السيارة التي اقلتهم كانتا سيارة كبيرة فخمة قادها سائق بزي رسمي ... كانت دونيس ستشعر بسعادة اكبر لو جلست في المقعد الامامي الا ان السيدة دوفال اصرت على ان تجلس في الخلف بينهما .
اثناء المسير الى مطعم اليغانس طرحت عليها اسئلة عن حياتها وعن زميلاتها في المدرسة . بدا اهتمامها حقيقيا , ولو انهما كانتا وحدهما لأخذت دونيس الامر كما هو .
ولكن مع وجود جايسون على الجانب الاخر منها , جاءت ردودها مقتضبة مقيدة ... في وقت كانت تعلم انه يفضل البقاء وحده مع حبيبته الجديدة الجميلة .
كانت دونيس حتى وصلوا الى مطعم الفندق الفخم قد تلقت تعليمات بمناداة السيدة باسمها الأول كلير . في غرفة الزينة لم تلمس كلير زينتها .
بل اخرجت زجاجة عطر ورشت رذاذها على جسدها ... رذاذا له رائحة عبير سماوي .
- ألم يعلموك تجديد عطرك كل حين ؟
- لا ... لم انبه الى ذلك .
- ان بعض النساء , حتى في فرنسا , لا يتعطرون كما يجب.. رشة خفيفة خلف الاذن مرتين في اليون .. وما نفع هذا ؟ على المرأة ان تكون رائحتها منعشة طوال اليوم ... لكن عليها ان الا تستخدم العطر نفسه . مثلا اليوم اضع شانيل وفي الامس كنت اضع عطر جوي ... لماذا لا تضعين أي نوع من العطور ؟
- ليس لدي عطر .
نفضت الممثلة تنورتها بعد ان رشت تحتها قليلا من العطر , وقالت :
- شبابي كان مختلفا عن شبابك .فقد ولدت في احياء باريس القذرة . مر علي وقت عصيب حتى لفتّ انتباه ليون دوفال منتج الافلام الشهير . فجلعلني نجمة , ولكنني دفعت الثمن ... اه كم دفعت ... كان منتجا ومخرجا لامعا ... ولكنه كان حيوانا كرجل مات منذ 5 سنوات . ومنذ ذلك الوقت , احسست بالسعادة للمرة الاولى من حياتي , لذا لن ادع رجلا يمتلكني بعد الآن .
- هل لديك اولاد ؟
- لا ... وشكرا لله ! عملي وعشاقي يكفون لابقائي مشغولة ... هل تحبين ان تنجبي الاولاد ؟
- ربما ... من المستحسن ان ينشأ المرء في عائلة سعيدة .
- ولكن ياحبيبتي , سرعان ما تكره هذه العائلة بعضها ... وانا شخصيا اجد اللأولاد مملين .
ما ا ناوشك الغداء على الانتهاء حتى ادركت دونيس سبب اعجاب جايسون بالممثلة . انها متحدثة لبقة , صريحة , مسلية ومعتدة بنفسها , ومع ذلك فليست متصنعة اطلاقا .
ودت لو تكون مثلها , ولكن امامها طريق طويل جدا لتصل الى ربع ما هي كلير عليه .
بعد الغداء اقترحت كلير التنزه على ضفاف النهر . سارت وجايسون يدا بيد , متشابكي الايادي ...
قال جايسون لدونيس :
- لقد رتبت ل كان تقضي عطلة الفصح مع شقيقي في بروكسل ... لشقيقتي ابنتان ذكيتان, هما اصغر منك سنا بضع سنوات ... ستنسجمين معهما ... وزيارتك هذه ستخولك التعرف الى الحاية الريفية .
وتذكرت ما قال عن انه يفضل فصل حياته الخاصة عن علاقاته العائلية . فهو على ما يبدو , يحسبها جزءا من حياة عائلته .
بعد وصولهما قرب مدخل القصر اردف قائلا :
- سننزلك عند البوابة ... هل تمانعين في السير حتى القصر ؟
- لا ... بالطبع لا ... كان لطفا منك اخراجي للقيام بهذه النزهة . اشكر لك كرمك فاغداء كان لذيذا والسيدة سرتني رؤيتها .
فردت الممثلة :
- وانا كذلك يا عزيزتي .
