كان هذا اخر اتصال به خلال اجازتها ,لأنه لم يتصل بها ولأنها لم تجرؤ على الاتصال به . ذلك ان غضبه ترك ظلالا عليها منعتها من التمتع باقامتها مع آل مايلز .
قبل رحيلها مع مارغريت الى فرنسا , سألتها السيدة ما يلز عما اذا كانت ترغب في قضاء بضعة ايام معهما في اجازة الصيف .
- لقد ترك احد اعمام زوجي منزلا له في اسكتلندا نستخدمه 4 اسابيع في الصيف ثم نؤجره ما تبقى من ايام الصيف , يسرنا انضمامك الينا , اذا احببت .
- سأحب المجيء .
- اذن اعطني عنوان وصيك لأدعوك رسميا ...
- انه سافر الآن ... ولا اعرف اين سيكون , ولكن سكرتيرته في بروكسل , الآنسة براونغ تعرف مكانه , فاكتبي لها .
- وما اسمه ؟
- اسمه ج ... كونر .عـ
من حسن حظها ان اسمه لم يعن لعائلة آل مايلز شيئا . بعد ان انطلقت ومارغريت راحت تفكر ان اخطأت في قبول هذه الدعوة فقد يكون لجايسون خطط اخرى .
بعد اسبوعين من رجوعهما الى المدرسة , كتبت السيدة ما يلز لابنتها تقول :
- ان السيد كونر قبل بسرور قضاء دونيس الوقت معهم , وانه بالمقابل وردا على ضايفتهم يدعو ابنتهم مارغريت لمرافقة دونيس لقضاء بضعة ايام في فيلته الواقعه على شاطئ الريفيرا الفرنسية .
خلال الاسبوعين اللذين قضتاهما في اسكتلندا رافقهما آليكس فاختبرت دونيس للمرة الأولى في حياتها السعادة الخالية من الهم .
في الليلة الاخيرة على رحيلها لمح لها ان اتفاقهما في الصيف قد يصبح علاقة جدية فيما بعد . ولكنها كانت تعرف ان آليكس لن يكون لها سوى صديق شاركته بضع لحظات دافئة وبضعة عناقات .
ولكنها لم تعرف سبب ثقتها هذه .
بعد يومين من هذا عادت العائلة كلها الى لندن ... اما الفتاتان فعادتا الى الريفيرا بالطائرة .
عندما استقبلتهما على المطار , سيارة فاخرة بقيادة سائق صاحت مارغريت :
- يا الهي , ما هذا الترف ؟ انا واثقة من انك تخبئين شيئا عنا , وانك وريثة ثروة لا تصدق .
- اؤكد لك انني لست وريثة شيء . وربما تكون المدام اويستاس هي الوريثة .
المدام اويستاس هي المشرفة على الفيلا التي تبعد ساعة عن المطار . وقيلا البغانت هذه مبنية في القرن الـ18 وسط حقول واسعة من الكرمة تحتل جزءا كبيرا من تلال تبعد كيلو مترات عدة عن الشاطئ .ذ
اعتقدت مارغريت ان المدام هي مالكة الفيلا , ولكن دونيس شكت في ان يكون صاحبها جايسون . اما هذه المرأة فهي ليست اكثر من مدبرة منزل فيه رفيعة المستوى ...
لم تكن قد شاهدت جايسون منذ الربيع , ولكنها تلقت منه رسالة عملية , شرح لها فيها انم دخول خالتها كان راتب مات بموتها .
ثم طلب منها ان تفوضه التصرف بما تبقى من مال حتى يستثمره لها بطريقة مفيدة , كما طلب منها ان تقبل منه المساعدة حتى سن الرشد ,
وعندها كما يعتقد تكون الاموال المستشثمرة قد تحسنت .
منتدى ليلاس
كتبت له الرد , توافق فيه على القيام بما يريد , مع انها كانت تحس بأن ليس من الائق ان تتركه يعيلها , ومع ذلك فقد كانت تخشى ان لا تراه ثانية اذا اصرت على الاستقلال بعيشها .
