هتفت راشيل مجفلة " إريك ! ما ... ماالذي تفعله هنا؟"
ادركت انه يبدو سؤالاً سخيفاً فهي تعلم ان أريك يعمل دوماً في منطقة الاعمال في سيدني , وليس مستغرباً ان تلتقي به بعد ان اصبحت تعمل في هذه المنطقة.
ولكن ان تلتقي به بعد ثلاثة ايام فقط من لقائها به في ساحل الذهب بدا لها اكثر من مجرد مصادفة .
- كنت ابحث عنك . سألت عن رئيسك فعلمت انه يعمل في هذا المبنى.
فقالت ببرودة " يالك من مقدام !"
- ربما ليس لديّ سوى الإقدام.
وابتسم تلك الابتسامة التي كانت تجدها ذات يوم ساحرة . لكنها لم تعد ترى الآن في إريك شيئاً ساحراً . لم تعد تراه رائعاً كذلك , رغم ان اناقته مازالت لا تضاهى , فبذلة العمل السوداء التي يرتديها تساوي ثروة , ولابد له امضى نصف ساعة على الأقل في تمشيط شعره وتنظيمه هذا الصباح . لا شك ان إدراكه ان الصلع يدب فيه بسرعة كان يقتله , كما فكرت بشيء من الحقد.منتديات ليلاس
وسألته بفتور " لماذا كنت تبحث عني؟"
- كنت قلقاً بشأنك.
لو ان أريك عرض عليها الزواج في تلك اللحظة , لما كانت دهشتها اكثر مما كانت عليه لجوابه ذاك.
- رباه , ولماذا؟
- هل يمكننا الذهاب الى مكان ما والتحدث على انفراد ؟ هناك مقهى قريب . مارأيك في الذهاب اليه ؟
هزت كتفيها بعدم اكتراث " إذا كنت مصراً على ذلك"
لم ينطق بكلمة الى ان وصلت القهوة . ولم تلح راشيل عليه رغم فضولها . لقد مضت الأيام التي كانت تنتظر بلهفة كل كلمة ينطق بها .منتديات ليلاس
- انت لم تأت الى حفلة العشاء ليلة السبت.
بماذا ستجيبه ؟ عادت بذاكرتها الى تلك الليلة وقررت ان تتابع القصة التي اخترعتها يومها " لم يكن هناك حاجة لذلك بعد ان اجتمع رئيسي بموكله "
- هل قرر السيد وونغ عدم شراء الفندق؟
احتفظت راشيل بهدوئها وهي تقول " لا تتوقع مني ان اتحدث عن اعمال رئيسي معك , اليس كذلك؟ إذا كان هذا سبب مجيئك ... لكي تستخلص مني معلومات لأجل صديقتك , إذن فقد اضعت وقتك, وكذلك ثمن هذه القهوة "
وعندما همت بالوقوف , قال بسرعة " لا, ليس هذا هو السبب . جئت لأحذرك بالنسبة الى رئيسك"
عادت راشيل الى الجلوس وهي تطرف بعينيها " تحذرني بالنسبة الى جاستين ؟"
- إسمعي , اعرف انني سببت لك الألم في الماضي فأنا لست احمق . ربما تكرهينني من اعماقك , وانا افهم ذلك. لكنني لا اكرهك . بل في الواقع , اظن ان افتراقي عنك كان غلطة كبرى , فأنت سيدة غير عادية , وتستحقين من الحياة ماهو افضل من الارتباط بشخص مثل جاستين ماكارثي .منتديات ليلاس
فتحت راشيل فمها لتنكر اي علاقة لها بجاستين, لكنها فضلت السكوت لتسمع ما يريد إريك ان يحذرها منه , ثم إن علاقتها بجاستين او بسواه ليست من شأن إريك.
فقالت بجفاء " لا ادري ما الذي نتحدث عنه , جاستين رئيس رائع , ورائع في كل شيء آخر . ما الذي تحذرني منه بالنسبة اليه؟"
فضحك " عليّ ان اشهد له بالمهارة في التمثيل . لكنه لا يحبك يا راشيل , إنه يستغلك فقط"
فقالت وهي تجاهد للسيطرة على غضبها " كم هو لطيف منك ان تخبرني بذلك! هل لي ان اسأل ما الذي جعلك تقول هذا وماهي الدلائل ؟ ام ان السبب هو انك عندما تنظر اليّ تجد امرأة حمقاء مثيرة للشفقة لا يمكن ان يحبها رجل؟"
- لا شيء فيك احمق يستدعي الشفقة يا راشيل , وانت تعلمين هذا. فأنت مازلت جميلة رائعة كما كنت دوماً. ولكن لديك عيب واحد, وهو انك تعشقين الأوغاد.
