كان رقاد كارولين سيئا فقد استيقظت عدة مرات والعرق البارد ينضح منها , وكانت احلامها عبارة عن كوابيس رأت فيها ديبوراه تلاحقها بقسوة . ومع بزوغ الفجر غفت قليلا ولم تستيقظ الا على صوت جينى التى احضرت لها الفطور .
جرت كارولين نفسها من السرير وسكبت لنفسها كوب قهوة , فى هذه اللحظة شعرت بانها لن تستطيع البقاء ليلة اخرى فى هذا المنزل . كانت شاحبة منهكة منتفخة العينين , وشعرت بالراحة عندما تذكرت ان اليوم هو السبت يوم عطلتها .
كانت فى ثياب البيت ترتشف كوب القهوة الثاني , عندما طرق شخص ما بابها . تمنت لو تستطيع تجاهل الصوت ولكن عندما نادتها لورا : "هل أنت هنا يا آنسة دوغلاس؟ " لم تستطع تجاهلها .
فتحت الباب فدخلت لورا الى الغرفة مشرقة الوجه , وما لبث وجهها ان اظلم قليلا وهى ترى وجه كارولين الشاحب . فهتفت قائلة : " هل انت بخير ؟"
وعند ذلك ادركت كارولين ان الامور بالنسبة الى لورا حتى الان هي نفسها . فقالت بلهجة حازمة : " انا باحسن حال , انت مبكرة "
اومأت لورا تقول : " جئت فقط لاخبرك ان امى تريد رؤيتك فلديها ما تريد ان تسألك عنه , هل ستتأخرين ؟ "
تهالكت كارولين على سريرها بضعف : " حسنا , لم أرتد ثيابى كما ترين "
ولكنها لاتشعر بالقدرة على مواجهة ديبوراه , فبعد الليلة المزعجة التى امضتها شعرت بأنها مستنزفة القوى .
- متى ... تريد أن ترانى ؟
قالت لورا بلهفة : " الان , وفى اسرع وقت ممكن . هل اخبرها ... بعد ربع ساعة ؟ "
دهشت كارولين لهذه السرعة , فهي الى هذه اللحظة لم تر من لورا اى اهتمام بأوامر امها .
اخيرا قالت : " فلتكن نصف ساعة ! هلا ذهبت , فانا اريد الاستحمام"
فأومأت لورا مبتسمة : " لا بأس , سأراك فيما بعد إذن .. " خرجت من الغرفة .
اغتسلت كارولين ثم ارتدت تنورة وصدارا بلون الورد , مع قميص كستنائى اللون .
كانت ديبوراه بانتظارها فى غرفة الجلوس , فلما رأتها مدبرة المنزل تنزل الدرج ارشدتها الى مكانها . دخلت كارولين الى القاعة الانيقة بثقة لا تشعر بها فى الحقيقة , لأن رؤية ديبوراه بعد تلك الكوابيس أثارت اعصابها نوعا ما . ولكنها دفعت عنها تلك التصورات الصبيانية ثم قالت بأدب :
- هل طلبت رؤيتى يا سيدة بوث ؟
رفعت ديبوراه بصرها عن الصحيفة التى كانت تقرأها :
- آه , الآنسة دوغلاس , هل أبلغتك لورا رسالتي ؟ بالتأكيد والا ما أتيت الى هنا .
- يا سيدة بوث ...
قاطعتها المرأة : " اريد ان اطلب منك القيام بخدمة لي يا آنسة دوغلاس . لورا بحاجة الى بعض الملابس الجديدة ومن الطبيعى ان ترغب بإختيارها بنفسها , ولاننى لا احب ان يرانى الناس فى متاجر لندن على هذه الحال أطلب منك إقناعها بالذهاب "
أنت تقرأ
أرجوك لاتعتذر _ آن ميثر
Romanceلماذا تشعر كارولين أن خطواتها تقودها إلى فخ ؟ .... لقد كانت مسرورة لحصولها على وظيفة مربية لفتاة مراهقة , فلماذا هذا الشعور المشؤوم بالخطر وبانها ستسقط فى بئر عميقة لا قرار لها ؟ واتاها الجواب سريعا عندما عرفت رب عملها والد تلميذتها . جايمس بوث...