خلال اقامتها وزميلتها في فرنسا , تمنت رغم وجود مارغريت , مجيئه لزيارتها ولكن الايام الحارة , والليالي الرطبة مرت دون أي اثر له .ووو
عندما عادتا كانت هي اكثر اسمرارا ومارغريت اكثر وزنا . في انكترا قضتا اخر ايام الاجازة مع عائلة مارغريت قبل بدء الفصل الدراسي القادم .
لم تشاهد دونيس جايسون ثانية حتى حل عيد الميلاد . فقبل انصراف الفتيات الى بيوتهن تلقت رسالة من الآنسة براوننغ , تطلب منها السفر الى سويسرا .
وجدت في الرسالة تذكرة سفر وشيك باسم المدام مون بلان لتغطية مصاريف بشراء ادوات وملابس التزلج لها . وفي الرسالة كتبت ايضا :
- رُتب لك عقد تأمين كامل , وستساعدك الآنسة دودل المسؤولة عن الشاليه هناك , في كل ما تحتاجينه .
ما اراحها عند وصلها ان الآنسة دودل طلبت منها مناداتها بنانسي كما فعل الجميع . وكانت دونيس قد كبحت أي سؤال تبادر الى ذهنها .
حتى وصلتا الى الشاليه المبني من جذوع الاشجار الضخمة الذي احي طبه عدة شرفات مستديرة .
سألتها دونيس :
- هل السيد كونر قادم ؟
- اجل سيأتي ليلة الميلاد مع 10 اشخاص .
رافقتها الآنسة الى الطابق العلوي , ومنه الى غرفة نوم حميمة تطل على حقل تزلج يغطيه الثلج الابيض وتحده غابة خضراء .
في اليوم التالي رافقت دونيس للتسوق . فنصحتها بشراء بذلة تزلج صفراء تتصل بعضها بغضا بواسطة سحابات لتشكل سترة وبنطلونا . ب
اضافة الى بزة التزلج , نصحتها بشراء قمصان داخلية من القطن مع سراويل طويلة , ومداس خاص للتزلد , وجهاز تزلج طويل , ونظرات واقية , وقفاز جلدي , وجوارب صوفية .
ثم قالت لها :
- وستحتاجين الى حقيبة واقبة للمال ومستحضرات التجميل ... فلو وضعت مثل هذه الاشياء في جيبك لأفسدت شكلك , وهذا مؤسف خاصة وان لك جسدا رشيقا جميلا .
كان اخر ما اشترته لها بطاقة موسمية عليها صورة دونيس وضعتها في سلسلة طوقت بها عنقها , تستطيع اخراجها واستخدامها دون الاضطرار الى دفع المال .
اعطت نانسي الخبيرة بالتزلج , دروسا خاصة لدونيس لتهيئ نفسها لقدوم جايسون وضيوفه ... كانت خلال فترة تدريبهما تتلقى تعليمات عدة من مدرب جميل اشقر ,
كان يغازل تلميذاته... ولكن لم يكن لعينيه الزرقاوين اثرا في نفسها .
صباح الميلاد, شاركت شابا يرتدي بذلة تزلج حمراء لماعة اسمها اسيلوبيت في الصعود الى مقعد معد لشخصين وقد قيل لها ان هذا المصعد صعب للمبتدئين .
كانت قد احست بالتوتر خوفا من الوقوع والاضطرار الى الرجوع حتى اخر الصفوف .
ولكن كان من حسن حظها ان رفيقها لم يحدثها بل تركها حتى تكون يقظة حذرة اثناء القفز من المقعد في الوقت المناسب .
وقد ادركت ان من الخطر ترك المقعد قبل الوقت المحدد ,.عـ. اذ يجب الانتظار الى ان يبدؤوا بالارتداد .
عندما وصلت الى القمة بسلام , اطلقت تنهيدة ارتياح , وكادت تتمتم لرفيقها بالوداع باللغة الفرنسية ,حين قال لها بالانكليزية :
- ألم نلتق من قبل ؟
- اوه ... دايفد .
- كنت اعرف انني اعرفك . ولكنني مازلت اجهل من انت . اخلعي نظارتك .
كان شعرها داخل قبعة صوفية , خلعتها ثم نزعت نظارتها وتركتها معلقة في قبعتها . بدت بعد اسبوع من هواء الجبال , والشمس , والنوم المبكر , بصحة جيدة .
وقف الشاب لحظات يحدق اليها ثم صاح بذهول :
- يا الهي ! ادونيس ! تساءلت دائما عما حل بك .
فردت تصحح له :
- بل دونيس ... دونيس ايفانز .
- اوه ... اجل ... اسف ... انها زلة لسان .
فابتسمت له :
- لقد مر وقت طويل , وانا دهشة لأنك عرفتني .
- وكيف انسى ؟ ان من حسن حظي ان اجدك وحدك .
- انا الآن وحدي ... فهل انت هنا مع عائلتك ؟
هز رأسه نفيا وشرح لها انه مع جماعة من شبان يقيمون في شاليه يملكه اهل احدهم , وذكر ان الفتاة التي ترافقه مضت في آخر لحظة , فتركته وحيدا .
- لم اكن اعرفها جيدا , لهذا لم يخيب املي . ولكنني لم اكن اتوقع ان التقي بمن اعرفه ... امرأة اجمل منها بمرات عديدة .
- آه ... ولكنني مبتدئة في التزلج , وانت تبدو خبيرا .
- لست بالخبير , ولكنني اتزلج منذ كنت صغيرا . متى بدأت التزلج ؟
عندما اخبرته شعرت به يكتم ضحكته ولكنه لما رآها تتزلج لم يكبح ذهوله :
- لا اصدق انك لم تتعلمي التزلج الا منذ اقل من اسبوع .. انك مع بعض التمرين ستصبحين رائعة .
كانت قد قالت لنانسي انها ستتغدى في المقهى , ولكن دايفد رافقها الى الشاليه معه , حيث قدمها لأصدقائه .كانا خلال تزلجهما قد اخبرا بعضهما بعض ما جرى لهما منذ اخر مرة التقيا بها . وقبل ان تلتقي برفاقه , ذ.سألته ان لا يذكر علاقتها بجايسون امامهم , فقال معلقا :
- اما زال اسمك بعيدا عن الاضواء ؟ ان هذا لغريب ! ألم يحاول قط التقرب منك ؟
- اني لا اكاد اراه ... اذكر ان المرة الاخيرة التي رأيتع فيها كانت في الربيع . جايسون ليس بالذئب الذي يعتقد الناس .
لم تكن واثقة من ان رفاقه يعجبونها , فمعظمهم كان في اواسط الـ20 من عمره . وكلهم حسب قول والدة مارغيت من النوع المتعجرف .
ولم لم تلتق بدايفد وتزلجها معه بعد الغداء , لعادت الى الشاليه لتكون هناك عندما يصل جايسون . ولكن دايفيد اشار الى ان المجموعة قد لا تصل قبل وقت متأخر .
ومن الافضل لها ان تتزلج معه بدل الانتظار وتضييع فرصة التمرين .
كان النهار المشرق غدا قد بدأ يظلم عندما عادت الى الشاليه , شاهدت في الخارج ان غرفة كلها مضاءة , فعلمت ان جايسون واصدقاءه قد وصلوا قبل وصولها .
شدت حقيبتها المعلقة على وسطها الى الامام .
ثم اخرجت احمر الشفاة ووضعت قليلا منه , ثم خلعت القبعة ومررت مشطا في شعرها .
في الردهة خلعت مداسها الضخم وهي تصغي الى همهمة الاصوات الآتية من غرفة الجلوس الكبيرة , والتي تحيط بها رواق مرتفع
في وسطها درج يوصل الى غرفة النوم الواقعة في الطابق الأول . بينما كانت هناك تنزع مداسها اطل عليها جايسون :
- مرحبا ... هل تمتعت بالتزلج ؟
- مرحبا ... اجل لقد امضيت وقتا رائعا شكرا لك .
تقدم الى جانبها , فوقفت لتخلع الانوراك فإذا بها تشعر انه اطول قامة واعرض منكبا عما تذكره بينما كان يلكم ذقنها مازحا , قال بحيرة :ووو
- هل هذا المظهر المتألق مرده الى التمرين , ام انك منجذبة لمدرب التزلج كما المئات غيرك ؟
كان يتحدث وكأنه يوجه كلامه لابنة 16 .
- لا ... بل السبب هو التمرين , صحيح ان مدربي فاتن , ولكنه ليس من الصنف الذي يعجبني .
- اوه ؟ وما هو الصنف الذي يعجبك ؟
تساءلت في نفسها كيف ستكون ردة فعله فيما لو تجرأت وقالت له ... صنفك انت ولكنها سارعت الى القول :
- احزر من التقيت اليوم . انه دايفد اتذكره ؟ انه ابن صديقة شقيقتك . كان يعمل خادما في اليخت يوم انقذتني .
- وهل هو من الطراز الذي يعجبك ... هه ؟
- لست ادري ... الوقت مبكر لأعرف هذا .
- تعالي لأعرفك الى اصدقائي .
منتدى ليلاس
- اريد ان استحم واغير ملابسي اولا ؟
- حسنا ... كما تريدين ... سأراك لاحقا .
ابتعد عنها متوجها الى حيث يجتمع رفاقه .
لم يكن هذا اللقاء الذي كانت تترقبه بفارغ الصبر , تمنت حيتها لو كبحت لسانها ومنعته عن ذكر اسم دايفه , فقد حسبها مهتمة به .
كان جايسون مستغرقا في الحديث مع سمراء مذهلة عندما دخلت دونيس الى قاعة الجلوس بعد نصف ساعة ,تتطلع الى المجتمعين هنا .
في البداية لم يتنبه اليها احد , فأحست بالخجل من الاختلاط بهم , ثم هبت امرأة انيقة عن الاريكة ودنت منها مبتسمة :
- انا بيتي كلارك ... امريكية المولد ... فرنسية الزوج ... كيف حالك . انسة ايفانز ؟ ادخلي وقابلي عائلتي .
قدمت لها زوجها ريمون , وابنتها المتزوجة كوزيت وزوجها جان , وولديهم المراهقين , جاك وميشال .
اما الـ4 الاخرون فكانوا كبارا : كيرك وايلين هيوبرث وبيتر دول , وسمراء , تدعى سامنثا آرك , التي على ما يبدو من خلال الطريقة التي تبتسم بها الى جايسون انها آخر علاقة له .ب
بعد العشاء , قامت دونيس وكوزيت بمساعدة الصبيين بتزيين شجرة الميلاد في احدى زوايا الغرفة . وقالت نانسي التي تشرف على الشالية منذ سنوات عدة .
ان من عادته وضع الهدايا تحت الشجرة . على الا تفتح الا بعد عشاء ليلة الميلاد , وقضاء النهار مع ضيوفه بالتزلج .
آوى الزوجين هيوبرت الى الفراش باكرا بينما بقي الجميع حتى وقت متأخر , يشربون الشراب الساخن اللذيذ ويأكلون قطع البسكويت المنزلية .
كانت ليلة الميلاد كما تصوتها دونيس على الدوام .. حقول ثلج ومرتفعات بيضاء تلمع تحت نور القمر الفضي
كانت نوافذ الشاليهات الاخرى مضاءة , وانغام اوركسترا الاناشيد الدينية تصدح من المسجلة , ورائحة الصنوبر واغصانها تعبق اكثر في دفء المكان
الذي جعل من النار المتأججة في الموقد اكثر اتقادا . كانت السعادة تبدو على الجميع .
اعتذرت دونيس لتنام في الوقت نفسه مع الصينين ولكن كوزيت بقيت مع زوجها , وكذلك جايسون .
من طبيعة دونيس الاستغراق في النوم حالما تضع رأسها على الوسادة الا انها الليلة . رغم كوب الحليب الساخن والمجهود الذي بذلته في التزلج وجدت نفسها مستيقظة .
بعد ساعة من الفشل في الاستغراق في النوم واقلعت عن القراءة بقيت جالسة في فراشها في الظلام , تنظر عبر زجاج النافذة الى الخارج ...
فجأة انفتح بابها ودخل شخص ما . بينما كان يمر امام النافذة , تعرفت الى شكل جايسون الطويل ... فهمست مذهولة :
- ثمة خطب ؟ عـذوووب
- من المفروض انك نائمة ... فلماذا انت مستيقظة ؟
مدت يدها لتضيء المصباح , فرأته يقف عن اسفل فراشها , واحدى يديه في جيب روبه , والاخرى خلفه .
- لست ادري ... لم استطع النوم .
- حسنا ولكنني احس بالنعاس , ولا احب ان اطيل تمثيل دور بابا نويل . اتصلت بي صديقتك مارغريت وسألتني ما اذا كنت سأراك في الميلاد , فلما اجبتها بنعم , ارسلت اليّ هذه الى المكتب وطلبت نعليقها على سريرك في منتصف الليل .
اخرج من خلف ظهره جوربا احمر مربوطا بشريط فضي , مليء باللفائف ...
- قالت لي انك لم تهدي هدية كهذه قبل الآن ... ومن المفترض ان تكون مفاجأة لك عندما تستيقظين ... ولكنني اعتقد انك لن تستطيعي الآن مقاومة اغراء فتحه .
ابتسم ثم وضع الجورب في حجرها ... فقالت :
- ما الطف صنيعها هذا ... صحيح ... فأنا لم اهد هدية ميلاد في جورب من قبل .
بدأت تفتح الجورب , فجلس جايسون على حافة يراقبها تخرج اللفائف المحتوية قطع من الشكولا الصغيرة وحلوى المندرين , والجوز ,
وقطعة حلوى بالسكر على شكل فأرة من صنع والدة مارغريت , ودون شك ان جميع افراد العائلة يتلقون هدية كهذه وان كانوا في سن ناضجة .
فتحت احدى اللفائف الاخرى , فاذا هي عبارة من جرس ذهبي صغير مهدي من اصغر افراد العائلة ... قال لها جايسون :
- ربما يساعدك كوب من الشكولا الساخن على النوم , سأحضره لك .
- هل ستوقظ نانسي ؟
- يا فتاتي العزيزة , هل تظنين انني غير قادر على شيء بسيط كهذا .
حين عاد إليها ، كانت قد فتحت كل الهدايا الصغيرة ورتبتها مع البطاقات على طاولة الزينة .
وكانت تحوال الصعود إلى الفراش عندما دخل يحمل في يده كوباً كبيراً له مقبض ،
يتصاعد منه البخار وضعه على الطاولة الصغيرة قرب السرير . . . فسألته :
- لقد قابلت مارغريت إذن .
عاد إلى الجلوس على حافة السرير ، فرأته يلبس تحت الروب بيجاما رمادية ،
لا يرتدي سترتها إذ كان يبدو صدره الأسمر عــاريــاً من خلال فتحة الياقة .
- لا . . . لم أكن في المكتب ساعة وصلت ، ولكنني حدثتها على الهاتف بعد أن أتصلت
بي السكرتيرة على مضض .
- لا بد أت صوتك أوضح لها أنك لست ذلك الرجل العجوز الأشيب الذي
طالما تصورته عائلتها .
- ليس بالضرورة ، فالأصوات عادة تضلل المرء . . .
تفضلي هديتي هذه . وثمة هدية آخرى لك تحت الشجرة .
ولكنها شيء صغير اشتريته لك بالأمس ، وأظن أنه يناسبك .
كانت اللفافة طويلة ورفيعه ، مما يوحي بأنها قلم حبر ،
ولكن الورقة كانت تخفي علبة فيها علبة جلدية رفيعة ،
فتحتها فإذا هي سوار أنيق فيه ستة أحجار كريمة تتصل ببعضها البعض
عبر سلاسل ذهبية صغيرة . . . أخرجتها بحذر من علبتها لتضعها على معصمها الأيسر :
- اوه . . . ! جايسون ! إنها جميلة جداً .
مال إلى الأمام ليشبكها لها . . قائلاً دون إكتراث :
- أجل . . إنها تناسبك تماماً . . وهذا ما اعتقدته .
إن لك معصماً جميلاً .
- صحيح ؟
دهشت من دقة ملاحظته ، فركضت بتهور أمامه ووضعت يديها على كتفيه
ثم طبعت قبلة حارة على خدة الأسمر .
قائلة له بعد ذلك :
- شكراً . . . ميلاد سعيد لأطيب وألطف وصي .
التفت يدان حول خصرها ، مما جعلها تحس رغم سماكة غلالة
نومها أن قماشها ناعم رقيق .
ارتدت إلى الخلف تجلس على كعبيها ، وانزلقت يداها عن كتفيه لتستريحا على عضلات صدره . . اعتقدت لهنيهه أنه سيرد لها قبلة العيد ،
إنما ليس على وجنتها لأنه كان ينظر إلى شفتيها ،
ولأن يديه راحتا تجذبانها . مع أنها لم تحاول المقاومة ،
عدل عن رآيه في اللحظة الأخيرة قائلاً :
- أظن أن في انفعالك بعض المبالغة يا فتاتي . .
فاشربي الشوكولا وأخلدي للنوم . . فلا أريد أن تكوني تعبة في الغد
فتخسرين بذلك متعة التزلج . . تصبحين على خير . . وميلاد سعيد .
كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة عندما استيقظت في اليوم التالي . .
وعندما نزلت إلى الطابق الأرضي كان الجميع قد خرج إلا نانسي .
لذلك بقيت لتساعدها في تحضير الغداء . . .
أما جايسون فلم يغط في النوم كما فعلت هي ،
بل كان أول الخارجين . . . .
عند الساعة الواحدة تجمع الجميع لشرب المرطبات ،
ثم لتناول غداء خفيف على الشرفة الكبيرة .
وكانت دونيس قد راقبته عبر منظار مكبر يتزلج مع سامنثا ،
كان منظرهما جميلاً .
قالت نانسي :
- كان يجب أن يشترك السيد كونر في مسابقات أولمبية .
تذكرت دونيس هذا الكلام عند إنتهاء الغداء ،
وذلك أثناء اقتراحه تبديل الرفقة بحيث تذهب سامنثا مع بيتر وتذهب دونيس معه .
فاحتجت :
- اوه . . . لا . . لن أستطيع التزلج معك ، فأنا مبتدئة ليس إلا .
- لا بأس في هذا . . . سأعلمك .
كانا يجلسان قرب بعضهما بعضاً ، وما إن فتحت فمها تزيد احتجاجها حتى أحست بركبته تضرب
ركبتها من تحت الطاولة ، ولاحظت في عينيه نظرة لها معنى . . .
مع أنها لم تدر بالضبط ما يقصد .
فيما بعد شرح لها السبب وهما يصعدان جنباً إلى جنب في المصعد :
- لدي يبب محدد للجمع بين سامنثا وبيتر قدر الإمكان .
فقد مرا معاً بزمن عصيب .
فقد قتل زوج سانثا في حادث تفجير منذ سنتين .
وفي الوقت نفسه تقريباً زوجة بيتر تركته لتهرب مع رجل آخر .
ثم طلقها . . وأظنه وسامنثا بحاجة لبداية جديدة ، وقد ينجحان معاً .
كان قولة هذا أثره فيها ، فقد ازدادت نشاطاً وبهجة لعلمها أن لا علاقة بين جايسون وبين تلك السمراء .
- كان يجب أن أعرف أنك وسيط زيجات يا جايسون .
- أنا لست كذلك . وربما لا أحقق ما أصبو إليه بجمعهما معاً .
هنا . . . ولكنهما مناسبين لمثل هذا الجو العائلي الهادئ .
- وما هو نوع الإحتفالات التي ترغب فيها عادة ؟
- الحفلات الصاخبة . . وهي لا تناسبك .
منتدى ليلاس
- ولكنك تعرف أنني قد خرجت إلى الدنيا .
- صحيح . . . ولكنك لا تخرجين دائماً إلا تحت إشراف المدام مون بلان أو المدام
اويستاس أو الدة صديقتك . وأظنك بحاجة إلى المزيد من الوقت قبل أن تصبحي مؤهلة تماماً
للإعتماد على النفس . كيف أصبحت لغتك الإيطالية الآن ؟
أثناء الفترة المتبقية من التزلج ، تحدث معها بالإيطالية ،
فبدا مسروراً لطلاقة لسانها .
وكذلك تأثر من سرعتها في تعلم التزلج . ولكنها عندما حاولت التأثير عليه أكثر ،
اختل توازنها وانتهت مستلقيه على ظهرها وجهاز التزلج في الهواء .
فقال لها :
- سوف تنزلين على ثقالة لو فعلت هذا ثانية .