فقالت بحرارة " انا لا احب رئيسي"
ولكن وجهها بدا متوهجاً , عندما اخذت عينا إريك تتفحصانها.
فقال " هذا ما ارجوه . لأنه رجل منحرف مليء بالمرارة . وهو معذور في ذلك, فأي رجل في مكانه سيكون كذلك بعدما ما فعلته به زوجته"
جف فم راشيل " ماذا ... ماذا فعلت به زوجته؟"
- ادركت انك لا تعرفين , فالرجل لا يحب التحدث عن هذه الأمور . لم تتعرف اليه شارلوت ليلة السبت الماضي حين قدمته الينا فاسمه ليس لامعاً الى هذا الحد. لكنها اخذت تفكر في امره الليلة الماضية , ثم قامت باستعلام حذر, وإذا بها تكتشف انه الرجل نفسه .
- إريك , هل لك ان تقول بالضبط ما الذي جئت لتقوله ؟
- زوجة رئيسك السابقة هي السكرتيرة الشخصية لكارل نومبس واعني الشخصية جداً. إنه يدفع لها اجرة الشقة و يأخذها معه الى كل مكان . لهذا السبب تركت زوجها , لأنها تريد ان تقيم مع رئيسها المتألق في المجتمع . تعرفين كارل تومبس اليس كذلك؟
- طبعاً اعرفه. مع انني تركت ميدان العمل لعدة سنوات , لكنني لم اكن ميتة . لا اظن ان هناك في استراليا من لا يعرف كارل تومبس .
- لا بأس , لابأس , لا تغضبي .كارل تومبس هو موكل شارلوت الذي سيشتري الفندق . وبسبب علاقتهما العملية , شارلوت على اتصال دائم بسكرتيرته الشقراء الرائعة الجمال. وانت تعرفين ان النساء يحببن الثرثرة , وقد اسرت زوجة ماكارثي السابقة الى شرلوت ذات يوم , ببعض امورها فيما هما تتناولان الغداء معاً, يبدو ان ماندي مازالت تعاني من شعور بالغ بالذنب تجاه زوجها السابق . لقد اخبرت شارلوت كم حطمه هجرها له .منتديات ليلاس
اعترفت لها بأنها قالت له كلاماً فظيعاً لكي يكرهها وينساها , لكنها لا تستطيع نسيان ذلك التعبير الذي بدا على وجهه حين اخبرته بأنها على علاقة مع كارل تومبس منذ فترة . يبدو انها كانت تحب زوجها وكان هو مجنوناً بها , لكنها ببساطة لم تستطع ان تقاوم تفوق تومبس , اظن انها حطمت قلب زوجها بتركها له. على اي حال لا شيء كان سيمنع كارل من الحصول عليها .
لم تنبس راشيل بكلمة . كانت مشغولة جداً باستيعاب اخبار إريك , فتابع يقول " هكذا اصبح جاستين رجلاً مليئاً بالمرارة . ولأنني اعرفك يا راشيل , خشيت ان تصدقي انه يحبك . فأنت لست من نوع الفتيات اللاتي يقبلن بعلاقة عابرة مع الرجل من دون حب. فالانتقام هو الذي يقوم به رئيسك هذه الايام لا الحب"
- انت لا تعرف ما الذي تتحدث عنه, يا إريك , اولاً انا لا احب جاستين , لم اتصور لحظة واحدة انه يحبني .ريحانة
فقطب إريك جبينه " ماالذي بينكما إذن ؟"
- هذا شأني , ألا تظن ذلك؟
- لكنك على علاقة معه . اليس كذلك؟
- وهذا شأني ايضاً.
- إسمعي , انا فقط اريد مصلحتك يا راشيل. امرك يهمني.
فضحكت " منذ متى , يا إريك ؟ هل انت واثق من انك لم تبحث عني اليوم, لأنك سئمت من شارلوت ففكرت في ان تحصل على تسلية من المرأة التي طالما اعتبرتها امراً مسلماً به ؟"
- انا لم اعتبرك قط امراً مسلماً به يا راشيل, بل احببتك بطريقتي الخاصة. فقط ظننت ان زواجنا لم ينجح طالما انت تقومين بعمل يومي بدوام طويل, وانا رجل اناني , اعترف بهذا, فقد اردت من وقتك اكثر من ذلك. اردت زوجة تعتبرني اول اهتماماتها.
- إذن , ألا يبدو اختيارك لشارلوت غريباً؟ لأن اول اهتماماتها هو وظيفتها , وثاني اهتماماتها هو نفسها.
- اعر ف هذا , و لهذا لم اتزوجها , اما انت فقد اردتك زوجة لي, يا راشيل , ومازلت اريد.
- آه , ارجوك , دعني جانباً , شكراً على القهوة.ريحانة
قالت هذا وهي تنهض من دون ان تمس فنجانها " وشكراً لأخبارك الممتعة ! لقد اديت لي خدمة كبرى لأنك اخبرتني عن زوجة جاستين السابقة . فقد جعل هذا الأمور اكثر وضوحاً بالنسبة لي"
وكان هذا صحيحاً , فمع انها لا تعلم كل التفاصيل عن افكار جاستين ومشاعره , لكن الذي يقوده ليس الانتقام, لأن الانتقام سيبدو مختلفاً جداً , سواء كان ذلك في المكتب او خلال العطلة الاسبوعية , لو كان يبغي الانتقام لاستغلها هي .
ابتعدت راشيل عن إريك من دون ان تلقي نظرة الى الخلف , وقد شغل جاستين عقلها كلياً , لم تبالغ والدة جاستين أليس وهي تصف زوجة ابنها بأنها ساقطة , ومن الأفضل لجاستين ان تخرج امرأة كهذه من حياته لكن المشكلة انه لم يدرك ذلك بعد.
ربما , وربما , لا , من الواضح انه كان غارقاً في غرام تلك ماندي وربما مايزال كذلك . من الصعب التكهن . ومع ذلك الزمن يشفي كل الجراح . فهاهي مثلاً قد شفيت بعد ان كانت تظن ذات يوم ان الشمس تشرق من إريك , وقد حطمها هجره لها . واليوم لم يختلج فيها عصب واحد وهو يخبرها بأنه مازال يريدها زوجة له . لم يعد ذلك الرجل يعني لها شيئاً . شعورها بالتحرر منه كان رائعاً.منتديات ليلاس
تكهنت راشيل بأن جاستين لم يتحرر بعد من زوجته السابقة ... من شقرائه السابقة الرائعة الجمال . هكذا قال إريك . لابد انها رائعة الجمال . رائعة للغاية ... لأن رجالاً مثل كارل تومبس لا يلتفتون للنساء الدميمات . إنهم يختارون نساء رائعات الوجود والاجساد ... نساء ضعيفات امام المال.
لا عجب في ان جاستين وجد في القهوة ماينسيه همومه . لقد فهمت راشيل هذا تماماً, لكن الوقت حان لكي ينسى الماضي ويتقدم الى الامام , كما قررت هي ان تفعل .
طبعاً اقتضى ذلك منها اربع سنوات لكي تشفي قلباً وعقلاً , اما خيانة زوجة جاستين وهجرها له فلم يمض عليهما وقت طويل بعد, فقد حصل ذلك منذ سنتين فقط. وقد قالت له تلك المرأة اشياء فظيعة , حسب قول إريك.منتديات ليلاس منتديات ليلاس
مانوع تلك الأشياء ؟ اخذت راشيل تتساءل وهي تستقل المصعد الى الطابق الخامس عشر . اتراها انتقدت رجولته؟ يصعب عليها تصديق ذلك . ربما اخبرته تلك المرأة الحقيرة بأنه ليس غنياً او قوي النفوذ بما يكفي . من يدري؟
لا تجرؤ راشيل على ان تسأله عن هذا الأمر طبعاً , لكنها وجدت الجرأة على ان تعود, وتخبره بأنها غيرت رأيها بالنسبة الى الاستقالة , وجدت الجرأة لتبقى , وتساعده على تخطي معاناته , كما فعلت هي.ريحانة
وفي الواقع , لم تستطع ان تمنع نفسها من التفكير في ذلك , فهي قد ذاقت مرارة الهجر والخيانة, وتعرف عذابهما . قد تكون مخطئة , لكنها تكهنت بأنها اول امرأة يغازلها جاستين منذ تركته زوجته.