بعد وصول السيارة الى ابواب القصر . نفخ السائق زمور السيارة مرتين ليلفت اهتمام الحارس . ثم خرج ليفتح الباب للركاب الثلاثة . قالت كلير عندما فتحت الابواب :
- عودي ثانية الى الدير ... ولكن لا تهتمي . لن يكون هذا لوقت طويل يا حبيبتي . اورفوار .
طبعت قبلة على وجنتيها ثم سمعت جايسون يقول لها :
- مدام مون بلان ستتلقى تعليمات سفرك ... وداعا كوني طيبة .
قال كلماته تلك ثم لكم ذقنها مداعبا , وكانها ابنة اخته .
وقفت دونيس تراقب السيارة تبتعد , والتفتت كلير تلوح بيدها في حين امتنع جايسون عن الالتفات اليها .
منتدى ليلاس
ادركت دونيس متأخرة , انها لم تسأله عن عنوان تستطيع من خلاله الاتصال به ...
تساءلت عما اذا كانت شقيقته ستمانع في استقبال غريبة في بيتها .
تم ترتيب سفر دونيس ومارغريت بالقطار الى مدينة ليل , حيث ستلاقيهما والدة مارغريت وكان من المقرر ان تبقى دونيس في عهدة هذه السيدة حتى وصول السيدة غاردنر شقيقة جايسون ...
وصلت السيدة مايلز مع ولدين من اولادها فرافقوا الفتاتين الى منزل اقارب لهم للبقاء يومين قبل سفرهم الى دنكرك ثم بحرا الى انكلترا .
بعد بضع ساعات وصلت السيدة غاردنر لتأخذ دونيس ... كانت تشبه جايسون كثيرا الا انها لم تكن ديناميكية كشقيقها .
ابنتاها روزي وكولين , كانتا بدينتين شقراوين كأبيهما الذي وصل الى المنزل بعد وصولهما بوقت طويل . بعد العشاء مباشرة انسحب الى مكتبه , فلم تره ثانية تلك الليلة .
ما ان مضى عليها اسبوع هناك , حتى توصلت دونيس الى استنتاج ان السيدة غاردنر , انما تزوجت لسبب واحد , هو ان زوجها قادر على توفير كل وسائل الراحة المادية لها .
ومنزل تحيطه ارض واسعة يشرف عليها بستاني ... اما السيد غاردنر فكان يمضي معظم اوقات فراغه يلعب الغولف , ويتعشى في المدينة , ولا يصل الى منزله الا في وقت متأخر ...
ويبدو انهما لم يكونا يتحدثان الا عن اخبار الصحف ومشاغلهما الاجتماعية المشتركة . كانا ينامان في غرفتين منفصلتين وحمامين منفصلين , ولم تلحظ مطلقا انهما تبادلا نظرة عاطفية واحدة ...
وكان لفكرة اضطرارها قضاء عطلتها كلها معهما , اثر محبط على معنوياتها ... ليس لأنها لم تشعر بالارتياح هناك فقط بل كذلك لنها احست بانها حمل عليهما ...
اما الفتاتان فقد احبتاها , خاصة الصغرى كولين ... ولم يكن المنزل بالمكان المناسب لأن تكون دونيس فيه مفيدة بالمساعدة في اعماله وفي الطبخ .
وقت العشاء , في احدى الامسيات قالت السيدة لزوجها :
- لقد اتصل جايسون اليوم ... انه في بروكسل , وسيبقى بضعة ايام للعمل . لقد دعانا لحضور الاوبرا يوم الاربعاء , فقت له ان لديك اجتماعا هاما في هذه الليلة وانك ستنام في النادي . فقال انه سيعيدنا الى المنزل بنفسه حيث يقضي ليلته معنا .
مع ان دونيس لم تظهر شيئا . الا ان سعادتها بمثل هذا الخير كان لا يقل عن السعادة التي غمرت الفتاتين . اردفت السيدة :
- اذا كنت لا تمانع ... سنذهب معك صباحا الى المدينة , حيث ستقوم الفتاتان بتعريف دونيس الى معالم المدينة اثناء وجودي عند مزين الشعر .
احتلت زيارة بركسل تفكير دونيس خلال الـ48 ساعة التالية ... كانت خلالها تقنع نفسها بان أي انسان سيصاب بالاثارة عند زيارة مدينة لا يعرفها ...
ولكنها كانت تعلم ان رؤيتها لجايسون شيء مختلف غير متوقع تماما .
