوم.

كلنا من صغيرنا لكبيرنا، رجالنا و نساؤنا، مثقفنا و جاهلنا...  نبحث عن شيء واحد.. السعادة المطلقة !!
ونحن لا نعلم!!  لا نعلم أن من أمامنا هو ما نبحث عنه فنلف و ندور حتى نييأس، نختنق ،نحزن،نحبط،نتبلد،نكتئب و قد ننتحر لنرتكب جريمة شنعاء في حق أنفسنا، و نخون أمانة الله..

إعذروني لقول الحقيقة المرة إذا لم تعجبكم و لكننا ضعفاء و أغبياء و علينا الإعتراف بدل رفع أنوفنا كالثيران الغاضبة و الكذب على أنفسنا بكوننا أذكياء و راقيين.

هجرنا براءتنا و كرامتنا و طيبتنا، لوثنا قلوبنا بأسود الضغائن و الأحقاد، حاربنا بعضنا لنصير حيوناتٍ في بريةٍ قاسية...  صرنا بعيرا نساق وراء الشهوات و الملذات و لم نستمع لضميرنا، و نسينا أنا لنا عقولاً رزقنا بها... فلا إستعملناها إلا في التدمير و التنكيل بأنفسنا لنجعل البشر أقرف مخلوق و قد فضله الله عزَّ جلاله تفضيلا كثيرا...

صنعنا حواجز وهمية من الفولاذ و سميناها عنصرية...  لكننا لم نعرف أن العنصرية لا تكون في الجنس و اللون فقط و الذي عملنا على محاربته فوجدنا أن لا سبيل لمحوه نهائيا،  و إنما في الغنى و الفقر، القوة و الضعف، التعلم و الجهل..

المثقف الذي من المفروض أن يكون متواضعا متحضرا يضحك على الأميِّ الذي لا حول له و لا قوة في سخرية مقيتة، و القوي يقهر الغني و يستعبده، أما الغني فيتكبر و يتبختر و كأنه يملك الدنيا..
ألا يدعوا هذا للضحك؟ 
حسنا سأضحك و لكم الاختيار بين البكاء و القهقهة
اخترت الضحك لأن مشاعري انشلت و آمالي إنقطعت
الأمور تزداد سوءًا
و اعلم أنكم ستقولون من تنصحنا غبية جاهلة مثلنا، أو لن تعترفوا بسخافتنا، و حتى لو فعلتم فحالما تخرجون من هنا ستنسوْن ما سمعتم
الإنسان من النسيان صحيح؟ هه،.. و لا أفهم لما أحاول...

لما قد نتأسى بالنسيان؟
نحن أغبى من معرفة ما ننسى و نتذكر..

السعادة الحقيقة..هي أن نعرف هدفنا الوحيد في الحياة
السعادة الحقيقية هي القناعة و الرضى...{و سيعطيك ربك فترضى}
ليست تلك المفترية المزيفة التي تجعل الجميع يرغب بها
ليست تلك تلسعادة الوهمية التي تجبرنا على
الركض وراءها و تتركنا في الخلف مع بحثنا المضلل عنها

الأغلب هم من يموتون و لا يحققون هدفهم بعد في إيجاد السعادة المختبئة خلف ستار من الإيمان..
هم لا يعلمون أن الأمر بيِّن و تطبيقه هيِّن، لكن الشيطان يجعل الباطل أهون و أسهل

تضحيتك للحصول على مبتغاك بسيط لكنه لا سهلا!.
يجب عليك محاربة شهواتك، جهاد نفسك، منع القلب المرتجف عن ما يؤذيه لاحقا، و إعمال العقل الذي وهبه لك الله ليفضلك على سائر المخلوقات، فلا تجعل من نفسك بهيمة

الأمرصعب،  لكن كل شيء جميل صعب
النجاح مثلا صعب،  الإختلاف صعب، تحقيق الأحلام صعب،العمل صعب...،.،...

فما بالك بأعظم أمنية على الإطلاق، السعادة الأبدية!!

فهل ستحاول؟  أم ستظل تطارد التزييف و التنفيق لتكسر قلبك و أملك مئات المرات؟

********
{ألا بذكر الله تطمئن القلوب}

{و الذي آمنوا فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون}