تخرج من حياته

7.3K 132 0
                                    

سألته الممثلة :
- وهل وقعت في حبها ؟
كانت دونيس وهي في مكانها المسيج بأغصان الشجرة تحبس انفاسها .
- بحسب اعتقادي ان الحب هو اساس ضعيف للزواج .. واعتقد انني اخبرتك مرة عن الظروف التي جعلت دونيس تحت وصايتي .
- اجل لقد فعلت .عـ
- وحدها فتاة لها شجاعة نادرة وقوة تحمل فائقة تقدر على النجاة من ذلك المأزق . .. وانا اريد هذه الشجاعة , وذلك الحزم الذي لا يقهر ,ليكون في اولادي . وهي الى ذلك جميلة ... ولكن حتى وان كانت غير جميلة فإن مزاياها الاخرى ستكون كافية لي , فالجمال امر اساسي في عشيقة , ولكنه اقل اهمية في زوجة . فأنا اريد لزواجي ان يدوم .... اذ لن اطلقها يوما .
- انت واثق من موافقتها يا صديقي .
- ولماذا ترفض ؟ استطيع ان اوفر لها كل ما تريده المرأة .
وقع عدة شبان في حبها ولكن ما من احد منهم اثار فيها اكثر من مشاعر عادية .
- ألم يتبادر اليك انها واقعة في حبك ؟ لن يدهشني هذا . فأنت شيطان جذاب , وهي مدينة لك بحايتها وبكل ما تملك .
- اذا كانت تحبني فهذا افضل .
-آه ... هنا يبدأ خطأك في معرفة نفسية الانثى ... فإن كانت تحبك فستطالب بحبك في المقابل . بالنسبة لأغلبية النساء الرجل هو في اولى اهتماماتهن وله , اذا دعت الضرورة , قد يضحين بكل شيء... ربما فيك كل صفات الحبيب , ولكنني اشك في ان يكون لك صفات الزوج ... فالمطلوب من الزوج , الوفاء , اللطف والحب , الصداقة والعاطفة ... فهل ستعطيها كل هذا مون شيري ؟
جاءها رد قاطع جاف:ذ
- لديك ما يكفيك من مشاكل فلا تهتمي بمشاكلي يا كلير , هيا فلنعد الى المنزل .
سمعت دونيس ضحكة المرأة وهي تبتعد مع جايسون ... بقيت لبعض الوقت حيث هي , لا تكاد تصدق ما سمعته ... فهل سيطلب منها الليلة ان تتزوجه ؟
واذا فعل , فبم يجب ان ترد عليه ؟ اتقول نعم ؟ صاح قلبها المتلهف نعم !
ولكن اذا اصبحت السيدة كونر , فهل ستقدم لها الحياة الكفاية التامة ؟
ولكن ... اذا كان لا يحبها ....
عادت الى قاعة الرقص , ممزقة بين الترقب والارباك . ولكن ما ان ظهرت حتى سارع شاب يطلبها للرقص , وبقيت طوال السهرة ترقص مع كل الرجال الا مع من تتوق الى ذراعيه .
عند الـ4 صباحا كانت دونيس تخلع فستانها . وتهم بالدخول الى الحمام لا يستر جسدها سوى الجوارب البيضاء , لتزيل زينتها عن وجهها وتنظف اسنانها .
عندما عادت الى غرفة النوم اجفلت لمرأى جايسون يقف قرب طاولة الزينة , في البداية كان ظهره لها , ولكن شهقتها جعلته يستدير . ووو
- لقد قرعت الباب ,وعندما لم اسمع الرد , افترضت انك تستحمين , فدخلت لأرد لك العلبة التي اهدتها لك كلير .
- اوه ... افهمك ..شكرا لك .
كانت شبه عارية , فترددت غير واثقة ما اذا كان عليها الترجاع الى الحمام , ام اخذ الروب عن السرير . راحت عيناه تدوران فوق قوامها النحيل .