كان لديها حمام صغير ومغسلة في غرفة نومها , ولكنها تشارك الفتاتين في حمام كبير واحد . فبعد ان قرأت كتابا في الفراش حتى منتصف الليل ,
خرجت الى الحمام دون ان تضع روبا فوق ثوب الحمام , ظنا منها ا ناهل المنزل نيام .
ولكنها عند زاوية الممر الذي يصل غرفتها بالممر الرئيسي العريض , شاهدت السيد غاردنر يتجه الى غرفته ... كان وقع اقدامه مخنوقا فوق السجادة السميكة .
تراجعت دونيس خطوة الى الوراء مذهولة :
- اوه !
- مرحبا دونيس !
راحت نظرته تتجول فوق جسدها كله وصولا الى قدميها الحافيتين . فقالت وهي تضم ذراعيها فوق صدرها , وتتنحى جانبا بتمر قربه بسرعه :
- انا ذاهبة الى الحمام .
فأمسك بيدها ليجرها اليه :
- اوه ... لا تهربي ياحلوة .
ضمها اليه , وكانت قبلته التي قومتها اكثر كراهية من قبلة ذلك البحار ... بذلت المزيد من الجهد لمقاومته فاختلطت كراهيتها بارتباك وخوف خشية ان تسمع السيجة صوتيهما
فتخرج من غرفتها قبل ان تتمكن من تحرير نفسها منه .
ولكن مقاومتها اشعتله اكثر ,, وعندما تخلصت منه في النهاية هربت الى الحمام واغلقت الباب من الداخل مرتجفة تشعر بالغثيان .
بقيت فترة في الحمام خائفة من العودة الى غرفتها ... ولكنها عندما خرجت اخيرا , وجدت الممي غارقا في الظلام .
بحثت عن زر النور وهي تتوقع هجوما آخر . لكن احدا لم يكن بانتظارها . رغم ذلك اوصدت الباب بالمفتاح للمرة الاولى منذ وصولها الى هذا المنزل .
امضت ما تبقى من الليل تفكر في طريقة ما للخلاص من منزل لم تكن تحس فيه منذ البداية بالراحة .
اليوم التالي لم يكن يوما ممتعا ... فلقد كان للفتاتين آراء مختلفة عن كيفية قضاء اليوم قبل لقاء خالهما ... ارادت كولين الذهاب الى حديقة الحيوان .
بينما ارادت الاخرى الذهاب الى برج اثوميوم لرؤية ما فيه من معروضات علمية .وحتى تضع حدا لجدالهما قالت دوليس انها تريد الذهاب الى متحف المدينة
وهو اقتراح ندمت عليه فيما بعد لأنهن لم يتمتعن بوقتهن هناك .
بعد الغداء ذهبن لرؤية القسم التجاري من المدينة الذي لا يبعد كثيرا عن شقة خالهما جايسون .
لدى صعودهن الى شقته في المصعد , تمنت دونيس لو انها اشترت أي دواء يهدئ صداعها الذي اخذ يزداد سوءا ,
كانت تعلم ان سببه الليلة السيئة التي مرت بها اضافة الى جموع الناس وازدحام السيارات في العاصمة وهو آمر لم تعتده بعد.
كانت السيدة غاردنر هناك عندما وصلت الفتاتان الـ3 , وبينما كان لون بشرة دونيس يزداد ابيضاضا منذ وصولهما اوروبا ,
كانت بشرة جايسون تشتد اسمرار فقد اكتشفت ان المكان الذي يدعى غستاد هو منتجع سويسري للتزلج قضى فيه جايسون وقتا قبل سفره الى لندن , وعودته الى هنا , وسأل جايسون الفتيات بعد تحيتهن :
- ماذا كنتن تفعلن طوال اليوم ؟
سارعت الفتاتن الى اخباره بينما بقيت دونيس صامته , تحاول الادعاء انها امضت وقتا رائعا ... ساعدها كوب من الشاء على استعادة حيويتها .
وكانت مدبرة المنزل قد قدمت بسكويتا طازجا , وخبزار اسمر وسندويشات من الجبنة والخيار , وكيك بالفاكهة , الا ان دونيس لم تتناول شوى قطعة صغيرة بينما وفته الفتاتان حقه .
ذهبوا إلى الأوبرا بالتاكسي . . . نظرت دونيس إلى خارج السيارة وهي تحس
بنبضات صدغها تكاد تنفجر ، ثم فجأة وضع جايسون يده على ركبتها ، سائلاًُ :
- ماذا بك يا دونيس ؟
- لدي صداع . . لعله يزول بعد قليل .