جعلها ذلك تشعر بالحيرة والغضب معاً, الأنانيون مثل إريك وماندي مسؤولون عن ذلك الى حد كبير . فهل من العدل ان يفلتوا من العقاب لاستهتارهم بمشاعر وحياة الآخرين فيما يعاني الآخرون بسبب قسوتهم ؟ على الشخص ان يواجه و يقاوم... وان يتوقف عن تمثيل دور الضحية ويتقدم الى الامام , حيث سيجد اناساً آخرين وشركاء آخرين. ولكن عليه اولاً ان يكون راغباً بذلك, ان يحتضن التجارب الجديدة لا ان يهرب منها.
خرجت راشيل من المصعد راكضة الى مكتبها, ثم لم تلبث جرأتها التي وجدتها حديثاً ان بهتت حين وصلت الى الباب الذي كانت صفقته خلفها منذ اقل من ساعة . وفجأة راحت تعض شفتها السفلى واحست بألم في معدتها . هل مازال جاستين هناك خلف ذلك الباب ؟ جالساً امام اجهزة الكومبيوتر ؟ ربما . موعد الغداء لم يأت بعد, وليس لدى رئيسها سبب يدفعه الى الذهاب الى بيته . ليس لديه في حياته سوى عمله , وكرامة جريحة وقلب محطم.
كان ذلك صحيحاً حتى الآن , والآن , اصبحت هي لديه . صداقتها ومحبتها! ستقف الى جانبه ولو كلفها ذلك التراجع عن موقفها السابق.منتديات ليلاس
شعرت بالارتجاف في يدها, لكنها استجمعت شجاعتها وطرقت الباب , لكنه كان طرقاً خجولاً جباناً . اغتاطت من نفسها فلم تكرر الطرق . وبدلاً من ذلك ادارت اكرة الباب ثم دخلت .
- آه , كلا!.
تأوهت وعيناها تجولان في انحاء مكتب جاستين الخالي.
كانت تصارع خيبة املها عندما سمعت جلبة صادرة من إحدى الغرفتين الملحقتين بالمكتب . تلك الغرفة التي تحتوي على براد وأريكة . وقبل ان تخونها شجاعتها مرة اخرى سارت الى الباب وفتحته.
كان جاستين ممدداً على الأريكة وقد غطى وجهه بيده , ورأت راشيل في احدى زوايا الغرفة بقايا الزجاج المتناثر . يبدو انه رمى ارضاً بالكوب الذي كان يحمله . نظر اليها وقد بدا الذهول على وجهه ما إن سمع صوت الباب وهو ينفتح . لم يكن يتوقع ان يرى راشيل مرة اخرى , خصوصاً هذا النهار.منتديات ليلاس
بعد ان غادرت المكتب , حاول ان يعمل , لكنه كان عاجزاً عن التركيز للكآبة التي تملكته . واخيراً جاء الى هنا يبحث عن شراب يريحه . ويبدو انه شعر بالضيق فرمى بكوب العصير الفارغ ارضاً فتناثرت شظايا الزجاج في كل مكان من الغرفة.
واندفعت تسأله " ما الذي تراك تفعله؟"
لهجة الاتهام في صوتها بالإضافة الى ظهورها غير المتوقع , اثارته " ماذا ترينني افعل؟ شربت العصير وتخلصت من الكوب . هل لديك اعتراض؟"
- ولكن ... منظرك يبدو غريباً, فأنت تبدو غاضباً جداً, وهذا ليس من عاداتك .
فقال بجفاء " في هذا انت مخطئة , فأنت لا تعرفينني جيداً ولا تعرفين إن كنت اغضب كثيراً ام لا"
وفي هذه الاثناء كان جاستين قد استقام في جلسته, فنظر اليها ملياً منتظراً ان ترد عليه او تخبره على الأقل لما عادت بعد ان قدمت استقالتها.منتديات ليلاس
- لا تفعلي هذا!
زمجر بذلك عندما اسرعت واخذت تلتقط قطع الزجاج المتناثر ارضاً. تباً لكل ذلك! آخر شيء يريده هو ان تبدأ بالانحناء هنا وهناك امامه.
تجاهلته وتابعت لملمة بعض قطع الزجاج الكبيرة , وهي تقول " سنأتي بمن ينظف هذه الفوضى . لا ينبغي لك ان تبقي وحدك ابداً"
قالت هذا وهي تنتصب واقفة وتضع قطع الزجاج في محرمة ورقية.
فقال بحدة , وقد شعر بالانزعاج من وجودها بشكل لا يصدق " وماذا يهمك انت ؟ فأنت لست حارستي , حتى انك لن تعودي سكرتيرتي"
- بل انا كذلك إذا كنت ماتزال تريدني في العمل معك.
فضحك " وتظنين هذا خبراً طيباً ؟ ماذا لو قلت إنني لا اريدك ان تعملي عندي بعد الآن ؟ ماذا لو قلت لك إن استقالتك هي ما كنت اريد؟"
- انا لن اصدقك.
- إنها لا تصدقني .
تمتم بذلك غير مصدق " ماذا عليّ ان اقول لكي اجعلك تصدقينني؟"
- ليس عليك ان تقول شيئاً.ريحانة
قالت هذا وهي تمنحه احدى نظراتها التمردة . تباً لها ! إنها تقتله بنظراتها , وبذلك الفم المتمرد . قال مصمماً على ان يصدمها لكي ترحل مرة اخرى " ماذا لو اخبرتك بأنني منذ ليلة السبت . كلما نظرت اليك ارغب في معانقتك؟"
لم تجبه راشيل بكلمة واحدة و إنما حدقت اليه بصمت , فتابع يقول بانفعال متعمد " هذا ليس كل شيء . عندما احضرت لي تلك القهوة هذا الصباح بعد ان خرج غاي, لم تكن القهوة ما اردته بل انت . اردتك ان تأتي إلي , فأعانقك واشعر بحرارة جسدك بالقرب من جسدي"
اتسعت عينا راشيل لكنها لم تقل شيئاً . بدت وكأنها تسمرت في مكانها , وقد جمدتها اعترافاته المفزعة . لن تستسلم بسهولة بل عليه ان يتجاوز مشكلته اولاً فيتخلص من عقدة زوجته السابقة قبل ان يبدأ بمغازلتها . وهي التي ستساعده على ذلك.ريحانة
- حسناً ؟ ماذا كنت ستفعلين لو انني قمت بذلك؟
واخيرا قالت بذهول " لا ... لا اعرف"
- ماذا تعنين بقولك إنك لا تعرفين ؟
قال هذا بحدة وقد ضاق بهذا الجواب الغامض.
- اعني إنني لا اعرف , فقد كنت غاضبة حينذاك , لماذا لا تسألني الآن؟
يا الله . كانت تعني ذلك , تعنيه حقاً!
اشتدت قبضة يده على حافة الاريكة ودار رأسه.
اي امل في ان يستمر في مقاومة الإغراء قد تبدد الآن , وقف جاستين وسار نحوها متردداً.
- كنت اريد ان افعل هذا.منتديات ليلاس
قال هذا ومد يده يزيل دبوس الشعر عن رأسها . وعندما انسدل شعرها حول وجهها وكتفيها , بدت في عينيه نظرة غريبة , وكادت للحظة تتراجع لتهرب من جديد من جاستين ومن نفسها .
إلا انها تذكرت كلام إريك عن هذا الزواج المحطم الفؤاد . كيف يمكنها ان تلومه على قسوته تلك وعدم حساسيته؟ ستكون صبورة معه الى ان يتخلص مع شعوره بالمرارة وينسى حبه لزوجته السابقة , وعند ذلك تأمل بأنه سوف يدرك حبها له ويحبها هو ايضاً. فقالت متلعثمة " لا اطلب ذلك منك, كل مافي الأمر انني اود متابعة العمل معك. اما فيما يعلق بتلك ... الجاذبية بيننا .. فأنا واثقة ان بإمكاننا التعامل معها كشخصين راشدين يدرك كل منهما حدوده فلا يتجاوزها. ألا توافقني الرأي ؟"
مع انها قالت ذلك, إلا ان مشاعرها الحقيقية كانت تتجاوز كل الحدود.ريحانة
اصيب جاستين بالدهشة لكلامها . كان يرى الرغبة في عينيها فكيف يمكنها والحال هكذا ان تكون بهذه الصلابة؟
وإذا به يتقدم نحوها وفي عينيه إعجاب من نوع آخر , إعجاب مشوب بالامتنان , وعانقها لكن عناقه كان مختلفاً هذه المرة.
![](https://img.wattpad.com/cover/149364948-288-k998120.jpg)
أنت تقرأ
سهام من حرير _ ميرندا لي
Roman d'amourلطالما القت النساء بأنفسهن على جاستين ماكارثى ، فأي امرأة لا تحلم بأن توقع بذلك الرجل الوسيم وتتنعم بثروته الطائلة ! تصور جاستين انه أمن تلك المضايقات ، عندما وظف راشيل سكيرتيرة خاصه لديه فهي امرأة عادية الجمال متحفظة ولا نية لديها في اغوائه إلى أن...