لكنه لم يلب ثان اعطاها ظهره قائلا :
- اذا لم تكوني متعبة , فدعينا نتحدث قليلا . عل تريدين انها خلع ملابسك ؟
تحركت دونيس الى السرير , فخلعت بسرعة الجورب ولما شرعت بارتداء ثوب النوم , نظرت اليه فلاحظت ان جايسون كان ينظر اليها عبر المرآة المثلثة التي امامه .
وهي تظهرها من ثلاثة زوايا مختلفة .
اكملت بسرعة ارتداء فستان النوم ثم ارتدت الروب فوقه وقالت بصوت يرتجف :
- لك ان تستدير الآن .
فاستدار وتقدم ببطء نحوها .
- تمتعت بحفلتك كما ارجو ؟
منتدى ليلاس
- اجل ... شكرا لك .ب
- وهل انزعجبت لأنني رأيتك شبه عارية ؟ ولكن فتاة لها جمال كجمالك لن تحتاج الى الاحتشام .
همست :
- وهل انا جميلة يا جايسون ؟
اصبح قربها الآن . عيناه تلمعان فضولا وصوته يهمس :
- بل اكثر من جميلة , اود البقاء معك . اتحبين هذا ؟
رمشت عيناها ... ماذا ينتظر منها ان تجيب ؟ ألعله يتوقع منها رفض الزواج اذا سألها , معتقدا انها تختلف عن كل النساء اللواتي يرمين بأنفسهن بسهولة عليه ... عذوووب
ولكنها في الواقع كانت تريد بيأس ان تستكشف ذلك الغموض الذي تحس به النساء بين ذراعي من يحببن ... ولكن ليس مع أي رجل ... بل معه .
ارتجفت كلمة نعم على شفتيها , ولكنها لم تخرج اطلاقا . فقد اخذ عنقها بين يديه وقال :
- ألم يجعلك كل اولئك الشبان دايفد, آليكس والاخرون ... ترغبين في اكثر من قبل وداع ؟
بينما كان يتكلم كانت اصابعه تداعب مؤخرة عنقها في حين شرع ابهامه بالمرور بلطف فوق خدها ... فهزت رأسها قليلا :
- لا ... فأنا لم احب ايا منهم مطلقا .
فضاقت عيناه وقال ساخرا :
- وتظنين ان ما من سعادة دون حب ؟
اشارت برأسها نفيا ... فتابع :
- ولكن هذا لا يدل على تقصيرهم معك . اغمضي عينيك قليلا .
اطاعته , تتساءل عما اذا كان سيقبلها , كانت تتوق الى قبلته تلك لكن في الوقت نفسه تخشاها لأنها تعلم انه ان قبلها فلن تتمكن بعدها من التفكير السوي ...
وهي تريد اتخاذ قرارها دون ان يكون لاحاسيسها آثرا فيه .
لكنه لم يقبلها ... بل راح يداعب مؤخرة عنقها بقوة اكثر , رغم احساسها بقساوة اصابعه , ذهلت الآن لنعومتها , وكأنما كان يقرأ افكارها ... عذوووب
فقال بصوت منخفض :
- مازلت لا تعرفين الا القليل ... اللذة الحسية لا تعتمد على حالة ذهنية معينة . فقد تظنين نفسك تحبين شخصا , ولكنك ان لم تكوني حذقة فقد لا تتمتعين بالقدر الكافي من السعادة معه . ولكن رجلا له خبرة مع النساء قد يدفعك للرغبة فيه بيأس كما رغبت في ذاك اليوم الذي غرقت فيه في تلك الجزيرة في الحثول على أي شيء تأكلينه .
فتحت عينيها بحدة ، وأمسكت بمعصميه ثم انتزعت يديه
عن وجهها . . . وقالت بصوت متوتر صارم :
- تقصد رجلاً مثلك . . . ولكن بكلمات أخرى اسأل . . .
ألم تظهر لك أي امرأة عدم اكتراثها بك يا جايسون ؟
- لا لم يحدث ذلك من امرأها أريدها .