نظر إلى شقيقته :
- هل معك شيء يمكن أن تأخذه لتخفيف الصداع ؟
إذا لم يكن معك سأنزل عند أقرب صيدلية وسألحق بكم سيراً إلى الأوبرا .
فإعترضت روزي :
- ولكن ستفوتك بداية الأوبرا .
- لا . . . فنحن سنصل في وقت مناسب ز
بحثت شقيفته في حقيبتها :
- يجب أن يكون معي بعض ( الباراستيمول ) . . أجل . . ها هي . .
لماذا لم تذكري أنك تعانين من صداع ؟
فرد عليها جايسون :
- لأنها من ذاك النوع من البشر الذي يزداد ندرة يوماً بعد يوم .
إنها تحتفظ بأملها لنفسها .
إلتفت إلى دونيس :
- كان يجب أن ألاحظ هذا وقت شرب الشاي .
فأنت لم تتناولي شيئاً . وهذا ليس من عادتك .
أيمكن أن تبتلعي هذه الأقراص دون ماء ؟
أو أحضر لك بعض الماء عندما نصل .
- اوه . . شكراً . . سأبتلعها الآن .
شعرت بالإطمئنان لإهتمامه هذا بها ، ولكن أنى له أن يعرف
أن هناك ما يثقل تفكيرها وما من دواء في الدنيا قد يشفيها منه . .
آه ليتها تستطيع البوح له بسّرها ولكن كيف تفعل ومن ستشكوه هو صهره ؟
بعد إنتهاء العرض سار الجميع مسافة قصيرة إلى مطعم حجز فيه جايسون طاولة العشاء .
ثم عاد وحده بالتاكسي ليحضر سيارتهم المتوقفه في كراج تحت مبنى شقته .
قبل أن ينطلقوا إلى خارج المدينة كانت الفتاتان تغطان في النوم .
أما دونيس فبقيت مستيقظة قربهما ، تفكر في حجة مقنعة تقولها لجايسون حتى يبعدها عن منزل شقيقته .
هي تذكر أنه حذرها يوماً من الخداع . ولكن كيف تخبره الحقيقة عن ورطتها الحالية ؟
تذكرت كيف نظرت ذلك الصباح إلى وجنتي السيد غاردنز الممتلئتين لحماً .. .
فرغم رياضة الغولف الأسبوعيه فلم يكن جسدها ملائماُ . .
تساءلت من جديد كيف أن سيدة مثلها تتزوح رجلاًُ مثله .
عندما اقترب من المنزل ، استيقظت الفتاتان ، تتثاءبان ،
وأسرعتا هرباً من برد الليل بعد دفء السيارة :
منتدى ليلاس
حيّت دونيس جايسون وشقيقته بتحية المساء وأضافت :
- شكراً لك على هذه الأمسية الجميلة :
واتجهت إلى الدرج . . . ولكنه قال :
- إنتظري لحظة .
- ثمة منبة في غرفتك ؟
- أجــل .
- فليدق إذ عند السابعة إلا ربع . . أريد المغادرة عند الثامنة .
ولكن أريد التحدث إليك قبل أن أذهب . . سنلتقي في السابعة صباحاً .
وافقت بإرتباك . . ماذا يريد أن يبحث معها ؟
قبل السابعة بقليل وجدته في الردهة .
- سيكون اليوم حاراً . . . فلنخرج ولنتمش في الحديقة .
لكن ضعي شالاً على كتفيك لأن الطقس سيكون بارداُ في هذا الصباح .
أسرعت دونيس تحضر شالاً صوفياُ وضعته على كتفيها قبل أن يغادرا المنزل عن طريق باب الحديقة .
بدأ هواء الصباح الباكر منعشاًُ .
ولكن جايسون لم يتكلم إلا بعد أن وصلا إلى ممر يقع بين ملعب التنس وحديقة المطبخ :
- لا أظنك سعيدة في هذا المنزل ؟
- ما الذي يجعلك تعتقد هذا ؟
- عندما يراوغ شخص في إجابة ما . . .
فهذا يكون اعترافاً بأن حدس السائل مصيب . . .
فمع من تجدين نفسك على طرفي نقيض ؟ شقيقتي أم الفتاتين ؟
- لست على خلاف مع أي منهن . فهن لطيفات معي . . .
ولكنني أحس بأنني طفيلية عليهن ولو كانت الفتاتان أصغر عمراً ،
وشقيقتك بحاجة للمساعدة المنزلية لرميت بثقلي لمساعدتها ، أو على الأقل حتى أطهو بعض الوجبات .
ولكنني غير مفيدة أو نافعه في هذا المنزل .
توقف جايسون عند قمة سلم حجري يصل إلى حديقة منخفضة
ثم وضع كلتا يديه على كتفيها وأدارها إليه .
- لا أحسب ما قلته هو سبب ما ظهر عليك من تعب ليلة الأمس .
لا أنكر أنك كنت تعانين من الصداع ولكن كان ذلك قبل خروجنا من الأوبرا . . .
وها أنت في هذا الصباح لا تبدين مشرقة أيضاً ،
لقد تغيرت كثيراُ منذ آخر مرة رأيتك فيها . . فما الذي يشغل بالك ؟ هيا قولي ؟
أحست بدافع متهور يدفعها إلى أن تخطو إليه الخطوة الفاصلة بينهما فتلقي رأسها على كتفه ،
وتطلق العنان للكبت المحتقن في داخلها منذ ليلتين مضتا .
ولكنها علمت أنها لا يجب أن تفعل ، فالسيد غادثر هو صهره ، وهي مؤقتاً . .
ليست سوى عبء ثقيل عليه .
ضاقت عيناه وهو ينظر إليها :
- إذاً لم تكن مشكلتك مع النسوة في العائلة ،
فلا بد إذن أن تكون مع جيمبرت . . ولا تقولي لي إنه كان غبياُ فحاول مغازلتك .
فإحمر وجهها :
- اعتقد أنها غلطتي جزئياً . كنت ذاهبة إلى الحمام من دون روب .
- يإلهي ! أهذا عذر ؟ إنك فتاة صغيرة تعيش تحت سقطف بيته .
إنه دون شك رجل مجنون ! وماذا فعل بك بالضبط .
بدأ على وجهه فجأة غضباً قاتلاً ، أخافها ، فقالت متوترة :
- إنه . . . لقد . . . قبلني .
- أهذا كل شيء ؟ كل شيء ؟ هل أنت متأكدة ؟
- هذا كل شيء . . . أرجوك . . . اوه أرجوك ! لا تقل شيئاً عن الأمر يا جايسون . .
سيكون الواقع قاسياً على المسكينة زوجته .
- إنها تعرفه حق المعرفة . . لم يكن مخلصاًُ لها منذ سنوات .
والله يعلم لماذا تزوجته أصلاً .
أما هو فقد تزوجها كما هو واضح لأنها أبنة أبيها الثري .. . .
أما من جهتها ، فالسبب ذلك الإحساس الخطير الذي يسمى الحب . . .
حسناً . . إذا كانت مغامرته الغرامية قد وصلت إلى مرحلة عدم قدرته على الإبتعاد عن أي كان ،
فمن الأفضل أن ترحلي سريعاً . . . ولكن ماذا أستطيع أن أفعل بك ؟
- إلا يمكن أن أسافر معك إلى لندن ؟ لم أزعجك . . حقاُ .
سأخرج معظم النهار لأشاهد المتاحف ومعارض الفنون .
فإزدادت إبتسامته قليلاًُ وهو يقول :
- وهل ذه هي وجهة نظرك عن المتعه ؟ معظم الفتيان في مثل سنك
يفضلن رؤية واجهات المحلات .
- أنا لم أعتد بعد على إزدحاح وضجيج المدن . .
لقد ذهبت مع الفتاتين يوم أمس بالمترو فوجدته مخيفاُ ، إن خوفي هذا غباء .
وصلا في سيرهما إلى شلالات اصطناعية تقع في منتصف حديقة الصخور .
كان الماء يتدفق فوق الصخور مولداً فقاقيع فوق البركة الكبيرة الواقعة عند أقدام الشلال . . .
قال لها جايسون :
- ليس غباء . بل هو تعقل كامل .
أشار إلى الماء المتدفق :
أنت تقرأ
بائع الاحلام سلسلة روايات احلام القديمة
Romanceالحلم الأول الذي تحقق في حياة دونيس كان عندما فتحت عينيها لتجد نفسها بين ذراعي فارس أحلام تنقلانها من حافة الموت إلى نعمة الحياة.. وتتابعت الأحلام بعد ذلك.. نقل المليونير جايسون كونر الفتاة المتوحشة الساذجة من جزيرتها النائية إلى عالمه الخاص ووفّـر...