ساعدها على الوقوف فقالت مجروحة المشاعر :
آنا آسفة . . . ما كان عليك الإتيان بي بل كان علي الذهاب مع الإولاد .
- ولكن هذين الطائشين لن يتمكنا من العناية بك .
ولن يلتفتا إليك حتى وأن فعلت ، وكان عليّ عندها أن أحضر للعناية بك .
راح يمسح الثلج عن بدلتها براحة يده المفتوحة والمعلقة بالقفاز ،
ورغم هذا ، ورغم ثيابها السميكة أحست بقشعريرة للمسته .
فيما بعد ، وبينما كانت ترتدي ثيابها استعداداً للعشاء .
أحست بأن عليها أن لا تأمل كثيراًً في أن يصطحبها ثانية للتزلج . . .
مع أنها أحست بسعادة وهما يهبطان من الجبل ،
حيث الأغصان المثقلة بالثلج تلمع تحت أشعة الشمس .
من حين إلى آخر كانا يتوقفان . هو ليتمتع بالمنظر .
وهي لتحدق في وجهه الأسمر وشعره الأسود .
ارتدت تلك الليلة ثوباً من الكريب دون سترة ووضعت سوار الأحجار الكريمة الذي أهداها إياه .
على المائدة جلست دونيس بين السيد وصهره .
في حين لعب الصبيان دور الخدم بإشراف نانسي .
وبعد تقديم كل دورات الطعام .
جلس الجميع إلى المائدة في أماكنهم .
ما كادت تدق الساعة الحادية عشر حتى بدأت مراسم فتح الهدايا . . .
ما أدهشها وأسعدها أنها وجدت أن الجميع قد قدم لها هدية وهذا يعني
أنهم كانوا يعرفون بوجودها سلفاً .
بعد أن فتحت الهدايا وجدت أكثر من زجاجة عطر ،
وأكثر من مشلح حريري ، وعلبة فاخرة لمستحضرات التجميل ،
ومشبك شعر مرصع بالإلماس ، إضافة إلى أشياء آخرى تكومت قربها عند الكرسي .
أما هديتها الثانية من جايسون ، فقد كانت هدية جعلت من لم يعلم شيئاً عن هديته الأولى يعتقد أن أملها سيخيب به
إذ كانت عبارة عن كتاب طبخ كلاسيكي ، سُرت كثيراً به .
كانت أخر هدية فتحت هديتها له ، نظرت إليه بإمعان تراقبه بتوتر ملحوظ
وهو يفتح الهدية ليكتشف رسم مائي صغير لفنان كانت تعرف أنه معجب به .
وهذا الرسم رأته يوماً في أحد المعارض خلال تجوالها في بروكسل .
تقدم إلى حيث تجلس :
- أين وجدت هذه يا دونيس ؟
- في معرض في شارع خلفي في بروكسل . . قد لا تكون الأصليه .
- لا أظن هذا . . . لقد وضعتها ضمن إطار لتناسب مجموعتي .
إن هذا ذكاء حاد . كيف تذكرت المجموعة ؟
- لأنني أحببتها .
لطالما وقفت في صالون اليخت تتفحصها . .
كان الرسم لا يعدو أن يكون رسماً تحضيرياً ،
ومع ذلك فقد كان غالي الثمن . . . لكنها لم تشتره بماله ،
بل بمالها الخاص . فقد باعت تلك القلادة الثمينة التي ورثتها عن جدتها .
ولكن ربما الفستان الذي ترتديه قد كلفه على الأقل نصف ثمن اللوحة .
قال لها بهدوء :
- شكراً لك . لست أدري متى حصلت على هدية كنت سعيداً بها كما الآن .
أنت تقرأ
بائع الاحلام سلسلة روايات احلام القديمة
Romanceالحلم الأول الذي تحقق في حياة دونيس كان عندما فتحت عينيها لتجد نفسها بين ذراعي فارس أحلام تنقلانها من حافة الموت إلى نعمة الحياة.. وتتابعت الأحلام بعد ذلك.. نقل المليونير جايسون كونر الفتاة المتوحشة الساذجة من جزيرتها النائية إلى عالمه الخاص ووفّـر...