فصاحت بسخط :
- أوه ! إذن أظن أن الوقت قد حان لتظهر إحداهن لك هذا .
فلا ينفع الإنسان الحصول دائماً على ما يريد .
- ربما لا . هل ستكونين أولى من ستوقفني عند حدي ؟
التفتت إليه لتواجهه ثانية ، فرأت في عينيه ما يشير إلى أنه
على يقين من أنه قادر على الحصول عليها متى شاء . . .
لولا سماعها حواره مع كلير لدفعتها كبرياؤها إلى القوم ( أجل سأكون الأولى . )
... ولكنها تجاهلت كل هذا وسألته :
- ولكنك لم تطلب مني شيئاً لأوقفك عند حدك .
- لو كنت امرأة لها الخبرة لما طلب منك . . ولكنت أخذت ما أريد .
ولكن العذراء غير المجربة بحاجة لمعاملة لطيفة . .
وبما أن الصباح يوشك على البزوغ أقول : إرتاحي الآن .
وتناولي غداءك في السرير . سأراك بعد سبع ساعات . . .
وإلى ذاك الوقت .
أرسل لها قبلة في الهواء . وخرج ، تاركا إياها في شك محيّر :
أكان يريد مشاركتها الفراش الليلة ؟ أم أنه يريد ذلك في الليلة القادمة ؟
كانت الساعة قد تجاوزت منتصف النهار عندما استيقظت . . .
ولكن ما أذهلها أنها استطاعت النوم بسرعة ليلة البارحة .
رغم التأزم العاطفي الذي تركها تتخبط فيه جايسون .
قبل الواحدة بقليل ، انفتح باب غرفتها ودخلت إحدى الخادمات .
تقول أن تعليماتها تنص أن لا تزعجها إن كانت نائمة ،
وعلى أن توصل إليها طعاماً خفيفاً إذا كانت صاحية .
على صينية الغداء ، كان هناك رسالة لها تقول إن عليها ملاقاته
عند الرابعة بعد الظهر في مقهى معروف ،
لم تكن تحلم أن يكون الموقع المناسب لطلب زواج ،
من سخرية القدر أن تكون قد رفضت العديد من طلبات الزواج بحجة أنها لم تكن
تحب التقدم . وها هي الآن سترفض الرجل الذي تحبه لأنه لا يحبها .
بعد الغداء استلقت في حمام ساخن ربع ساعة .
ثم عادت إلى غرفتها تلف جسدها بمنشفة كبيرة .
زينت عينيها ، وكانت على وشك تحديد خطوط زينة شفتيها عندما سمعت طرقاً خفيفاً على الباب .
كانت تتوقع رؤية بيتي فنادت ( أدخل ) لكنها ذهلت حينما رأت جايسون أمامها . فقالت :
- ظننت أننا سنلتقي عند الرابعة ؟
- لسوء الحظ حدث شيء ما . وعلي السفر فوراً إلى لندن .
ولكن قبل هذا يجب أن أكلمك .
كان مقعد طاولة الزينة عريضاً يتسع لإثنين ، فأشار إليها
لتفسح له مكاناً ، فجلس معطياً ظهره إلى طاولة الزينة ،
ووجهه إلى ناحية ، ووجها إلى ناحية آخرى . . .
منتدى ليلاس
- ليلة أمس كنت أتسلى بإزعاجك بمزاحي قليلاً . .
ولكنني في الواقع أريد أن تتزوجيني . فهل ستسمحين لي بمتابعة العناية بك يادونيس ؟
كانت تترقب طلبة هذا ومع ذلك تأثرت بالطريقة التي عبر فيها عن طلبة . فسألته :
- لماذا يا جايسون ؟ لماذا ؟
- لأنك جميلة . . . شجاعة . لأنك أول امرأة أحس باللهفة لإنجاب أولاد منها .
لأن لك كل الصفات التي تعجبني في بنات جنسك .

بائع الاحلام سلسلة روايات احلام القديمة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن